فريق منتدى الدي في دي العربي
03-18-2016, 07:02 AM
في سورة الصافات قال الله تعالى
(لا يسمعون الى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب)
و الضمير في يسمعون , عائد الى الشياطين
والملأ الأعلى هم الملائكة , أهل السماء , وعلوهم بالنسبة الى من دونهم من أهل الأرض
واختلفت قراءة الأئمة في هذه الكلمة (لا يسمعون )
فقرأها الجمهور , أهل المدينة والبصرة , بسكون السين و تخفيف الميم(لا يَسْمَعُونَ)
وهو نفي السماع , وان كانوا يَتَسَمَّعُونَ , أي يطلبون السماع لكن لا يمكنون منه , ولا يصل أي شيء الى مسامعهم
وقرأ خمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص , (لَا يَسَّمَّعُونَ ) بتشديد السين والميم
وأصلها لا يتسمعون , فأدغمت التاء في السين
وتقتضي نفي التسمع , وهو تطلب السماع
لكن هذا مخالف لظاهر الأحاديث الصحيحة في اثبات طلبهم السماع , وتطلعهم الى الملأ الأعلى لقصد التقاط ما تتحدث به الملائكة , مع تقدم أجرئهم الى الأعلى والقائه الكلمة الى من دونه قبل أن يحرقه الشهاب , حتى تصل الى آخرهم فيلقيها الى الكهنة ويزيد معها مائة كذبة
وهذا المعنى يوافق القراءة الأولى , لذلك رجحها الطبري على الثانية , فقال
(وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَهُ بِالتَّخْفِيفِ، لِأَنَّ الْأَخْبَارَ الْوَارِدَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ أَصْحَابِهِ، أَنَّ الشَّيَاطِينَ قَدْ تَسَمَّعَ الْوَحْيَ، وَلَكِنَّهَا تُرْمَى بِالشُّهُبِ لِئَلَّا تَسْمَعُ )) انتهى
ومما يدل على ذلك ما رواه الشيخان من حديث عائشة
(المَلاَئِكَةُ تَتَحَدَّثُ فِي العَنَانِ - وَالعَنَانُ: الغَمَامُ -، بِالأَمْرِ يَكُونُ فِي الأَرْضِ، فَتَسْمَعُ الشَّيَاطِينُ الكَلِمَةَ، فَتَقُرُّهَا فِي أُذُنِ الكَاهِنِ كَمَا تُقَرُّ القَارُورَةُ، فَيَزِيدُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذِبَةٍ "
و عامة المفسرين كابن عطية والقرطبي أيدوا ما ذهب اليه الطبري
ولكن يمكن توجيه القراءة الثانية , بحيث لا تتنافى مع الأولى
والجمع أولى من الترجيح الذي لا يصار اليه الا بعد تعذر الجمع
وبخاصة أن هذه القراءة ثابتة , وقد قرأ بها ابن عباس في رواية عنه وكذا الأعمش
ويؤيد صحة هذه القراءة تعدي فعل السماع بالى
فتقول (تسمعت الى ) بمعنى أصغيت اليه
وعلى هذا فيكون التسمع المنفي في القراءة الثانية هو تسمع خاص
فاما أن يكون التسمع الى القرآن , فهم لا يطلبونه لتيقنهم أنه محفوظ بالحرس الشديد والشهب التي ملئت بها السماء الدنيا بعد بعثة النبي عليه السلام
أما ما يتكلم الله به الى الملائكة من غير القرآن , فقد يسترقون سمعه
واما أن يكون التسمع المنفي في الآية هو تسمع الى علو خاص
فيكون هو (الاعلى ) , أما ما دونه فيمكن أن يستمعوا اليه ويطلبونه
ودليله الحديث السابق , حيث أنهم استرقوا السماع من الملائكة التي تتحدث في العنان
(لا يسمعون الى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب)
و الضمير في يسمعون , عائد الى الشياطين
والملأ الأعلى هم الملائكة , أهل السماء , وعلوهم بالنسبة الى من دونهم من أهل الأرض
واختلفت قراءة الأئمة في هذه الكلمة (لا يسمعون )
فقرأها الجمهور , أهل المدينة والبصرة , بسكون السين و تخفيف الميم(لا يَسْمَعُونَ)
وهو نفي السماع , وان كانوا يَتَسَمَّعُونَ , أي يطلبون السماع لكن لا يمكنون منه , ولا يصل أي شيء الى مسامعهم
وقرأ خمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص , (لَا يَسَّمَّعُونَ ) بتشديد السين والميم
وأصلها لا يتسمعون , فأدغمت التاء في السين
وتقتضي نفي التسمع , وهو تطلب السماع
لكن هذا مخالف لظاهر الأحاديث الصحيحة في اثبات طلبهم السماع , وتطلعهم الى الملأ الأعلى لقصد التقاط ما تتحدث به الملائكة , مع تقدم أجرئهم الى الأعلى والقائه الكلمة الى من دونه قبل أن يحرقه الشهاب , حتى تصل الى آخرهم فيلقيها الى الكهنة ويزيد معها مائة كذبة
وهذا المعنى يوافق القراءة الأولى , لذلك رجحها الطبري على الثانية , فقال
(وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَهُ بِالتَّخْفِيفِ، لِأَنَّ الْأَخْبَارَ الْوَارِدَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ أَصْحَابِهِ، أَنَّ الشَّيَاطِينَ قَدْ تَسَمَّعَ الْوَحْيَ، وَلَكِنَّهَا تُرْمَى بِالشُّهُبِ لِئَلَّا تَسْمَعُ )) انتهى
ومما يدل على ذلك ما رواه الشيخان من حديث عائشة
(المَلاَئِكَةُ تَتَحَدَّثُ فِي العَنَانِ - وَالعَنَانُ: الغَمَامُ -، بِالأَمْرِ يَكُونُ فِي الأَرْضِ، فَتَسْمَعُ الشَّيَاطِينُ الكَلِمَةَ، فَتَقُرُّهَا فِي أُذُنِ الكَاهِنِ كَمَا تُقَرُّ القَارُورَةُ، فَيَزِيدُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذِبَةٍ "
و عامة المفسرين كابن عطية والقرطبي أيدوا ما ذهب اليه الطبري
ولكن يمكن توجيه القراءة الثانية , بحيث لا تتنافى مع الأولى
والجمع أولى من الترجيح الذي لا يصار اليه الا بعد تعذر الجمع
وبخاصة أن هذه القراءة ثابتة , وقد قرأ بها ابن عباس في رواية عنه وكذا الأعمش
ويؤيد صحة هذه القراءة تعدي فعل السماع بالى
فتقول (تسمعت الى ) بمعنى أصغيت اليه
وعلى هذا فيكون التسمع المنفي في القراءة الثانية هو تسمع خاص
فاما أن يكون التسمع الى القرآن , فهم لا يطلبونه لتيقنهم أنه محفوظ بالحرس الشديد والشهب التي ملئت بها السماء الدنيا بعد بعثة النبي عليه السلام
أما ما يتكلم الله به الى الملائكة من غير القرآن , فقد يسترقون سمعه
واما أن يكون التسمع المنفي في الآية هو تسمع الى علو خاص
فيكون هو (الاعلى ) , أما ما دونه فيمكن أن يستمعوا اليه ويطلبونه
ودليله الحديث السابق , حيث أنهم استرقوا السماع من الملائكة التي تتحدث في العنان