فريق منتدى الدي في دي العربي
04-18-2016, 11:00 AM
الجزيرتان والصيد فى الماء العكر
تلك هى القاعدة: الإخوان إذا ركبوا قضية أفسدوها، لذلك اعتبرت الادعاء بأن جماعة الإخوان ستشارك فى مظاهرات أمس الأول أمرا منحطا إضافيا لانحطاطات الجماعة، كذب صراح تكذبه الجماعة بادعائها أنها تدافع عن «قضية وطنية» وهم الخالون من أى «قضية» وال*****ون من أى «وطن»، فلا مكان لفكرة الوطن المتأصلة فى قلب كل مصرى عند تلك الجماعة المارقة التى تفتخر بأنها لا تنتمى إلى وطن وإنما تنتمى إلى «فكرة»، ولا مانع عند أى إخوانى أن يحكم مصر «ماليزى» أو «باكستانى» بحسب ما قاله مرشدهم الأسبق «مهدى عاكف» فى حوار التاريخى مع الزميل سعيد شعيب، لأن انتماءهم لأنفسهم فحسب، والمواطنة بالنسبة لهم ليست أكثر من مطية يركبونها فى أوقات «الزنقات»، ولا أبالغ إذا قلت إن هناك عشرات الآلاف من شباب مصر الذين كانوا ينتوون أن يشاركوا فى مظاهرات «جمعة الأرض» الرافضة لقرار منح السعودية جزيرتى «تيران وصنافير» المصريتين لكنهم تراجعوا عن تلك الفكرة حينما استشعروا أن جماعة الإخوان المسلمين تريد «ركوب فورة الشباب» فى 15 إبريل تماما كما ركبت «ثورة الشباب» فى 25 يناير.
هذا هو الصيد فى الماء العكر بعينه، ولا يضاهيه وضاعة سوى تعليق البيت الأبيض على تظاهرات الشباب، أمس الأول، أيضا على لسان المتحدث باسمه الذى قال إن أمريكا تراقب الوضع بعناية، وهو الأمر الذى أثار أيضا استياء الشباب الغاضبين من هذا القرار، فالشعور «الوطنى» هو الذى أجج الغضب، والشعور «الوطنى» هو الذى أشعل الاعتراضات، والقضية فى مجملها قضية وطنية بين أبناء وطن واحد، وطرفها الآخر «عربى شقيق» نتفق معه فى مئات القضايا، ونختلف معه فى قضية امتلاك الجزيرتين، فما دخل أمريكا بتلك الخلافات «الأخوية»؟
بعيدًا عن تلك المزايدات الرخيصة من «أعداء الوطن» يجب أن نعى هنا أن تلك التظاهرات الوطنية الخالصة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولو كنت مكان صناع القرار فى مصر لفرحت بهذه «الفورة الناهضة» ولافتخرت بها، فهؤلاء الشباب جنود مصر الحقيقون الذين استطاعوا أن يكسروا جدار الصمت، وأن يوصلوا صوتهم للعالم أجمع بأن شباب مصر غير مستعد للتخلى عن ثوابته الوطنية، وأنه على استعداد أيضا أن يعبر عن رأيه بكامل المسؤولية والاحترام، وأنه يراعى تماما تلك الظروف التى تمر بها مصر، ولذلك لم يؤجج النار فى الشوارع ولم يلجأ للعنف، ولم يصعد الأمر إلى مرحلة ما بعد التظاهر، فقط أراد أن يقول «لا» مستخدما حقه الدستورى فى التعبير عن رأيه، مستعدا للموت فى سبيل قضيته الراقية، وغاية ما أتمنى أن تدرك الحكومة المصرية تأزم الموقف جيدا، وأن تغير من أسلوب إدارتها لهذه القضايا الشائكة، وأن تقوم برد فعل «مناسب» فى توقيت «مناسب»، وألا تفعل مثلما فعل سابقوها بأن تترك كرة الثلج لتكبر حتى تدهس ما لا يجب أن يدهس.
تلك هى القاعدة: الإخوان إذا ركبوا قضية أفسدوها، لذلك اعتبرت الادعاء بأن جماعة الإخوان ستشارك فى مظاهرات أمس الأول أمرا منحطا إضافيا لانحطاطات الجماعة، كذب صراح تكذبه الجماعة بادعائها أنها تدافع عن «قضية وطنية» وهم الخالون من أى «قضية» وال*****ون من أى «وطن»، فلا مكان لفكرة الوطن المتأصلة فى قلب كل مصرى عند تلك الجماعة المارقة التى تفتخر بأنها لا تنتمى إلى وطن وإنما تنتمى إلى «فكرة»، ولا مانع عند أى إخوانى أن يحكم مصر «ماليزى» أو «باكستانى» بحسب ما قاله مرشدهم الأسبق «مهدى عاكف» فى حوار التاريخى مع الزميل سعيد شعيب، لأن انتماءهم لأنفسهم فحسب، والمواطنة بالنسبة لهم ليست أكثر من مطية يركبونها فى أوقات «الزنقات»، ولا أبالغ إذا قلت إن هناك عشرات الآلاف من شباب مصر الذين كانوا ينتوون أن يشاركوا فى مظاهرات «جمعة الأرض» الرافضة لقرار منح السعودية جزيرتى «تيران وصنافير» المصريتين لكنهم تراجعوا عن تلك الفكرة حينما استشعروا أن جماعة الإخوان المسلمين تريد «ركوب فورة الشباب» فى 15 إبريل تماما كما ركبت «ثورة الشباب» فى 25 يناير.
هذا هو الصيد فى الماء العكر بعينه، ولا يضاهيه وضاعة سوى تعليق البيت الأبيض على تظاهرات الشباب، أمس الأول، أيضا على لسان المتحدث باسمه الذى قال إن أمريكا تراقب الوضع بعناية، وهو الأمر الذى أثار أيضا استياء الشباب الغاضبين من هذا القرار، فالشعور «الوطنى» هو الذى أجج الغضب، والشعور «الوطنى» هو الذى أشعل الاعتراضات، والقضية فى مجملها قضية وطنية بين أبناء وطن واحد، وطرفها الآخر «عربى شقيق» نتفق معه فى مئات القضايا، ونختلف معه فى قضية امتلاك الجزيرتين، فما دخل أمريكا بتلك الخلافات «الأخوية»؟
بعيدًا عن تلك المزايدات الرخيصة من «أعداء الوطن» يجب أن نعى هنا أن تلك التظاهرات الوطنية الخالصة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولو كنت مكان صناع القرار فى مصر لفرحت بهذه «الفورة الناهضة» ولافتخرت بها، فهؤلاء الشباب جنود مصر الحقيقون الذين استطاعوا أن يكسروا جدار الصمت، وأن يوصلوا صوتهم للعالم أجمع بأن شباب مصر غير مستعد للتخلى عن ثوابته الوطنية، وأنه على استعداد أيضا أن يعبر عن رأيه بكامل المسؤولية والاحترام، وأنه يراعى تماما تلك الظروف التى تمر بها مصر، ولذلك لم يؤجج النار فى الشوارع ولم يلجأ للعنف، ولم يصعد الأمر إلى مرحلة ما بعد التظاهر، فقط أراد أن يقول «لا» مستخدما حقه الدستورى فى التعبير عن رأيه، مستعدا للموت فى سبيل قضيته الراقية، وغاية ما أتمنى أن تدرك الحكومة المصرية تأزم الموقف جيدا، وأن تغير من أسلوب إدارتها لهذه القضايا الشائكة، وأن تقوم برد فعل «مناسب» فى توقيت «مناسب»، وألا تفعل مثلما فعل سابقوها بأن تترك كرة الثلج لتكبر حتى تدهس ما لا يجب أن يدهس.