مشاهدة النسخة كاملة : أهل الصفة


فريق منتدى الدي في دي العربي
06-23-2022, 01:00 PM
أهل الصفة
الشيخ صلاح نجيب الدق
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:
فإن الكثير من المسلمين لا يعرفون إلا القليل عن أصحاب الصُّفَّة؛ من أجل ذلك أحببت أن أذكِّر نفسي وأحبائي طلاب العلم الكرام، بشيء يسير عن أهل الصُّفَّة؛ فأقول وبالله تعالى التوفيق:
معنى الصُّفَّة:
الصُّفَّة: هي مكان في مؤخر المسجد النبوي، مظلل، أُعد لنزول الغرباء فيه ممن لا مأوى له ولا أهل؛ [فتح الباري، لابن حجر العسقلاني، ج: 6، ص: 595].

عدد أهل الصُّفَّة:
أهل الصُّفَّة: هم فقراء المهاجرين، وكانوا نحوًا من أربعمائة رجلٍ، وذلك أنهم كانوا يقدمون فقراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما لهم أهل ولا مال فبُنيت لهم صفة في مؤخرة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل لهم: أهل الصُّفَّة؛ [تفسير القرطبي، ج: 3، ص: 340].

قال الإمام ابن تيمية (رحمه الله): "لم يكن جميع أهل الصُّفَّة يجتمعون في وقتٍ واحدٍ، بل منهم من يتأهل أو ينتقل إلى مكانٍ آخر يتيسر له، ويجيء ناس بعد ناسٍ، فكانوا تارةً يقلون، وتارةً يكثرون، فتارةً يكونون عشرةً أو أقل، وتارةً يكونون عشرين وثلاثين وأكثر، وتارةً يكونون ستين وسبعين، وأما جملة من أوى إلى الصُّفَّة مع تفرقهم، فقد قيل: كانوا نحوَ أربعمائةٍ من الصحابة، وقد قيل: كانوا أكثر من ذلك"؛ [مجموع فتاوى ابن تيمية، ج: 11، ص: 41].

نشأة الصُّفَّة:
أعقب هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة المنورة ظهور مشكلة تتعلق بمعيشة المهاجرين الذين تركوا بيوتهم وأموالهم ومتاعهم بمكة؛ فرارًا بدينهم من طغيان المشركين، ولا شك أن بعض المهاجرين لم يستطيعوا العمل حال قدومهم إلى المدينة؛ لأن الطابع الزراعي يغلب على اقتصاد المدينة، وليست للمهاجرين خبرة زراعية؛ فمجتمع مكة تجاري، كما أنهم لا يملكون أرضًا زراعية في المدينة، وليست لديهم رؤوس أموال؛ فقد تركوا أموالهم بمكة، وقد وضع الأنصار إمكانياتهم في خدمة المهاجرين، لكن بعض المهاجرين بقيَ محتاجًا إلى المأوى.

واستمر تدفق المهاجرين إلى المدينة خاصة قبل موقعة الخندق؛ حيث كان الكثير منهم يستقرون في المدينة، كما طرقت الوفود الكثيرة المدينةَ، ومنهم من لم يكن على معرفة بأحد من أهل المدينة، فكان هؤلاء الغرباء بحاجة إلى مأوى دائم أو مدة إقامتهم، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم فكر في إيجاد المأوى للفقراء المقيمين والوفود الطارقين، وحانت الفرصة عندما تم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، وذلك بعد ستة عشر شهرًا من هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة؛ حيث بقيَ حائط القبلة الأولى في مؤخر المسجد النبوي، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم به، فظُلِّل أو سُقِّف، وأُطلق عليه اسم الصُّفَّة أو الظُّلَّة، ولم يكن لها ما يستر جوانبها؛ [السيرة النبوية الصحيحة، أكرم ضياء العمري، ج: 1، ص: 257].

طعام أهل الصُّفَّة:
(1) روى الترمذي عن البراء: ﴿ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 267]؛ قال: ((نزلت فينا معشر الأنصار، كنا أصحاب نخلٍ، فكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته، وكان الرجل يأتي بالقنو والقنوين فيعلقه في المسجد، وكان أهل الصُّفَّة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتى القنو فضربه بعصاه فيسقط من البسر والتمر فيأكل))؛ [حديث صحيح، صحيح الترمذي، للألباني، حديث: 2987].

(2) قال طلحة بن عمرٍو: ((كان الرجل إذا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان له بالمدينة عريف نزل عليه، وإذا لم يكن له عريف نزل مع أصحاب الصُّفَّة، قال: وكنت فيمن نزل الصُّفَّة فوافقت رجلًا، وكان يُجرَى علينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يومٍ مُدٌّ من تمرٍ بين رجلين))؛ [حلية الأولياء، أبو نعيم الأصبهاني، ج: 1، ص: 339].

ثياب أهل الصُّفَّة:
روى البخاري عن أبي هريرة، قال: ((لقد رأيت سبعين من أصحاب الصُّفَّة ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء، قد ربطوا في أعناقهم، فمنها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده، كراهية أن تُرى عورته))؛ [البخاري، حديث: 442].

• (رداء): هو الذي يستر أعالي البدن فقط.

• (إزار): هو ما يستر النصف الأسفل من البدن، من السرة إلى الساقين.

• (كساء): قطعة قماش واحدة يلتف بها الإنسان.

• (فيجمعه): أي: يجمع الرجل ذلك الثوب من الكساء أو الإزار بيده؛ لئلا يفترق أحد طرفيه من الآخر.

• (كراهية أن ترى عورته): أي: في نظر غيره أو حال صلاته؛ [مرقاة المفاتيح، علي الهروي، ج: 8، ص: 3281].

بكاء أهل الصُّفَّة عند نزول القرآن:
روى البيهقي عن أبي هريرة قال: ((لما نزلت: ﴿ أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ ﴾ [النجم: 59، 60]، بكى أصحاب الصُّفَّة حتى جرت دموعهم على خدودهم، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينهم، بكى معهم، فبكينا ببكائه، فقال صلى الله عليه وسلم: لا يلجُ النار مَن بكى من خشية الله، ولا يدخل الجنة مصرٌّ على معصيةٍ، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقومٍ يذنبون فيغفر لهم))؛ [شعب الإيمان للبيهقي، ج: 2، ص: 233، حديث:777].

اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بأهل الصُّفَّة:
(1) روى البخاري عن مجاهدٍ: ((أن أبا هريرة، كان يقول: ألله الذي لا إله إلا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يومًا على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكرٍ، فسألته عن آيةٍ من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر، فسألته عن آيةٍ من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر فلم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، فتبسم حين رآني، وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: يا أبا هرٍّ، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: الْحَقْ ومضى فتبعته، فدخل، فاستأذن، فأذن لي، فدخل، فوجد لبنًا في قدحٍ، فقال: من أين هذا اللبن؟ قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة، قال: أبا هر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: الْحَقْ إلى أهل الصُّفَّة فادعهم لي، قال: وأهل الصُّفَّة أضياف الإسلام، لا يأوون إلى أهلٍ ولا مالٍ ولا على أحدٍ، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم، ولم يتناول منها شيئًا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصُّفَّة؟ كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربةً أتقوى بها، فإذا جاء أمرني، فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بدٌّ، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا، فاستأذنوا فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: يا أبا هر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: خذ فأعطهم، قال: فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يَرْوَى، ثم يرد عليَّ القدح، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد عليَّ القدح فيشرب حتى يروى، ثم يرد عليَّ القدح، حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد رويَ القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إليَّ فتبسم، فقال: أبا هر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: بقيت أنا وأنت، قلت: صدقت يا رسول الله، قال: اقعد فاشرب، فقعدت فشربت، فقال: اشرب، فشربت، فما زال يقول: اشرب، حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق، ما أجد له مسلكًا، قال: فأرني، فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة))؛ [البخاري، حديث: 6452].

(2) روى الشيخان عن عبدالرحمن بن أبي بكرٍ، رضي الله عنهما: ((أن أصحاب الصُّفَّة كانوا أناسًا فقراء، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال مرةً: من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالثٍ، ومن كان عنده طعام أربعةٍ فليذهب بخامسٍ أو سادسٍ، أو كما قال: وإن أبا بكرٍ جاء بثلاثةٍ، وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرةٍ، وأبو بكرٍ ثلاثةً))؛ [البخاري، حديث: 3581 / مسلم، حديث: 2057].

(3) روى أحمد عن علي بن أبي طالب: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة بعث معه بخميلةٍ، ووسادةٍ، من أَدْمٍ حشوها ليف ورحيين وسقاءٍ وجَرَّتين، فقال علي لفاطمة ذات يومٍ: والله لقد سنوت - حملت الماء - حتى لقد اشتكيت صدري، قال: وقد جاء الله أباك بسبيٍ، فاذهبي فاستخدميه – أي: اسأليه خادمًا - فقالت: وأنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما جاء بك أي بنية؟ قالت: جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعت، فقال: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله، فأتيناه جميعًا، فقال علي: يا رسول الله، والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت حتى مجلت يداي، وقد جاءك الله بسبيٍ وسعةٍ فأخدمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لا أعطيكما وأدع أهل الصُّفَّة تطوى بطونهم، لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم))؛ [حديث حسن، مسند أحمد، ج: 2، ص: 202، حديث: 838].

(4) روى البيهقي عن واثلة بن الأسقع قال: ((حضر رمضان ونحن في أهل الصُّفَّة، فصمنا، فكنا إذا أفطرنا أتى كل رجلٍ منا رجلٌ من أهل البيعة فانطلق به، فعشاه، فأتت علينا ليلةً لم يأتنا أحد، وأصبحنا صيامًا، وأتت علينا القابلة فلم يأتنا أحد، فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه بالذي كان من أمرنا، فأرسل إلى كل امرأةٍ من نسائه يسألها: هل عندها شيء؟ فما بقيت منهن امرأة إلا أرسلت تقسم: ما أمسى في بيتها ما يأكل ذو كبدٍ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا، فدعا وقال: اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك، فإنها بيدك لا يملكها أحد غيرك، فلم يكن إلا ومستأذن يستأذن، فإذا بشاةٍ مصلية ورغفٍ، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت بين أيدينا، فأكلنا حتى شبعنا، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا سألنا الله من فضله ورحمته، فهذا فضله، وقد ادخر لنا عنده رحمته))؛ [دلائل النبوة، البيهقي ج: 6، ص: 129].

حرص أهل الصُّفَّة على طلب العلم:
روى أبو داود عن عبادة بن الصامت، قال: ((علمتُ ناسًا من أهل الصُّفَّة الكتاب والقرآن، فأهدى إليَّ رجل منهم قوسًا، فقلت: ليست بمالٍ، وأرمي عنها في سبيل الله عز وجل، لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه فأتيته، فقلت: يا رسول الله، رجل أهدى إليَّ قوسًا ممن كنت أعلمه الكتاب والقرآن، وليست بمالٍ وأرمي عنها في سبيل الله، قال: إن كنت تحب أن تطوق طوقًا من نارٍ فاقبلها))؛ [حديث صحيح، صحيح أبي داود، للألباني، حديث: 2915].

روى ابن ماجه عن أبي سعيدٍ الخدري، قال: ((نادى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من أهل الصُّفَّة، حين انصرف من الصلاة، فقال: يا رسول الله، إن أرضنا أرض مُضَبَّة، فما ترى في الضباب، قال: بلغني أنه أمة مُسخت، فلم يأمر به، ولم ينهَ عنه))؛ [حديث صحيح، صحيح ابن ماجه، للألباني، حديث:2622].

• (الضباب): جمع ضب.

ومن علماء أهل الصُّفَّة أبو هريرة الدوسي، الذي يعتبر أكثر الصحابة رواية لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك عبدالله بن مسعود، الذي سمع سبعين سورة من فم النبي صلى الله عليه وسلم، وابن مسعود هو حامل فقه عمر بن الخطاب، ومن علماء أهل الصُّفَّة أيضًا أبو سعيد الخدري.

تعفف أهل الصُّفَّة عن التسول:
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "لم يكن في الصحابة - لا أهل الصُّفَّة ولا غيرهم - من يتخذ مسألة الناس ولا الإلحاف في المسألة بالكدية والشحاذة، لا بالزنبيل ولا غيره صناعةً وحرفةً؛ بحيث لا يبتغي الرزق إلا بذلك"؛ [مجموع فتاوى ابن تيمية، ج: 11، ص: 46].

أسماء بعض أهل الصُّفَّة:
أبو عبدالله سلمان الفارسي، وأبو عبيدة عامر بن عبدالله بن الجراح، وأبو اليقظان عمار بن ياسرٍ، وعبدالله بن مسعودٍ الهذلي، والمقداد بن عمرو بن ثعلبة، وقد كان الأسود بن عبديغوث تبناه، فقيل المقداد بن الأسود الكندي، وخباب بن الأرت، وبلال بن رباحٍ، وصهيب بن سنان بن عتبة بن غزوان، وزيد بن الخطاب أخو عمر، وأبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو مرثدٍ كناز بن حصينٍ العدوي، وصفوان بن بيضاء، وأبو عبس بن جبرٍ، وسالم مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، ومسطح بن أثاثة بن عباد بن عبدالمطلب، وعكاشة بن محصنٍ الأسدي، ومسعود بن الربيع القاري، وعمير بن عوفٍ مولى سهيل بن عمرٍو، وعويم بن ساعدة، وأبو لبابة بن عبدالمنذر، وسالم بن عمير بن ثابتٍ، وكان أحد البكائين من الصحابة، وفيه نزلت: ﴿ وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ﴾ [التوبة: 92]، وأبو البشر كعب بن عمرٍو، وخبيب بن يسافٍ، وعبدالله بن أنيسٍ، وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري، وعتبة بن مسعودٍ الهذلي، وكان عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ممن يأوي إليهم، ويبيت معهم في المسجد، وكان حذيفة بن اليمان أيضًا ممن يأوي إليهم ويبيت معهم، وأبو الدرداء عويمر بن عامرٍ، وعبدالله بن زيدٍ الجهني، والحجاج بن عمرٍو الأسلمي، وأبو هريرة الدوسي، وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعاذ بن الحارث القاري، والسائب بن خلادٍ، وثابت بن وديعة رضي الله عنهم أجمعين؛ [مستدرك الحاكم، ج: 3، ص: 18].

أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله ذخرًا لي عنده يوم القيامة؛ ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم الكرام.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

Adsense Management by Losha