فريق منتدى الدي في دي العربي
07-20-2022, 10:51 AM
على قدر الأحداث يكون التمحيص
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 179].
اقضت حكمة الله تعالى أن يبتلي عباده بصنوف البلاء ليمحصهم، فيتميز الخبيث من الطيب، ويظهر الصادق من الكاذب، ويُفْتَضَح الدعيُّ الزنيم، وينكشف حالُ الخبِّ اللئيمِ.
وعلى قدر الأحداث وعظمها يكون التمييز والتمحيص، فلا يثبت في الفتن إلا من عصمه الله من السقوط بين أنيابها، وتحت مخالبها.
ولا يثبت في تلك الزلازل التي تغربل الناس غربلةً، وتلك العواصف التي تجتاحهم اجتياحًا إلا من أسس بنيان إيمانه على تقوى من الله ورضوان، وجعل الدنيا وراءه ظهريًّا، فلم ينافس أهلها عليها، ومن نازعه فيها ألقاها إليه، وكان فيها كأنه غريب أو عابر سبيل.
وجعل الآخرة أكثر همه، ومبلغ علمه، وتعلق بها قلبه، تعلقَ الغريبِ بوطنه، والرضيعِ بثدي أمه.
وجعلَ الخوفَ شِعَارَهُ، والخمولَ دِثَارَهُ، والموتَ في سبيل الله طِلْبَتَهُ، والجنَّةَ مُنْيَتَهُ، ورضوانَ اللهِ غايته.
وهو مع ذلك يلهج بالدعاء ليل نهار أن يجنبه الله الفتن ما ظهر منها وما بطن، وألا يجعله فتنة للذين آمنوا، أو عبرة للمعتبرين.
وأن يتبرأَ من حوله وقوته، وينزعَ رداء الثقة عن نفسه، نزعَ الحيةِ جلدَها، ويطرحَ نفسَه على عتبة العبودية، ويظهرَ الافتقار لرب البرية، ليعصمه من العبودية لغيره، ومن الافتقار إلا إليه، ومن الذل إلا على بابه، ومن الخوف إلا منه، ومن الرجاء إلا فيما عنده.
وأن يفر من مواطن الفتن، فراره من الأسد؛ كَانَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رحمه الله يقول: اللهم لا تبتلنا فإنك إذا بلوتنا فضحتنا وهتكت أستارنا.
______________________________ ________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 179].
اقضت حكمة الله تعالى أن يبتلي عباده بصنوف البلاء ليمحصهم، فيتميز الخبيث من الطيب، ويظهر الصادق من الكاذب، ويُفْتَضَح الدعيُّ الزنيم، وينكشف حالُ الخبِّ اللئيمِ.
وعلى قدر الأحداث وعظمها يكون التمييز والتمحيص، فلا يثبت في الفتن إلا من عصمه الله من السقوط بين أنيابها، وتحت مخالبها.
ولا يثبت في تلك الزلازل التي تغربل الناس غربلةً، وتلك العواصف التي تجتاحهم اجتياحًا إلا من أسس بنيان إيمانه على تقوى من الله ورضوان، وجعل الدنيا وراءه ظهريًّا، فلم ينافس أهلها عليها، ومن نازعه فيها ألقاها إليه، وكان فيها كأنه غريب أو عابر سبيل.
وجعل الآخرة أكثر همه، ومبلغ علمه، وتعلق بها قلبه، تعلقَ الغريبِ بوطنه، والرضيعِ بثدي أمه.
وجعلَ الخوفَ شِعَارَهُ، والخمولَ دِثَارَهُ، والموتَ في سبيل الله طِلْبَتَهُ، والجنَّةَ مُنْيَتَهُ، ورضوانَ اللهِ غايته.
وهو مع ذلك يلهج بالدعاء ليل نهار أن يجنبه الله الفتن ما ظهر منها وما بطن، وألا يجعله فتنة للذين آمنوا، أو عبرة للمعتبرين.
وأن يتبرأَ من حوله وقوته، وينزعَ رداء الثقة عن نفسه، نزعَ الحيةِ جلدَها، ويطرحَ نفسَه على عتبة العبودية، ويظهرَ الافتقار لرب البرية، ليعصمه من العبودية لغيره، ومن الافتقار إلا إليه، ومن الذل إلا على بابه، ومن الخوف إلا منه، ومن الرجاء إلا فيما عنده.
وأن يفر من مواطن الفتن، فراره من الأسد؛ كَانَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رحمه الله يقول: اللهم لا تبتلنا فإنك إذا بلوتنا فضحتنا وهتكت أستارنا.
______________________________ ________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب