مشاهدة النسخة كاملة : من روائع القصص النبوي (باب الأمانة-1)


فريق منتدى الدي في دي العربي
05-31-2022, 07:43 AM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده أما بعد :
فإن القصص في كتاب الله وسنة رسوله ليست كغيرها من القصص فجميع القصص الوارد لا نشك في مصداقيتها لأنها بوحي من الله تبارك وتعالي فلا مجال فيها للشك كذلك فإن تلك القصص لم ترد علي سبيل التسلية إنما لاستنباط الأحكام لجني الفوائد منها لتربية المسلم وفي هذه السلسلة التي بعنوان من روائع القصص النبوي نبدأ سوياً رحلة في القصص الصحيحة التي ورد ذكرها في أحاديث رسول الله فنذكر الحديث بتخريجه ثم نثني بشرح وتعليق عليه نسأل الله تبارك وتعالي أن يتقبل منا وإياكم صالح الأعمال

قصة اليوم أيها الأحباب بعنوان الأمانة والوفاء بالعهد :
الحديث : روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل, سأل بعض بني إسرائيل أن يُسْلِفَه ألف دينار، فقال: ائتني بالشهداء أُشْهِدُهُم، فقال: كفى بالله شهيدا, قال: فأتني بالكفيل، قال : كفى بالله كفيلا ، قال: صدقت, فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر، فقضى حاجته ، ثم التمس مركبا يركبها يقْدَمُ عليه للأجل الذي أجله ، فلم يجد مركبا , فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار, وصحيفةً منه إلى صاحبه، ثم زجَّجَ موضعها، ثم أتى بها إلى البحر، فقال : اللهم إنك تعلم أني كنت تسَلَّفْتُ فلانا ألف دينار، فسألني كفيلا, فقلت:كفى بالله كفيلا ، فرضي بك ، وسألني شهيدا ، فقلت : كفى بالله شهيدا ، فرضي بك ، وأَني جَهَدتُ أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له ، فلم أقدِر، وإني أستودِعُكَها ، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف ، وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده ، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله, فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطبا، فلما نشرها ، وجد المال والصحيفة ، ثم قَدِم الذي كان أسلفه ، فأتى بالألف دينار, فقال: والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه ، قال : هل كنت بعثت إلي بشيء ، قال : أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه، قال : فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة ، فانْصَرِفْ بالألف الدينار راشدا ).

التعليق والفوائد :

*ما أجمل أن يراقب العبد ربه في جميع أحواله فاستحضار مراقبة الله أعظم الأسباب الجالبة لخشيته سبحانه وتعالي وأدعي الي معاملة الناس بالحسني

*الإيمان حينما يخالط القلوب يتجلي ذلك علي أخلاق العبد ومعاملاته

*ضرورة السعي والأخذ بالأسباب لقضاء الدين والوفاء بالعهد

*الله تبارك وتعالي يعين العبد علي قضاء الدين ما دام توكل عليه حق التوكل والتمس الأسباب

*الأمانة في المعاملات بين الناس فلقد عثر الدائن علي المبلغ الذي بعث به المدين في الخشبة فلم ينكر بل أخبر صاحبه بذلك ولم يأخذ شيئا فوق حقه

Adsense Management by Losha