فريق منتدى الدي في دي العربي
06-10-2022, 06:55 PM
131- (( مَنْ شَرِبَ مُسكِراً ، فَلم يَسكَر ، لَمْ تُقبلْ لَهُ صَلاةُ جُمُعةٍ ، فَإنْ مَاتَ فِيها ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِليةً وَإنْ هُو شَرِبَ مُسكِراً ، فَسَكِرَ ، لَمْ تُقبلْ لَهُ صَلاةٌ أربَعينَ يَوماً ، فَإنْ مَاتَ فِيهَا ، مَاتَ مِيتةً جَاهِليةً . ثُمْ إنْ تَابَ ، تَابَ اللهُ عَليهِ ، فِإنْ عَادَ الثَّانِيةَ فَمِثلُ ذَلكَ ، فَإنْ عَادَ الثَّالِثةَ فَمِثلُ ذَلِكَ ، فَإنْ عَادَ الرَّابِعةَ كَانَ حَقاً عَلَى اللهِ أنْ يَسقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الخَبالِ )) . قَالُوا : يَا رَسولَ اللهِ ! وَمَا طِينَةُ الخَبالِ ؟! قَالَ : (( صَديدُ أهلِ
النَّار )) . (1)
____
(1) 131- منكر بهذا السياق . ... ... =
=أخرجه ابن حبان في (( المجروحين )) ( 1/ 166- 167) قال : أخبرناه عبد الله بن قحطبة ، ثنا العباس بن عبد العظيم العنبري ، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن أيوب بن محمد العجلي أنه حدثهم ثنا شداد بن أبي شداد عن عطاء ، عن ابن عباس مرفوعاً ... فذكره .
قال ابن حبان : (( وهذا حديث له أصل ، إلا أن راويه أتى فيه بما ليس فيه )) .
قلت : وعلته : أيوب بن محمد العجلي . ضعفه ابن معين .
وقال أبو زرعة : (( منكر الحديث )) وجهله الدارقطني .
وقال ابن حبان : (( كان قليل الحديث ، ولكنه خالف الناس في كل ما روى ، فلا أدري ، أكان يعتمد ، أو يقلب وهو لا يعلم )) .
وللحديث طريق آخر عن ابن عباس مرفوعاً : (( كل مخمر خمر ، وكل مسكر حرام ، ومن شرب مسكراً بخست صلاته أربعين صباحاً ، فإن تاب ، تاب الله عليه . فإن عاد الرابعة كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال . قيل : وما طينة الخبال يا رسول الله ؟! قال : (( صديد أهل النار )) ومن سقاه صغيراً لا يعرف حلاله من حرامه ، كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال )) .
أخرجه أبو داود ( 3680 ) من طريق إبراهيم بن عمر الصنعاني ، قال : سمعت النعمان بن بشير ، يقول : عن طاووس ، عن ابن عباس مرفوعاً .. فذكره .
قال ابن كثير في (( تفسيره )) ( 3/ 179) : (( تفرد به أبو داود )) .
قلت : وسنده ضعيف .
وإبراهيم بن بشير ، كذا وقع نسبة نسخة السنن المطبوعة ، وهو خطأ ، والصواب أنه : (( النعمان بن أبي شيبة الجندي )) وهو ثقة . وآخر الحديث فيه نكارة ، ولم أجد له شاهداً خلاف بقية الحديث كما يأتي ذكره إن شاء الله ، وكأنه لذلك قال أبو زرعة : (( هذا حديث منكراً )) .
نقله عنه ابن أبي حاتم في (( العلل )) ( 2/ 36/ 1587) .
وإلا فقد ثبت الحديث ، عن عبد الله بن همر مرفوعاً : (( من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ، فإن تاب ، تاب الله عليه ، فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ، فإن تاب ، تاب الله عليه ، فإن عاد الرابعة ، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ، فإن تاب لم يتب الله عليه ، وكان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال )) . قالوا : يا أبا عبد الرحمن ! وما طينة الخبال ؟! قال : صديد أهل النار )) 0
أخرجه الترمذي ( 1862) وعنه ابن الجوزي في (( الواهيات )) ( 2/ 669- 670) ، من طريق جرير بن عبد الحميد ، عن عطاء بن السائب ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن أبيه ، عن ابن عمر به .
قال الترمذي : (( هذا حديث حسن )) .
وقال ابن الجوزي : (( هذا حديث لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وفيه عطاء بن السائب ، وكان قد اختلط ، في آخر عمره . وقال يحيى بن معين : لا يحتج بحديثه )) . ... ... =
= قلت : وفي نقد ابن الجوزي رحمه الله خلل يظهر من البحث ، والحديث كما قال الترمذي ، ويعني أنه حسن بشواهده ولكنه صحيح ، غير أن طريق الترمذي متكلم فيه من جهتين :
الأولى : أن البخاري قال في (( التاريخ الأوسط )) : (( عبد الله بن عبيد بن عمير لم يسمع من أبيه شيئاً ، ولا يذكره )) ذكره في (( التهذيب )) ( 5/ 308 ) .
قلت : ولكن يعكر عليه ما أخرجه أبو داود ( 3759 ) من طريق أبي بكر الحنفي ، حدثنا الضحاك بن عثمان ، عن عبد الله بن عبيد ، قال : كنت مع أبي في زمان ابن الزبير إلى جنب عبد الله بن عمر . فقال عباد بن عبد الله بن الزبير : إنا سمعنا أنه يبدأ بالعشاء قبل الصلاة . فقال عبد الله بن عمر : ويحك !! ما كان عشاؤهم ؟! أتراه كان مثل عشاء أبيك ؟!!
وهذا سند حسن وفيه دليل على أن عبد الله بن عبيد بن عمير أدرك أباه ووعاه . فمثل هذا يقدم على النفي . والله أعلم .
الثانية : أن جرير بن عبد الحميد سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط كما قال أحمد وابن معين وغيرهما .
قال ابن معين : (( عطاء بن السائب اختلط ، وما سمع جرير وذووه من صحيح حديثه )) .
ولكن لم ينفرد به جرير ، فتابعه همام بن يحيى ، عن عطاء به .
أخرجه الطيالسي ( 1901) ومن طريقة البغوي في (( شرح السنة )) ( 11/357 ) .
ويظهر أن همام بن يحيى سمع من عطاء بأخرة .
وخالفهما معمر بن راشد ، فرواه عن عطاء ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن ابن عمر .
فسقط ذكر (( عبيد بن عمير )) .
أخرجه أحمد ( 2/ 35) حدثنا عبد الرزاق وهو في (( مصنفه )) ( 9/ 235/ 10758) ، ثنا معمر به ويظهر أن معمر ممن سمع من عطاء في الاختلاط كما يتحصل من كلام أهل النقد ، ولعل هذا الاختلاف من عطاء ، لكن اتفاق جرير وهمام على إثبات (( عبيد بن عمير )) أولى من رواية معمر والله أعلم .
وللحديث شاهد عن عبد الله بن عمرو ، يرويه عنه عبد الله بن فيروز الديلمي قال : دخلت على
عبد الله بن عمرو في حائطٍ له بالطائف ، يقال له : الوهط . فإذا هو مخاصر فتى قريش ، يزن ذلك الفتى بشرب الخمر ، فقلت : خصال بلغتني عنك ، أنك تحدث بها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (( من شرب الخمر شربة ، لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً )) فلما أن سمع الفتى بذكر الخمر اختلج يده من يد عبد الله ، ثم ولى . فقال عبد الله : اللهم إني لا أحل لأحد أن يقول على ما لم أقل ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عيه وآله وسلم يقول : (( من شرب الخمر شربة لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً ، فإن تاب ، تاب الله عليه )) . فلا أدري في الثالثة أم في الرابعة : (( كان حقاً على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة )) . ... ... ... =
= قالوا : يا رسول الله ! وما ردغة الخبال ؟! قال : (( عصارة أهل النار )) .
أخرجه النسائي ( 8/ 317) ، وابن ماجه ( 3377) ، والدارمي ( 2/ 36- 37) والسياق له ما عدا آخره ، وأحمد ( 2/ 176) ، والحاكم ( 1/ 30- 31) ، وابن حبان ( 1378) من طرق عن الأوزاعي، حدثني ربيعة بن يزيد ، عن عبد الله بن الديلمي .. فذكره .
قال الحاكم : (( هذا حديث صحيح قد تداوله الأئمة ، وقد احتجا بجميع رواته ، ثم يخرجاه ، ولا أعلم له علة )) ووافقه الذهبي وزاد : (( على شرطهما )) !!
قلت : والصواب مع الحاكم ، وأخطأ الذهبي - رحمه الله - في قوله إن الحديث على شرطهما ، لأن عبد الله بن فيروز الديلمي لم يخرج له البخاري ومسلم شيئاً .
وأخطأ من أعله بتدليس الوليد بن مسلم ، فقد تابعه بقية بن الوليد وأبو إسحق الفزاري ، ومحمد بن يوسف الفريابي .
وقال السيوطي في (( التعقبات على الموضوعات )) ( ق 26/2 ) .
(( الحديث صحيح قطعاً )) .
وله طريق آخر عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً بنحوه .
أخرجه أحمد ( 2/ 189) حدثنا بهز ، والحاكم ( 4/ 145- 146) عن يزيد بن هارون ، كلاهما عن حماد بن سلمة ، عن يعلى بن عطاء ، عن نافع بن عاصم ، عن عبد الله بن عمرو .
قال الحاكم : (( هذا حديث صحيح الإسناد )) ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا .
وله شاهد من حديث أبي ذر - رضي الله عنه - .
أخرجه أحمد ( 5/171) حدثنا مكي بن إبراهيم . والبزار ( ج 3/ رقم 2926 ) حدثنا محمد بن المثنى ، ثنا مكي بن إبراهيم ، ثنا عبيد الله بن أبي زياد ، عن شهر بن حوشب ، عن ابن عم لأبي ذر ، عن أبي ذر، مرفوعاً : (( من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة .... الحديث )) .
قلت : وآفته عبيد الله بن أبي زياد القداح ضعيف الحفظ ، ولآخر الحديث شاهد من حديث جابر- رضي الله عنه -.
أخرجه مسلم ( 2002) ، وأبو عوانة ( 5/ 268- 269) مطولاً ، والبزار ( ج 3/ رقم 2927) ، والبغوي في (( شرح السنة )) ( 11/ 356- 357) من طريق الدراوردي ، عن عمارة بن غزية ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً : (( كل مسكر حرام 0 إن على الله عهداً لمن يشرب المسكر أن يسبقه الله من طينة الخبال )) . قالوا : وما طينة الخبال ؟! قال : (( عرق أهل النار أو عصارة أهل النار )) .
قال البزار : (( لا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد )) .
وفي الباب شواهد كثيرة ، ليس في واحد منها ما في رواية أيوب بن محمد العجلي . والله أعلم .
الكتاب : النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة
المؤلف : أبو إسحاق الحويني
النَّار )) . (1)
____
(1) 131- منكر بهذا السياق . ... ... =
=أخرجه ابن حبان في (( المجروحين )) ( 1/ 166- 167) قال : أخبرناه عبد الله بن قحطبة ، ثنا العباس بن عبد العظيم العنبري ، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن أيوب بن محمد العجلي أنه حدثهم ثنا شداد بن أبي شداد عن عطاء ، عن ابن عباس مرفوعاً ... فذكره .
قال ابن حبان : (( وهذا حديث له أصل ، إلا أن راويه أتى فيه بما ليس فيه )) .
قلت : وعلته : أيوب بن محمد العجلي . ضعفه ابن معين .
وقال أبو زرعة : (( منكر الحديث )) وجهله الدارقطني .
وقال ابن حبان : (( كان قليل الحديث ، ولكنه خالف الناس في كل ما روى ، فلا أدري ، أكان يعتمد ، أو يقلب وهو لا يعلم )) .
وللحديث طريق آخر عن ابن عباس مرفوعاً : (( كل مخمر خمر ، وكل مسكر حرام ، ومن شرب مسكراً بخست صلاته أربعين صباحاً ، فإن تاب ، تاب الله عليه . فإن عاد الرابعة كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال . قيل : وما طينة الخبال يا رسول الله ؟! قال : (( صديد أهل النار )) ومن سقاه صغيراً لا يعرف حلاله من حرامه ، كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال )) .
أخرجه أبو داود ( 3680 ) من طريق إبراهيم بن عمر الصنعاني ، قال : سمعت النعمان بن بشير ، يقول : عن طاووس ، عن ابن عباس مرفوعاً .. فذكره .
قال ابن كثير في (( تفسيره )) ( 3/ 179) : (( تفرد به أبو داود )) .
قلت : وسنده ضعيف .
وإبراهيم بن بشير ، كذا وقع نسبة نسخة السنن المطبوعة ، وهو خطأ ، والصواب أنه : (( النعمان بن أبي شيبة الجندي )) وهو ثقة . وآخر الحديث فيه نكارة ، ولم أجد له شاهداً خلاف بقية الحديث كما يأتي ذكره إن شاء الله ، وكأنه لذلك قال أبو زرعة : (( هذا حديث منكراً )) .
نقله عنه ابن أبي حاتم في (( العلل )) ( 2/ 36/ 1587) .
وإلا فقد ثبت الحديث ، عن عبد الله بن همر مرفوعاً : (( من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ، فإن تاب ، تاب الله عليه ، فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ، فإن تاب ، تاب الله عليه ، فإن عاد الرابعة ، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ، فإن تاب لم يتب الله عليه ، وكان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال )) . قالوا : يا أبا عبد الرحمن ! وما طينة الخبال ؟! قال : صديد أهل النار )) 0
أخرجه الترمذي ( 1862) وعنه ابن الجوزي في (( الواهيات )) ( 2/ 669- 670) ، من طريق جرير بن عبد الحميد ، عن عطاء بن السائب ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن أبيه ، عن ابن عمر به .
قال الترمذي : (( هذا حديث حسن )) .
وقال ابن الجوزي : (( هذا حديث لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وفيه عطاء بن السائب ، وكان قد اختلط ، في آخر عمره . وقال يحيى بن معين : لا يحتج بحديثه )) . ... ... =
= قلت : وفي نقد ابن الجوزي رحمه الله خلل يظهر من البحث ، والحديث كما قال الترمذي ، ويعني أنه حسن بشواهده ولكنه صحيح ، غير أن طريق الترمذي متكلم فيه من جهتين :
الأولى : أن البخاري قال في (( التاريخ الأوسط )) : (( عبد الله بن عبيد بن عمير لم يسمع من أبيه شيئاً ، ولا يذكره )) ذكره في (( التهذيب )) ( 5/ 308 ) .
قلت : ولكن يعكر عليه ما أخرجه أبو داود ( 3759 ) من طريق أبي بكر الحنفي ، حدثنا الضحاك بن عثمان ، عن عبد الله بن عبيد ، قال : كنت مع أبي في زمان ابن الزبير إلى جنب عبد الله بن عمر . فقال عباد بن عبد الله بن الزبير : إنا سمعنا أنه يبدأ بالعشاء قبل الصلاة . فقال عبد الله بن عمر : ويحك !! ما كان عشاؤهم ؟! أتراه كان مثل عشاء أبيك ؟!!
وهذا سند حسن وفيه دليل على أن عبد الله بن عبيد بن عمير أدرك أباه ووعاه . فمثل هذا يقدم على النفي . والله أعلم .
الثانية : أن جرير بن عبد الحميد سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط كما قال أحمد وابن معين وغيرهما .
قال ابن معين : (( عطاء بن السائب اختلط ، وما سمع جرير وذووه من صحيح حديثه )) .
ولكن لم ينفرد به جرير ، فتابعه همام بن يحيى ، عن عطاء به .
أخرجه الطيالسي ( 1901) ومن طريقة البغوي في (( شرح السنة )) ( 11/357 ) .
ويظهر أن همام بن يحيى سمع من عطاء بأخرة .
وخالفهما معمر بن راشد ، فرواه عن عطاء ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن ابن عمر .
فسقط ذكر (( عبيد بن عمير )) .
أخرجه أحمد ( 2/ 35) حدثنا عبد الرزاق وهو في (( مصنفه )) ( 9/ 235/ 10758) ، ثنا معمر به ويظهر أن معمر ممن سمع من عطاء في الاختلاط كما يتحصل من كلام أهل النقد ، ولعل هذا الاختلاف من عطاء ، لكن اتفاق جرير وهمام على إثبات (( عبيد بن عمير )) أولى من رواية معمر والله أعلم .
وللحديث شاهد عن عبد الله بن عمرو ، يرويه عنه عبد الله بن فيروز الديلمي قال : دخلت على
عبد الله بن عمرو في حائطٍ له بالطائف ، يقال له : الوهط . فإذا هو مخاصر فتى قريش ، يزن ذلك الفتى بشرب الخمر ، فقلت : خصال بلغتني عنك ، أنك تحدث بها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (( من شرب الخمر شربة ، لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً )) فلما أن سمع الفتى بذكر الخمر اختلج يده من يد عبد الله ، ثم ولى . فقال عبد الله : اللهم إني لا أحل لأحد أن يقول على ما لم أقل ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عيه وآله وسلم يقول : (( من شرب الخمر شربة لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً ، فإن تاب ، تاب الله عليه )) . فلا أدري في الثالثة أم في الرابعة : (( كان حقاً على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة )) . ... ... ... =
= قالوا : يا رسول الله ! وما ردغة الخبال ؟! قال : (( عصارة أهل النار )) .
أخرجه النسائي ( 8/ 317) ، وابن ماجه ( 3377) ، والدارمي ( 2/ 36- 37) والسياق له ما عدا آخره ، وأحمد ( 2/ 176) ، والحاكم ( 1/ 30- 31) ، وابن حبان ( 1378) من طرق عن الأوزاعي، حدثني ربيعة بن يزيد ، عن عبد الله بن الديلمي .. فذكره .
قال الحاكم : (( هذا حديث صحيح قد تداوله الأئمة ، وقد احتجا بجميع رواته ، ثم يخرجاه ، ولا أعلم له علة )) ووافقه الذهبي وزاد : (( على شرطهما )) !!
قلت : والصواب مع الحاكم ، وأخطأ الذهبي - رحمه الله - في قوله إن الحديث على شرطهما ، لأن عبد الله بن فيروز الديلمي لم يخرج له البخاري ومسلم شيئاً .
وأخطأ من أعله بتدليس الوليد بن مسلم ، فقد تابعه بقية بن الوليد وأبو إسحق الفزاري ، ومحمد بن يوسف الفريابي .
وقال السيوطي في (( التعقبات على الموضوعات )) ( ق 26/2 ) .
(( الحديث صحيح قطعاً )) .
وله طريق آخر عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً بنحوه .
أخرجه أحمد ( 2/ 189) حدثنا بهز ، والحاكم ( 4/ 145- 146) عن يزيد بن هارون ، كلاهما عن حماد بن سلمة ، عن يعلى بن عطاء ، عن نافع بن عاصم ، عن عبد الله بن عمرو .
قال الحاكم : (( هذا حديث صحيح الإسناد )) ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا .
وله شاهد من حديث أبي ذر - رضي الله عنه - .
أخرجه أحمد ( 5/171) حدثنا مكي بن إبراهيم . والبزار ( ج 3/ رقم 2926 ) حدثنا محمد بن المثنى ، ثنا مكي بن إبراهيم ، ثنا عبيد الله بن أبي زياد ، عن شهر بن حوشب ، عن ابن عم لأبي ذر ، عن أبي ذر، مرفوعاً : (( من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة .... الحديث )) .
قلت : وآفته عبيد الله بن أبي زياد القداح ضعيف الحفظ ، ولآخر الحديث شاهد من حديث جابر- رضي الله عنه -.
أخرجه مسلم ( 2002) ، وأبو عوانة ( 5/ 268- 269) مطولاً ، والبزار ( ج 3/ رقم 2927) ، والبغوي في (( شرح السنة )) ( 11/ 356- 357) من طريق الدراوردي ، عن عمارة بن غزية ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً : (( كل مسكر حرام 0 إن على الله عهداً لمن يشرب المسكر أن يسبقه الله من طينة الخبال )) . قالوا : وما طينة الخبال ؟! قال : (( عرق أهل النار أو عصارة أهل النار )) .
قال البزار : (( لا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد )) .
وفي الباب شواهد كثيرة ، ليس في واحد منها ما في رواية أيوب بن محمد العجلي . والله أعلم .
الكتاب : النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة
المؤلف : أبو إسحاق الحويني