: - نُصْرَةُ النَّبِيِّ وَ*ِفْظُ مَكَانَتِهِ وَتَعْظِيمُ نَهْيِهِ


08-10-2022, 03:41 PM
خطبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
- نُصْرَةُ النَّبِيِّ وَ*ِفْظُ مَكَانَتِهِ وَتَعْظِيمُ نَهْيِهِ


مجلة الفرقان

جاءت خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لهذا الأسبوع 11 من ذي القعدة 1443هـ - الموافق 10 مايو 2022م، بعنوان (نصرةُ النبي - صلى الله عليه وسلم - و*فظُ مَكَانَتِهِ وَتَعْظِيمُ نَهْيِهِ وَأَمْرِهِ)؛ *يث أكدت الخطبة أنَّ اللهَ -تَعَالَى- قَدِ امْتَنَّ عَلَى الْبَشَرِيَّةِ بِبِعْثَةِ مُ*َمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - قال -تَعَالَى-: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْ*ِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (آل عمران:164).

فقد أَرْسَلَ اللهُ -تَعَالَى- نبيه - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيرًا، فَخَتَمَ بِهِ الرِّسَالَةَ، وَهَدَى بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ، وَعَلَّمَ بِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ، وَفَتَ*َ بِرِسَالَتِهِ أَعْيُناً عُمْياً وَآذَاناً صُمًّا وَقُلُوباً غُلْفاً، فَأَشْرَقَتْ بِرِسَالَتِهِ الأَرْضُ بَعْدَ ظُلُمَاتِهَا، وَتَأَلَّفَتْ بِهَا الْقُلُوبُ بَعْدَ شَتَاتِهَا، فَأَقَامَ بِهَا الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ، وَأَوْضَ*َ بِهَا الْمَ*َجَّةَ الْبَيْضَاءَ، وَشَرَ*َ لَهُ صَدْرَهُ، وَوَضَعَ عَنْهُ وِزْرَهُ، وَرَفَعَ لَهُ ذِكْرَهُ، وَجَعَلَ الذِّلَّةَ وَالصَّغَارَ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ الْهُدَى وَالفَلَا*َ فِي اتِّبَاعِهِ وَمُوَافَقَتِهِ ، وَالضَّلَالَ وَالشَّقَاءَ فِي مَعْصِيَتِهِ وَمُخَالَفَتِهِ .

قُدْوَةٌ لِكُلِّ مَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ

وَإِنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - لَقُدْوَةٌ لِكُلِّ مَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ، وَمَفْخَرَةٌ لِكُلِّ مَنْ تَتَبَّعَ الْهُدَى، وَتَلَمَّسَ النُّورَ، وَطَلَبَ الْمَفَاخِرَ وَالْمَآثِرَ.

وَمِمَّــا زَادَنِــي شَرَفًــــا وَتِيهًــا

وَكِدْتُّ بِأَخْمَصِي أَطَأُ الثُّرَيَّا

دُخُولِي تَ*ْتَ قَوْلِكَ {يَا عِبَادِي}

وَأَنْ صَيَّرْتَ أَ*ْمَـــدَ لِي نَبِيَّا

إِنَّ نَبِيًّا هَذِهِ رِسَالَتُهُ، وَبَشَرًا هَذِهِ دَعْوَتُهُ، وَمُخْلِصًا هَذِهِ قَضِيَّتُهُ، لَ*َرِيٌّ بِالْبَشَرِ أَنْ يُعَظِّمُوا أَمْرَهُ، وَلَ*َقِيقٌ بِهِمْ أَنْ يَعْرِفُوا لَهُ قَدْرَهُ، بَيْدَ أَنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ طَمَسَ اللهُ عَلَى بَصِيرَتِهِ، وَجَعَلَ عَلَى قَلْبِهِ غِشَاوَةً وَفِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَسَدَّ عَلَيْهِ بَابَ هِدَايَتِهِ، فَيَتَيَمَّمُ الْجَوْزَاءَ لِيُطْفِئَ نُورَهَا، وَيَقْصِدُ الْعَلْيَاءَ لِيَطْمِسَ دَوْرَهَا، وَهَذَا مَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ السُّفَهَاءِ مِنَ الْأَقْوَامِ بَيْنَ فَيْنَةٍ وَأُخْرَى؛ *َيْثُ يَأْتُونَ بِالرُّسُومِ الْمُسِيئَةِ لِيُطْفِئُوا أَنْوَارَ النُّبُوَّةِ الْمُضِيئَةَ، وَبِالتَّغْرِيد َاتِ الْمَوْهُومَةِ لِيُشَوِّهُوا مَقَامَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَشَمَائِلَهُ الْمَعْلُومَةَ، وَيَتَعَمَّدُون َ الْإِسَاءَةَ بِالطُّعُونِ الْ*َاقِدَةِ وَالْأَلْفَاظِ الْبَذِيئةِ الْفَاسِدَةِ؛ لِيَنَالُوا مِنْ مَقَامِ نَبِيِّ الْمَرْ*َمَةِ وَالْمَلْ*َمَةِ ، وَيُؤْذُوا مَشَاعِرَ مِئَاتِ الْمَلَايِينِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} (الذريات:53).

الْوَاجِبَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ

وَإِنَّ الْوَاجِبَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا أَنْ يَنْصُرُوا نَبِيَّهُمْ وَيُدَافِعُوا عَنْ *َبِيبِهِمْ وَشَفِيعِهِمْ وَصَفِيِّهِمْ، أَلَا وَإِنَّ مِنْ أَجَلَى مَظَاهِرِ نُصْرَتِهِ، وَمِنْ أَقْوَى دَعَائِمِ الذَّبِّ عَنْ شَرِيعَتِهِ: مَعْرِفَةَ *ُقُوقِهِ الْجَلِيَّةِ، وَالِاقْتِدَاءَ بِسُنَّتِهِ السَّنِيَّةِ، فَمِنْ *ُقُوقِهِ - صلى الله عليه وسلم -: الإِيمَانُ الصَّادِقُ بِهِ عَلَى الدَّوَامِ؛ قَالَ -تَعَالَى-: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (الأعراف:158). وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ *َتَّى يَشْهَدُوا أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيُؤْمِنُوا بِي وَبِمَا جِئْتُ بِهِ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ *َدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه ).

وَالإِيمَانُ بِهِ - صلى الله عليه وسلم - هُوَ: تَصْدِيقُ نُبُوَّتِهِ، وَالْإِيقَانُ بِعُمُومِ رِسَالَتِهِ، وَتَصْدِيقُهُ فِي جَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ -تَعَالَى- إِلَى جَمِيعِ بَرِيَّتِهِ.

*ُقُوق النبي - صلى الله عليه وسلم

ثم بينت الخطبة بعضًا من *ُقُوقِ النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته وذكرت منها: طَاعَتُهُ فِيمَا أَمَرَ، وَالِانْتِهَاءُ عَمَّا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ؛ قَالَ -تَعَالَى-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (ال*شر:7). وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ). وَقَدْ جَعَلَ اللهُ الْهِدَايَةَ فِي طَاعَتِهِ؛ فَقَالَ -عَزَّ مِنْ قَائِلٍ-: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} (النور:54).

اتِّبَاعُهُ - صلى الله عليه وسلم - وَاتِّخَاذُهُ قُدْوَةً

وَمِنَ الْ*ُقُوقِ الَّتِي أَوْجَبَهَا اللهُ -تَعَالَى- لِنَبِيِّهِ مُ*َمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -: اتِّبَاعُهُ وَاتِّخَاذُهُ قُدْوَةً فِي جَمِيعِ الأُمُورِ، وَالِاهْتِدَاءُ بِهَدْيِـهِ؛ *َيْثُ الْهُدَى وَالنُّورُ؛ قَـالَ -تَعَالَى-: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُ*ِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُ*ْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَ*ِيمٌ) (آل عمران:31)، وَقَالَ -تَعَالَى-: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (الأعراف:158).

مَ*َبَّتُهُ - صلى الله عليه وسلم - أَكْثَرَ مِنْ مَ*َبَّةِ غيره

وَمِنَ الْ*ُقُوقِ الْعَظِيمَةِ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: مَ*َبَّتُهُ أَكْثَرَ مِنْ مَ*َبَّةِ الأَهْلِ وَالْوَلَدِ، وَالْوَالِدِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ؛ فَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَا يُؤْمِنُ أَ*َدُكُمْ *َتَّى أَكُونَ أَ*َبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).

وَمِنْ ثَوَابِ مَ*َبَّتِهِ: الِاجْتِمَاعُ مَعَهُ فِي الْجَنَّةِ بِمَنْزِلَتِهِ؛ فَقَدْ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ السَّاعَةِ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ وَلَا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُ*ِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ: «فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَ*ْبَبْتَ» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ *َدِيثِ أَنَسٍ - رضي الله عنه ).

وَالْمَ*َبَّةُ لَا تَكُونُ بِالِادِّعَاءِ؛ بَلْ بِصِدْقِ الطَّاعَةِ وَ*ُسْنِ الِاقْتِدَاءِ:

لَوْ كَانَ *ُبُّكَ صَادِقاً لَأَطَعْتَهُ

إِنَّ الْمُ*ِبَّ لِمَــنْ يُ*ِـــبُّ مُطِيـــعُ

وَمِنْ *ُقُوقِ نَبِيِّنَا - صلى الله عليه وسلم - عَلَيْنَا: وُجُوبُ ا*ْتِرَامِهِ، وَتَوْقِيرِهِ، وَنُصْرَتِهِ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} (الفت*:9). وَمِنْ تَوْقِيرِهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَلَا نُسْرِعَ فِي أَمْرٍ قَبْلَهُ، بِلْ نَكُونُ تَبَعاً لَهُ فِي جَمِيعِ الأَمْرِ؛ قَالَ -تَعَالَى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (ال*جرات:1)، وَ*ُرْمَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَتَوْقِيرُهُ بَعْدَ مَمَاتِهِ: وَاجِبٌ كَوُجُوبِهِ *َالَ *َيَاتِهِ؛ وَذَلِكَ عِنْدَ ذِكْرِ *َدِيثِهِ وَسُنَّتِهِ، وَسَمَاعِ اسْمِهِ وَسِيرَتِهِ، وَعِنْدَ تَعَلُّمِ سُنَّتِهِ.

الصَّلَاةُ عَلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ

وَمِنْ *ُقُوقِهِ - صلى الله عليه وسلم -: الصَّلَاةُ عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ؛ قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (الأ*زاب:56) وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» (رَوَاهُ أَ*ْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُ ّ وَ*َسَّنَهُ مِنْ *َدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه ).

مِنْ أَعْظَمِ وَسَائِلِ نُصْرَة النبي - صلى الله عليه وسلم

لَمَّا كَانَتْ نُصْرَةُ نَبِيِّنَا - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَوْجَبِ الْوَاجِبَاتِ عَلَيْنَا؛ فَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ وَسَائِلِ نُصْرَتِهِ: تَقْدِيرَهُ *َقَّ قَدْرِهِ، وَ*ِفْظَ مَكَانَتِهِ، وَتَعْظِيمَ نَهْيِهِ وَأَمْرِهِ، وَتَقْدِيمَهُ عَلَى النَّفْسِ وَعَلَى كُلِّ أَ*َدٍ، وَتَفْدِيَتَهُ بِالْمَالِ وَالأَهْلِ وَالْوَالِدِ وَالْوَلَدِ، قَالَ -تَعَالَى-: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِين َ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} (الأ*زاب:6).

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي

لِعِرْضِ مُ*َمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ

غَرْسُ مَ*َبَّتِهِ فِي نُفُوسِ الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ

وَمِنْ وَسَائِلِ نُصْرَتِهِ - صلى الله عليه وسلم -: غَرْسُ مَ*َبَّتِهِ فِي نُفُوسِ الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أَ*َبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، *َتَّى أَكُونَ أَ*َبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ» فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ، وَاللَّهِ، لَأَنْتَ أَ*َبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «الآنَ يَا عُمَرُ» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ). وَمِنْ وَسَائِلِ نُصْرَتِهِ أَيْضًا: تَعْلِيمُ الْأُسْرَةِ سُنَّـتَهُ وَعِنَايَتُهَا بِسِيرَتِهِ؛ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْ*ُسَيْنِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: «كُنَّا نُعَلَّمُ مَغَازِيَ النَّبِيِّ وَسَرَايَاهُ كَمَا نُعَلَّمُ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ».


ت*كيمه فِيمَا شَجَرَ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُمْ فِي *َيَاتِهِ

أَلَا وَمِنْ أَعْظَمِ النُّصْرَةِ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أَنْ يُ*َكِّمُوهُ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ فِي *َيَاتِهِ، وَأَنْ يَتَ*َاكَمُوا إِلَى سُنَّتِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ، وَالرِّضَى بِ*ُكْمِهِ، وَالذَّبُّ عَنْ شَرِيعَتِهِ وَهَدْيِهِ؛ قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَ*ْسَنُ تَأْوِيلًا} (النساء:59).

سُنَّةَ اللهِ مَاضِيَةٌ فِي الْمُسْتَهْزِئِ ينَ

وَلَنَعْلَمْ أَنَّ سُنَّةَ اللهِ مَاضِيَةٌ فِي الْمُسْتَهْزِئِ ينَ، بِالِانْتِقَامِ وَالنَّكَالِ وَالْعَذَابِ الْمُهِينِ، قال -تَعَالَى-: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئي نَ} (ال*جر: 95). وَمَا أَبْغَضَهُ أَ*َدٌ وَانْتَقَصَهُ؛ إِلَّا قَطَعَهُ اللهُ -تَعَالَى- وَنَغَّصَهُ، قال -تَعَالَى-: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (الكوثر: 3)؛ أَيِ الْمَقْطُوعُ ذِكْرُهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

Adsense Management by Losha