فريق منتدى الدي في دي العربي
07-29-2022, 08:06 AM
من أقوال السلف في طول الأمل
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن مكايد الشيطان للإنسان: الأماني الكاذبة, قال الله عز وجل: وَلَأُضِلَّنَّه ُمْ وَلَأُمَنِّيَنّ َهُمْ } [النساء:119 ] قال العلامة ابن القيم رحمه الله: قيل: أمنيهم طول البقاء في نعيم الدنيا, فأُطيل لهم الأمل فيها, ليؤثرها على الآخرة.
فينبغي للمسلم الخذر من طول الأمل, فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبيَّ, فقال: « كُن في الدنيا كأنك غريب, أو عابر سبيل»
وكان بن عمر يقول: «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح, وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء, وخذ صحتك لمرضك, ومن حياتك لموتك» [رواه البخاري]
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: هذا الحديث أصل في قصر الأمل في الدنيا, وأن المؤمن لا ينبغي له أن يتخذ وطناً ومسكناً فيطمئن فيها, ولكن ينبغي أن يكون فيها كأنه على جناح سفر, يهيئ جهازهُ للرحيل.
وقال عبدالله بن سميط: سمعت أبي يقول: أيها المغتر بطول صحته, أما رأيت ميتاً قط من غير سقم, أيها المغتر بطول المهلة, أما رأيت مأخوذاً قط من غير عدة, أبالصحة تغترون ؟ أم بطول العافية تمرحون ؟ أم الموت تأمنون ؟
وقال الإمام الغزالي رحمه الله: كتب رجل إلى أخ له: إن الموت من الإنسان قريب, وللنقص في كل يوم منه نصيب, وللبلاء في جسمه دبيب, فبادر قبل أن تنادى بالرحيل, والسلام.
وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: " يجب على من لا يدري متى يبغته الموت أن يكون مستعداً, ولا يغترر بالشباب والصحة, ومن الاغترار طول الأمل.
للسلف أقوال في طول الأمل, يسّر الله الكريم, فجمعت بعضاً منها أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
حقيقة الأمل:
قال الإمام القرطبي رحمه الله: حقيقة الأمل: الحرص على الدنيا والانكباب عليها, والحب لها, والإعراض عن الآخرة.
الخشية على الناس من طول الأمل:
قال علي رضي الله عنه: إنما أخشى عليكم...طول الأمل.
طول الأمل آفة, وداء عضال:
** قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: طول الأمل...ما من آفة أعظم منه.
** قال الإمام القرطبي رحمه الله:طول الأمل داء عضال, ومرض مزمن, ومتى تمكن من القلب فسد مزاجه, واشتد علاجه, ولم يفارقه داء, ولا نجع فيه دواء, بل أعيا الأطباء, ويئس من برئه الحكماء والعلماء,
السبب في طول الأمل:
قال الإمام الغزالي رحمه الله: له: سببان:
الأول: حب الدنيا: فإنه إذا أنس بها وبشهواتها ثقل على قلبها مفارقتها, فامتنع قلبه من الفكر في الموت الذي هو سبب مفارقتها.
الثاني: الجهل: فالإنسان يعول على شبابه, فيستبعد قرب الموت مع الشباب.
من أضرار طول الأمل:
** قال علي رضي الله عنه: إنما أخشى عليكم...طول الأمل, فإن...طول الأمل ينسي الآخرة.
** قال الحسن والفضيل بن عياض: ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل.
** قال معروف الكرخي: نعوذ بالله من طول الأمل, فإنه يمنع من خير العمل
** قال عمر بن عبدالعزيز: إن لكل سفر زاداً لا محالة, فتزودوا لسفركم من الدنيا إلى الآخرة التقوى, ولا يطولن عليكم الأمد, فتقسوا قلوبكم.
** قال داود الطائي: من طال أمله ضعف عمله.
** قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وأعظم هذه الإضاعات إضاعتان هُما أصل كل إضاعةٍ: إضاعة القلب وإضاعة الوقت,...وإضاعة الوقت من طول الأمل.
** قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: غفلة الإنسان عن الموت مع أنه لا بد له من العجب, والموجب لها طول الأمل.
** قال العلامة السعدي رحمه الله: قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَ?لِكَ مُتْرَفِينَ} [الواقعة:45] أي: قد ألهتهم دنياهم, وعملوا لها وتنعموا, وتمتعوا بها, فألهاهم الأمل عن إحسان العمل. فهذا هو الترف الذي ذمهم الله عليه.
علاج طول الأمل:
قال الإمام الغزالي رحمه الله: تعالج طول الأمل بكثرة ذكر الموت, والنظر في موت الأقران, وطول تعبهم في جمع المال, وضياعه بعدهم,
قصر الأمل:
** قال سفيان الثوري رحمه الله: الزهد في الدنيا قصر الأمل.
** قال أبو طالب: سئل أحمد وأنا شاهد: ما الزهد في الدنيا ؟ قال: قصر الأمل, والإياس مما في أيدي الناس
** قال العلامة ابن القيم رحمه الله: فأمَّا قصر الأمل فهو العلم بقرب الرحيل وسرعة انقضاء مدَّة الحياة, وهو من أنفع الأمور للقلب, فإنه يبعثه على مغافصة الأيام, وانتهاء الفرص التي تمرُّ مرَّ السحاب, ومبادرة طيِّ صحائف الأعمال, ويثير ساكن عزماته إلى دار البقاء, ويحثُّه على قضاء جهاز سفره وتدارك الفارط, ويزهده في الدنيا ويرغبه في الآخرة, فيقوم بقلبه إذا داوم مطالعة قصر الأمل شاهد من شواهد اليقين يريه فناء الدنيا وسرعة انقضائها وقلة ما بقي منها, وأنها قد ترحلت مدبرة, ولم يبق منها...إلا كما بقى من يوم صارت شمسه على رؤوس الجبال, ويريه بقاء الآخرة ودوامها, وأنها قد ترحلت مقبلة, وقد جاء أشرطها وأعلامها, وأنه من لقائها كمسافر خرج صاحب له يتلقاه, وكل منهما يسير إلى الآخر, فيوشك أن يلتقيا سريعاً.
** قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: في الإكثار من ذكر الموت فوائد منها: أنه يحث على الاستعداد له قبل نزوله, ويقصر الأمل.
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن مكايد الشيطان للإنسان: الأماني الكاذبة, قال الله عز وجل: وَلَأُضِلَّنَّه ُمْ وَلَأُمَنِّيَنّ َهُمْ } [النساء:119 ] قال العلامة ابن القيم رحمه الله: قيل: أمنيهم طول البقاء في نعيم الدنيا, فأُطيل لهم الأمل فيها, ليؤثرها على الآخرة.
فينبغي للمسلم الخذر من طول الأمل, فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبيَّ, فقال: « كُن في الدنيا كأنك غريب, أو عابر سبيل»
وكان بن عمر يقول: «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح, وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء, وخذ صحتك لمرضك, ومن حياتك لموتك» [رواه البخاري]
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: هذا الحديث أصل في قصر الأمل في الدنيا, وأن المؤمن لا ينبغي له أن يتخذ وطناً ومسكناً فيطمئن فيها, ولكن ينبغي أن يكون فيها كأنه على جناح سفر, يهيئ جهازهُ للرحيل.
وقال عبدالله بن سميط: سمعت أبي يقول: أيها المغتر بطول صحته, أما رأيت ميتاً قط من غير سقم, أيها المغتر بطول المهلة, أما رأيت مأخوذاً قط من غير عدة, أبالصحة تغترون ؟ أم بطول العافية تمرحون ؟ أم الموت تأمنون ؟
وقال الإمام الغزالي رحمه الله: كتب رجل إلى أخ له: إن الموت من الإنسان قريب, وللنقص في كل يوم منه نصيب, وللبلاء في جسمه دبيب, فبادر قبل أن تنادى بالرحيل, والسلام.
وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: " يجب على من لا يدري متى يبغته الموت أن يكون مستعداً, ولا يغترر بالشباب والصحة, ومن الاغترار طول الأمل.
للسلف أقوال في طول الأمل, يسّر الله الكريم, فجمعت بعضاً منها أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
حقيقة الأمل:
قال الإمام القرطبي رحمه الله: حقيقة الأمل: الحرص على الدنيا والانكباب عليها, والحب لها, والإعراض عن الآخرة.
الخشية على الناس من طول الأمل:
قال علي رضي الله عنه: إنما أخشى عليكم...طول الأمل.
طول الأمل آفة, وداء عضال:
** قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: طول الأمل...ما من آفة أعظم منه.
** قال الإمام القرطبي رحمه الله:طول الأمل داء عضال, ومرض مزمن, ومتى تمكن من القلب فسد مزاجه, واشتد علاجه, ولم يفارقه داء, ولا نجع فيه دواء, بل أعيا الأطباء, ويئس من برئه الحكماء والعلماء,
السبب في طول الأمل:
قال الإمام الغزالي رحمه الله: له: سببان:
الأول: حب الدنيا: فإنه إذا أنس بها وبشهواتها ثقل على قلبها مفارقتها, فامتنع قلبه من الفكر في الموت الذي هو سبب مفارقتها.
الثاني: الجهل: فالإنسان يعول على شبابه, فيستبعد قرب الموت مع الشباب.
من أضرار طول الأمل:
** قال علي رضي الله عنه: إنما أخشى عليكم...طول الأمل, فإن...طول الأمل ينسي الآخرة.
** قال الحسن والفضيل بن عياض: ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل.
** قال معروف الكرخي: نعوذ بالله من طول الأمل, فإنه يمنع من خير العمل
** قال عمر بن عبدالعزيز: إن لكل سفر زاداً لا محالة, فتزودوا لسفركم من الدنيا إلى الآخرة التقوى, ولا يطولن عليكم الأمد, فتقسوا قلوبكم.
** قال داود الطائي: من طال أمله ضعف عمله.
** قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وأعظم هذه الإضاعات إضاعتان هُما أصل كل إضاعةٍ: إضاعة القلب وإضاعة الوقت,...وإضاعة الوقت من طول الأمل.
** قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: غفلة الإنسان عن الموت مع أنه لا بد له من العجب, والموجب لها طول الأمل.
** قال العلامة السعدي رحمه الله: قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَ?لِكَ مُتْرَفِينَ} [الواقعة:45] أي: قد ألهتهم دنياهم, وعملوا لها وتنعموا, وتمتعوا بها, فألهاهم الأمل عن إحسان العمل. فهذا هو الترف الذي ذمهم الله عليه.
علاج طول الأمل:
قال الإمام الغزالي رحمه الله: تعالج طول الأمل بكثرة ذكر الموت, والنظر في موت الأقران, وطول تعبهم في جمع المال, وضياعه بعدهم,
قصر الأمل:
** قال سفيان الثوري رحمه الله: الزهد في الدنيا قصر الأمل.
** قال أبو طالب: سئل أحمد وأنا شاهد: ما الزهد في الدنيا ؟ قال: قصر الأمل, والإياس مما في أيدي الناس
** قال العلامة ابن القيم رحمه الله: فأمَّا قصر الأمل فهو العلم بقرب الرحيل وسرعة انقضاء مدَّة الحياة, وهو من أنفع الأمور للقلب, فإنه يبعثه على مغافصة الأيام, وانتهاء الفرص التي تمرُّ مرَّ السحاب, ومبادرة طيِّ صحائف الأعمال, ويثير ساكن عزماته إلى دار البقاء, ويحثُّه على قضاء جهاز سفره وتدارك الفارط, ويزهده في الدنيا ويرغبه في الآخرة, فيقوم بقلبه إذا داوم مطالعة قصر الأمل شاهد من شواهد اليقين يريه فناء الدنيا وسرعة انقضائها وقلة ما بقي منها, وأنها قد ترحلت مدبرة, ولم يبق منها...إلا كما بقى من يوم صارت شمسه على رؤوس الجبال, ويريه بقاء الآخرة ودوامها, وأنها قد ترحلت مقبلة, وقد جاء أشرطها وأعلامها, وأنه من لقائها كمسافر خرج صاحب له يتلقاه, وكل منهما يسير إلى الآخر, فيوشك أن يلتقيا سريعاً.
** قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: في الإكثار من ذكر الموت فوائد منها: أنه يحث على الاستعداد له قبل نزوله, ويقصر الأمل.