مشاهدة النسخة كاملة : من أسرار الخليفة عمر


فريق منتدى الدي في دي العربي
03-18-2016, 07:02 AM
كان عمر رضي الله عنه يقرأ في صلاة الفجر سورة يوسف , وكذا في العتمة
لكن لما يصل الى هذه الآية (انما أشكو بثي وحزني الى الله ))
يبكي ويشتد بكاؤه حتى تنقطع قراءته ويسمع من خلفه نشيجه
فكنت أتساءل في حيرة عن السر وراء ذلك وعن السبب الدافع الى هذا البكاء المتكرر عند بلوغ هذه الآية
وليس فيها من دواعي البكاء ما يوجد في آيات الوعيد و العذاب الشديد
ثم برقت لي بارقة ولاح لي وميض من وراء الحجب عساه يكشف ما استتر وييسر ما عسر
وهذه القصة مروية بعدة أسانيد صحيحة
منها ما علقه البخاري ,ووصله ابن أبي شيبة و سعيد بن منصور وعبد الرزاق
سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن محمد بن سعد: سمع عبد الله بن شداد بن الهاد يقول: سمعت عمر يقرأ في الصلاة الصبح سورة يوسف، فسمعت نشيجه، وإني لفي آخر الصفوف، وهو يقرأ: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّه}))
وهذا اسناد في غاية الصحة

وروي باسناد آخر صحيح
وروى جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أبي رافع، قالَ: إني يوما مع عمر في صلاة الصبح، وهو يقرأ السورة التي فيها يوسف، وأنا في آخر الصفوف الرجال مما يلي النساء، وكان جهير القراءة، فلما مر بهذه الآية: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى الله} فبكى حتى انقطعت قراءته، وسمعت نشيجه.))

وروي باسناد آخر صحيح لكن قيد بصلاة العشاء
روى ابن جريج: أخبرني ابن مليكة، قالَ: أخبرني علقمة بن وقاص، قالَ: كانَ عمر يقرأ في العشاء الآخرة بسورة يوسف، وأنا في مؤخر الصف، حتى إذا ذكر يوسف سمعت نشيجه.))

فكل هذا يظهر أن عمر كان مديم القراءة لهذه السورة فيما يجهر فيه وبخاصة في الفجر

يؤيده ما رواه الامام مالك في الموطأ
مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ يَقُولُ: صَلَّيْنَا وَرَاءَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الصُّبْحَ. فَقَرَأَ فِيهَا بِسُورَةِ يُوسُفَ وَسُورَةِ الْحَجِّ، قِرَاءَةً بَطِيئَةً.
فَقُلْتُ: وَالَّلهِ، إِذاً، لَقَدْ كَانَ يَقُومُ حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ.
قَالَ: أَجَلْ.
وكذا عن عثمان , وكأنه اقتدى في ذلك بعمربعد أن حل محله
فروى مالك
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ أَنَّ الْفُرَافِصَةَ بْنَ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيَّ قَالَ: مَا أَخَذْتُ سُورَةَ يُوسُفَ إِلاَّ مِنْ قِرَاءَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ إِيَّاهَا، فِي الصُّبْحِ. مِنْ كَثْرَةِ مَا كَانَ يُرَدِّدُهَا.)

والآية التي أوقفت عمر و أسالت دموعه حتى سمع نشيجه
والنشيج هو رفع الصوت بالبكاء ,
هذه الآية (انما أشكو بثي وحزني الى الله )
وقالها يعقوب عليه السلام بعد أن عذله بنوه بعد أن قال (يا أسفى على يوسف ) حين أخبروه بالخبر الذي زاد في حزنه , وذكره فقدان بن يامين أخاه يوسف عليه السلام
وههنا السر في بكاء عمر
فيعقوب بكى حتى ابيضت عيناه حين تذكر فقدان أحب الخلق اليه
فلاموه قائلين (تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين )
فرد قائلا
(انما أشو بثي وحزني الى الله ))
وهنا يذكر عمر بن الخطاب النبي الأعظم الذي يقف الآن في مكانه ويقوم مقامه الذي صلى فيه عشر سنوات يرتل عليهم هذا القرآن
ولا شك أنه أعظم , مخلوق ذكر , و أحب بشر فقد
وكأن عمرا يسلي نفسه بقراءة هذه الآيات عساها تخفف عنه لوعة ذلك الفراق المرير
وتمنيه بدنو اللقاء القريب مع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
وليس له الا الله يشكو اليه هذا المصاب
(انما أشكو يثي وحزني الى الله )

و كان عمر قد تقلد مفاتيح الخلافة و دخلت تحت امرته المشارق والمغارب , بعد أن مكن الله تعالى لدينه في الأرض
فكان يتلو هذه السورة التي فيها ذكر التمكين لعبده يوسف عليه السلام
لذلك كان يديم قراءتها
وتبعه على ذلك الخليفة عثمان رضي الله عنهم

Adsense Management by Losha