فريق منتدى الدي في دي العربي
06-05-2022, 11:33 AM
من أقوال السلف في مجاهدة النفس ومحاسبتها
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فالإنسان بحاجة إلى معرفة نفسه, ومن وفقه الله عز وجل عرف عيوبها, قال الإمام ابن حزم رحمه الله: طوبى لمن علم من عيوب نفسه أكثر مما يعلم الناس منها.
ولن يعرف الإنسان عيوب نفسه مادام أنه يحسن الظن بها, قال الإمام الماوردي رحمه الله: ربما حَسُن ظن الإنسان بنفسه فأغفل مراعاة أخلاقه, فدعاهُ حُسن الظن بها إلى الرضا عنها, فكان الرضا عنها داعياً إلى الانقياد لها ففسد منه ما كان صالحاً, ولم يصلحُ منها ما كان فاسداً, لأن الهوى أغلبُ من الآراء, والنفس أجور من الأعداء, لأنها بالسوء أمارة, وإلى الشهوات مائلة.
ومن أقوى أسباب حسن الظن بالنفس كما قال الإمام الماوردي رحمه: " الكبر والإعجاب وهو بكل أحد قبيح لأنه دال على صغر الهمة مخبر بعلو المنزلة وكفى بالمرء ذمّاً أن تكون همته دون منزلته."
وإذا عرف الإنسان عيوب نفسه وآفاتها دفعه ذلك إلى محاسبتها, ومجاهدتها ليصل بها إلى تزكيتها من تلك العيوب, فإن تم له ذلك فقد فاز وأفلح, قال الله عز وجل: ? {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * قدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} ? [الشمس:7_8] قال العلامة السعدي رحمه الله: أي: طهر نفسه من الذنوب, ونقاها من العيوب, ورقّاها بطاعة الله, وعلّاها بالعلم النافع, والعمل الصالح.
للسلف أقوال في مجاهدة النفس ومحاسبتها, يسّر الله الكريم فجمعت بعضاً منها, الله أسأل أن ينفع بها الجميع.
فوائد محاسبة النفس:
** قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا, وزينوا أنفسكم قبل أن توزنوا.
** عن ميمون بن مهران: لا يكون العبد من المتقين, حتى يحاسب نفسه أشدّ من محاسبة شريكه.
** قال الحسن: ابن آدم, إنك لن تجد حقيقة الإيمان ما كنت تعيبُ الناس بعيب هو فيك, حتى تبرأ بذلك العيب من نفسك فتُصلحه, فلا تصلح عيباً إلا ترى عيباً آخر, فيكون شغلك خاصة نفسك, وكذلك أحبُّ ما يكون إلى الله إذا كنت كذلك.
** قال الإمام الغزالي: رأس مال العبد في دينه: الفرائض, وربحه النوافل والفضائل, وخسرانه المعاصي. فيحاسب نفسه على الفرائض أولاً, فإن أداها على وجهها شكر الله تعالى عليها, ورغبها في مثلها, وإن فوتها من أصلها طالبها القضاء, وإن أداها ناقصة كملها الجبران بالنوافل, وإن ارتكب معصية اشتغل بمعاتبتها, ليستوفي منها ما يتدارك به ما فرط, كما يصنع التاجر بشريكه.
ومهما حاسب نفسه فلن تسلم عن مقارفة معصية, وارتكاب تقصير في حق الله تعالى, فلا ينبغي أن يهملها, فإنه إن أهملها سهل عليه مقارفة المعاصي, وأنست بها نفسه, وعسر عليه فطامها, وكان ذلك سبب هلاكها.
ومن أنفع العلاج أن تطلب صحبة عبد من عباد الله مجتهد في العبادة فتقتدي به.
أو تعدل إلى سماع أحوالهم, ومطالعة أخبارهم, وما كانوا فيه من الجهد. قال أبو الدرداء: لولا ثلاث ما أحببت العيش يوماً واحداً, الظمأ لله بالهواجر, والسجود لله في جوف الليل, ومجالس أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب الثمر.
اعلم أن أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك, وقد خُلقت أمارة بالسوء, ميالة إلى الشرّ, فرّارة من الخير, وأُمرت بتزكيتها, وتقويمها, وقودها بسلال القهر إلى عبادة ربها وخالقها, ومنعها من شهواتها, وفطامها عن لذاتها, فإن أهملتها جمحت وشردت, ولم تظفر بها بعد ذلك, وإن لازمتها بالتوبيخ والمعاتبة, كانت نفسك اللوامة التي أقسم الله بها, ورجوت أن تصير النفس المطمئنة, المدعوة إلى أن تدخل في زمرة عباد الله راضية مرضية, فلا تغفلن ساعتها عن تذكيرها, فتقول لها: يا نفس, أما تعرفين ما بين يديك من الجنة والنار, وأنك صائرة إلى إحداهما على القرب ؟ فمالك تشتغلين باللهو, وأنت مطلوبة لهذا الخطب الجسيم, وعساك اليوم تختطفين أو غداً, فأراك ترين الموت بعيداً ؟ أما تعلمين أن كل ما هو آت قريب ؟ أما تعلمين أن الموت يأتي بغتة ؟ وأن كل نفس من الأنفاس يمكن أن يكون فيه الموت فجأة ؟ فمالك لا تستعدين للموت وهو أقرب إليك من كل قريب ؟ أما تتدبرين قوله تعالى: { اقترب للناس حسابهم وهم في غفلةٍ معرضون * ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدثٍ إلا استمعوه وهم يلعبون * لاهيةً قلوبهم } [الأنبياء:1_3] ويحك يا نفس لو واجهك عبد من عبيدك أو أخ من إخوانك بما تكرهينه كيف كان غضبك عليه ومقتك له, فبأي جسارة تتعرضين لمقت الله وغضبه, وشديد عقابه, أفتظنين أنك تطيقين عذابه؟ هيهات, هيهات ! فمالك تسوفين العمل, والموت لك بالمرصاد, ولعله يختطفك من غير مهلة, فما المانع من المبادرة, وما الباعث لك على التسويف, هل له سبب إلا عجزك عن مخالفة شهواتك ؟ وليت شعري ألم الصبر عن الشهوات أعظم شدة وأطول مدة, أو ألم النار في دركات جهنم ؟
** قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممن له فضيلة أو صلاح فينبغي أن يبحث عن المقتضي لذلك, ليسعى في إزالته.
** قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر:18] هذه الآية الكريمة أصل في محاسبة العبد نفسه, وأنه لا ينبغي له أن يتفقدها, فإن رأى زللاً تداركه بالإقلاع عنه, والتوبة النصوح, والإعراض عن الأسباب الموصلة إليه, وإن رأى نفسه مقصراً في أمر من أوامر الله, بذل جهده, واستعان بربه في تتميمه, وتكميله, وإتقانه, ويقايس بين منن الله عليه وإحسانه, وبين تقصيره, فإن ذلك يوجب له الحياة لا محالة
والحرمان كل الحرمان, أن يغفل العبد عن هذا الأمر, ويشابه قوماً نسوا الله وغفلوا عن ذكره, والقيام بحقه, وأقبلوا على حظوظ أنفسهم وشهواتها, فلم ينجحوا, ولم يحصلوا على طائل. بل أنساهم الله مصالح أنفسهم وأغفلهم عن منافعها وفوائدها, فصار أمرهم فرطاً, فرجعوا بخسارة الدارين, وغبنوا غبناً لا يمكن تداركه, ولا يجبر كسره, لأنهم هم الفاسقون, الذين خرجوا عن طاعة ربهم, وأوضعوا في معاصيه.
فهل يستوى من حافظ على تقوى الله, ونظر لما قدم لغده, فاستحق جنات النعيم, والعيش السليم, مع الذين أنعم الله عليهم, من النبيين, والصديقين, والشهداء, والصالحين, ومن غفل عن ذكره ونسي حقوقه فشقي في الدنيا, واستحق العذاب في الآخرة, فالأولون هم الفائزون, والآخرون هم الخاسرون.
مجاهدة النفس وفوائد ذلك:
** قال مورق العجلي رحمه الله: أمر أنا في طلبه منذ عشرين سنة, فلم أقدر عليه, ولست بتارك طلبه, قالوا: وما هو يا أبا المعتمر ؟. قال: الصمت عما لا يعنيني.
** قال محمد بن المنكدر: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت.
** قال الإمام الماوردي: اعلم أن الإنسان مطبوع على أخلاق قلّ ما حُمد جميعها, أو ذُم سائُرها, وإنما الغالب أن بعضها محمود, وبعضها مذموم.
وليس يُمكن صلاح مذمومها بالتسليم إلى الطبيعة,...إلا أن يرتاض لها رياضة تأديب, وتدرج, فيستقيم له الجميع.
وإذا بدأ الإنسان بسياسة نفسه كان على سياسة غيره أقدر, وإذا أهمل مراعاة نفسه كان بإهمال غيره أجدر قال بعض الحكماء من بدأ بسياسة نفسه أدرك سياسة الناس
وقد قيل في منثور الحكم: لا ينبغي للعاقل أن يطلب غيره, وطاعة نفسه ممتنعة.
** قال الإمام ابن عقيل: لو لم يكن من بركات مجاهدة النفس في حقوق الله والانتهاء عن محارم الله, إلا أنّه يعطف عليك, فيسخرها لك, ويطوعها لأمرك حتى تنقاد لك, ويُسقط عنك مؤونة النزاع لها, والمجاهدة حتى تصير طوع يدك وأمرك, تعاف المستطاب عندها إذا كان عند الله خبيثاً, وتؤثر العمل لله وإن كان عندها بالأمس كريهاً, وتستخفه وإن كان عليها ثقيلاً, حتى تصير رقّاً لك بعد أن كانت تسترقك.
** قال الإمام ابن حزم رحمه الله: كانت في عيوب, فلم أزل بالرياضة واطلاعي على ما قالت الأنبياء صلوات الله عليهم والأفاضل من الحكماء المتأخرين والمتقدمين في الأخلاق, وفي آداب النفس أُعاني مُداواتها, حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ومنَّه.
فمنها: حقد مفرط, قدرت بعون الله تعالى على طيه وستره, وغلبتُهُ على إظهار جميع نتائجه, وأما قطعه البته فلم أقدر عليه, وأعجزني معه أن أصادق من عاداني عداوة صحيحة أبداً.
ومنها: كلف في الرضا, وإفراط في الغضب, فلم أزل أُداوي ذلك حتى وقفت عند ترك إظهار الغضب جملةً بالكلام والفعل والتخبط, وامتنعت مما يحلَّ من الانتصار, وتحملت من ذلك ثقلاً شديداً, وصيرت على مضض مؤلمٍ كان ربما أمرضني, وأعجزني ذلك في الرضا.
ومنها: دعابة غالبة, فالذي قدرت عليه فيها إمساكي عما يغضب الممازح, وسامحت نفسي فيها, إذا رأيت تركها من الانغلاق ومضاهياً للكبر.
ومنها: عُجب شديد, فناظر عقلي نفسي بما يعرفه من عيوبها حتى ذهب كلُّه, ولم يبق له والحمد لله أثر, بل كلفتُ نفسي احتقار قدرها جملةً, واستعمال التواضع.
ومنها: حركات كانت تولدها غرارة الصبا, وضعفُ الأعضاء, فقسرت نفسي على تركها, فذهبت.
ومنها: محبة في بُعد الصيت والغلبة, فالذي وقفت عليه من معاناة هذا الداء الإمساك فيه عما لا يحلُّ في الديانة, والله المستعان على الباقي.
** قال الإمام ابن الجوزي: تأملت جهاد النفس فرأيته أعظم الجهاد.
فإن رآها تتكبر, قال لها: هل أنت إلا قطرة من ماء مهين, تقتلك شرقة, وتؤلمك بقة
وإن رأى تقصيرها عرفها حق الموالي على العبيد, وإن ونت عن العمل حدثها بجزيل الأجر, وإن مالت إلى الهوى خوفها عظيم الوزر, ثم يحذرها عظيم العقوبة الحسية, كقوله تعالى:
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ } [الأنعام:46] والمعنوية كقوله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف:146] والجهاد لها كجهاد المريض العاقل يحملها على مكروهها في تناول ما ترجو به العافية, ويذوب في المرارة قليلاً من الحلاوة.
فإن قال قائل: فكيف يتخلص من هذا من قد نشب فيه ؟ قيل له: بالعزم القوي في هجران ما يؤذي, والتدرج في ترك ما لا يؤمن أذاه, وهذا يفتقر إلى صبر ومجاهدة.
...فالنفس مجبولة على حبِّ الهوى, وقد سبق بيان أذاه, فافتقرت لذلك إلى المجاهدة والمخالفة, ومتى لم تُزجر عن الهوى هجم عليها الفكر في طلب ما شغفت به, فاستأنست بالآراء الفاسدة, والأطماع الكاذبة, والأماني العجيبة, خصوصاً إن ساعد الشباب الذي هو شعبة من الجنون, وامتد ساعد القدرة إلى نيل المطلوب.
صن نفسك عن الذّل والضرع للخلق:
قال الإمام ابن عقيل: يا مصنوعاً في أحسن تقويم, يا مخصوصاً بالاطلاع والتعليم. ...افتح عينك وانظر من أنت, وعبد من أنت. فصن نفسك عن الذلّ والضرع للخلق, واحملها على الإجمال في الطلب, فيما زاد الحرص رزقاً, والثقة بالله حصن منيع من الضراعة, وذخر يوفى على الطاعة, والتوسل في الرزق شناعة, وملاك الأمر مع الله الاستجابة والطاعة.
فقر النفس:
قال الحافظ ابن حجر: المتصف بفقر النفس...لا يقنع بما أعطي, بل هو أبداً في طلب الازدياد من أي وجه, ثم إذا فاته المطلوب حزن وأسف, فكأنه فقير من المال.
غنى النفس:
قال الحافظ ابن حجر: قال ابن بطال: ليس حقيقة الغنى كثرة المال, لأن كثيراً ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما أوتى فهو يجتهد في الازدياد ولا يبالي من أين يأتيه فكأنه فقير لشدة حرصه ومن استغنى بما أوتى وقنع به ورضى ولم يحرص على الازدياد فكأنه غني.
تزكية النفس:
قال العلامة العثيمين رحمه الله: الزكاة نوعان :
زكاة النفوس, وهي الأهم, وزكاة المال, وهي من أركان الإسلام العظام.
وزكاة النفس هي زكاتها من الإشراك بالله, بأن يكون الإنسان في جميع عباداته مُخلصاً لله عز وجل, وما أحقنا بالإخلاص لله ! لأن العباد لا ينفعوننا ولا يضروننا إلا بما كتبه الله علينا, قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما في وصيته المشهورة : ( واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك, ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك )
ومن زكاة النفس: اتباع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, لأن ما جاء به علية الصلاة والسلام هو الزكاء, وهو الحق, وهو الخير, كلُّ الخير.
ومن زكاة النفس: حسن الأخلاق والمعاملة مع الناس, كما قال الله تعالى في وصف نبيه صلى الله عليه وآله وسلم : {وَإِنَّكَ لَعَلَى? خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4] فخُلُقُه عليه الصلاة والسلام عظيم, أحسن أخلاق بني آدم, إن جئت في الحلم وجدت أنه أوسع الناس حلماً وإن جئت في الكرم وجدته أكرم الناس كان عليه الصلاة والسلام يبيتُ الليالي ذوات العدد لا يوقد في بيته نار, ويعطي عطاء من لا يخشي الفاقة –أي الفقر- إن بحثت في الشجاعة, وجدته أشجع الناس
ومن تزكية النفس: الإحسان إلى الخلق, أحسن إلى الناس يحبك الله عز وجل, قال الله تعالى : {وأحسنوا إن الله يحبُّ المحسنين } [البقرة:195] أحسن يحسن الله إليك, وليس جزاء الإحسان جزاء أُخروياً فقط, بل جزاء أُخروي ودُنيوي.
متفرقات:
** قال أبو سليمان الدارني: من اشتغل بنفسه شغل عن الناس
** قال بكر بن عبدالله المزني البصري: إذا رأيتم الرجل موكلاً بعيوب الناس ناسياً لعيب نفسه, فاعلموا أنه قد مُكر به.
** قال جيلان بن فروة: من أنصف الناس من نفسه, زاده الله بذلك عزاً.
** قال الإمام ابن الجوزي: أقوى القوة غلبتك نفسك.
** قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
& التوفيق أن لا يكلك الله تعالى إلى نفسك.
& الخذلان أن يكلك الله تعالى إلى نفسك.
& نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
& النفوس لا تترك شيئاً إلا بشيءٍ
& من أذل نفسه لله فقد أعزها.
& الإنسان إذا فسدت نفسه أو مزاجه يشتهي ما يضره, ويلتذ به, بل يعشق ذلك عشقاً يفسد عقله ودبته وخلقه وماله وبدنه.
& النفوس الخبيثة قد تلتذ بالإساءة والعدوان وإن لم يحصل لها بذلك منفعة ولا دفع مضرة.
& تألم النفس بما يحدث في الجسد من الآلام, ويتألم الجسد الذي هو القلب الصنوبري, بما يحدث في النفس من الآلام.
** قال محب الدين الخطيب رحمه الله:
& من عرف نفسه لم يغتر بثناء الناس عليه.
& من كثر رضاه عن نفسه كثر الساخطون عليه.
** قال العلامة السعدي: الإنسان بطبعه ظالم جاهل, فلا تأمره نفسه إلا بالشر, فإذا لجأ إلى ربه واعتصم به, واجتهد في ذلك, لطف به ربه, ووفقه لكل خير, وعصمه من الشيطان الرجيم.
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فالإنسان بحاجة إلى معرفة نفسه, ومن وفقه الله عز وجل عرف عيوبها, قال الإمام ابن حزم رحمه الله: طوبى لمن علم من عيوب نفسه أكثر مما يعلم الناس منها.
ولن يعرف الإنسان عيوب نفسه مادام أنه يحسن الظن بها, قال الإمام الماوردي رحمه الله: ربما حَسُن ظن الإنسان بنفسه فأغفل مراعاة أخلاقه, فدعاهُ حُسن الظن بها إلى الرضا عنها, فكان الرضا عنها داعياً إلى الانقياد لها ففسد منه ما كان صالحاً, ولم يصلحُ منها ما كان فاسداً, لأن الهوى أغلبُ من الآراء, والنفس أجور من الأعداء, لأنها بالسوء أمارة, وإلى الشهوات مائلة.
ومن أقوى أسباب حسن الظن بالنفس كما قال الإمام الماوردي رحمه: " الكبر والإعجاب وهو بكل أحد قبيح لأنه دال على صغر الهمة مخبر بعلو المنزلة وكفى بالمرء ذمّاً أن تكون همته دون منزلته."
وإذا عرف الإنسان عيوب نفسه وآفاتها دفعه ذلك إلى محاسبتها, ومجاهدتها ليصل بها إلى تزكيتها من تلك العيوب, فإن تم له ذلك فقد فاز وأفلح, قال الله عز وجل: ? {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * قدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} ? [الشمس:7_8] قال العلامة السعدي رحمه الله: أي: طهر نفسه من الذنوب, ونقاها من العيوب, ورقّاها بطاعة الله, وعلّاها بالعلم النافع, والعمل الصالح.
للسلف أقوال في مجاهدة النفس ومحاسبتها, يسّر الله الكريم فجمعت بعضاً منها, الله أسأل أن ينفع بها الجميع.
فوائد محاسبة النفس:
** قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا, وزينوا أنفسكم قبل أن توزنوا.
** عن ميمون بن مهران: لا يكون العبد من المتقين, حتى يحاسب نفسه أشدّ من محاسبة شريكه.
** قال الحسن: ابن آدم, إنك لن تجد حقيقة الإيمان ما كنت تعيبُ الناس بعيب هو فيك, حتى تبرأ بذلك العيب من نفسك فتُصلحه, فلا تصلح عيباً إلا ترى عيباً آخر, فيكون شغلك خاصة نفسك, وكذلك أحبُّ ما يكون إلى الله إذا كنت كذلك.
** قال الإمام الغزالي: رأس مال العبد في دينه: الفرائض, وربحه النوافل والفضائل, وخسرانه المعاصي. فيحاسب نفسه على الفرائض أولاً, فإن أداها على وجهها شكر الله تعالى عليها, ورغبها في مثلها, وإن فوتها من أصلها طالبها القضاء, وإن أداها ناقصة كملها الجبران بالنوافل, وإن ارتكب معصية اشتغل بمعاتبتها, ليستوفي منها ما يتدارك به ما فرط, كما يصنع التاجر بشريكه.
ومهما حاسب نفسه فلن تسلم عن مقارفة معصية, وارتكاب تقصير في حق الله تعالى, فلا ينبغي أن يهملها, فإنه إن أهملها سهل عليه مقارفة المعاصي, وأنست بها نفسه, وعسر عليه فطامها, وكان ذلك سبب هلاكها.
ومن أنفع العلاج أن تطلب صحبة عبد من عباد الله مجتهد في العبادة فتقتدي به.
أو تعدل إلى سماع أحوالهم, ومطالعة أخبارهم, وما كانوا فيه من الجهد. قال أبو الدرداء: لولا ثلاث ما أحببت العيش يوماً واحداً, الظمأ لله بالهواجر, والسجود لله في جوف الليل, ومجالس أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب الثمر.
اعلم أن أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك, وقد خُلقت أمارة بالسوء, ميالة إلى الشرّ, فرّارة من الخير, وأُمرت بتزكيتها, وتقويمها, وقودها بسلال القهر إلى عبادة ربها وخالقها, ومنعها من شهواتها, وفطامها عن لذاتها, فإن أهملتها جمحت وشردت, ولم تظفر بها بعد ذلك, وإن لازمتها بالتوبيخ والمعاتبة, كانت نفسك اللوامة التي أقسم الله بها, ورجوت أن تصير النفس المطمئنة, المدعوة إلى أن تدخل في زمرة عباد الله راضية مرضية, فلا تغفلن ساعتها عن تذكيرها, فتقول لها: يا نفس, أما تعرفين ما بين يديك من الجنة والنار, وأنك صائرة إلى إحداهما على القرب ؟ فمالك تشتغلين باللهو, وأنت مطلوبة لهذا الخطب الجسيم, وعساك اليوم تختطفين أو غداً, فأراك ترين الموت بعيداً ؟ أما تعلمين أن كل ما هو آت قريب ؟ أما تعلمين أن الموت يأتي بغتة ؟ وأن كل نفس من الأنفاس يمكن أن يكون فيه الموت فجأة ؟ فمالك لا تستعدين للموت وهو أقرب إليك من كل قريب ؟ أما تتدبرين قوله تعالى: { اقترب للناس حسابهم وهم في غفلةٍ معرضون * ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدثٍ إلا استمعوه وهم يلعبون * لاهيةً قلوبهم } [الأنبياء:1_3] ويحك يا نفس لو واجهك عبد من عبيدك أو أخ من إخوانك بما تكرهينه كيف كان غضبك عليه ومقتك له, فبأي جسارة تتعرضين لمقت الله وغضبه, وشديد عقابه, أفتظنين أنك تطيقين عذابه؟ هيهات, هيهات ! فمالك تسوفين العمل, والموت لك بالمرصاد, ولعله يختطفك من غير مهلة, فما المانع من المبادرة, وما الباعث لك على التسويف, هل له سبب إلا عجزك عن مخالفة شهواتك ؟ وليت شعري ألم الصبر عن الشهوات أعظم شدة وأطول مدة, أو ألم النار في دركات جهنم ؟
** قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممن له فضيلة أو صلاح فينبغي أن يبحث عن المقتضي لذلك, ليسعى في إزالته.
** قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر:18] هذه الآية الكريمة أصل في محاسبة العبد نفسه, وأنه لا ينبغي له أن يتفقدها, فإن رأى زللاً تداركه بالإقلاع عنه, والتوبة النصوح, والإعراض عن الأسباب الموصلة إليه, وإن رأى نفسه مقصراً في أمر من أوامر الله, بذل جهده, واستعان بربه في تتميمه, وتكميله, وإتقانه, ويقايس بين منن الله عليه وإحسانه, وبين تقصيره, فإن ذلك يوجب له الحياة لا محالة
والحرمان كل الحرمان, أن يغفل العبد عن هذا الأمر, ويشابه قوماً نسوا الله وغفلوا عن ذكره, والقيام بحقه, وأقبلوا على حظوظ أنفسهم وشهواتها, فلم ينجحوا, ولم يحصلوا على طائل. بل أنساهم الله مصالح أنفسهم وأغفلهم عن منافعها وفوائدها, فصار أمرهم فرطاً, فرجعوا بخسارة الدارين, وغبنوا غبناً لا يمكن تداركه, ولا يجبر كسره, لأنهم هم الفاسقون, الذين خرجوا عن طاعة ربهم, وأوضعوا في معاصيه.
فهل يستوى من حافظ على تقوى الله, ونظر لما قدم لغده, فاستحق جنات النعيم, والعيش السليم, مع الذين أنعم الله عليهم, من النبيين, والصديقين, والشهداء, والصالحين, ومن غفل عن ذكره ونسي حقوقه فشقي في الدنيا, واستحق العذاب في الآخرة, فالأولون هم الفائزون, والآخرون هم الخاسرون.
مجاهدة النفس وفوائد ذلك:
** قال مورق العجلي رحمه الله: أمر أنا في طلبه منذ عشرين سنة, فلم أقدر عليه, ولست بتارك طلبه, قالوا: وما هو يا أبا المعتمر ؟. قال: الصمت عما لا يعنيني.
** قال محمد بن المنكدر: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت.
** قال الإمام الماوردي: اعلم أن الإنسان مطبوع على أخلاق قلّ ما حُمد جميعها, أو ذُم سائُرها, وإنما الغالب أن بعضها محمود, وبعضها مذموم.
وليس يُمكن صلاح مذمومها بالتسليم إلى الطبيعة,...إلا أن يرتاض لها رياضة تأديب, وتدرج, فيستقيم له الجميع.
وإذا بدأ الإنسان بسياسة نفسه كان على سياسة غيره أقدر, وإذا أهمل مراعاة نفسه كان بإهمال غيره أجدر قال بعض الحكماء من بدأ بسياسة نفسه أدرك سياسة الناس
وقد قيل في منثور الحكم: لا ينبغي للعاقل أن يطلب غيره, وطاعة نفسه ممتنعة.
** قال الإمام ابن عقيل: لو لم يكن من بركات مجاهدة النفس في حقوق الله والانتهاء عن محارم الله, إلا أنّه يعطف عليك, فيسخرها لك, ويطوعها لأمرك حتى تنقاد لك, ويُسقط عنك مؤونة النزاع لها, والمجاهدة حتى تصير طوع يدك وأمرك, تعاف المستطاب عندها إذا كان عند الله خبيثاً, وتؤثر العمل لله وإن كان عندها بالأمس كريهاً, وتستخفه وإن كان عليها ثقيلاً, حتى تصير رقّاً لك بعد أن كانت تسترقك.
** قال الإمام ابن حزم رحمه الله: كانت في عيوب, فلم أزل بالرياضة واطلاعي على ما قالت الأنبياء صلوات الله عليهم والأفاضل من الحكماء المتأخرين والمتقدمين في الأخلاق, وفي آداب النفس أُعاني مُداواتها, حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ومنَّه.
فمنها: حقد مفرط, قدرت بعون الله تعالى على طيه وستره, وغلبتُهُ على إظهار جميع نتائجه, وأما قطعه البته فلم أقدر عليه, وأعجزني معه أن أصادق من عاداني عداوة صحيحة أبداً.
ومنها: كلف في الرضا, وإفراط في الغضب, فلم أزل أُداوي ذلك حتى وقفت عند ترك إظهار الغضب جملةً بالكلام والفعل والتخبط, وامتنعت مما يحلَّ من الانتصار, وتحملت من ذلك ثقلاً شديداً, وصيرت على مضض مؤلمٍ كان ربما أمرضني, وأعجزني ذلك في الرضا.
ومنها: دعابة غالبة, فالذي قدرت عليه فيها إمساكي عما يغضب الممازح, وسامحت نفسي فيها, إذا رأيت تركها من الانغلاق ومضاهياً للكبر.
ومنها: عُجب شديد, فناظر عقلي نفسي بما يعرفه من عيوبها حتى ذهب كلُّه, ولم يبق له والحمد لله أثر, بل كلفتُ نفسي احتقار قدرها جملةً, واستعمال التواضع.
ومنها: حركات كانت تولدها غرارة الصبا, وضعفُ الأعضاء, فقسرت نفسي على تركها, فذهبت.
ومنها: محبة في بُعد الصيت والغلبة, فالذي وقفت عليه من معاناة هذا الداء الإمساك فيه عما لا يحلُّ في الديانة, والله المستعان على الباقي.
** قال الإمام ابن الجوزي: تأملت جهاد النفس فرأيته أعظم الجهاد.
فإن رآها تتكبر, قال لها: هل أنت إلا قطرة من ماء مهين, تقتلك شرقة, وتؤلمك بقة
وإن رأى تقصيرها عرفها حق الموالي على العبيد, وإن ونت عن العمل حدثها بجزيل الأجر, وإن مالت إلى الهوى خوفها عظيم الوزر, ثم يحذرها عظيم العقوبة الحسية, كقوله تعالى:
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ } [الأنعام:46] والمعنوية كقوله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف:146] والجهاد لها كجهاد المريض العاقل يحملها على مكروهها في تناول ما ترجو به العافية, ويذوب في المرارة قليلاً من الحلاوة.
فإن قال قائل: فكيف يتخلص من هذا من قد نشب فيه ؟ قيل له: بالعزم القوي في هجران ما يؤذي, والتدرج في ترك ما لا يؤمن أذاه, وهذا يفتقر إلى صبر ومجاهدة.
...فالنفس مجبولة على حبِّ الهوى, وقد سبق بيان أذاه, فافتقرت لذلك إلى المجاهدة والمخالفة, ومتى لم تُزجر عن الهوى هجم عليها الفكر في طلب ما شغفت به, فاستأنست بالآراء الفاسدة, والأطماع الكاذبة, والأماني العجيبة, خصوصاً إن ساعد الشباب الذي هو شعبة من الجنون, وامتد ساعد القدرة إلى نيل المطلوب.
صن نفسك عن الذّل والضرع للخلق:
قال الإمام ابن عقيل: يا مصنوعاً في أحسن تقويم, يا مخصوصاً بالاطلاع والتعليم. ...افتح عينك وانظر من أنت, وعبد من أنت. فصن نفسك عن الذلّ والضرع للخلق, واحملها على الإجمال في الطلب, فيما زاد الحرص رزقاً, والثقة بالله حصن منيع من الضراعة, وذخر يوفى على الطاعة, والتوسل في الرزق شناعة, وملاك الأمر مع الله الاستجابة والطاعة.
فقر النفس:
قال الحافظ ابن حجر: المتصف بفقر النفس...لا يقنع بما أعطي, بل هو أبداً في طلب الازدياد من أي وجه, ثم إذا فاته المطلوب حزن وأسف, فكأنه فقير من المال.
غنى النفس:
قال الحافظ ابن حجر: قال ابن بطال: ليس حقيقة الغنى كثرة المال, لأن كثيراً ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما أوتى فهو يجتهد في الازدياد ولا يبالي من أين يأتيه فكأنه فقير لشدة حرصه ومن استغنى بما أوتى وقنع به ورضى ولم يحرص على الازدياد فكأنه غني.
تزكية النفس:
قال العلامة العثيمين رحمه الله: الزكاة نوعان :
زكاة النفوس, وهي الأهم, وزكاة المال, وهي من أركان الإسلام العظام.
وزكاة النفس هي زكاتها من الإشراك بالله, بأن يكون الإنسان في جميع عباداته مُخلصاً لله عز وجل, وما أحقنا بالإخلاص لله ! لأن العباد لا ينفعوننا ولا يضروننا إلا بما كتبه الله علينا, قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما في وصيته المشهورة : ( واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك, ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك )
ومن زكاة النفس: اتباع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, لأن ما جاء به علية الصلاة والسلام هو الزكاء, وهو الحق, وهو الخير, كلُّ الخير.
ومن زكاة النفس: حسن الأخلاق والمعاملة مع الناس, كما قال الله تعالى في وصف نبيه صلى الله عليه وآله وسلم : {وَإِنَّكَ لَعَلَى? خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4] فخُلُقُه عليه الصلاة والسلام عظيم, أحسن أخلاق بني آدم, إن جئت في الحلم وجدت أنه أوسع الناس حلماً وإن جئت في الكرم وجدته أكرم الناس كان عليه الصلاة والسلام يبيتُ الليالي ذوات العدد لا يوقد في بيته نار, ويعطي عطاء من لا يخشي الفاقة –أي الفقر- إن بحثت في الشجاعة, وجدته أشجع الناس
ومن تزكية النفس: الإحسان إلى الخلق, أحسن إلى الناس يحبك الله عز وجل, قال الله تعالى : {وأحسنوا إن الله يحبُّ المحسنين } [البقرة:195] أحسن يحسن الله إليك, وليس جزاء الإحسان جزاء أُخروياً فقط, بل جزاء أُخروي ودُنيوي.
متفرقات:
** قال أبو سليمان الدارني: من اشتغل بنفسه شغل عن الناس
** قال بكر بن عبدالله المزني البصري: إذا رأيتم الرجل موكلاً بعيوب الناس ناسياً لعيب نفسه, فاعلموا أنه قد مُكر به.
** قال جيلان بن فروة: من أنصف الناس من نفسه, زاده الله بذلك عزاً.
** قال الإمام ابن الجوزي: أقوى القوة غلبتك نفسك.
** قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
& التوفيق أن لا يكلك الله تعالى إلى نفسك.
& الخذلان أن يكلك الله تعالى إلى نفسك.
& نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
& النفوس لا تترك شيئاً إلا بشيءٍ
& من أذل نفسه لله فقد أعزها.
& الإنسان إذا فسدت نفسه أو مزاجه يشتهي ما يضره, ويلتذ به, بل يعشق ذلك عشقاً يفسد عقله ودبته وخلقه وماله وبدنه.
& النفوس الخبيثة قد تلتذ بالإساءة والعدوان وإن لم يحصل لها بذلك منفعة ولا دفع مضرة.
& تألم النفس بما يحدث في الجسد من الآلام, ويتألم الجسد الذي هو القلب الصنوبري, بما يحدث في النفس من الآلام.
** قال محب الدين الخطيب رحمه الله:
& من عرف نفسه لم يغتر بثناء الناس عليه.
& من كثر رضاه عن نفسه كثر الساخطون عليه.
** قال العلامة السعدي: الإنسان بطبعه ظالم جاهل, فلا تأمره نفسه إلا بالشر, فإذا لجأ إلى ربه واعتصم به, واجتهد في ذلك, لطف به ربه, ووفقه لكل خير, وعصمه من الشيطان الرجيم.