فريق منتدى الدي في دي العربي
07-26-2022, 09:46 PM
القيادة في القرآن الكريم .. مشاهد وركائز
إيهاب برهم
إن من هداية كتاب الله وروعة عرضه للمشاهد القرآنية وقصص السابقين ، أنه أصّل لمفاهيم وأفكار تساهم في نهضة الأمم وعمرانها ، وتؤسس لبناء حضارة إنسانية متكاملة ..، لما فيه مصلحة الدنيا والدين ..ومن بين تلك القضايا التي قعّد لها : ( القيادة وصناعة القادة ) .
وسأحاول من خلال هذه السلسلة إلقاء الضوء – بإيجاز – على مشاهد قرآنية نابضة بالحياة ، مثلت القيادة بصورها وأشكالها القابلة للتعميم والتكرار عبر الزمان والمكان ، وذكرت منطلقات ومحددات للقائد الفذ المحنك ..
يوسف عليه السلام .. قيادة اقتصادية بارعة
لقد عانى يوسف عليه السلام في حياته كثيرًا ..وابتلي ابتلاءات عظيمة ..فمن ظلم الأخوة وإلقائه في البئر ..إلى العبودية في قصر العزيز .. ثم آخرها السجن ظلما وعدوانا لسنين ..
لكن الفرج جاء بعد هذه المحن – كعادة سنة الله .. يأتي التمكين بعد البلاء والشدة – ، فتأويله لرؤيا الملك وصلت به للحكم والسلطة ، حتى قال له الملك ( إنك اليوم لدينا مكين أمين ) يوسف ( 54 ) .
إن هاتين الصفتين ( الأمانة ، العلم ) قد أهّلتا يوسف عليه السلام لأن يكون على قدر المسؤولية التي وكلت إليه ، وأن يقوم بدور فاعل في قيادة و إدارة إنتاج المملكة في ظل وضع اقتصادي استثنائي
استثمر يوسف عليه السلام هذه الفرصة خير استثمار – فمن صفات القائد اغتنام الفرص – و رأى أنه الأولى والأصلح لهذا المنصب ،فعرض نفسه قائلا :
( قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) ( 55 ) .
فبالرغم من أن الدولة أو المملكة مقبلة على وضع اقتصادي صعب .. وأزمة مالية عاصفة ، إلا أنه كان واثقاً من قدرته على القيام بحسن إدارة الاقتصاد ، معللاً ذلك بركيزتين اثنتين :
( حفيظ ) : وهي تعني – من ضمن ما تعني – : أمانة ونزاهة في المحافظة على المقدرات والموارد والمخزون الاستراتيجي للمملكة ..
( عليم ) : معرفة بكل ما يحتاج إليه التدبير الصحيح للإنتاج والاستثمار الفاعل لثروات الدولة المالية ..
إن هاتين الصفتين ( الأمانة ، العلم ) قد أهّلتا يوسف عليه السلام لأن يكون على قدر المسؤولية التي وكلت إليه ، وأن يقوم بدور فاعل في قيادة و إدارة إنتاج المملكة في ظل وضع اقتصادي استثنائي، والتصرف فيه بما يحفظ على الدولة ثرواتها وخيراتها ..مع توجيه إتقانه وإحسانه لخدمة رسالته التي حمل أعباءها ، ولنهضة الأمة التي ملك ناصيتها ..
وهذا ما جعل القرآن يعبر بقوله ( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء..) ( 56 )
فالله يمكن لعباده ويسخر لهم الأرض ويطوعها لهم ، إن هم اتقوه وأحسنوا ، وأخذوا بسنن القوة والقيادة ، وعرفوا كيف يعمرون الكون بما لا يصادم القوانين فيه ..
إيهاب برهم
إن من هداية كتاب الله وروعة عرضه للمشاهد القرآنية وقصص السابقين ، أنه أصّل لمفاهيم وأفكار تساهم في نهضة الأمم وعمرانها ، وتؤسس لبناء حضارة إنسانية متكاملة ..، لما فيه مصلحة الدنيا والدين ..ومن بين تلك القضايا التي قعّد لها : ( القيادة وصناعة القادة ) .
وسأحاول من خلال هذه السلسلة إلقاء الضوء – بإيجاز – على مشاهد قرآنية نابضة بالحياة ، مثلت القيادة بصورها وأشكالها القابلة للتعميم والتكرار عبر الزمان والمكان ، وذكرت منطلقات ومحددات للقائد الفذ المحنك ..
يوسف عليه السلام .. قيادة اقتصادية بارعة
لقد عانى يوسف عليه السلام في حياته كثيرًا ..وابتلي ابتلاءات عظيمة ..فمن ظلم الأخوة وإلقائه في البئر ..إلى العبودية في قصر العزيز .. ثم آخرها السجن ظلما وعدوانا لسنين ..
لكن الفرج جاء بعد هذه المحن – كعادة سنة الله .. يأتي التمكين بعد البلاء والشدة – ، فتأويله لرؤيا الملك وصلت به للحكم والسلطة ، حتى قال له الملك ( إنك اليوم لدينا مكين أمين ) يوسف ( 54 ) .
إن هاتين الصفتين ( الأمانة ، العلم ) قد أهّلتا يوسف عليه السلام لأن يكون على قدر المسؤولية التي وكلت إليه ، وأن يقوم بدور فاعل في قيادة و إدارة إنتاج المملكة في ظل وضع اقتصادي استثنائي
استثمر يوسف عليه السلام هذه الفرصة خير استثمار – فمن صفات القائد اغتنام الفرص – و رأى أنه الأولى والأصلح لهذا المنصب ،فعرض نفسه قائلا :
( قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) ( 55 ) .
فبالرغم من أن الدولة أو المملكة مقبلة على وضع اقتصادي صعب .. وأزمة مالية عاصفة ، إلا أنه كان واثقاً من قدرته على القيام بحسن إدارة الاقتصاد ، معللاً ذلك بركيزتين اثنتين :
( حفيظ ) : وهي تعني – من ضمن ما تعني – : أمانة ونزاهة في المحافظة على المقدرات والموارد والمخزون الاستراتيجي للمملكة ..
( عليم ) : معرفة بكل ما يحتاج إليه التدبير الصحيح للإنتاج والاستثمار الفاعل لثروات الدولة المالية ..
إن هاتين الصفتين ( الأمانة ، العلم ) قد أهّلتا يوسف عليه السلام لأن يكون على قدر المسؤولية التي وكلت إليه ، وأن يقوم بدور فاعل في قيادة و إدارة إنتاج المملكة في ظل وضع اقتصادي استثنائي، والتصرف فيه بما يحفظ على الدولة ثرواتها وخيراتها ..مع توجيه إتقانه وإحسانه لخدمة رسالته التي حمل أعباءها ، ولنهضة الأمة التي ملك ناصيتها ..
وهذا ما جعل القرآن يعبر بقوله ( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء..) ( 56 )
فالله يمكن لعباده ويسخر لهم الأرض ويطوعها لهم ، إن هم اتقوه وأحسنوا ، وأخذوا بسنن القوة والقيادة ، وعرفوا كيف يعمرون الكون بما لا يصادم القوانين فيه ..