فريق منتدى الدي في دي العربي
07-21-2022, 05:22 AM
تخريج حديث: الختان سنة للرجال، ومكرمة للنساء
الشيخ محمد طه شعبان
عن شداد بن أوس رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْخِتانُ سُنةٌ لِلرجالِ، ومكْرُمةٌ لِلنساءِ». (1/ 116).
ضعيف.
مدار هذا الحديث على الحجاج بن أرطاة، وهو ضعيف، ومدلس، وقد اضطرب فيه على أوجه.
فقد أخرجه ابن أبي شيبة (26468)، عن حجاج، عن رجل، عن أبي المليح، عن شداد بن أوس رضي الله عنه، به.
قلت: الحجاج ضعيف، كما تقدم، ومدلس، وقد عنعن، وفي الإسناد رجل مبهم.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في «النفقة على العيال» (576)، والطبراني في «الكبير» (ج7) (7112) و (7113)، من طريق الحجاج بن أرطاة، عن أبي المليح، عن أبيه، عن شداد بن أوس رضي الله عنه، به.
قلت: فهذا وجه ثان عن الحجاج؛ وأبو أبي المليح هو أسامة بن عمير الهذلي، وهو صحابي.
وأخرجه أحمد (20719)، والبيهقي في «الكبير» (17567)، من طريق الحجاج، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْخِتانُ سُنةٌ لِلرجالِ، مكْرُمةٌ لِلنساءِ».
قلت: فهذا وجه ثالث عن الحجاج؛ حيث جعل الحديث من مسند أسامة الهذلي.
قال البيهقي: «الحجاج بن أرطاة لا يحتج به. وقيل: عنه, عن مكحول، عن أبي أيوب, وهو منقطع: أخبرناه علي بن محمد المقرئ، قال: أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا الحجاج، عن مكحول، عن أبي أيوب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْخِتانُ سُنةٌ لِلرجالِ، ومكْرُمةٌ لِلنساءِ»اهـ.
قلت: وهذا وجه رابع عن الحجاج.
قال أبو حاتم في «العلل» (5/ 647، 648): «الذي أتوهم أن حديث مكحول خطأ؛ وإنما أراد حديث حجاج ما قد رواه مكحول، عن أبي الشمال، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: خمس من سنن المرسلين: التعطر، والحناء، والسواك...، فترك أبا الشمال، فلا أدري هذا من الحجاج أو من عبد الواحد، وقد رواه النعمان بن المنذر، عن مكحول؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْخِتانُ سُنةٌ لِلرجالِ، مكْرُمةٌ لِلنساءِ»اهـ.
وأخرجه المخلص في «المخلصيات» (2807)، من طريق حجاج، عن أبي المليح، عن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به.
قلت: وهذا وجه خامس عن الحجاج.
قال ابن عبد البر في «التمهيد» (21/ 59): «وروى حجاج بن أرطاة، عن أبي المليح، عن أبيه، عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الْخِتانُ سُنةٌ لِلرجالِ، مكْرُمةٌ لِلنساءِ»، واحتج من جعل الختان سنة بحديث أبي المليح هذا؛ وهو يدور على حجاج بن أرطاة، وليس ممن يحتج بما انفرد به».
وقال ابن الملقن في «البدر المنير» (8/ 743): «وضعفه لائح، بسبب الحجاج هذا».
والحديث له شاهد:
أخرجه الطبراني في «الكبير» (11/ 233) (11590)، وفي «مسند الشاميين» (146)، والبيهقي في «الكبير» (17565)، عن عبدان بن أحمد، عن أيوب بن محمد الوزان، عن الوليد بن الوليد، عن ابن ثوبان، عن محمد بن عجلان، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «الْخِتانُ سُنةٌ لِلرجالِ، مكْرُمةٌ لِلنساءِ».
قال البيهقي: «هذا إسناد ضعيف, والمحفوظ موقوف».
قلت: الوليد بن الوليد بن زيد العنسي الدمشقي القلانسي، أبو العباس.
جاء في ترجمته في «الميزان» (5/ 96): «قال أبو حاتم: صدوق.
وقال الدارقطني وغيره: متروك.
وروى له نصر المقدسي في «أربعينه» حديثا منكرا، وقال: تركوه.
وقال صالح جزرة: قدري»اهـ.
وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 423): «يروي عن ابن ثوبان وثابت بن يزيد العجائب، روى عن عمرو بن دينار بنسخة أكثرها مقلوبة يطول الكتاب بذكرها، لا يجوز الاحتجاج به فيما يروي»اهـ.
وقال الحاكم في «المدخل إلى الصحيح» (ص222): «الوليد بن الوليد العنسي، روى عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان أحاديث موضوعة»اهـ.
وقال أبو نعيم في «الضعفاء» (261): «الوليد بن الوليد العنسي، روى عن محمد بن عبد الرحمن بن ثابت موضوعات».
• وابن ثوبان؛ هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
قال ابن حجر في «التقريب»: «صدوق يخطئ، ورُمي بالقدر، وتغير بأخرة».
وقد ضعف الأئمة هذا الحديث.
قال البيهقي في «الخلافيات» (3/ 345): «والذي رُوِي عن ابن عباس، وغيره، مرفوعا: الختان سنة للرجال مكرمة للنساء، ولا يصح رفعه»اهـ.
وقال في «الكبير» (17/ 509): «المحفوظ موقوف».
وقال في «معرفة السنن» (13/ 62): «وروينا عن ابن عباس: «الختان سنة للرجال، ومكرمة للنساء»، ولا يثبت رفعه. ورواه الحجاج بن أرطاة من وجهين آخرين، مرفوعا، ولا يثبت. والله أعلم»اهـ.
وقال ابن الملقن في «البدر المنير» (8/ 743): «هذا الحديث ضعيف بمرة، وهو مروي من طرق».
وضعفه الألباني في «الضعيفة» (1935).
♦♦ ♦♦ ♦♦
قلت: وأما الموقوف فقد أخرجه الطبراني في «الكبير» (11/ 359) (12009)، قال: حدثنا الحسن بن علي الفسوي، قال: حدثنا خلف بن عبد الحميد، قال: حدثنا عبد الغفور، عن أبي هاشم، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: «الختان سنة للرجال، ومكرمة للنساء».
♦ خلف بن عبد الحميد، مجهول.
قال أحمد كما في «الميزان» (1/ 609): «لا أعرفه».
وترجمه الخطيب في «تاريخ بغداد» (9/ 269)، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
♦ وعبد الغفور؛ هو ابن سعيد الواسطي.
قال ابن معين في «رواية الدوري» (3/ 468): «ليس حديثه بشيء».
وقال البخاري كما في «الضعفاء الكبير» (4/ 54): «تركوه، منكر الحديث».
وقال ابن عدي في «الكامل» (8/ 427): «عبد الغفور هذا الضعف على حديثه ورواياته بين، وهو منكر الحديث».
وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 132): «كان ممن يضع الحديث على الثقات، كعب، وغيره، لا يحل كتابة حديثه، ولا ذكره إلا على جهة التعجب».
وأخرجه الطبراني في «الكبير» (12/ 182) (12828)، وفي «مسند الشاميين» (2697)، وابن عدي في «الكامل» (2/ 45)، والبيهقي في «الكبير» (17566)، من طريق وكيع، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، قال: «الختان سنة للرجال، مكرمة للنساء».
♦ سعيد بن بشير الأزدي ضعفه أكثر الأئمة، وذكروا أنه يروي عن قتادة المنكرات.
جاء في ترجمته في «الجرح والتعديل» (4/ 6، 7): «عن بقية، قال: سألت شعبة عن سعيد بن بشير، فقال: صدوق اللسان، فذكرت ذلك لسعيد بن عبد العزيز، فقال: انشر هذا الكلام في جندنا - يعني في بلدنا - فإن الناس قد تكلموا فيه.
وعن مروان بن محمد، قال: ربما سمعت سفيان بن عيينة على جمرة العقبة يقول: حدثنا سعيد بن بشير، وكان حافظا.
وعن عمرو بن علي، قال: كان عبد الرحمن [يعني: ابن مهدي] يحدثنا عن سعيد بن بشير، ثم تركه.
وعن الميموني، قال: ذُكِر سعيد بن بشير، فرأيت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يضعف أمره.
وعن العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سعيد بن بشير ليس بشيء.
وعن ابن نمير، قال: سعيد بن بشير منكر الحديث، ليس بشيء، ليس بقوي الحديث، يروي عن قتادة المنكرات.
وعن عبد الرحمن، سمعت أبي يقول: قلت لأحمد بن صالح: سعيد بن بشير دمشقي شامي كيف هذه الكثرة عن قتادة؟ قال: كان أبوه بشير شريكا لأبي عروبة، فأقدم بشيرٌ ابنه سعيدا البصرة يطلب الحديث مع سعيد بن أبي عروبة.
حدثنا عبد الرحمن، أخبرنا أبو زرعة الدمشقي، قال سألت دحيما: ما كان قول من أدركت في سعيد بن بشير؟ فقال: يوثقونه، وكان حافظا.
حدثنا عبد الرحمن، أخبرنا أبو زرعة الدمشقي، قال: رأيت أبا مسهر يحدثنا عن سعيد بن بشير، ورأيته عنده موضعا للحديث.
حدثنا عبد الرحمن، قال: سمعت أبي وأبا زرعة ذكرا سعيد بن بشير، فقالا: محله الصدق عندنا.
قلت لهما: يحتج بحديثه؟ فقالا: يحتج بحديث ابن أبي عروبة والدستوائي، هذا شيخ يكتب حديثه.
حدثنا عبد الرحمن، قال: وسمعت أبي ينكر على من أدخله في كتاب الضعفاء وقال: يُحول منه»اهـ.
وفي «الضعفاء» للعقيلي (2/ 440): «عن أبي داود، قال: سألت أحمد بن حنبل عن سعيد بن بشير، فقال: كان عبد الرحمن يحدث عنه, ثم تركه»اهـ.
وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 400): «كان رديء الحفظ، فاحش الخطإ، يروي عن قتادة ما لا يتابع عليه، وعن عمرو بن دينار ما ليس يعرف من حديثه»اهـ.
وقال يعقوب الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (2/ 124): «سألت أبا مسهر عن سعيد بن بشير، قال: لم يكن في جندنا أحفظ منه، وهو ضعيف منكر الحديث»اهـ.
وقال ابن حجر في «التقريب»: «ضعيف».
وفي الإسناد أيضا عنعنة قتادة.
وأخرجه محمد بن هلال الحفار في «جزئه» (97)، من طريق وكيع بن الجراح، عن شعبة، عن محمد بن جحادة، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «الختان سنة للرجل، ومكرمة للنساء».
فأُدخل في هذا الإسناد شعبة ومحمد بن جحادة، بين وكيع وسعد بن بشير، وفيه العلل المذكورة في الإسناد الذي قبله.
الشيخ محمد طه شعبان
عن شداد بن أوس رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْخِتانُ سُنةٌ لِلرجالِ، ومكْرُمةٌ لِلنساءِ». (1/ 116).
ضعيف.
مدار هذا الحديث على الحجاج بن أرطاة، وهو ضعيف، ومدلس، وقد اضطرب فيه على أوجه.
فقد أخرجه ابن أبي شيبة (26468)، عن حجاج، عن رجل، عن أبي المليح، عن شداد بن أوس رضي الله عنه، به.
قلت: الحجاج ضعيف، كما تقدم، ومدلس، وقد عنعن، وفي الإسناد رجل مبهم.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في «النفقة على العيال» (576)، والطبراني في «الكبير» (ج7) (7112) و (7113)، من طريق الحجاج بن أرطاة، عن أبي المليح، عن أبيه، عن شداد بن أوس رضي الله عنه، به.
قلت: فهذا وجه ثان عن الحجاج؛ وأبو أبي المليح هو أسامة بن عمير الهذلي، وهو صحابي.
وأخرجه أحمد (20719)، والبيهقي في «الكبير» (17567)، من طريق الحجاج، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْخِتانُ سُنةٌ لِلرجالِ، مكْرُمةٌ لِلنساءِ».
قلت: فهذا وجه ثالث عن الحجاج؛ حيث جعل الحديث من مسند أسامة الهذلي.
قال البيهقي: «الحجاج بن أرطاة لا يحتج به. وقيل: عنه, عن مكحول، عن أبي أيوب, وهو منقطع: أخبرناه علي بن محمد المقرئ، قال: أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا الحجاج، عن مكحول، عن أبي أيوب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْخِتانُ سُنةٌ لِلرجالِ، ومكْرُمةٌ لِلنساءِ»اهـ.
قلت: وهذا وجه رابع عن الحجاج.
قال أبو حاتم في «العلل» (5/ 647، 648): «الذي أتوهم أن حديث مكحول خطأ؛ وإنما أراد حديث حجاج ما قد رواه مكحول، عن أبي الشمال، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: خمس من سنن المرسلين: التعطر، والحناء، والسواك...، فترك أبا الشمال، فلا أدري هذا من الحجاج أو من عبد الواحد، وقد رواه النعمان بن المنذر، عن مكحول؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْخِتانُ سُنةٌ لِلرجالِ، مكْرُمةٌ لِلنساءِ»اهـ.
وأخرجه المخلص في «المخلصيات» (2807)، من طريق حجاج، عن أبي المليح، عن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به.
قلت: وهذا وجه خامس عن الحجاج.
قال ابن عبد البر في «التمهيد» (21/ 59): «وروى حجاج بن أرطاة، عن أبي المليح، عن أبيه، عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الْخِتانُ سُنةٌ لِلرجالِ، مكْرُمةٌ لِلنساءِ»، واحتج من جعل الختان سنة بحديث أبي المليح هذا؛ وهو يدور على حجاج بن أرطاة، وليس ممن يحتج بما انفرد به».
وقال ابن الملقن في «البدر المنير» (8/ 743): «وضعفه لائح، بسبب الحجاج هذا».
والحديث له شاهد:
أخرجه الطبراني في «الكبير» (11/ 233) (11590)، وفي «مسند الشاميين» (146)، والبيهقي في «الكبير» (17565)، عن عبدان بن أحمد، عن أيوب بن محمد الوزان، عن الوليد بن الوليد، عن ابن ثوبان، عن محمد بن عجلان، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «الْخِتانُ سُنةٌ لِلرجالِ، مكْرُمةٌ لِلنساءِ».
قال البيهقي: «هذا إسناد ضعيف, والمحفوظ موقوف».
قلت: الوليد بن الوليد بن زيد العنسي الدمشقي القلانسي، أبو العباس.
جاء في ترجمته في «الميزان» (5/ 96): «قال أبو حاتم: صدوق.
وقال الدارقطني وغيره: متروك.
وروى له نصر المقدسي في «أربعينه» حديثا منكرا، وقال: تركوه.
وقال صالح جزرة: قدري»اهـ.
وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 423): «يروي عن ابن ثوبان وثابت بن يزيد العجائب، روى عن عمرو بن دينار بنسخة أكثرها مقلوبة يطول الكتاب بذكرها، لا يجوز الاحتجاج به فيما يروي»اهـ.
وقال الحاكم في «المدخل إلى الصحيح» (ص222): «الوليد بن الوليد العنسي، روى عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان أحاديث موضوعة»اهـ.
وقال أبو نعيم في «الضعفاء» (261): «الوليد بن الوليد العنسي، روى عن محمد بن عبد الرحمن بن ثابت موضوعات».
• وابن ثوبان؛ هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
قال ابن حجر في «التقريب»: «صدوق يخطئ، ورُمي بالقدر، وتغير بأخرة».
وقد ضعف الأئمة هذا الحديث.
قال البيهقي في «الخلافيات» (3/ 345): «والذي رُوِي عن ابن عباس، وغيره، مرفوعا: الختان سنة للرجال مكرمة للنساء، ولا يصح رفعه»اهـ.
وقال في «الكبير» (17/ 509): «المحفوظ موقوف».
وقال في «معرفة السنن» (13/ 62): «وروينا عن ابن عباس: «الختان سنة للرجال، ومكرمة للنساء»، ولا يثبت رفعه. ورواه الحجاج بن أرطاة من وجهين آخرين، مرفوعا، ولا يثبت. والله أعلم»اهـ.
وقال ابن الملقن في «البدر المنير» (8/ 743): «هذا الحديث ضعيف بمرة، وهو مروي من طرق».
وضعفه الألباني في «الضعيفة» (1935).
♦♦ ♦♦ ♦♦
قلت: وأما الموقوف فقد أخرجه الطبراني في «الكبير» (11/ 359) (12009)، قال: حدثنا الحسن بن علي الفسوي، قال: حدثنا خلف بن عبد الحميد، قال: حدثنا عبد الغفور، عن أبي هاشم، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: «الختان سنة للرجال، ومكرمة للنساء».
♦ خلف بن عبد الحميد، مجهول.
قال أحمد كما في «الميزان» (1/ 609): «لا أعرفه».
وترجمه الخطيب في «تاريخ بغداد» (9/ 269)، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
♦ وعبد الغفور؛ هو ابن سعيد الواسطي.
قال ابن معين في «رواية الدوري» (3/ 468): «ليس حديثه بشيء».
وقال البخاري كما في «الضعفاء الكبير» (4/ 54): «تركوه، منكر الحديث».
وقال ابن عدي في «الكامل» (8/ 427): «عبد الغفور هذا الضعف على حديثه ورواياته بين، وهو منكر الحديث».
وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 132): «كان ممن يضع الحديث على الثقات، كعب، وغيره، لا يحل كتابة حديثه، ولا ذكره إلا على جهة التعجب».
وأخرجه الطبراني في «الكبير» (12/ 182) (12828)، وفي «مسند الشاميين» (2697)، وابن عدي في «الكامل» (2/ 45)، والبيهقي في «الكبير» (17566)، من طريق وكيع، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، قال: «الختان سنة للرجال، مكرمة للنساء».
♦ سعيد بن بشير الأزدي ضعفه أكثر الأئمة، وذكروا أنه يروي عن قتادة المنكرات.
جاء في ترجمته في «الجرح والتعديل» (4/ 6، 7): «عن بقية، قال: سألت شعبة عن سعيد بن بشير، فقال: صدوق اللسان، فذكرت ذلك لسعيد بن عبد العزيز، فقال: انشر هذا الكلام في جندنا - يعني في بلدنا - فإن الناس قد تكلموا فيه.
وعن مروان بن محمد، قال: ربما سمعت سفيان بن عيينة على جمرة العقبة يقول: حدثنا سعيد بن بشير، وكان حافظا.
وعن عمرو بن علي، قال: كان عبد الرحمن [يعني: ابن مهدي] يحدثنا عن سعيد بن بشير، ثم تركه.
وعن الميموني، قال: ذُكِر سعيد بن بشير، فرأيت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يضعف أمره.
وعن العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سعيد بن بشير ليس بشيء.
وعن ابن نمير، قال: سعيد بن بشير منكر الحديث، ليس بشيء، ليس بقوي الحديث، يروي عن قتادة المنكرات.
وعن عبد الرحمن، سمعت أبي يقول: قلت لأحمد بن صالح: سعيد بن بشير دمشقي شامي كيف هذه الكثرة عن قتادة؟ قال: كان أبوه بشير شريكا لأبي عروبة، فأقدم بشيرٌ ابنه سعيدا البصرة يطلب الحديث مع سعيد بن أبي عروبة.
حدثنا عبد الرحمن، أخبرنا أبو زرعة الدمشقي، قال سألت دحيما: ما كان قول من أدركت في سعيد بن بشير؟ فقال: يوثقونه، وكان حافظا.
حدثنا عبد الرحمن، أخبرنا أبو زرعة الدمشقي، قال: رأيت أبا مسهر يحدثنا عن سعيد بن بشير، ورأيته عنده موضعا للحديث.
حدثنا عبد الرحمن، قال: سمعت أبي وأبا زرعة ذكرا سعيد بن بشير، فقالا: محله الصدق عندنا.
قلت لهما: يحتج بحديثه؟ فقالا: يحتج بحديث ابن أبي عروبة والدستوائي، هذا شيخ يكتب حديثه.
حدثنا عبد الرحمن، قال: وسمعت أبي ينكر على من أدخله في كتاب الضعفاء وقال: يُحول منه»اهـ.
وفي «الضعفاء» للعقيلي (2/ 440): «عن أبي داود، قال: سألت أحمد بن حنبل عن سعيد بن بشير، فقال: كان عبد الرحمن يحدث عنه, ثم تركه»اهـ.
وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 400): «كان رديء الحفظ، فاحش الخطإ، يروي عن قتادة ما لا يتابع عليه، وعن عمرو بن دينار ما ليس يعرف من حديثه»اهـ.
وقال يعقوب الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (2/ 124): «سألت أبا مسهر عن سعيد بن بشير، قال: لم يكن في جندنا أحفظ منه، وهو ضعيف منكر الحديث»اهـ.
وقال ابن حجر في «التقريب»: «ضعيف».
وفي الإسناد أيضا عنعنة قتادة.
وأخرجه محمد بن هلال الحفار في «جزئه» (97)، من طريق وكيع بن الجراح، عن شعبة، عن محمد بن جحادة، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «الختان سنة للرجل، ومكرمة للنساء».
فأُدخل في هذا الإسناد شعبة ومحمد بن جحادة، بين وكيع وسعد بن بشير، وفيه العلل المذكورة في الإسناد الذي قبله.