08-10-2022, 03:41 PM
إلا تنصروه فقد نصره الله
روى الإمام مسلم في ص*ي*ه عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: ((أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - *ين تلا قوله تعالى عن إبراهيم: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَ*ِيمٌ} [إبراهيم: 36]، وقوله تعالى عن عيسى - عليه السلام -: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ ال*َكِيمُ} [المائدة: 118]، رفَع يديه، وقال: «اللهمَّ أُمَّتي أمَّتي» ، وبكى، فقال الله - عز وجل -: يا جبريلُ، اذهب إلى م*مد - وربك أعلم – فسله: ما يُبكيك؟ فأتاه جبريل - عليه الصلاة والسلام - فسأله، فأخبره رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بما قال - وهو أعلم - فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى م*مَّد فقل له: إنَّا سنُرضيك في أمَّتك ولا نسوءك)).
أيها المسلمون:
إنَّ نبيًّا بَلَغ *رصُه علينا ور*مته بنا هذا المبلغ ل*ريٌّ بنا أن نؤمن به ونصدِّقه، وأن نعزِّره ونوقِّره، وأن نتبعَه ونطيعَه، وأن ن*به أشدَّ من م*بتنا لأنفسنا وآبائنا وأمهاتنا، وأزواجنا وأولادنا، وأموالنا؛ لأنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم - بفضل الله تعالى - سببُ هدايتنا ونجاتنا، وهو سرُّ *ياتنا وسعادتنا، فما بُعِث به - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان غيثَ قلوبنا و*ياتَها، وزكاة نفوسنا وصفائها، مَن مات منَّا على الإيمان، ونال الجنة والرضوان، فما نال ذلك إلاَّ بسبب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهل ترون عبادَ الله لأ*د *قًّا عليكم - بعد *قِّ الله عز وجل - أعظم من *قِّ أبي القاسم - صلَّى الله عليه وسلَّم؟!
أيها المسلمون:
مهما أطال منَّا متكلِّم، أو فصَّل خطيب، أو مد* شاعر، أو وصف أديب، فلن يوفي نبيَّ الله *قَّه، ولن يبلغ برسول الله قدره.
فَالْ*ُسْنُ يَشْهَدُ أَنَّــــهُ *** فَاقَ الْوَرَى خُلْقًا وَ*ِلْمَـا
عَيْنٌ إِلَى الْعُلْيَا سَمَتْ *** أُذْنٌ عَنِ الْفَ*ْشَاءِ صَمَّــا
إِنْ رُ*ْتَ تَكْتُمُ *ُبَّــهُ *** لَمْ تَسْتَطِعْ لِلْمِسْكِ كَتْمَـا
فَهَوَ الَّذِي لَوْلاَهُ مَــــا *** مُلِئَتْ بُيُوتُ اللَّهِ عِلْمَــــا
شَهِدَ الْأَنَامُ بَأَنَّــــــــ هُ *** مَا مِثْلُهُ عَرَبًا وَعُجْمَـــــا
عباد الله:
إنَّه ما بُعِث نبيٌّ، ولا أرسل رسول مِن لدن نو* إلى م*مَّد - عليهما الصلاة والسلام - إلاَّ كان له نصيبٌ من إيذاء الجاهلين، وعتاد المتكبِّرين، واستهزاء المستهزئين، وصدق الله *ين قال: {يَا *َسْرَةً عَلَى العِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [يس: 30]، {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَ*َاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [الأنعام: 10]، {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَا*ِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} [الذاريات: 52].
أيها المسلمون:
لا يزال مسلسل الفِرَى والأكاذيب والاستهزاء بالمصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - مستمرًّا، منذ بدَأَه الكفَّار والمشركون إبَّان البعثة، وإلى هذه الأيام، *يث وصفوه بالجنون والسِّ*رْ والكهانة، ولَمزُوه في عِرْضه، وغمزوه في أهله ونفسه، ولم يكتفوا بذلك بل وضعوا سَلاَ الجَزور على ظهره وهو ساجد يصلي، وأدمَوا عَقِبَه الشريف، وشجُّوا وجهه، وكسروا رَباعِيَته، وأغروا به السفهاء كي يسبُّوه ويؤذوه، وينالوا من عِرضه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومع ذلك الاستهزاء، وتنوع البلاء الذي لَ*ِق برسولنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومهما استهزأ المستهزئون، وسخر الساخرون، فإنَّ الله تعالى تعهد بالدفاع عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - و*مايته ونصرته في آيات كثيرة، تُتلى إلى يوم الدِّين؛ {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ} [المائدة: 67]، {إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِي نَ} [ال*جر: 95]، {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} [الكوثر: 3].
فيا مسلمون:
هذه وعودٌ صادقة من الله تعالى لرسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومَن أصدق من الله قِيلاً؟! ومَن أصدق من الله *ديثًا؟! وهذا هو التاريخ بعِبره وأ*داثه، وهو شاهدٌ لا يكذب، فإنه ما تظاهر أ*دٌ بمعاداة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - والاستهزاء به إلاَّ أهلكه الله وأذلَّه وخذله.
واسألوا التاريخ: أين أبو لهب؟ وأين أبو جهل؟ وأين الوليد بن المغيرة؟ بل أين صناديد الكفر والشرك الذين استهزؤوا بالرسول - عليه الصلاة والسلام - وناصبوه العداء؟ أين اليهود وأين النصارى؟ وأين المنافقون الذين *اربوه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكذبوه، وطعنوا في عِرْضه وأهله، واستهزؤوا به وبأص*ابه ودِينِه؟ بل أين الأكاسرة؟ وأين القياصرة؟ وأين أعداؤه - صلَّى الله عليه وسلَّم - على مَرِّ العصور؟ هل بقي لهم نسلٌ وذِكْر وعقب؟ كلاَّ والله، لقد هلكوا جميعًا، وماتوا شرَّ ميتة، وقطع الله نسلَهم، ول*قتهم اللعنة، وباؤوا بغضب الله في الدنيا والآخرة.
عباد الله:
لقد مزَّق كسرى كتابَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وسخر منه، فدعا عليه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يمزِّق الله مُلْكَه، فكان كذلك، وفي المقابل عَلِم بعض ملوك النصارى أنَّ إكرام كتاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُبقي فيهم الملك ما شاء الله، فأكرموه ووقَّروه، يروى عن سيف الدين المنصوري أن ملك الفرنج أطلعَه على صندوق مصف* بذهب، فأخرج منه مقلمة ذهب، ثم أخرج منها كتابًا قد زالتْ أكثر *روفه، وقد الْتصقت عليه خرقة *رير، فقال: هذا كتاب نبيكم إلى جدي قيصر، ما زِلْنا نتوارثه إلى الآن، وأوصانا آباؤنا أنه مادام هذا الكتاب عندنا لا يزال الملك فينا، فن*ن ن*فظه غايةَ ال*فظ، ونعظِّمه ونكتمه عن النصارى ليدومَ الملك فينا.
أيها المسلمون:
إنَّنا في زمن يشهد عداءً سافرًا، وهجومًا شرسًا *اقدًا على الإسلام وأهله، اجتمع علينا فيه الشَّرْق والغرب، لم يجمعهم إلاَّ الكراهيةُ لهذا الدِّين وأهله، والغرب ال*اقد يتزعَّم هذه ال*رب ويتولَّى كبرها، وصدق الله: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى *َتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} [البقرة: 120]، {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } [المائدة: 82]، {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: 89].
عباد الله:
إنَّ هذه الم*اولاتِ المتتابعةَ مِن قِبل الشرق والغرب للطَّعْن في الإسلام ورسول الإسلام ودِين الإسلام تظهر شدَّة *قدِهم وغيظهم مِن هذا الدِّين وانتشاره، وإنَّ هذا الهجوم على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - والسخرية منه يهدف إلى م*اولة إسقاطِ الرمز الأوَّل لدِين الإسلام، ذلكم الدِّين الذي أقلقهم، وأقضَّ مضاجعهم.
يقول بابا النصارى: يتعيَّن على أوربا ألاَّ تتجاهل جهودَ إدخال القيم الإسلامية في الغرب، وهو ما يمكن أن يهدِّد هُوية القارة.
وتقول ملكة الدانمارك: إنَّه من الضروري أخْذ الت*دِّي الذي يشكله الإسلام على م*مل الجد.
وهذا وزير الداخلية الألماني يُعلن مؤخرًا أنَّه على دول الات*اد الأوربي التكاتف ضدَّ ردَّة فعل المسلمين تُجاهَ الاستهزاء بنبيِّهم.
فتأمَّلوا عباد الله، إنَّهم يستكثرون علينا الغضب لدِيننا والاستهزاء برسولنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - فماذا يقول الغارقون في الوهم مِن بني جلدتنا ممَّن ينكرون اجتماعَ قُوَى البغي والكفر على *رْب ديننا ومعاداته؟!
عباد الله:
لقد أصب*تِ الجالية الإسلامية في أوربا - والغرب عمومًا - تُعاني من التضييق، وما عادتْ تتمتع بال*رية والتسام* الذي اشتهر به الغرْب فيما مضى، فال*ِجاب مثلاً أصب* م*ظورًا في العديد من المدارس وسا*ات العمل في أكثر من ولاية ومدينة أوروبيَّة، وبناء المساجد وتشييد المآذن من الأمور الساخنة التي تُقلِق الغرب، وتثير غيظَه تُجاه الإسلام وأهله؛ لأنَّهم يرون أنَّه لم يبق ما يُهدِّد الغرب بعد ذوبان المعسكر الشيوعي إلاَّ الإسلام، وكل *ضارة وديانة تقف أمام القِيَم الغربية يجب أن تنتهي.
أيها المسلمون:
إنَّ التياراتِ والقُوى المتطرِّفة في الغرْب التي ترى الإسلام عدوَّها الأول، بدأتْ في الصعود في العديد من الدول الأوروبيَّة، ومنها الدانمارك، وتتبنَّى هذه القوى مواقفَ صارمة تجاه المهاجرين الأجانب، والجاليات غير الأوروبية، وتخيِّرهم بين الاندماج الكامل في المجتمعات الأوروبية، قيميًّا وثقافيًّا و*ضاريًّا، أو العودة إلى بلدانهم الأصلية؛ ولذا لم يكن مصادفةً أن معظم الدول التي أعادتْ ص*فُها نشْرَ الرسوم هي ذاتها التي تشهد صعودًا قويًّا للقوى اليمينية المتطرِّفة كما يسمونها.
عباد الله:
إنَّ تَكْرار الإساءة لدين الإسلام، ولرسول الإسلام، وأهل الإسلام، لا يأتي خَبْطَ عشواء، أو بصورة عَفْوية، ولكنَّه يأتي بصورة منهجية، لها دوافعها وغايتها، ممَّا يُ*تِّم علينا مواجهةَ هذه الإساءات بخطط منهجية واض*ة مستمرَّة، لا تقتصر على ردود الأفعال، ولا تقف عند زمن معيَّن.
أيها المسلمون:
إنَّه - والله - مِن المؤسِف وغير المبرر تلكُّؤ وتردد أكثرَ من خمس وأربعين دولة تسكنها غالبية مسلِمة، في الت*رُّك تجاه العداوة الظاهرة التي قد تكون أشدَّ خطرًا من العدوان المسلَّ*، وإن الأولى ب*كومات الدول الإسلامية أن تستثمرَ هذه الفرصة للمطالبة ب*قوقها المسلوبة عبرَ جميع الأصعدة القانونية والسياسية، والاقتصادية والدِّينيَّة، وإنَّ أيسر إجراء تقوم به ال*كومات لتعبِّر عن استيائها البالغ تجاه من أخطأ في *قِّ نبيها أن تقوم باستدعاء سفرائِها من البلاد التي قامتْ بنشْر تلك الصور، ومن البلدان التي تُعِين على مثل ذلك، من باب الضغط السياسي المطلوب، وربَّما كان من المطلوب من الدول الإسلامية مجرَّد التهديد فقط بطرْد سفراء الدول التي تُعِين على مثْل تلك الدعايات المغرِضة ضدَّ الإسلام ونبيِّ الإسلام.
أيها المسلمون:
إنَّ العاطفة ضرورية لت*ريك الشعوب الإسلامية، ولإشعال الغَيْرة على مقدَّسات المسلمين في قلوب الأمَّة، ولكن يجب أن تكون تلك العاطفة باعثةً على همَّة مستمرة، ومنهجية منضبطة، تُكاف* وتقاوم ذلك العداء المتواصل.
وإنَّ مِن أولى سُبُل النصرة على مستوى الأمم والجماعات تو*ُّدَ المسلمين واتفاقَهم، والتنسيقَ بين منظمات نصرة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الخطوات الواجب اتخاذُها تجاه العداء المباشر من الغرب، على أن يتمَّ ذلك مِن قِبل مراكز دراسات مستقبليَّة وإستراتيجية، ت*لِّل المواقف والقضايا، وتضع الخطط البعيدةَ المدى؛ للتعريف بالإسلام، والنبي الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم.
عباد الله:
هنالك العديدُ من المشروعات الدعويَّة، والعشرات من المفكرين والإعلاميِّين، والدعاة المتطوعين؛ لنصرة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأمثال هذه المشروعات، وأولئك المتطوعين ب*اجة ماسَّة للدعْم من الدول والمؤسَّسات والأفراد؛ *تى تؤتيَ مشاريعُهم أُكلَها، و*تى نساهم في نشْر الصورة الص*ي*ة للإسلام.
لَكُمْ أن تغضبوا لنبيكم، وتغاروا عليه، ولكن لا تخافوا، فلن يُنزِل الأعداءُ من مقامه شيئًا.
لا تخافوا أيُّها المسلمون على رسولكم، ولكن خافوا على أنفسكم، وانظروا في أعمالكم: ما الذي أدَّيْناه تجاه هذا الدِّين؟ وما الذي فعلْناه تجاه نصرة هذا النبي الكريم؟
عباد الله:
إنَّ من أهمِّ الأمور في نصرة ال*بيب - صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو معنى شهادة أنَّ م*مدًا رسول الله -: أن نطيعه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما أَمَر، وأن نجتنب ما نهى عنه وزَجَر، وألاَّ نعبدَ الله إلاَّ بما شَرَع.
أيها المسلمون:
أيُّ نصرة تُرجَى فيمن يتهاون بالصلوات، ويهجر المساجد؟! وأي نصرة تؤمَّل ممن يأكل الرِّبا، ولا يسأل عن *ِلِّ المساهمات والمعاملات مِن *رمتها؟! أي نصرة تُرجَى ممن أهمل بيته وتركه يعجُّ بالمنكرات والشهوات؟! {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُ*ِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُ*ْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَ*ِيمٌ} [آل عمران: 31].
أيها المسلمون:
*ريٌّ بنا أن نُسهم في ت*ريك هذه القضية واستنكارها بكلِّ وسيلة؛ بالكتابة في ص*يف أو في موقع، أو نشْر رسالة جوَّال، أو إلقاء كلمة في مجلس أو مسجد، أو على الأقلِّ الت*دُّث عند الأولاد والأهل بما فَعَله أولئك المجرِمون، واغتنام هذه الفرصة لتربيةِ أولادنا في المدارس وغيرها على *بِّ ال*بيب - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومعرفة خصائله وشمائله وسيرته.
عباد الله:
إنَّ العامل الاقتصاديَّ عند الدول الغربية له تأثيرٌ مهم ومباشر؛ إذ هو لُغة القوم التي يتعاملون بها، ومِن خلاله يمكن ت*قيقُ ما صَعُب ت*قيقه بالطرق الأخرى، فاتركْ عبد الله كلَّ شيء يسعك تركه مما أُنتج في تلك البلاد *تى تعتذر، وا*تسب وسعَك والله يأجرُك، ولنتذكَّر جميعًا أنَّ ديننا وعقيدتنا أهمُّ عندنا مِن شأن بطوننا، وهذا والله أضعفُ الإيمان مما يملكه كلُّ وا*د منَّا تجاه نصرة *بيبه ونبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم.
اللهمَّ يا ذا الأسماء ال*سنى، والصفات العُلى، اجعلنا من أنصار نبيِّك - صلَّى الله عليه وسلَّم - اللهمَّ ا*شرْنا في زُمرته، واجعلْنا مِن ورثته، واسقْنا منه شربة هنيئة لا نظمأُ بعدها أبدًا.
______________________________ ___________________
الكاتب: الشيخ أ*مد الفقيهي
روى الإمام مسلم في ص*ي*ه عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: ((أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - *ين تلا قوله تعالى عن إبراهيم: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَ*ِيمٌ} [إبراهيم: 36]، وقوله تعالى عن عيسى - عليه السلام -: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ ال*َكِيمُ} [المائدة: 118]، رفَع يديه، وقال: «اللهمَّ أُمَّتي أمَّتي» ، وبكى، فقال الله - عز وجل -: يا جبريلُ، اذهب إلى م*مد - وربك أعلم – فسله: ما يُبكيك؟ فأتاه جبريل - عليه الصلاة والسلام - فسأله، فأخبره رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بما قال - وهو أعلم - فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى م*مَّد فقل له: إنَّا سنُرضيك في أمَّتك ولا نسوءك)).
أيها المسلمون:
إنَّ نبيًّا بَلَغ *رصُه علينا ور*مته بنا هذا المبلغ ل*ريٌّ بنا أن نؤمن به ونصدِّقه، وأن نعزِّره ونوقِّره، وأن نتبعَه ونطيعَه، وأن ن*به أشدَّ من م*بتنا لأنفسنا وآبائنا وأمهاتنا، وأزواجنا وأولادنا، وأموالنا؛ لأنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم - بفضل الله تعالى - سببُ هدايتنا ونجاتنا، وهو سرُّ *ياتنا وسعادتنا، فما بُعِث به - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان غيثَ قلوبنا و*ياتَها، وزكاة نفوسنا وصفائها، مَن مات منَّا على الإيمان، ونال الجنة والرضوان، فما نال ذلك إلاَّ بسبب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهل ترون عبادَ الله لأ*د *قًّا عليكم - بعد *قِّ الله عز وجل - أعظم من *قِّ أبي القاسم - صلَّى الله عليه وسلَّم؟!
أيها المسلمون:
مهما أطال منَّا متكلِّم، أو فصَّل خطيب، أو مد* شاعر، أو وصف أديب، فلن يوفي نبيَّ الله *قَّه، ولن يبلغ برسول الله قدره.
فَالْ*ُسْنُ يَشْهَدُ أَنَّــــهُ *** فَاقَ الْوَرَى خُلْقًا وَ*ِلْمَـا
عَيْنٌ إِلَى الْعُلْيَا سَمَتْ *** أُذْنٌ عَنِ الْفَ*ْشَاءِ صَمَّــا
إِنْ رُ*ْتَ تَكْتُمُ *ُبَّــهُ *** لَمْ تَسْتَطِعْ لِلْمِسْكِ كَتْمَـا
فَهَوَ الَّذِي لَوْلاَهُ مَــــا *** مُلِئَتْ بُيُوتُ اللَّهِ عِلْمَــــا
شَهِدَ الْأَنَامُ بَأَنَّــــــــ هُ *** مَا مِثْلُهُ عَرَبًا وَعُجْمَـــــا
عباد الله:
إنَّه ما بُعِث نبيٌّ، ولا أرسل رسول مِن لدن نو* إلى م*مَّد - عليهما الصلاة والسلام - إلاَّ كان له نصيبٌ من إيذاء الجاهلين، وعتاد المتكبِّرين، واستهزاء المستهزئين، وصدق الله *ين قال: {يَا *َسْرَةً عَلَى العِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [يس: 30]، {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَ*َاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [الأنعام: 10]، {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَا*ِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} [الذاريات: 52].
أيها المسلمون:
لا يزال مسلسل الفِرَى والأكاذيب والاستهزاء بالمصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - مستمرًّا، منذ بدَأَه الكفَّار والمشركون إبَّان البعثة، وإلى هذه الأيام، *يث وصفوه بالجنون والسِّ*رْ والكهانة، ولَمزُوه في عِرْضه، وغمزوه في أهله ونفسه، ولم يكتفوا بذلك بل وضعوا سَلاَ الجَزور على ظهره وهو ساجد يصلي، وأدمَوا عَقِبَه الشريف، وشجُّوا وجهه، وكسروا رَباعِيَته، وأغروا به السفهاء كي يسبُّوه ويؤذوه، وينالوا من عِرضه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومع ذلك الاستهزاء، وتنوع البلاء الذي لَ*ِق برسولنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومهما استهزأ المستهزئون، وسخر الساخرون، فإنَّ الله تعالى تعهد بالدفاع عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - و*مايته ونصرته في آيات كثيرة، تُتلى إلى يوم الدِّين؛ {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ} [المائدة: 67]، {إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِي نَ} [ال*جر: 95]، {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} [الكوثر: 3].
فيا مسلمون:
هذه وعودٌ صادقة من الله تعالى لرسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومَن أصدق من الله قِيلاً؟! ومَن أصدق من الله *ديثًا؟! وهذا هو التاريخ بعِبره وأ*داثه، وهو شاهدٌ لا يكذب، فإنه ما تظاهر أ*دٌ بمعاداة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - والاستهزاء به إلاَّ أهلكه الله وأذلَّه وخذله.
واسألوا التاريخ: أين أبو لهب؟ وأين أبو جهل؟ وأين الوليد بن المغيرة؟ بل أين صناديد الكفر والشرك الذين استهزؤوا بالرسول - عليه الصلاة والسلام - وناصبوه العداء؟ أين اليهود وأين النصارى؟ وأين المنافقون الذين *اربوه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكذبوه، وطعنوا في عِرْضه وأهله، واستهزؤوا به وبأص*ابه ودِينِه؟ بل أين الأكاسرة؟ وأين القياصرة؟ وأين أعداؤه - صلَّى الله عليه وسلَّم - على مَرِّ العصور؟ هل بقي لهم نسلٌ وذِكْر وعقب؟ كلاَّ والله، لقد هلكوا جميعًا، وماتوا شرَّ ميتة، وقطع الله نسلَهم، ول*قتهم اللعنة، وباؤوا بغضب الله في الدنيا والآخرة.
عباد الله:
لقد مزَّق كسرى كتابَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وسخر منه، فدعا عليه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يمزِّق الله مُلْكَه، فكان كذلك، وفي المقابل عَلِم بعض ملوك النصارى أنَّ إكرام كتاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُبقي فيهم الملك ما شاء الله، فأكرموه ووقَّروه، يروى عن سيف الدين المنصوري أن ملك الفرنج أطلعَه على صندوق مصف* بذهب، فأخرج منه مقلمة ذهب، ثم أخرج منها كتابًا قد زالتْ أكثر *روفه، وقد الْتصقت عليه خرقة *رير، فقال: هذا كتاب نبيكم إلى جدي قيصر، ما زِلْنا نتوارثه إلى الآن، وأوصانا آباؤنا أنه مادام هذا الكتاب عندنا لا يزال الملك فينا، فن*ن ن*فظه غايةَ ال*فظ، ونعظِّمه ونكتمه عن النصارى ليدومَ الملك فينا.
أيها المسلمون:
إنَّنا في زمن يشهد عداءً سافرًا، وهجومًا شرسًا *اقدًا على الإسلام وأهله، اجتمع علينا فيه الشَّرْق والغرب، لم يجمعهم إلاَّ الكراهيةُ لهذا الدِّين وأهله، والغرب ال*اقد يتزعَّم هذه ال*رب ويتولَّى كبرها، وصدق الله: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى *َتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} [البقرة: 120]، {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } [المائدة: 82]، {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: 89].
عباد الله:
إنَّ هذه الم*اولاتِ المتتابعةَ مِن قِبل الشرق والغرب للطَّعْن في الإسلام ورسول الإسلام ودِين الإسلام تظهر شدَّة *قدِهم وغيظهم مِن هذا الدِّين وانتشاره، وإنَّ هذا الهجوم على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - والسخرية منه يهدف إلى م*اولة إسقاطِ الرمز الأوَّل لدِين الإسلام، ذلكم الدِّين الذي أقلقهم، وأقضَّ مضاجعهم.
يقول بابا النصارى: يتعيَّن على أوربا ألاَّ تتجاهل جهودَ إدخال القيم الإسلامية في الغرب، وهو ما يمكن أن يهدِّد هُوية القارة.
وتقول ملكة الدانمارك: إنَّه من الضروري أخْذ الت*دِّي الذي يشكله الإسلام على م*مل الجد.
وهذا وزير الداخلية الألماني يُعلن مؤخرًا أنَّه على دول الات*اد الأوربي التكاتف ضدَّ ردَّة فعل المسلمين تُجاهَ الاستهزاء بنبيِّهم.
فتأمَّلوا عباد الله، إنَّهم يستكثرون علينا الغضب لدِيننا والاستهزاء برسولنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - فماذا يقول الغارقون في الوهم مِن بني جلدتنا ممَّن ينكرون اجتماعَ قُوَى البغي والكفر على *رْب ديننا ومعاداته؟!
عباد الله:
لقد أصب*تِ الجالية الإسلامية في أوربا - والغرب عمومًا - تُعاني من التضييق، وما عادتْ تتمتع بال*رية والتسام* الذي اشتهر به الغرْب فيما مضى، فال*ِجاب مثلاً أصب* م*ظورًا في العديد من المدارس وسا*ات العمل في أكثر من ولاية ومدينة أوروبيَّة، وبناء المساجد وتشييد المآذن من الأمور الساخنة التي تُقلِق الغرب، وتثير غيظَه تُجاه الإسلام وأهله؛ لأنَّهم يرون أنَّه لم يبق ما يُهدِّد الغرب بعد ذوبان المعسكر الشيوعي إلاَّ الإسلام، وكل *ضارة وديانة تقف أمام القِيَم الغربية يجب أن تنتهي.
أيها المسلمون:
إنَّ التياراتِ والقُوى المتطرِّفة في الغرْب التي ترى الإسلام عدوَّها الأول، بدأتْ في الصعود في العديد من الدول الأوروبيَّة، ومنها الدانمارك، وتتبنَّى هذه القوى مواقفَ صارمة تجاه المهاجرين الأجانب، والجاليات غير الأوروبية، وتخيِّرهم بين الاندماج الكامل في المجتمعات الأوروبية، قيميًّا وثقافيًّا و*ضاريًّا، أو العودة إلى بلدانهم الأصلية؛ ولذا لم يكن مصادفةً أن معظم الدول التي أعادتْ ص*فُها نشْرَ الرسوم هي ذاتها التي تشهد صعودًا قويًّا للقوى اليمينية المتطرِّفة كما يسمونها.
عباد الله:
إنَّ تَكْرار الإساءة لدين الإسلام، ولرسول الإسلام، وأهل الإسلام، لا يأتي خَبْطَ عشواء، أو بصورة عَفْوية، ولكنَّه يأتي بصورة منهجية، لها دوافعها وغايتها، ممَّا يُ*تِّم علينا مواجهةَ هذه الإساءات بخطط منهجية واض*ة مستمرَّة، لا تقتصر على ردود الأفعال، ولا تقف عند زمن معيَّن.
أيها المسلمون:
إنَّه - والله - مِن المؤسِف وغير المبرر تلكُّؤ وتردد أكثرَ من خمس وأربعين دولة تسكنها غالبية مسلِمة، في الت*رُّك تجاه العداوة الظاهرة التي قد تكون أشدَّ خطرًا من العدوان المسلَّ*، وإن الأولى ب*كومات الدول الإسلامية أن تستثمرَ هذه الفرصة للمطالبة ب*قوقها المسلوبة عبرَ جميع الأصعدة القانونية والسياسية، والاقتصادية والدِّينيَّة، وإنَّ أيسر إجراء تقوم به ال*كومات لتعبِّر عن استيائها البالغ تجاه من أخطأ في *قِّ نبيها أن تقوم باستدعاء سفرائِها من البلاد التي قامتْ بنشْر تلك الصور، ومن البلدان التي تُعِين على مثل ذلك، من باب الضغط السياسي المطلوب، وربَّما كان من المطلوب من الدول الإسلامية مجرَّد التهديد فقط بطرْد سفراء الدول التي تُعِين على مثْل تلك الدعايات المغرِضة ضدَّ الإسلام ونبيِّ الإسلام.
أيها المسلمون:
إنَّ العاطفة ضرورية لت*ريك الشعوب الإسلامية، ولإشعال الغَيْرة على مقدَّسات المسلمين في قلوب الأمَّة، ولكن يجب أن تكون تلك العاطفة باعثةً على همَّة مستمرة، ومنهجية منضبطة، تُكاف* وتقاوم ذلك العداء المتواصل.
وإنَّ مِن أولى سُبُل النصرة على مستوى الأمم والجماعات تو*ُّدَ المسلمين واتفاقَهم، والتنسيقَ بين منظمات نصرة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الخطوات الواجب اتخاذُها تجاه العداء المباشر من الغرب، على أن يتمَّ ذلك مِن قِبل مراكز دراسات مستقبليَّة وإستراتيجية، ت*لِّل المواقف والقضايا، وتضع الخطط البعيدةَ المدى؛ للتعريف بالإسلام، والنبي الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم.
عباد الله:
هنالك العديدُ من المشروعات الدعويَّة، والعشرات من المفكرين والإعلاميِّين، والدعاة المتطوعين؛ لنصرة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأمثال هذه المشروعات، وأولئك المتطوعين ب*اجة ماسَّة للدعْم من الدول والمؤسَّسات والأفراد؛ *تى تؤتيَ مشاريعُهم أُكلَها، و*تى نساهم في نشْر الصورة الص*ي*ة للإسلام.
لَكُمْ أن تغضبوا لنبيكم، وتغاروا عليه، ولكن لا تخافوا، فلن يُنزِل الأعداءُ من مقامه شيئًا.
لا تخافوا أيُّها المسلمون على رسولكم، ولكن خافوا على أنفسكم، وانظروا في أعمالكم: ما الذي أدَّيْناه تجاه هذا الدِّين؟ وما الذي فعلْناه تجاه نصرة هذا النبي الكريم؟
عباد الله:
إنَّ من أهمِّ الأمور في نصرة ال*بيب - صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو معنى شهادة أنَّ م*مدًا رسول الله -: أن نطيعه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما أَمَر، وأن نجتنب ما نهى عنه وزَجَر، وألاَّ نعبدَ الله إلاَّ بما شَرَع.
أيها المسلمون:
أيُّ نصرة تُرجَى فيمن يتهاون بالصلوات، ويهجر المساجد؟! وأي نصرة تؤمَّل ممن يأكل الرِّبا، ولا يسأل عن *ِلِّ المساهمات والمعاملات مِن *رمتها؟! أي نصرة تُرجَى ممن أهمل بيته وتركه يعجُّ بالمنكرات والشهوات؟! {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُ*ِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُ*ْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَ*ِيمٌ} [آل عمران: 31].
أيها المسلمون:
*ريٌّ بنا أن نُسهم في ت*ريك هذه القضية واستنكارها بكلِّ وسيلة؛ بالكتابة في ص*يف أو في موقع، أو نشْر رسالة جوَّال، أو إلقاء كلمة في مجلس أو مسجد، أو على الأقلِّ الت*دُّث عند الأولاد والأهل بما فَعَله أولئك المجرِمون، واغتنام هذه الفرصة لتربيةِ أولادنا في المدارس وغيرها على *بِّ ال*بيب - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومعرفة خصائله وشمائله وسيرته.
عباد الله:
إنَّ العامل الاقتصاديَّ عند الدول الغربية له تأثيرٌ مهم ومباشر؛ إذ هو لُغة القوم التي يتعاملون بها، ومِن خلاله يمكن ت*قيقُ ما صَعُب ت*قيقه بالطرق الأخرى، فاتركْ عبد الله كلَّ شيء يسعك تركه مما أُنتج في تلك البلاد *تى تعتذر، وا*تسب وسعَك والله يأجرُك، ولنتذكَّر جميعًا أنَّ ديننا وعقيدتنا أهمُّ عندنا مِن شأن بطوننا، وهذا والله أضعفُ الإيمان مما يملكه كلُّ وا*د منَّا تجاه نصرة *بيبه ونبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم.
اللهمَّ يا ذا الأسماء ال*سنى، والصفات العُلى، اجعلنا من أنصار نبيِّك - صلَّى الله عليه وسلَّم - اللهمَّ ا*شرْنا في زُمرته، واجعلْنا مِن ورثته، واسقْنا منه شربة هنيئة لا نظمأُ بعدها أبدًا.
______________________________ ___________________
الكاتب: الشيخ أ*مد الفقيهي