فريق منتدى الدي في دي العربي
06-23-2022, 07:57 AM
فضائل سورة آل عمران
إدريس أحمد
نرلت سورة آل عمران ?الم (?) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ? [آل عمران: 1-2] كلها في المدينة المنورة، وذلك بالاتفاق، وثبت في هذه السورة فضائل كثيرة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كلام الصحابة رضوان الله عليهم، ففي «صحيح مسلم» ، عن أبي أمامة: قال سمعت رسول الله يقول: «اقرأوا الزهراوين: البقرة وآل عمران»
وفي صحيح مسلم كذلك عن النواس بن سمعان: قال سمعت النبي يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة تقدمه سورة البقرة وآل عمران»
وروى الدارمي في «مسنده» : أن عثمان بن عفان قال: «من قرأ سورة آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة» وسماها ابن عباس.
في حديثه في «الصحيح» . قال: «بت في بيت رسول الله فنام رسول الله حتى إذا كان نصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله فقرأ الآيات من آخر سورة آل عمران».
أسماء سورة آل عمران وسبب التسمية؟
سميت السورة ب* (آل عمران) لورود ذكر قصة تلك الأسرة الفاضلة (آل عمران) والد مريم أم عيسى، وإعداد مريم التي نذرتها أمها للعبادة، وتسخير الله الرزق لها في المحراب واصطفائها وتفضيلها على نساء عالمي زمانها، وتبشيرها بإنجاب عيسى صاحب المعجزات، وما تجلى في هذه السورة من مظاهر القدرة الإلهية.
وسميت آل عمران والبقرة بالزهراوين؛ لأنهما النيرتان الهاديتان قارئهما للحق بما فيهما من أنوار، أي معان، أو لما يترتب على قراءتهما من النور التام يوم القيامة، أو لأنهما اشتركتا فيما تضمنه اسم الله الأعظم:
روى أبو داود وابن ماجه وغيرهما عن أسماء بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، والتي في آل عمران: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}»
سبب نزول بداية السورة؟
ثبت في رواية ابن إسحاق وابن جرير وأبي حاتم وغيرهم أن سبب نزول هذه السورة قضية وفد نجران من بلاد اليمن. ووفد نجران هم قوم من نجران بلغهم مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أهل نجران متدينين بالنصرانية، وهم من أصدق العرب تمسكا بدين المسيح، وفيهم رهبان مشاهير، وقد أقاموا للمسيحية كعبة ببلادهم[1].
روى ابن أبي حاتم: عن الربيع بن أنس قال: إنّ النصارى أتَوا رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم -، فخاصموه في عيسى ابن مريم، وقالوا له: مَن أبوه؟ وقالوا على الله الكذب والبهتان، فقال لهم النبي – صلى الله عليه وسلم -: «ألستم تعلمون أنّه لا يكون ولدٌ إلا وهو يُشْبِه أباه؟». قالوا: بلى. قال: «ألستم تعلمون أنّ ربنا حَيٌّ لا يموت، وأنّ عيسى يأتي عليه الفناء؟». قالوا: بلى. قال: «ألستم تعلمون أنّ ربَّنا قَيِّمٌ على كل شيء يَكْلَؤُه ويحفظه ويرزقه؟». قالوا: بلى. قال: «فهل يملك عيسى مِن ذلك شيئًا؟» قالوا: لا. قال: «أفلستم تعلمون أنّ الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؟» قالوا: بلى. قال: «فهل يعلم عيسى من ذلك شيئًا إلا ما علم؟». قالوا: لا. قال: «فإنّ ربَّنا صَوَّرَ عيسى في الرَّحِم كيف شاء. ألستم تعلمون أنّ ربَّنا لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب، ولا يحدث الحدث؟». قالوا: بلى. قال: «ألستم تعلمون أنّ عيسى حَمَلَتْهُ أمُّه كما تحمل المرأةُ، ثُمَّ وضَعَتْه كما تَضَعُ المرأةُ ولدَها، ثُمَّ غُذِّي كما تُغَذِّي المرأةُ الصبيَّ، ثُمَّ كان يأكل الطعام ويشرب الشراب ويحدث الحدث؟». قالوا: بلى. قال: «فكيف يكون هذا كما زعمتم؟». فعرفوا، ثم أبَوْا إلا جُحودًا؛ فأنزل الله: {الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم}[2].
من أهداف هذه السورة
اشتملت بداية هذه السورة على أهداف كثيرة من أهمها:
1- بدأ الله تعالى هذه السورة بتوحيده، وذكر بعض أسمائه الحسنى، وأنه سبحانه أنزل القرآن: مصدقًا لما سبقه من الكتب السماوية.
وذكر أن من آياته: المحكم؛ الذي يتمسك به المؤمنون، ومنها المتشابه الخفي، الذي يؤَوِّله الكافرون حسب أهوائهم.
2 – ثم ذكر أن اللذائذ الدنيوية زائلة، وأن الآخرة خير وأبقى، وما فيها إنما هو للمؤمنين الذين أيقنوا أن الدين الحق: هو الإسلام.
3 – ثم علَّم الرسول ما يقوله عند محاجة الكفار. وأبان أن أهل الكتاب بعضهم مهتد وبعضهم كافر: يقتلون الأنبياء، ويدَّعون أنهم لن تمسهم النار إلا أيامًا قلائل. وأمر المؤمنين أن لا يتخذوهم أولياءَ.
4 – وأعلم أن محبته سبحانه لا تَتِمُّ إلا بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
5 – وذكر قصص بعض المصطفين الأخيار: كمريم، وزكريا، ويحيى، وعيسى – عليهم السلام – وما جرى لعيسى من المعجزات، وردَّ على ما اعتقده النصارى فيه من أنه ابن الله.
6 – وأمر النبي، أن يدعو أهل الكتاب إلى المباهلة والدعاء، بأن ينزل الله لعنته على الكافرين.
7 – ورَدَّ على اليهود الذين قالوا: إن إبراهيم كان على ديننا. وذكر أن أَوْلَى الناس بإبراهيم: الذين اتبعوه، والنبي والمسلمون.. وغيرها[3].
[1] التحرير وزالتنوير (1/510).
[2] أخرجه ابن جرير 5/ 174 – 175 مرسلًا، وكذا ابن أبي حاتم 2/ 585 (3124)، 8/ 2514 (14076) واللفظ له. انظر: «موسوعة التفسير المأثور» (5/ 6).
[3] التفسير الوسيط للقرآن الكريم، مجموعة من العلماء بإشراف مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
إدريس أحمد
نرلت سورة آل عمران ?الم (?) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ? [آل عمران: 1-2] كلها في المدينة المنورة، وذلك بالاتفاق، وثبت في هذه السورة فضائل كثيرة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كلام الصحابة رضوان الله عليهم، ففي «صحيح مسلم» ، عن أبي أمامة: قال سمعت رسول الله يقول: «اقرأوا الزهراوين: البقرة وآل عمران»
وفي صحيح مسلم كذلك عن النواس بن سمعان: قال سمعت النبي يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة تقدمه سورة البقرة وآل عمران»
وروى الدارمي في «مسنده» : أن عثمان بن عفان قال: «من قرأ سورة آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة» وسماها ابن عباس.
في حديثه في «الصحيح» . قال: «بت في بيت رسول الله فنام رسول الله حتى إذا كان نصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله فقرأ الآيات من آخر سورة آل عمران».
أسماء سورة آل عمران وسبب التسمية؟
سميت السورة ب* (آل عمران) لورود ذكر قصة تلك الأسرة الفاضلة (آل عمران) والد مريم أم عيسى، وإعداد مريم التي نذرتها أمها للعبادة، وتسخير الله الرزق لها في المحراب واصطفائها وتفضيلها على نساء عالمي زمانها، وتبشيرها بإنجاب عيسى صاحب المعجزات، وما تجلى في هذه السورة من مظاهر القدرة الإلهية.
وسميت آل عمران والبقرة بالزهراوين؛ لأنهما النيرتان الهاديتان قارئهما للحق بما فيهما من أنوار، أي معان، أو لما يترتب على قراءتهما من النور التام يوم القيامة، أو لأنهما اشتركتا فيما تضمنه اسم الله الأعظم:
روى أبو داود وابن ماجه وغيرهما عن أسماء بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، والتي في آل عمران: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}»
سبب نزول بداية السورة؟
ثبت في رواية ابن إسحاق وابن جرير وأبي حاتم وغيرهم أن سبب نزول هذه السورة قضية وفد نجران من بلاد اليمن. ووفد نجران هم قوم من نجران بلغهم مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أهل نجران متدينين بالنصرانية، وهم من أصدق العرب تمسكا بدين المسيح، وفيهم رهبان مشاهير، وقد أقاموا للمسيحية كعبة ببلادهم[1].
روى ابن أبي حاتم: عن الربيع بن أنس قال: إنّ النصارى أتَوا رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم -، فخاصموه في عيسى ابن مريم، وقالوا له: مَن أبوه؟ وقالوا على الله الكذب والبهتان، فقال لهم النبي – صلى الله عليه وسلم -: «ألستم تعلمون أنّه لا يكون ولدٌ إلا وهو يُشْبِه أباه؟». قالوا: بلى. قال: «ألستم تعلمون أنّ ربنا حَيٌّ لا يموت، وأنّ عيسى يأتي عليه الفناء؟». قالوا: بلى. قال: «ألستم تعلمون أنّ ربَّنا قَيِّمٌ على كل شيء يَكْلَؤُه ويحفظه ويرزقه؟». قالوا: بلى. قال: «فهل يملك عيسى مِن ذلك شيئًا؟» قالوا: لا. قال: «أفلستم تعلمون أنّ الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؟» قالوا: بلى. قال: «فهل يعلم عيسى من ذلك شيئًا إلا ما علم؟». قالوا: لا. قال: «فإنّ ربَّنا صَوَّرَ عيسى في الرَّحِم كيف شاء. ألستم تعلمون أنّ ربَّنا لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب، ولا يحدث الحدث؟». قالوا: بلى. قال: «ألستم تعلمون أنّ عيسى حَمَلَتْهُ أمُّه كما تحمل المرأةُ، ثُمَّ وضَعَتْه كما تَضَعُ المرأةُ ولدَها، ثُمَّ غُذِّي كما تُغَذِّي المرأةُ الصبيَّ، ثُمَّ كان يأكل الطعام ويشرب الشراب ويحدث الحدث؟». قالوا: بلى. قال: «فكيف يكون هذا كما زعمتم؟». فعرفوا، ثم أبَوْا إلا جُحودًا؛ فأنزل الله: {الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم}[2].
من أهداف هذه السورة
اشتملت بداية هذه السورة على أهداف كثيرة من أهمها:
1- بدأ الله تعالى هذه السورة بتوحيده، وذكر بعض أسمائه الحسنى، وأنه سبحانه أنزل القرآن: مصدقًا لما سبقه من الكتب السماوية.
وذكر أن من آياته: المحكم؛ الذي يتمسك به المؤمنون، ومنها المتشابه الخفي، الذي يؤَوِّله الكافرون حسب أهوائهم.
2 – ثم ذكر أن اللذائذ الدنيوية زائلة، وأن الآخرة خير وأبقى، وما فيها إنما هو للمؤمنين الذين أيقنوا أن الدين الحق: هو الإسلام.
3 – ثم علَّم الرسول ما يقوله عند محاجة الكفار. وأبان أن أهل الكتاب بعضهم مهتد وبعضهم كافر: يقتلون الأنبياء، ويدَّعون أنهم لن تمسهم النار إلا أيامًا قلائل. وأمر المؤمنين أن لا يتخذوهم أولياءَ.
4 – وأعلم أن محبته سبحانه لا تَتِمُّ إلا بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
5 – وذكر قصص بعض المصطفين الأخيار: كمريم، وزكريا، ويحيى، وعيسى – عليهم السلام – وما جرى لعيسى من المعجزات، وردَّ على ما اعتقده النصارى فيه من أنه ابن الله.
6 – وأمر النبي، أن يدعو أهل الكتاب إلى المباهلة والدعاء، بأن ينزل الله لعنته على الكافرين.
7 – ورَدَّ على اليهود الذين قالوا: إن إبراهيم كان على ديننا. وذكر أن أَوْلَى الناس بإبراهيم: الذين اتبعوه، والنبي والمسلمون.. وغيرها[3].
[1] التحرير وزالتنوير (1/510).
[2] أخرجه ابن جرير 5/ 174 – 175 مرسلًا، وكذا ابن أبي حاتم 2/ 585 (3124)، 8/ 2514 (14076) واللفظ له. انظر: «موسوعة التفسير المأثور» (5/ 6).
[3] التفسير الوسيط للقرآن الكريم، مجموعة من العلماء بإشراف مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.