فريق منتدى الدي في دي العربي
08-06-2022, 02:23 PM
تعلمت من قصة إبراهيم
محمد أنور محمد مرسال
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد:
فهذه بعض الدروس والفوائد والعبر، المستفادة من قصة إبراهيم عليه السلام.
(1) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
أنه لا مجاملات في العقائد، ولو مع أقرب الناس.
{إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 74].
(2) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
أعظم الشرائع تكريمًا للمرأة شريعةُ الإسلام.
فقد جعل الله سعيَ امرأة - هاجر عليها السلام - ركنًا من أركان الحج والعمرة، لا تصح العبادة بدونه.
قال ابن عباس رضي الله عنها:
((وجعلت أم إسماعيل تُرضِع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوَّى - أو قال: يتلبط - فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدًا، فلم تَرَ أحدًا، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدًا، فلم تر أحدًا، ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس:قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فذلك سعي الناس بينهما ...»[1].
فخلَّد الله سعيها.
(3) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
أن (حسبنا الله ونعم الوكيل) كافية.
عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: ((كان آخر قول إبراهيم حين أُلْقِيَ في النار: حسبي الله ونعم الوكيل))[2].
{فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ} [العنكبوت: 24].
(4) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
الصبر على أذى الخلق.
قال لهم إبراهيم عليه السلام: {اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ} [العنكبوت: 16].
وهم قالوا: {حَرِّقُوهُ} [الأنبياء: 68].
(5) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
من ترك شيئًا لله عوَّضه خيرًا منه.
قال تعالى: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا} [مريم: 49].
(6) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
أن الجزاء من جنس العمل.
فالذي قال: {يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ} [مريم: 44].
قيل له: {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} [الصافات: 102].
تأمل!! نفس الألفاظ: (يا أبت).
(7) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
أن أبدأ بدعوة أقرب الأقربين.
فقد بدأ إبراهيمبأبيه (آزر).
قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 74].
(8) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
الأقدام التي أخلصت لله وعاشت له، يبقى أثرها.
قال تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125].
وما زالت أثر أقدام إبراهيمهناك.
(9) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
أن الناس يتفاوتون في الامتثال والإذعان والانقياد لله.
يقال للخليل: "اذبح ولدك"، فيضجعه للذبح.
ويقال لقوم موسى: "اذبحوا بقرة"، فذبحوها، وما كادوا يفعلون.
فسبحان من فاوت بين الخلق.
(10) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
رسالة لكل مريض: (علِّق قلبك بالله).
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80].
ليتهم يلقِّننوها دومًا على مسامع المرضى في الصيدليات والمشافي.
(11) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
الامتثال لأوامر الله فيه كل خير.
امتثل إبراهيم لأمر الله وأراد ذبح ولده، فجمع الله له ولده، وخلَّد فعله ... الله أكبر!
(12) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
الفزع للصلاة والدعاء حال الخوف.
لما سِيقت (سارة) للملك الجبار قام إبراهيم عليه السلام يصلي ويدعو، فردَّ الله كيد الفاجر، وأخدم هاجر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأتته وهو قائم يصلي، فأومأ بيده: مهيا[3]، قالت:رد الله كيد الكافر - أو الفاجر - في نحره، وأخدم هاجر»[4].
(13) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
ألا أغتر بكثرة أهل الباطل، وقلة أهل الحق.
{فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} [العنكبوت: 26].
(14) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
بناء المعالي في الدنيا يجلب معالي الآخرة.
بنى إبراهيم الكعبة، فرآه نبينا مسنِدًا ظهره للبيت المعمور.
عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم((ذكر البيت المعمور في السماء السابعة، وإذا إبراهيم مسند ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لا يعودون إليه أبدًا))[5].
(15) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
قد يكون هناك رجل بآلاف الرجال.
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل: 120].
يعني: إمامًا يُقتدى به، ويُعلِّم الناس الخير.
(16) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
أهمية طلب الولد الصالح.
{رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات: 100].
(17) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
إذا كنت مع الله وفعلت ما عليك، فقد تأتي أعظم النتائج مع انعدام السبب.
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [الحج: 27].
نداء قاله الخليل ولا سامعَ، فأوصله الله لجميع المسامع.
(18) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
الدعاء لذريتك التي لم تأتِ بعدُ من الوفاء.
{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [إبراهيم: 40].
(19) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
من أعظم ما يعين على الصلاة والمحافظة عليها وعدم تركها: (الدعاء).
{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} [إبراهيم: 40].
(20) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
أن تختار عتبة دارك – زوجتك - جيدًا.
فالزوجة كثيرة الشِّكاية المتسخِّطة لا تصلح.
«فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بشر، نحن في ضيق وشدة، فشكت إليه، قال: فإذا جاء زوجكِ فاقرئي عليه السلام، وقولي له يغيِّر عتبةَ بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئًا، فقال: هل جاءكم من أحدٍ؟ قالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنَّا في جهد وشدة، قال: فهل أوصاكِ بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول: غيِّر عتبة بابك، قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقكِ، الحقي بأهلكِ، فطلقها، وتزوج منهم أخرى، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله، ثم أتاهم بعدُ فلم يجده، فدخل على امرأته فسألها عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على الله، فقال: ما طعامكم؟ قالت: اللحم، قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء، قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولم يكن لهم يومئذٍ حَبٌّ، ولو كان لهم دعا لهم فيه، قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه، قال: فإذا جاء زوجكِ فاقرئي عليه السلام، ومُرِيه يثبت عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم، أتانا شيخ حسن الهيئة، وأثنت عليه، فسألني عنك فأخبرته، فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنَّا بخير، قال: فأوصاكِ بشيء، قالت: نعم، هو يقرأ عليك السلام، ويأمرك أن تثبت عتبة بابك، قال: ذاك أبي وأنتِ العتبة، أمرني أن أمسككِ ...»[6].
[1] رواه البخاري (3364).
[2] رواه البخاري (4564).
[3] يعني: ما الخبر؟
[4] رواه البخاري (3358)، ومسلم (2371).
[5] رواه النسائي في الكبرى (11466).
[6] رواه البخاري (3364).
محمد أنور محمد مرسال
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد:
فهذه بعض الدروس والفوائد والعبر، المستفادة من قصة إبراهيم عليه السلام.
(1) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
أنه لا مجاملات في العقائد، ولو مع أقرب الناس.
{إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 74].
(2) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
أعظم الشرائع تكريمًا للمرأة شريعةُ الإسلام.
فقد جعل الله سعيَ امرأة - هاجر عليها السلام - ركنًا من أركان الحج والعمرة، لا تصح العبادة بدونه.
قال ابن عباس رضي الله عنها:
((وجعلت أم إسماعيل تُرضِع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوَّى - أو قال: يتلبط - فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدًا، فلم تَرَ أحدًا، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدًا، فلم تر أحدًا، ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس:قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فذلك سعي الناس بينهما ...»[1].
فخلَّد الله سعيها.
(3) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
أن (حسبنا الله ونعم الوكيل) كافية.
عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: ((كان آخر قول إبراهيم حين أُلْقِيَ في النار: حسبي الله ونعم الوكيل))[2].
{فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ} [العنكبوت: 24].
(4) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
الصبر على أذى الخلق.
قال لهم إبراهيم عليه السلام: {اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ} [العنكبوت: 16].
وهم قالوا: {حَرِّقُوهُ} [الأنبياء: 68].
(5) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
من ترك شيئًا لله عوَّضه خيرًا منه.
قال تعالى: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا} [مريم: 49].
(6) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
أن الجزاء من جنس العمل.
فالذي قال: {يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ} [مريم: 44].
قيل له: {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} [الصافات: 102].
تأمل!! نفس الألفاظ: (يا أبت).
(7) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
أن أبدأ بدعوة أقرب الأقربين.
فقد بدأ إبراهيمبأبيه (آزر).
قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 74].
(8) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
الأقدام التي أخلصت لله وعاشت له، يبقى أثرها.
قال تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125].
وما زالت أثر أقدام إبراهيمهناك.
(9) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
أن الناس يتفاوتون في الامتثال والإذعان والانقياد لله.
يقال للخليل: "اذبح ولدك"، فيضجعه للذبح.
ويقال لقوم موسى: "اذبحوا بقرة"، فذبحوها، وما كادوا يفعلون.
فسبحان من فاوت بين الخلق.
(10) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
رسالة لكل مريض: (علِّق قلبك بالله).
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80].
ليتهم يلقِّننوها دومًا على مسامع المرضى في الصيدليات والمشافي.
(11) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
الامتثال لأوامر الله فيه كل خير.
امتثل إبراهيم لأمر الله وأراد ذبح ولده، فجمع الله له ولده، وخلَّد فعله ... الله أكبر!
(12) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
الفزع للصلاة والدعاء حال الخوف.
لما سِيقت (سارة) للملك الجبار قام إبراهيم عليه السلام يصلي ويدعو، فردَّ الله كيد الفاجر، وأخدم هاجر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأتته وهو قائم يصلي، فأومأ بيده: مهيا[3]، قالت:رد الله كيد الكافر - أو الفاجر - في نحره، وأخدم هاجر»[4].
(13) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
ألا أغتر بكثرة أهل الباطل، وقلة أهل الحق.
{فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} [العنكبوت: 26].
(14) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
بناء المعالي في الدنيا يجلب معالي الآخرة.
بنى إبراهيم الكعبة، فرآه نبينا مسنِدًا ظهره للبيت المعمور.
عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم((ذكر البيت المعمور في السماء السابعة، وإذا إبراهيم مسند ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لا يعودون إليه أبدًا))[5].
(15) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
قد يكون هناك رجل بآلاف الرجال.
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل: 120].
يعني: إمامًا يُقتدى به، ويُعلِّم الناس الخير.
(16) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
أهمية طلب الولد الصالح.
{رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات: 100].
(17) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
إذا كنت مع الله وفعلت ما عليك، فقد تأتي أعظم النتائج مع انعدام السبب.
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [الحج: 27].
نداء قاله الخليل ولا سامعَ، فأوصله الله لجميع المسامع.
(18) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
الدعاء لذريتك التي لم تأتِ بعدُ من الوفاء.
{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [إبراهيم: 40].
(19) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
من أعظم ما يعين على الصلاة والمحافظة عليها وعدم تركها: (الدعاء).
{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} [إبراهيم: 40].
(20) تعلمت من قصة إبراهيم عليه السلام:
أن تختار عتبة دارك – زوجتك - جيدًا.
فالزوجة كثيرة الشِّكاية المتسخِّطة لا تصلح.
«فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بشر، نحن في ضيق وشدة، فشكت إليه، قال: فإذا جاء زوجكِ فاقرئي عليه السلام، وقولي له يغيِّر عتبةَ بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئًا، فقال: هل جاءكم من أحدٍ؟ قالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنَّا في جهد وشدة، قال: فهل أوصاكِ بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول: غيِّر عتبة بابك، قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقكِ، الحقي بأهلكِ، فطلقها، وتزوج منهم أخرى، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله، ثم أتاهم بعدُ فلم يجده، فدخل على امرأته فسألها عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على الله، فقال: ما طعامكم؟ قالت: اللحم، قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء، قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولم يكن لهم يومئذٍ حَبٌّ، ولو كان لهم دعا لهم فيه، قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه، قال: فإذا جاء زوجكِ فاقرئي عليه السلام، ومُرِيه يثبت عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم، أتانا شيخ حسن الهيئة، وأثنت عليه، فسألني عنك فأخبرته، فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنَّا بخير، قال: فأوصاكِ بشيء، قالت: نعم، هو يقرأ عليك السلام، ويأمرك أن تثبت عتبة بابك، قال: ذاك أبي وأنتِ العتبة، أمرني أن أمسككِ ...»[6].
[1] رواه البخاري (3364).
[2] رواه البخاري (4564).
[3] يعني: ما الخبر؟
[4] رواه البخاري (3358)، ومسلم (2371).
[5] رواه النسائي في الكبرى (11466).
[6] رواه البخاري (3364).