فريق منتدى الدي في دي العربي
08-11-2022, 10:11 AM
{إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ} نُصرةُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم واجبُ الوقتِ وعلامةُ ا
إبراهيم بن محمد صديق
نصرة الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - واجبة على المسلمين بالمفهوم العام للنصرة، فالنصرة إحدى مقتضيات اتِّباعه وحبِّه وتقديمه على النَّفس والمال والولد، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حين قال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إليَّ من كل شيءٍ إلا من نفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك»، فقال له عمر: فإنَّه الآن -والله- لأنت أحبّ إليَّ من نفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الآن يا عمر»، ومن مقتضيات محبته: نصرتُه - صلى الله عليه وسلم -، وهو ما كان الصحابة يترجمونه بأفعالهم.
ومن الشَّواهد على وجوب نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنَّ الله -سبحانه وتعالى- أخذ الميثاق على كل الأنبياء من قبل محمَّد - صلى الله عليه وسلم - على نصرته، وقيل: أخذ الأنبياءُ المواثيق على أممِهم، يقول -تعالى-: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّ هُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} (آل عمران: 81)، يقول قتادة: «هذا ميثاقٌ أخذه الله على النبيين أن يصدِّق بعضهم بعضًا، وأن يبلِّغوا كتاب الله ورسالاته، فبلغت الأنبياء كتابَ الله ورسالاته إلى قومهم، وأخذ عليهم فيما بلغتهم رسلهم أن يؤمنوا بمحمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - ويصدقوه وينصروه».
فالواجب هو الإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أولًا، وكل من آمن به ينصره، يقول الرازي: «أمَّا قوله: {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّ هُ} فالمعنى ظاهر، وذلك لأنَّه -تعالى- أوجب الإيمان به أولًا، ثم الاشتغال بنصرته ثانيًا، واللام في {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ} لام القسم، كأنه قيل: والله لتؤمنن به».
الفلاح في نصرته - صلى الله عليه وسلم
وقد علَّق الله -سبحانه وتعالى- الفلاح بنصرته، فقال -تعالى-: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الأعراف: 157)، يقول ابن عباس - صلى الله عليه وسلم -: {وَعَزَّرُوهُ} يقول: حموه ووقَّروه، ويقول مجاهد: {وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ}؛ عزروه: سدَّدوا أمره، وأعانوا رسوله، ويقول الطبري -رحمه الله-: وقوله: {نَصَرُوهُ}، يقول: وأعانوه على أعداء الله وأعدائه، بجهادهم ونصب الحرب لهم، {وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ} يعني القرآن والإسلام، {أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} يقول: الذين يفعلون هذه الأفعال التي وصف بها -جل ثناؤه- أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - هم المنجحون المدركون ما طلبوا ورجوا بفعلهم ذلك.
نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - من علامات صدق إيمان العبد
وقد جعل الله نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - من علامات صدق إيمان العبد، قال -تعالى-: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحشر: 8)، ومن ذلك قوله -تعالى-: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (الفتح: 8، 9)، فمتى ما وُجِد العدوان عليه - صلى الله عليه وسلم - هبَّ المسلمون لنصرة دينه وسنته سيرته، فمن فعل ذلك دلَّ على وجود الإيمان في قلبه، وعلى حبه لرسوله - صلى الله عليه وسلم -
أساليب نصرة الرسول -صلى الله عليه وسلم
طبَّق الصحابة -رضي الله عنهم- تلك النداءات، فكانوا أشد الناس نصرةً للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا زال واجب النُّصرة مستمرًّا إلى يوم القيامة، ويتأكد مع كل اعتداء أو تنقُّص أو أذيَّة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن أراد نصرة الرسول فإنَّ سبلها كثيرة، يختار كل واحد منها حسب إمكاناته ومكانه وزمانه، وحسب المصالح والمفاسد التي يراها، فما يصلح في مكان قد لا يصلح في آخر، والطريقة التي تثمر في مكان قد تفسد في آخر، فعلى المسلم أن يعقد العزم على نصرته - صلى الله عليه وسلم -، ثم لن يعدم طريقًا أو طرقًا لفعل ذلك، فمن أساليب نصرته - صلى الله عليه وسلم -:
(1) الاقتداء بهديه وسنَّته
فأوَّل ما تفعله في نصرة نبيك هو أن يروا أخلاقه وتعاليمه فيك، ولا شكَّ أنَّ القدوة الصامتة لها أثر فعَّال في كثيرٍ من الأحيان، ولا يخفى علينا انتشار الإسلام في بلدان كثيرة عبر تجار ورحَّالة أحسنوا أخلاقهم، وهذا الاقتداء والتمثل بأخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - أول سبل نصرته - صلى الله عليه وسلم .
ويكون ذلك على مستوى الفرد بالتحلي بالأخلاق الحميدة، وعلى مستوى الأسرة بتنشئة الأبناء على التحلي بالأخلاق التي كان عليها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وطرائق غرس تلك الأخلاق في النشء كثيرة، يختار منها المربُّون ما يناسب الأعمار والزمان والأفهام، إلا أن الغاية واحدة، وهي غرس الأخلاق التي كان عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - في النشء، وإعلامهم بأنها أخلاقه - صلى الله عليه وسلم .
(2) نشرُ سنَّته بين الخلائق
من سبل نصرته - صلى الله عليه وسلم - إظهار ما جاء به من محاسن الأخلاق ومكارم الصِّفات، فليس الأمر مقتصرًا على التحلِّي بسنته، بل يدعو الإنسان إليها، وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله: وقد أمر النَّبي - صلى الله عليه وسلم - بالتَّبليغ عنه ولو آية، ودعا لمن بلَّغ عنه ولو حديثًا، وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السِّهام إلى نحور العدو؛ لأن ذلك التبليغ يفعله كثير من الناس، وأما تبليغ السنن فلا تقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم، جعلنا الله -تعالى- منهم بمنه وكرمه.
(3) بيان صفاته وأخلاقه - صلى الله عليه وسلم
فمن سُبُل نصرته نشر شمائله، والاستعانة بالوسائل الحديثة في إظهار النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما كان عليه، لا على ما يصوِّره عليه المسيئون، فنشر شمائل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتقريبها إلى الناس بالطرائق اليسيرة عليهم من أعظم أساليب النُّصرة.
(4) النُّصرة الإعلاميَّة للحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم
فدور الإعلاميين كبيرٌ في إيصال الصَّوت الذي لا يستطيع العالِم وطالب العلم أن يوصله، ولا شكَّ أن الإعلام أحد أكثر الأدوات نفوذًا في عقول المجتمعات، وبه يمكن أن يكون التأثير أكثر من مجرد الكتابة العلمية.
(5) دور الكتاب والمثقفين والعقلاء من الأمة
ودورهم ليس مقتصرًا على إظهار سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فحسب، بل في مناقضة ما يسيئون فهمه حول النبي - صلى الله عليه وسلم - ومناقشته، والرد عليه بلغة علمية هادئة.
(6) التعامل القانوني مع الإساءات
التعامل القانوني مع الإساءات الموجهة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنَّ التعدي والجناية لها قوانينها التي يمكن توظيفها في تخفيف الإساءات أو إزالتها، ويعمل به أهله المختصُّون به.
(7) تفعيل الدور المناط بالحكام وولاة الأمور
تفعيل الدور المناط بالحكام وولاة الأمور، وهم أعلم بطرائق مجابهتهم لتلك الإساءات، وبإظهار اعتزاز المسلمين بنبيهم - صلى الله عليه وسلم -، وعدم قبولهم لأي إساءة كانت، وهذا الأمر متروكٌ لولاة الأمر يتصرفون فيه بما يرونه من مصالح ومفاسد.
الله سبحانه وتعالى ناصرٌ رسوله - صلى الله عليه وسلم
- وأخيرًا: بين الله -سبحانه وتعالى- أنَّه ناصرٌ رسوله، وما نصرتك إلا زيادة لإيمانك، ودليلٌ على محبتك، وقد نصر الله رسوله في أحلك الظروف كما بينَّا حين قال الله -تعالى-: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} (التوبة: 40)، فمن تقاعس وتخاذل عن نصرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنما يحرم نفسه من منزلة العزِّ والشرف.
إبراهيم بن محمد صديق
نصرة الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - واجبة على المسلمين بالمفهوم العام للنصرة، فالنصرة إحدى مقتضيات اتِّباعه وحبِّه وتقديمه على النَّفس والمال والولد، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حين قال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إليَّ من كل شيءٍ إلا من نفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك»، فقال له عمر: فإنَّه الآن -والله- لأنت أحبّ إليَّ من نفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الآن يا عمر»، ومن مقتضيات محبته: نصرتُه - صلى الله عليه وسلم -، وهو ما كان الصحابة يترجمونه بأفعالهم.
ومن الشَّواهد على وجوب نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنَّ الله -سبحانه وتعالى- أخذ الميثاق على كل الأنبياء من قبل محمَّد - صلى الله عليه وسلم - على نصرته، وقيل: أخذ الأنبياءُ المواثيق على أممِهم، يقول -تعالى-: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّ هُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} (آل عمران: 81)، يقول قتادة: «هذا ميثاقٌ أخذه الله على النبيين أن يصدِّق بعضهم بعضًا، وأن يبلِّغوا كتاب الله ورسالاته، فبلغت الأنبياء كتابَ الله ورسالاته إلى قومهم، وأخذ عليهم فيما بلغتهم رسلهم أن يؤمنوا بمحمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - ويصدقوه وينصروه».
فالواجب هو الإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أولًا، وكل من آمن به ينصره، يقول الرازي: «أمَّا قوله: {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّ هُ} فالمعنى ظاهر، وذلك لأنَّه -تعالى- أوجب الإيمان به أولًا، ثم الاشتغال بنصرته ثانيًا، واللام في {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ} لام القسم، كأنه قيل: والله لتؤمنن به».
الفلاح في نصرته - صلى الله عليه وسلم
وقد علَّق الله -سبحانه وتعالى- الفلاح بنصرته، فقال -تعالى-: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الأعراف: 157)، يقول ابن عباس - صلى الله عليه وسلم -: {وَعَزَّرُوهُ} يقول: حموه ووقَّروه، ويقول مجاهد: {وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ}؛ عزروه: سدَّدوا أمره، وأعانوا رسوله، ويقول الطبري -رحمه الله-: وقوله: {نَصَرُوهُ}، يقول: وأعانوه على أعداء الله وأعدائه، بجهادهم ونصب الحرب لهم، {وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ} يعني القرآن والإسلام، {أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} يقول: الذين يفعلون هذه الأفعال التي وصف بها -جل ثناؤه- أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - هم المنجحون المدركون ما طلبوا ورجوا بفعلهم ذلك.
نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - من علامات صدق إيمان العبد
وقد جعل الله نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - من علامات صدق إيمان العبد، قال -تعالى-: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحشر: 8)، ومن ذلك قوله -تعالى-: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (الفتح: 8، 9)، فمتى ما وُجِد العدوان عليه - صلى الله عليه وسلم - هبَّ المسلمون لنصرة دينه وسنته سيرته، فمن فعل ذلك دلَّ على وجود الإيمان في قلبه، وعلى حبه لرسوله - صلى الله عليه وسلم -
أساليب نصرة الرسول -صلى الله عليه وسلم
طبَّق الصحابة -رضي الله عنهم- تلك النداءات، فكانوا أشد الناس نصرةً للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا زال واجب النُّصرة مستمرًّا إلى يوم القيامة، ويتأكد مع كل اعتداء أو تنقُّص أو أذيَّة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن أراد نصرة الرسول فإنَّ سبلها كثيرة، يختار كل واحد منها حسب إمكاناته ومكانه وزمانه، وحسب المصالح والمفاسد التي يراها، فما يصلح في مكان قد لا يصلح في آخر، والطريقة التي تثمر في مكان قد تفسد في آخر، فعلى المسلم أن يعقد العزم على نصرته - صلى الله عليه وسلم -، ثم لن يعدم طريقًا أو طرقًا لفعل ذلك، فمن أساليب نصرته - صلى الله عليه وسلم -:
(1) الاقتداء بهديه وسنَّته
فأوَّل ما تفعله في نصرة نبيك هو أن يروا أخلاقه وتعاليمه فيك، ولا شكَّ أنَّ القدوة الصامتة لها أثر فعَّال في كثيرٍ من الأحيان، ولا يخفى علينا انتشار الإسلام في بلدان كثيرة عبر تجار ورحَّالة أحسنوا أخلاقهم، وهذا الاقتداء والتمثل بأخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - أول سبل نصرته - صلى الله عليه وسلم .
ويكون ذلك على مستوى الفرد بالتحلي بالأخلاق الحميدة، وعلى مستوى الأسرة بتنشئة الأبناء على التحلي بالأخلاق التي كان عليها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وطرائق غرس تلك الأخلاق في النشء كثيرة، يختار منها المربُّون ما يناسب الأعمار والزمان والأفهام، إلا أن الغاية واحدة، وهي غرس الأخلاق التي كان عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - في النشء، وإعلامهم بأنها أخلاقه - صلى الله عليه وسلم .
(2) نشرُ سنَّته بين الخلائق
من سبل نصرته - صلى الله عليه وسلم - إظهار ما جاء به من محاسن الأخلاق ومكارم الصِّفات، فليس الأمر مقتصرًا على التحلِّي بسنته، بل يدعو الإنسان إليها، وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله: وقد أمر النَّبي - صلى الله عليه وسلم - بالتَّبليغ عنه ولو آية، ودعا لمن بلَّغ عنه ولو حديثًا، وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السِّهام إلى نحور العدو؛ لأن ذلك التبليغ يفعله كثير من الناس، وأما تبليغ السنن فلا تقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم، جعلنا الله -تعالى- منهم بمنه وكرمه.
(3) بيان صفاته وأخلاقه - صلى الله عليه وسلم
فمن سُبُل نصرته نشر شمائله، والاستعانة بالوسائل الحديثة في إظهار النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما كان عليه، لا على ما يصوِّره عليه المسيئون، فنشر شمائل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتقريبها إلى الناس بالطرائق اليسيرة عليهم من أعظم أساليب النُّصرة.
(4) النُّصرة الإعلاميَّة للحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم
فدور الإعلاميين كبيرٌ في إيصال الصَّوت الذي لا يستطيع العالِم وطالب العلم أن يوصله، ولا شكَّ أن الإعلام أحد أكثر الأدوات نفوذًا في عقول المجتمعات، وبه يمكن أن يكون التأثير أكثر من مجرد الكتابة العلمية.
(5) دور الكتاب والمثقفين والعقلاء من الأمة
ودورهم ليس مقتصرًا على إظهار سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فحسب، بل في مناقضة ما يسيئون فهمه حول النبي - صلى الله عليه وسلم - ومناقشته، والرد عليه بلغة علمية هادئة.
(6) التعامل القانوني مع الإساءات
التعامل القانوني مع الإساءات الموجهة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنَّ التعدي والجناية لها قوانينها التي يمكن توظيفها في تخفيف الإساءات أو إزالتها، ويعمل به أهله المختصُّون به.
(7) تفعيل الدور المناط بالحكام وولاة الأمور
تفعيل الدور المناط بالحكام وولاة الأمور، وهم أعلم بطرائق مجابهتهم لتلك الإساءات، وبإظهار اعتزاز المسلمين بنبيهم - صلى الله عليه وسلم -، وعدم قبولهم لأي إساءة كانت، وهذا الأمر متروكٌ لولاة الأمر يتصرفون فيه بما يرونه من مصالح ومفاسد.
الله سبحانه وتعالى ناصرٌ رسوله - صلى الله عليه وسلم
- وأخيرًا: بين الله -سبحانه وتعالى- أنَّه ناصرٌ رسوله، وما نصرتك إلا زيادة لإيمانك، ودليلٌ على محبتك، وقد نصر الله رسوله في أحلك الظروف كما بينَّا حين قال الله -تعالى-: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} (التوبة: 40)، فمن تقاعس وتخاذل عن نصرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنما يحرم نفسه من منزلة العزِّ والشرف.