فريق منتدى الدي في دي العربي
04-22-2016, 05:51 AM
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
أظهرت أزمة التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير مدي عمق كوارثنا, فالقضية هنا قضية تنازل عن قطعة من تراب الوطن, ذلك التراب المقدس في عقيدة الوطنية المصرية الضاربة في الزمن, وهي القضية التي احتدم فيها الصراع بين حاملي لواء تلك العقيدة وسدنتها والأوصياء على مقدراتها وخطابها من جانب, وبين أولئك الذين يحملون لواء التحرر واللحاق بالعالم والانتماء له في الجانب المقابل.. غير أن الأدوار هنا اختلفت, فسدنة الوطنية والأوصياء عليها هم الآن من يدافعون عن التفريط في تراب الوطن, وحملة لواء اللحاق بالعالم هم من يحاولون الحيلولة دون ذلك!.
هي أزمة وطن مبعثر وقضية لا يكترث بخطورتها الكثيرون.. فقضية الجزيرتين في الأخير قضية خيانة عظمى تستدعي محاكمات عاجلة لكل من طالته الاتهامات, وإلا فهي تستوجب ردا استثنائيا من أولئك المتهمين إن استقرّت في قناعتهم براءة الذمة مما يُساق, وهم لديهم من الجرأة علي البطش ما يخوّل لهم ذلك.. غير أن أيّاً من الأمرين لم يحدث, وهو أمر عجب, والأعجب ألا تنتفض الجموع الغفيرة كما يحدث في قضايا كهذه, لا أدري هل سئم الجميع الحوادث الجلل, أم لم يعد هناك من يزن الأمور كما يزنها أسوياء البشر, أم لم يعد لدى أحد القدرة علي أخذ الأمور مأخذ الجد!.
لكن الثابت أن الطغمة الحاكمة هي عصبة مفرطة في البلادة, والثابت أيضا أن عقدها منفرط, ولا أدل علي ذلك من أن يكون رد أحد أجنحتها علي موقف إعلامي يعمل لدي جناح آخر هو تسريب مكالمة لفضيحة جنسية, وتلك البلادة وذلك الانفراط هما ما سيفصلان في مصير سلطة تلك العصابات المنفلتة, فانفراط العقد هو ما يشل حركتها ويفكك خطابها ويكشف عوراتها أكثر فأكثر, والبلادة هي ما ستعجّل بمصيرهم المحتوم وإن بكلفة قاسية!.
لست هنا في معرض اشتباك مع الأطروحات الكثيرة التي تتوقع رحيل الجنرال الوشيك, ولا أعتقد أن أحدا بوسعه الجزم في أمر كهذا اللهم إلا جموع الناس إن أرادت, وهي ستفعل بأي حال عاجلا أم آجلا, لكن ما هالني بالفعل هو ارتفاع طنين خطاب الحفاظ علي الدولة والتروي في اتخاذ موقف من الجنرال وتجربة حكمه, وهو طنين يحدثه بعض المحسوبين علي القوى الديمقراطية, إن صح أن هناك شيئا ما من هذا القبيل هنا, ولا أعرف أي دولة يرغب هؤلاء المذعورون الحفاظ عليها, وأي تجربة تلك التي يريدون استكمالها, وعن أي إنجازات يتحدثون!.
لم تشهد أي حقبة في تاريخ مصر الحديث كمّاً من التسلط واستباحة الناس والاجتراء علي دمائهم وحرياتهم وكرامتهم كما شهدته ثلاثة أعوام هي حكم هذا الرجل, وسيرحل لا شك تاركا وراء ظهره أكبر مذابح تم ارتكابها في حق المصريين, وأكبر عدد من معتقلي الرأي الذين تم الزج بهم في السجون في تاريخ مصر المعاصرة, لكن أمرا كهذا لا يعني البكّائين علي الدولة, بل ربما يرونه انتصارا لها, لكن عن أي دولة يتحدثون حقا, هل عن دستور نواياها الحسنة المحنّط, أم عن سلطتها التشريعية التي اختارت الأجهزة الأمنية أعضاءها فردا فردا طبقا لمعايير الوضاعة والخسة والتذيّل التي تراها تلك الأجهزة مطلوبة في تابعين أذلاء, أم عن جهاز أمني يقوم بتصفية المواطنين عيانا بيانا من أجل كوب من الشاي أو من أجل التسلية أو لتعويض النقص المرضي لدي أفرادها, أم عن سلطة قضائية تتلقى تعليماتها من صغار رتب أجهزة الأمن فتصدر أحكاما جماعية بالإعدام!.
وأي دولة تلك التي يقف رئيسها ليهين مواطنيها أمام ضيوفه الغربيين وينعتهم بالماشية التي لا يمكن مقارنة حقوقهم مع نظيراتها في غيرهم من البلدان, وأي دولة تلك التي يُقال فيها رئيس أكبر جهاز رقابي لمجرد حديثه عن الفساد والسرقة الضاربين في نخاع أجهزتها, وأي دولة تلك التي تقوم مؤسساتها الدينية بتأطير شرعي لكل جريمة ونقيصة, وأي دولة تلك التي تكون ساحات مدارسها محرقة للكتب وم***ة للعلم وسط أعلام ترفرف, وأي دولة تلك التي تبيع مؤسساتها الصحية بأبخس الأثمان لشركات احتكارية كأبراج, التي تمنح أيقونة صحية تاريخية كقصر العيني هبة لإرضاء غرور بدوي جاهل أرعن لا يملك سوى النفط, وأي دولة تلك التي تحارب مؤسسات المجتمع الأهلي التي ترفع لواء تأهيل الضحايا وتحديث المجتمع, وأي دولة تلك التي تمنح ضبطية قضائية لكائن كهاني شاكر، ليتحكم في من بإمكانه أن ينتج فنّا ومن عليه أن يحتجب, وأي دولة تلك التي تتلقي المساعدات والمنح من العالم وفي الآن ذاته لا تدّخر جهدا في كسب كراهية هذا العالم وأن تكون محط سخريته واحتقاره, وأي دولة تلك تبيع ترابها تحت دعاوي الأزمة, وأي دولة تلك التي تقبض ثمن تراب الوطن المباع في يوم وفي اليوم الذي يليه تنهار عملتها, وأي دولة تلك التي لا تستطيع تفتيش الحقائب في مطاراتها ولا تأمين مبارة كرة قدم دون أن ترتكب م***ة!.
سيرحل الجنرال حتما, الآن أو غدا, شاء أم أبى, وشاء خصيانه أم أبوا, لكنه سيخلّف تركة ثقيلة لم يستطع سابقوه علي طول أمد حكمهم من أن يخلّفوا معشارها من كوارث, سيترك خلفه دولة خربة متعفنة لا تقوى علي القيام بأسط المهام, وأجهزة أمنية تشبه القاتل المأجور مطلق اليد في الدماء والأعراض والممتلكات, وسيخلّف لنا قيم الرداءة وتمجيد النقائص وسعار الفاشية وهذيان الخطاب, وفوق كل هذا سيترك لنا حملا ثقيلا من الجماهير التي استمرأت ال*** ورقصت على الدماء وحاربت تراث الإنسانية واغتالت المنطق والأعراف!
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
(<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
)
أظهرت أزمة التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير مدي عمق كوارثنا, فالقضية هنا قضية تنازل عن قطعة من تراب الوطن, ذلك التراب المقدس في عقيدة الوطنية المصرية الضاربة في الزمن, وهي القضية التي احتدم فيها الصراع بين حاملي لواء تلك العقيدة وسدنتها والأوصياء على مقدراتها وخطابها من جانب, وبين أولئك الذين يحملون لواء التحرر واللحاق بالعالم والانتماء له في الجانب المقابل.. غير أن الأدوار هنا اختلفت, فسدنة الوطنية والأوصياء عليها هم الآن من يدافعون عن التفريط في تراب الوطن, وحملة لواء اللحاق بالعالم هم من يحاولون الحيلولة دون ذلك!.
هي أزمة وطن مبعثر وقضية لا يكترث بخطورتها الكثيرون.. فقضية الجزيرتين في الأخير قضية خيانة عظمى تستدعي محاكمات عاجلة لكل من طالته الاتهامات, وإلا فهي تستوجب ردا استثنائيا من أولئك المتهمين إن استقرّت في قناعتهم براءة الذمة مما يُساق, وهم لديهم من الجرأة علي البطش ما يخوّل لهم ذلك.. غير أن أيّاً من الأمرين لم يحدث, وهو أمر عجب, والأعجب ألا تنتفض الجموع الغفيرة كما يحدث في قضايا كهذه, لا أدري هل سئم الجميع الحوادث الجلل, أم لم يعد هناك من يزن الأمور كما يزنها أسوياء البشر, أم لم يعد لدى أحد القدرة علي أخذ الأمور مأخذ الجد!.
لكن الثابت أن الطغمة الحاكمة هي عصبة مفرطة في البلادة, والثابت أيضا أن عقدها منفرط, ولا أدل علي ذلك من أن يكون رد أحد أجنحتها علي موقف إعلامي يعمل لدي جناح آخر هو تسريب مكالمة لفضيحة جنسية, وتلك البلادة وذلك الانفراط هما ما سيفصلان في مصير سلطة تلك العصابات المنفلتة, فانفراط العقد هو ما يشل حركتها ويفكك خطابها ويكشف عوراتها أكثر فأكثر, والبلادة هي ما ستعجّل بمصيرهم المحتوم وإن بكلفة قاسية!.
لست هنا في معرض اشتباك مع الأطروحات الكثيرة التي تتوقع رحيل الجنرال الوشيك, ولا أعتقد أن أحدا بوسعه الجزم في أمر كهذا اللهم إلا جموع الناس إن أرادت, وهي ستفعل بأي حال عاجلا أم آجلا, لكن ما هالني بالفعل هو ارتفاع طنين خطاب الحفاظ علي الدولة والتروي في اتخاذ موقف من الجنرال وتجربة حكمه, وهو طنين يحدثه بعض المحسوبين علي القوى الديمقراطية, إن صح أن هناك شيئا ما من هذا القبيل هنا, ولا أعرف أي دولة يرغب هؤلاء المذعورون الحفاظ عليها, وأي تجربة تلك التي يريدون استكمالها, وعن أي إنجازات يتحدثون!.
لم تشهد أي حقبة في تاريخ مصر الحديث كمّاً من التسلط واستباحة الناس والاجتراء علي دمائهم وحرياتهم وكرامتهم كما شهدته ثلاثة أعوام هي حكم هذا الرجل, وسيرحل لا شك تاركا وراء ظهره أكبر مذابح تم ارتكابها في حق المصريين, وأكبر عدد من معتقلي الرأي الذين تم الزج بهم في السجون في تاريخ مصر المعاصرة, لكن أمرا كهذا لا يعني البكّائين علي الدولة, بل ربما يرونه انتصارا لها, لكن عن أي دولة يتحدثون حقا, هل عن دستور نواياها الحسنة المحنّط, أم عن سلطتها التشريعية التي اختارت الأجهزة الأمنية أعضاءها فردا فردا طبقا لمعايير الوضاعة والخسة والتذيّل التي تراها تلك الأجهزة مطلوبة في تابعين أذلاء, أم عن جهاز أمني يقوم بتصفية المواطنين عيانا بيانا من أجل كوب من الشاي أو من أجل التسلية أو لتعويض النقص المرضي لدي أفرادها, أم عن سلطة قضائية تتلقى تعليماتها من صغار رتب أجهزة الأمن فتصدر أحكاما جماعية بالإعدام!.
وأي دولة تلك التي يقف رئيسها ليهين مواطنيها أمام ضيوفه الغربيين وينعتهم بالماشية التي لا يمكن مقارنة حقوقهم مع نظيراتها في غيرهم من البلدان, وأي دولة تلك التي يُقال فيها رئيس أكبر جهاز رقابي لمجرد حديثه عن الفساد والسرقة الضاربين في نخاع أجهزتها, وأي دولة تلك التي تقوم مؤسساتها الدينية بتأطير شرعي لكل جريمة ونقيصة, وأي دولة تلك التي تكون ساحات مدارسها محرقة للكتب وم***ة للعلم وسط أعلام ترفرف, وأي دولة تلك التي تبيع مؤسساتها الصحية بأبخس الأثمان لشركات احتكارية كأبراج, التي تمنح أيقونة صحية تاريخية كقصر العيني هبة لإرضاء غرور بدوي جاهل أرعن لا يملك سوى النفط, وأي دولة تلك التي تحارب مؤسسات المجتمع الأهلي التي ترفع لواء تأهيل الضحايا وتحديث المجتمع, وأي دولة تلك التي تمنح ضبطية قضائية لكائن كهاني شاكر، ليتحكم في من بإمكانه أن ينتج فنّا ومن عليه أن يحتجب, وأي دولة تلك التي تتلقي المساعدات والمنح من العالم وفي الآن ذاته لا تدّخر جهدا في كسب كراهية هذا العالم وأن تكون محط سخريته واحتقاره, وأي دولة تلك تبيع ترابها تحت دعاوي الأزمة, وأي دولة تلك التي تقبض ثمن تراب الوطن المباع في يوم وفي اليوم الذي يليه تنهار عملتها, وأي دولة تلك التي لا تستطيع تفتيش الحقائب في مطاراتها ولا تأمين مبارة كرة قدم دون أن ترتكب م***ة!.
سيرحل الجنرال حتما, الآن أو غدا, شاء أم أبى, وشاء خصيانه أم أبوا, لكنه سيخلّف تركة ثقيلة لم يستطع سابقوه علي طول أمد حكمهم من أن يخلّفوا معشارها من كوارث, سيترك خلفه دولة خربة متعفنة لا تقوى علي القيام بأسط المهام, وأجهزة أمنية تشبه القاتل المأجور مطلق اليد في الدماء والأعراض والممتلكات, وسيخلّف لنا قيم الرداءة وتمجيد النقائص وسعار الفاشية وهذيان الخطاب, وفوق كل هذا سيترك لنا حملا ثقيلا من الجماهير التي استمرأت ال*** ورقصت على الدماء وحاربت تراث الإنسانية واغتالت المنطق والأعراف!
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
(<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
)