مشاهدة النسخة كاملة : هل البسملة آية من الفاتحة


فريق منتدى الدي في دي العربي
06-22-2022, 05:46 PM
هل البسملة آية من الفاتحة
الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي


لقد أجمع المسلمون على أن القرآن الكريم محفوظ من التحريف والتبديل ومن الزيادة أو النقصان، كما أجمعوا على أن كل من زعم أن كتاب الله تعالى زيد فيه ما ليس منه، أو أنقص منه ما أنزل الله فيه فقد كفر.

يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

وزيادة للإيضاح نسوق أقوال أئمة التفسير في معنى الآية الكريمة من سورة الحجر.

يقول الطبري رحمه الله: «يقول تعالى ذكره: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ﴾ [الحجر: 9] وهو القرآن، ﴿ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9] قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل ما، ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه.وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل»[1].

ويقول البغوي رحمه الله: «﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ﴾، يعني: القرآن، ﴿ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾أي: نحفظ القرآن من الشياطين يزيدوا فيه، أو ينقصوا منه، أو يبدلوا.

قال الله تعالى: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ﴾ [فصلت: 42] والباطل: هو إبليس، لا يقدر أن يزيد فيه ما ليس منه ولا أن ينقص منه ما هو منه»[2].

ويقول القرطبي رحمه الله: «﴿ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ من أن يزاد فيه أو ينقص منه»[3].

ويقول الشنقيطي[4] رحمه الله: «بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه هو الذي نزَّل القرآن العظيم، وأنه حافظ له من أن يزاد فيه أو ينقص أو يتغير منه شيء أو يبدل»[5].

ويقول القاضي عياض رحمه الله[6]:«وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض، المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين، مما جمعه الدفتان من أول ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2] إلى آخر ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ [الناس: 1] أنه كلام الله، ووحيه المنزَّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن جميع ما فيه حق، وأن من نقص منه حرفًا قاصدًا لذلك، أو بدَّله بحرف آخر مكانه، أو زاد فيه حرفًا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه، وأُجمع على أنه ليس من القرآن، عامدًا لكل هذا: أنه كافر» انتهى[7].

وأما اختلاف أهل العلم حول قرآنية البسملة فلا يشمله هذا الحكم، لأن أئمة القراءات لم يختلفوا في قراءتها في أوائل السور، والصحابة الكرام رضي الله عنهم مجمعون على إثبات البسملة في أوائل السور عدا براءة، وذلك في المصاحف العثمانية الذي كتبها الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وبعث به إلى الأمصار

ويقول الشوكاني في ذلك: «واعلم أن الأمة أجمعت أنه لا يكفر من أثبتها، ولا من نفاها؛ لاختلاف العلماء فيها، بخلاف ما لو نفى حرفًا مُجمعًا عليه، أو أثبت ما لم يقل به أحد: فإنه يكفر بالإجماع.

ولا خلاف أنها آية في أثناء سورة «النمل»، ولا خلاف في إثباتها خطًّا في أوائل السور في المصحف، إلا في أول سورة التوبة»[8].

ولقد أجمع المسلمون على أن البسملة جزء آية من سورة النمل وذلك في قول الله سبحانه: ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [النمل: 30]، وأجمعوا أيضًا على أنه لا خلاف بأنها ليست آيةً بين سورتي الأنفال والتوبة، لأن براءة نزلت بالسيف ولا يتناسب معها البسملة، والبسملة مشتملة على معنى الرحمة، واختلفوا فيما دون ذلك على مذاهب مختلفة وأقوال متباينة.

أولًا:مذهب الحنفية:
المختار عند علماء الحنفية أنها آية تامة مستقلة أنزلت للفصل بين السور، فهي من القرآن وليست من الفاتحة ولا من غيرها[9].

وسئل محمد بن الحسن عنها فقال: «ما بين الدفتين كلام الله تعالى»[10].

ثانيًا:مذهب المالكية:
البسملة ليست من القرآن في غير سورة النمل[11].

ثالثًا مذهب الشافعية[12]:
البسملة آية كاملة في أول الفاتحة بلا خلاف في المذهب الشافعي، أما في باقي السور عدا براءة ففي المذهب ثلاثة أقوال:
الأول: أنها آية كاملة في أول كل سورة.

الثاني: أنها بعض آية في أول كل سورة.

الثالث: أنها ليست بقرآن في أوائل السور عدا الفاتحة.
وقد ذكر النووي أن الراجح في المذهب هو الأول[13].

رابعًا:مذهب الحنابلة:
قال ابن قدامة: «واختلفت الرواية عن أحمد هل هي آية من الفاتحة يجب قراءتها في الصلاة أو لا؟ فعنه أنها من الفاتحة وذهب إليه أبو عبد الله ابن بطة وأبو حفص، وروي عن أحمد أنها ليست من الفاتحة ولا آية من غيرها، ولا يجبقراءتها في الصلاة، وهي المنصورة عند أصحابه».

قال ابن قدامة: «واختلف عن أحمد فيها –أي: في هذه الرواية- فقيل عنه: هي آية مفردة كانت تنـزل بين سورتين فصلًا بين السور.

وعنه: هي آية من سورة النمل[14]. أي: النمل فقط وليست آية من غيرها».

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقًا على هذه الرواية عن أحمد: «ويحكى هذا رواية عن أحمد ولا يصح عنه وإن كان قولًا في مذهبه»[15].

ولقد انتصر شيخ الإسلام رحمه الله للقول بقرآنية البسملة، حيث إنها أثبتت في أول كل سورة وهي ليست من السورة، ثم قال رحمه الله تعالى: «وهذا أعدل الأقوال»[16].

وفي تفصيل ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «والصواب أن البسملة آية من كتاب الله، حيث كتبها الصحابة في المصحف، إذ لم يكتبوا فيه إلا القرآن، وجردوه عما ليس منه، كالتخميس والتعشير وأسماء السور؛ ولكن مع ذلك لا يقال هي من السورة التي بعدها، كما أنها ليست من السورة التي قبلها، بل هي كما كتبت آية، أنزلها الله في أول كل سورة، وهذا أعدل الأقوال الثلاثة في هذه المسألة.

وسواء قيل بالقطع في النفي أو الإثبات، فذلك لا يمنع كونها من موارد الاجتهاد التي لا تكفير ولا تفسيق فيها للنافي ولا للمثبت، بل قد يقال ما قاله طائفة من العلماء: إن كل واحد من القولين حق، وأنها آية من القرآن في بعض القراءات، وهي قراءة الذين يفصلون بها بين السورتين، وليست آية في بعض القراءات، وهي قراءة الذين يصلون ولا يفصلون بها بين السورتين»[17].

ولقد جعل بعض أهل العلماء الاختلاف في قرآنية البسملة، كاختلاف أئمة القراءات في بعض الكلمات والحروف، فقد يَثبُتُ بعضُها في قراءة أو رواية، وقد لا يَثبُتُ في غيرها.

وفي نحو ذلك أيضًا يقول رشيد رضا: «وأقول الآن: أجمع المسلمون على أن البسملة من القرآن وأنها جزء آية من سورة النمل. واختلفوا في مكانها من سائر السور، فذهب إلى أنها آية من كل سورة؛ علماء السلف من أهل مكة-فقهائهم وقرائهم-ومنهم ابن كثير، وأهل الكوفة ومنهم عاصم والكسائي من القراء، وبعض الصحابة والتابعين من أهل المدينة، والشافعي في الجديد وأتباعه، والثوريوأحمد في أحد قوليه، ومن المروي عنهم ذلك من علماء الصحابة:علي وابن عباسوابن عمروأبو هريرة، ومن علماء التابعين سعيد بن جبير، وعطاء، والزهري، وابن المبارك، وأقوى حججهم في ذلك إجماع الصحابة ومن بعدهم على إثباتها في المصحف أول كل سورة سوى سورة براءة (التوبة) مع الأمر بتجريد القرآن عن كل ما ليس منه، ولذلك لم يكتبوا (آمين) في آخر الفاتحة، وأحاديث منها ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أنزلت علي آنفًا سورة» فقرأ:« بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 1 - 3] [18] وروى أبو داود بإسناد صحيح عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة[19]-وفي رواية انقضاء السورة- حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم»[20] [21].


ويقول العلَّامة الشنقيطي رحمه الله: «اختلف العلماء في البسملة، هل هي آية من أول كل سورة؟ أو من الفاتحة فقط؟ أو ليست آية مطلقًا؟ أما قوله في سورة النمل: ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [النمل: 30]: فهي آية من القرآن إجماعًا.

وأما سورة «براءة»: فليست البسملة آية منها اجماعًا، واختُلف فيما سوى هذا، فذكر بعض أهل الأصول أن البسملة ليست من القرآن، وقال قوم: هي منه في الفاتحة فقط، وقيل: هي آية من أول كل سورة، وهو مذهب الشافعي رحمه الله.

ومِن أحسن ما قيل في ذلك -الجمع بين الأقوال-: بأن البسملة في بعض القراءات -كقراءة ابن كثير- آية من القرآن، وفي بعض القراءات: ليست آية، ولا غرابة في هذا.

فقوله في سورة «الحديد» ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الحديد: 24] لفظة (هُوَ) من القرآن في قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وليست من القرآن في قراءة نافع، وابن عامر؛ لأنهما قرءا (فإن الله الغني الحميد)، وبعض المصاحف فيه لفظة (هُوَ)، وبعضها ليست فيه.

وقوله: ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 115]، ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ﴾ [البقرة: 116] الآية، فالواو من قوله: ﴿ وَقَالُوا ﴾ في هذه الآية من القرآن على قراءة السبعة غير ابن عامر، وهي في قراءة ابن عامر ليست من القرآن لأنه قرأ ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ﴾ [البقرة: 116] بغير واو، وهي محذوفة في مصحف أهل الشام، وقس على هذا.

وبه تعرف أنه لا إشكال في كون البسملة آية في بعض الحروف دون بعض، وبذلك تتفق أقوال العلماء»[22] انتهى.

وختامًا:
فلم يتعرض الباحث لبسط أدلة الفريقين، أي: القائلين بقرآنية البسملة، والقائلين بعدم قرآنيتها (أعني: في الفاتحة على وجه الخصوص)؛ لأنها معروفة ومبسوطة في مواضعها، ولعل ما ذُكِرَ آنفًا فيه الغنية والكفاية ولاسيما في قولي شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ رشيد رضا، وما خُتِمَ به البحثُ من قول العلَّامة الفقيه الأصولي المفسر محمد الأمين الشنقيطي.

ويلخص الباحث ما توصل إليه فيما يلي:
1- الخلاف في قرآنية البسملة في الفاتحة خلاف له قدره من حيث قوة أدلة الفريقين.

2- لم يرتفع الخلاف -لدى الباحث- في قرآنية البسملة في الفاتحة خاصة-نفيًا أو إثباتًا- وذلك لاعتبار أدلة الفريقين.

3- أن القول بأن الصحابة رضي الله عنهم أثبتوا البسملة في المصحف في أوائل السور عدا «براءة»، مع إجماعهم على تجريده المصحف عن كل ما ليس بقرآن، فيه دلالة قوية إن لم تكن قاطعة على قرآنية البسملة، وأنها آية مستقلة، قول قوي جدًّا له وجهته وصوابه، وقد قال به جمع من العلماء، كما مرَّ معنا.

4- لا يكفر من أثبت البسملة ولا من نفاها، وسواء قيل بالقطع في النفي أو الإثبات، فذلك لا يمنع كونها من موارد الاجتهاد التي لا تكفير ولا تفسيق فيها للنافي ولا للمثبت لاختلاف العلماء في ذلك اختلافًا كبيرًا وواسعًا، وهو اختيار شيخ الإسلام وغيره من أهل العلم، وقد حكى الشوكاني إجماع الأمة على أنه لا يكفر. بخلاف ما لو نفى حرفًا مُجمعًا عليه.

5- ومن الأقوال التي لها وجاهتها وقوتها جمعًا بين الأقوال: إن البسملة في بعض القراءات -كقراءة ابن كثير- آية من القرآن، وفي بعض القراءات: ليست آية، ولا غرابة في هذا، وهو اختيار العلَّامة الشنقيطي، وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى قول طائفة من العلماء بهذا القول.

الجهر بالبسملة:
أما عدم الجهر بقراءة البسملة فهو السنة، -يعني: في الصلاة-وهو القول والاختيار الموافق للأحاديث الثابتة الصحيحة، فالحق والصواب هو الإسرار وعدم الجهر بها؛ تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم وعملًا بفعله وفعل خلفائه الثلاثة من بعده رضي الله عنه، وذلك لِمَ ثبت عنه صلى الله عليه وسلمأنه كان لا يجهر بالبسملة، وقد ثبت في ذلك أحاديث كُثر صحيحة منها: ما ثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

ففي صحيح البخاري من حديث أنس رضي الله عنه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنه كانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين»[23]، وفي صحيح مسلم من حديث عن أنس رضي الله عنه -أيضًا- قال: «صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدًا منهم يقرأ: ﴿ بسم الله الرحمن الرحيم ﴾»[24].
وكذلك هو قول أهل العلم قديمًا وحديثًا.

قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله[25]: «وكان إبراهيم النخعي رحمه الله.................... يقول[26]: «الجهر بـ﴿ بسم الله الرحمن الرحيم ﴾بدعة»[27].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أنه ليس في الجهر بها حديث صريح، ولم يروِ أهل السنن المشهورة كأبي داود والترمذي والنسائي شيئًا من ذلك، وإنما يوجد الجهر بها صريحًا في أحاديث موضوعة يرويها الثعلبي والماوردي وأمثالهما في التفسير، أو في بعض كتب الفقهاء الذين لا يميزون بين الموضوع وغيره، بل يحتجون بمثل حديث الحميراء»[28][29].

وقال رحمه الله أيضًا: «والموضوعات في كتب التفسير كثيرة مثل الأحاديث الكثيرة الصريحة في الجهر بالبسملة»[30].

وقال الألباني رحمه الله[31]: «والحق أنه ليس في الجهر بالبسملة حديث صريح صحيح، بل صح عنه صلى الله عليه وسلم الإسرار بها من حديث أنس، وقد وقفت له على عشرة طرق ذكرتها في تخريج كتابي صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم»[32].

وسُئل الإمام العلَّامة الشيخ ابن باز رحمه الله: ما حكم الجهر بالبسملة في الصلاة عند قراءة الفاتحة، وغيرها من السور؟

فأجاب: «اختلف العلماء في ذلك، فبعضهم استحب الجهر بها، وبعضهم كره ذلك وأحب الإسرار بها، وهذا هو الأرجح والأفضل لما ثبت في الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال: «صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلف أبي بكر وعمر؛ وكانوا لا يجهرون بـ﴿ بسم الله الرحمن الرحيم ﴾»[33].

وجاء في معناه عدة أحاديث، وورد في بعض الأحاديث ما يدل على استحباب الجهر بها؛ ولكنها أحاديث ضعيفة، ولا نعلم في الجهر بالبسملة حديثًا صحيحًا صريحًا يدل على ذلك [34].

ولعل في هذا كفاية، والحمد لله رب العالمين.

المصدر: «معالم التوحيد في فاتحة الكتاب»

[1]تفسير الطبري ( 17/ 69).

[2] تفسير البغوي (4/ 370).

[3] تفسير القرطبي (10/ 7).

[4] الشيخ المحقق الأصولي المفسر- محمد الأمين الشنقيطي، (1325- 1393هـ)، هو محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي المدني، ولد بموريتانيا، اجتهد في طلب العلم فأصبح من علماء موريتانيا، وتولى القضاء في بلده. وكان من أوائل المدرسين في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية عين عضواً في مجلس التأسيس لرابطة العالم الإسلامي، وعضوًا في هيئة كبار العلماء بالسعودية. توفي ودفن بمكة. ينظر الموسوعة الحرة، وعلماء نجد للبسام (6/ 174).

[5] أضواء البيان للشنقيطي (9/ 41) .

[6] الإمام العلَّامة الحافظ الأوحد، شيخ الإسلام القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض المالكي،ينظر: سير أعلام النبلاء (ص: 213) وما بعدها.

[7] الشفا بتعريف حقوق المصطفى (2/ 304، 305) .

[8]نيل الأوطار (2/ 215( .

[9] أحكام القرآن للجصاص (1/ 17)، حاشية الشهاب (1/ 29).

[10] حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (1/ 29).

[11] مواهب الجليل (544/ 1)، أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺮآن ﻻﺑﻦ اﻟﻌﺮبي (1/ 6)، الجاﻣﻊ ﻷﺣﻜﺎم اﻟﻘﺮآن (1/ 93).

[12] المجموع- للنووي (3/ 289).

[13] المرجع السابق (3/ 289).

[14] المغني (1/ 285).

[15] الفتاوى الكبرى(2/ 182).

[16] المرجع السابق(2/ 182) بتصرف يسير.

[17] انتهى بتصرف يسير جدًّا وللتوسع ينظر: مجموع الفتاوى): 13/ 389).

[18] أخرجه البخاري (4964)، ومسلم (400).

[19] أخرجه الحاكم (845) بلفظ: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم ختم السورة حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قلت: رواته ثقات سوى سلم بن الفضل فمحله الصدق الذهبي في السير (16: 27).

[20] أخرجه عبد الرزاق (2617) بإسناد صحيح ظاهر الإرسال.

[21] تفسير المنار (1/ 34) .

[22] مذكرة في أصول الفقه (ص 66، 67).

[23] رواه البخاري (710).

[24] رواه مسلم (399).

[25] الإمام العلَّامة، حافظ المغرب، شيخ الإسلام أبو عمر، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبدالبر بن عاصم النمري الأندلسي، القرطبي، المالكي، صاحب التصانيف الفائقة. [سير أعلام النبلاء (154) وما بعدها.

[26] الحافظ، فقيه العراق، أبو عمران، إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن ذهل بن سعد بن مالك بن [النخع] النخعي (47 هـ -96 هـ) تابعي وفقيه وقارئ كوفي، وأحد رواة الحديث النبوي، وهو ابن أخي علقمة بن قيس النخعي، وأمه هي مليكة بنت يزيد النخعية أخت الأسود وعبد الرحمن ابني يزيد النخعي وهم من كبار تابعي أهل الكوفة. وقد أدرك عددًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. سير أعلام النبلاء (213).

[27] الاستذكار (1/ 458)

[28] مجموع الفتاوى (22/ 415)، والفتاوى الكبرى (2/ 166).

[29] قال ابن القيم رحمه الله: «وكل حديث فيه «يا حميراء» أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق مثل: يا حميراء، لا تأكلي الطين فإنه يورث كذا وكذا، وحديث: خذوا شطر دينكم عن الحميراء» ا.هـ المنار المنيف (ص: 61) ونقله العجلوني في كشف الخفاء (1/ 450).
قال الذهبي رحمه الله: «وقد قيل: إن كل حديث فيه يا حميراء لم يصح» ا.هـ سير أعلام النبلاء (2/ 167). وينظر آثارًا أخرى في: السنن الصغرى للبيهقي (1/ 157) والسنن الكبرى (1/ 7) مصباح الزجاجة (3/ 81) الكامل (2/ 59) المجروحين (2/ 29).


[30] مجموع فتاوى ابن تيمية (2/ 303).

[31] محدِّث العَصر الإمام العلَّامة: محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الأشقودري الألباني الساعاتي، أبو عبد الرحمن. (1333هـ 1420هـ). من علماء الحديث البارزين المتفردين في علم الجرح والتعديل، والشيخ الألباني حجة في مصطلح الحديث وقال عنه العلماء المحدثون: إنه أعاد عصر ابن حجر العسقلاني، والحافظ ابن كثير، وغيرهم من علماء الجرح والتعديل.
مولده ونشأته: ولد في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا، وهاجر بصحبة والده إلى دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها ينظر:
1- حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه؛ محمد بن إبراهيم الشيباني.
2- محمد ناصر الدين الألباني: محدِّث العصر، وناصر السنَّة؛ إبراهيم محمد العلي.

[32] تمام المنة للألباني (169)

[33] البخاري (710)، ومسلم (399).

[34] مجموع فتاوى ابن باز (11/ 119).

Adsense Management by Losha