فريق منتدى الدي في دي العربي
06-09-2022, 09:25 PM
تحية طيبة ، و بعد :
موضوع أريد به تجميع بعض التعريفات و الأساسيات التي تفكك لنا مفهومين محوريين يهيمنان على تفكير عقول البشرية منذ القدم و هما :
العقلانية و اللاعقلانية ( أو العاطفية ) ، و ذلك ليس غريبا على من يفهم أنهما نزعتان طبيعيتان أودعهما الله في أرواح البشر من أجل إحلال التوازن بين العقل و العاطفة ( القلب ) ، فبحكم إطلاعي الموسع في هذه الأمور لاحظت و استنتجت أن كثير من البشر خاصة غير الواعين ( و الذين أسميهم غير المستنيرين ) لا يزالون يقعون في فلك هذا النزاع الفكري الوجداني حول تحديد ماهية الحق و الحقيقة و الذي يعكس نفسه في العالم الخارجي على شكل كراهية و تكفير و بغض و حروب .. الخ ، و الأغلبية منهم يظنون أن التوجهات و طرق الفهم التي تلائم نزعتهم السائدة هي الطريق الوحيدة المتاحة لفهم الحقيقة ، و هذا الأمر يعتبر قصورا في الوعي و في ملاحظة النزعة الأخرى المخفية في الجانب غير الناضج من شخصيتهم ، فلا يعقل لإنسان واعي أن يعتقد أن الحياة يحكمها [ النهار و الضوء ] فقط ، فهذا يعني بالضرورة أن الإنسان لا يزال غير مدرك بعد للجزء الآخر من الحقيقة و هو وجود الليل و الظلام ، و هنا لابد للإنسان المبصر أن يفهم أن هناك ظلام حتى لو لم يكن يميل إلى حب ذلك الجزء من الحقيقة أو ربما لا يسير على منهج الفهم الذي يساعده ، فالحقيقة كثيرا ما لا تخضع لمبادئنا و لما نحبه و نريده ، و بالتالي علينا تقبّل ما نكره حتى ننضج و يزداد وعينا بالجانب المخفي عنا من أنفسنا و من أنفس الآخرين ..
و لذلك أريد أن أستعرض بعض المقتطفات و المنقولات المساعدة على تحرير فهمنا أكثر لموضوع ( العقلانية و العاطفية ) ، و سنركز كثيرا على [ الأسباب ] التي تجعل هذين النزعتين تعيشان في نزاع مستمر ، و الذي تسبب في إحلال ملايين أو ملايير الكوارث البشرية و الحروب التي أكلت الأخضر و اليابس ، و سنتعرف كذلك على حلول تجعلنا نتصالح مع النزعة المضادة لنزعتنا الفطرية التي أودعها الله فينا بدل أن نقع في ( فخ التّطرف ) الذي يجعلنا ننبذها و نعادي النصف الآخر من الحقيقة ، طبعا هذا الموضوع متاح لمن يريد مشاركتنا في التفكير و التحليل بالأسلوب و الطريق الذي يرتاح له ، سأكون سعيدا جدا بأي إضافات قيّمة تصب في روح الموضوع .
-------------------------------------
1. المقطع الأول ( منقول ) في توضيح الفرق بين العاطفية و العقلانية :
اقتباس:
وإذا أردنا شيئاً من التوضيح الذي يفرق لنا بين نزعة(عقلية) وأخرى(عاطفية)، فحسبنا أن نرتكز على العلامة المميزة الآتية: فصاحب النزعة العقلية يشترط في خطوات سيره أن تكون الخطوات التالية مكملة للتي سبقتها وممهدة للتي تلحق بها، بحيث تجيء الخطوات معاً في تضامن يجعلها وسيلة مؤدية آخر الأمر إلى هدف مقصود ولا فرق في ذلك بين أن يكون السير سيراً بالقدمين على سطح الأرض ليصل السائر إلى مكان يريد الوصول إليه، وأن يكون السير سيراً عقلياً ينتقل به صاحبه من فكرة حتى ينتهي إلى حل لمشكلة أراد حلها، ذلك هو السير(العقلي) وعلامته المميزة. ولكن ليس كل السلوك الإنساني على هذا النمط الهادف؛ إذ كثير ما يريد الإنسان شيئاً ويعمل بما ليس يحقق له ما أراد، فإذا سألته كيف؟ أو سأل نفسه، كان جوابه أنه يحس(ميلاً) لا قبل له برده، يميل به نحو جانب مضاد لما يظن بادئ الأمر أنه ما يريد.
النزعة العقلية - بعبارة أخرى - نزعة تتقيد بالروابط السببية التي تجعل من العناصر المتباينة حلقات تؤدي في النهاية إلى نتيجة معينة، سواء أكانت تلك الحلقات المؤدية محببة أو غير ذلك عند من أراد الوصول إلى تلك النتيجة المطلوبة، وأما النزعة(العاطفية) أو(اللاعقلية) فهي التي يؤثر صاحبها اختيار الطريق المحبب إلى النفس بغض النظر عن تحقق النتائج أو عدم تحققها .
موضوع أريد به تجميع بعض التعريفات و الأساسيات التي تفكك لنا مفهومين محوريين يهيمنان على تفكير عقول البشرية منذ القدم و هما :
العقلانية و اللاعقلانية ( أو العاطفية ) ، و ذلك ليس غريبا على من يفهم أنهما نزعتان طبيعيتان أودعهما الله في أرواح البشر من أجل إحلال التوازن بين العقل و العاطفة ( القلب ) ، فبحكم إطلاعي الموسع في هذه الأمور لاحظت و استنتجت أن كثير من البشر خاصة غير الواعين ( و الذين أسميهم غير المستنيرين ) لا يزالون يقعون في فلك هذا النزاع الفكري الوجداني حول تحديد ماهية الحق و الحقيقة و الذي يعكس نفسه في العالم الخارجي على شكل كراهية و تكفير و بغض و حروب .. الخ ، و الأغلبية منهم يظنون أن التوجهات و طرق الفهم التي تلائم نزعتهم السائدة هي الطريق الوحيدة المتاحة لفهم الحقيقة ، و هذا الأمر يعتبر قصورا في الوعي و في ملاحظة النزعة الأخرى المخفية في الجانب غير الناضج من شخصيتهم ، فلا يعقل لإنسان واعي أن يعتقد أن الحياة يحكمها [ النهار و الضوء ] فقط ، فهذا يعني بالضرورة أن الإنسان لا يزال غير مدرك بعد للجزء الآخر من الحقيقة و هو وجود الليل و الظلام ، و هنا لابد للإنسان المبصر أن يفهم أن هناك ظلام حتى لو لم يكن يميل إلى حب ذلك الجزء من الحقيقة أو ربما لا يسير على منهج الفهم الذي يساعده ، فالحقيقة كثيرا ما لا تخضع لمبادئنا و لما نحبه و نريده ، و بالتالي علينا تقبّل ما نكره حتى ننضج و يزداد وعينا بالجانب المخفي عنا من أنفسنا و من أنفس الآخرين ..
و لذلك أريد أن أستعرض بعض المقتطفات و المنقولات المساعدة على تحرير فهمنا أكثر لموضوع ( العقلانية و العاطفية ) ، و سنركز كثيرا على [ الأسباب ] التي تجعل هذين النزعتين تعيشان في نزاع مستمر ، و الذي تسبب في إحلال ملايين أو ملايير الكوارث البشرية و الحروب التي أكلت الأخضر و اليابس ، و سنتعرف كذلك على حلول تجعلنا نتصالح مع النزعة المضادة لنزعتنا الفطرية التي أودعها الله فينا بدل أن نقع في ( فخ التّطرف ) الذي يجعلنا ننبذها و نعادي النصف الآخر من الحقيقة ، طبعا هذا الموضوع متاح لمن يريد مشاركتنا في التفكير و التحليل بالأسلوب و الطريق الذي يرتاح له ، سأكون سعيدا جدا بأي إضافات قيّمة تصب في روح الموضوع .
-------------------------------------
1. المقطع الأول ( منقول ) في توضيح الفرق بين العاطفية و العقلانية :
اقتباس:
وإذا أردنا شيئاً من التوضيح الذي يفرق لنا بين نزعة(عقلية) وأخرى(عاطفية)، فحسبنا أن نرتكز على العلامة المميزة الآتية: فصاحب النزعة العقلية يشترط في خطوات سيره أن تكون الخطوات التالية مكملة للتي سبقتها وممهدة للتي تلحق بها، بحيث تجيء الخطوات معاً في تضامن يجعلها وسيلة مؤدية آخر الأمر إلى هدف مقصود ولا فرق في ذلك بين أن يكون السير سيراً بالقدمين على سطح الأرض ليصل السائر إلى مكان يريد الوصول إليه، وأن يكون السير سيراً عقلياً ينتقل به صاحبه من فكرة حتى ينتهي إلى حل لمشكلة أراد حلها، ذلك هو السير(العقلي) وعلامته المميزة. ولكن ليس كل السلوك الإنساني على هذا النمط الهادف؛ إذ كثير ما يريد الإنسان شيئاً ويعمل بما ليس يحقق له ما أراد، فإذا سألته كيف؟ أو سأل نفسه، كان جوابه أنه يحس(ميلاً) لا قبل له برده، يميل به نحو جانب مضاد لما يظن بادئ الأمر أنه ما يريد.
النزعة العقلية - بعبارة أخرى - نزعة تتقيد بالروابط السببية التي تجعل من العناصر المتباينة حلقات تؤدي في النهاية إلى نتيجة معينة، سواء أكانت تلك الحلقات المؤدية محببة أو غير ذلك عند من أراد الوصول إلى تلك النتيجة المطلوبة، وأما النزعة(العاطفية) أو(اللاعقلية) فهي التي يؤثر صاحبها اختيار الطريق المحبب إلى النفس بغض النظر عن تحقق النتائج أو عدم تحققها .