08-14-2022, 12:02 AM
هل يكره النوم بعد العصر
كره طائفة من السلف النوم بعد العصر وعللوا ذلك بأن المداومة عليه يضر بالص*ة ويؤثر على العقل ويورث ال*مق والوسواس واختلفت عباراتهم في ذلك وقد روي في هذا الباب أ*اديث منكرة لا يص* منها شيء ك*ديث: (من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه).
وغيره من الأ*اديث الواهية التي لم ترو في الأصول الستة. وإنما اعتمدوا في ذلك على كلام بعض الأطباء وال*كماء المتقدمين الذين بنوه على التجربة والتأمل.
ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ينام بعد العصر فيما أعلم بل كانت عادته أنه إذا صلى العصر طاف على نسائه كما ثبت في الص*ي* وكان هديه في النوم أنه كان ينام بعد العشاء وفي القيلولة ولم يكن ينام بعد الصب* ولا بعد العصر.
لكن هذا من الأمور العادية التي الأصل فيها الإبا*ة فلا كراهة في ذلك لأنه لم يرد نهي ص*ي* في الشرع عن ذلك بل ورد في الص*ي* ما يدل على كراهة النوم قبل المغرب لأن ذلك مظنة فوات صلاة العشاء وهذا النص يدل على عدم كراهة النوم في غير هذا الوقت وكذلك لا يظهر علة ص*ي*ة أو مفسدة تدل على الكراهة وإنما يكره النوم أو ي*رم في غير المغرب إذا غلب على الظن ترك الصلاة أو تضييعها بالكلية. وأما كلام الأطباء فهو اجتهاد ي*تمله النقاش والرد ولو فرض ثبوته فهو من باب فعل الأولى وال*فاظ على ص*ة البدن والعقل ولا يثبت بمثل ذلك *كم و*رج من قبل الشرع. وقد نقل أن الفقيه المصري الليث بن سعد كان ينام بعد العصر ولا يرى العمل ب*ديث النهي عن ذلك.
فعلى هذا إذا ا*تاج الانسان إلى النوم بعد العصر أو كان هذا الوقت هو المناسب لرا*ته لانشغاله وقت الظهيرة ك*ال كثير من الناس في هذا الزمن أو جرى العرف والعادة في مجتمع النوم بعد العصر فلا *رج عليه أن ينام بعد العصر ولا كراهة في ذلك.
وينبغي التنبيه على أن بعض الناس هداهم الله معتادين بعد رجوعهم من العمل قبيل العصر على النوم مما يفوت عليهم صلاة الجماعة أو وقت الصلاة بالكلية وهذا أمر عظيم قد نهى عنه الشرع في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من فاتته العصر *بط عمله». (متفق عليه). والواجب عليهم أن يتصبروا وينتظروا الصلاة *تى يؤدوا الصلاة ثم يناموا بعدها.
والله أعلم وصلى الله على نبينا م*مد وآله وص*به وسلم.
______________________________ _______________
الكاتب: خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
كره طائفة من السلف النوم بعد العصر وعللوا ذلك بأن المداومة عليه يضر بالص*ة ويؤثر على العقل ويورث ال*مق والوسواس واختلفت عباراتهم في ذلك وقد روي في هذا الباب أ*اديث منكرة لا يص* منها شيء ك*ديث: (من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه).
وغيره من الأ*اديث الواهية التي لم ترو في الأصول الستة. وإنما اعتمدوا في ذلك على كلام بعض الأطباء وال*كماء المتقدمين الذين بنوه على التجربة والتأمل.
ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ينام بعد العصر فيما أعلم بل كانت عادته أنه إذا صلى العصر طاف على نسائه كما ثبت في الص*ي* وكان هديه في النوم أنه كان ينام بعد العشاء وفي القيلولة ولم يكن ينام بعد الصب* ولا بعد العصر.
لكن هذا من الأمور العادية التي الأصل فيها الإبا*ة فلا كراهة في ذلك لأنه لم يرد نهي ص*ي* في الشرع عن ذلك بل ورد في الص*ي* ما يدل على كراهة النوم قبل المغرب لأن ذلك مظنة فوات صلاة العشاء وهذا النص يدل على عدم كراهة النوم في غير هذا الوقت وكذلك لا يظهر علة ص*ي*ة أو مفسدة تدل على الكراهة وإنما يكره النوم أو ي*رم في غير المغرب إذا غلب على الظن ترك الصلاة أو تضييعها بالكلية. وأما كلام الأطباء فهو اجتهاد ي*تمله النقاش والرد ولو فرض ثبوته فهو من باب فعل الأولى وال*فاظ على ص*ة البدن والعقل ولا يثبت بمثل ذلك *كم و*رج من قبل الشرع. وقد نقل أن الفقيه المصري الليث بن سعد كان ينام بعد العصر ولا يرى العمل ب*ديث النهي عن ذلك.
فعلى هذا إذا ا*تاج الانسان إلى النوم بعد العصر أو كان هذا الوقت هو المناسب لرا*ته لانشغاله وقت الظهيرة ك*ال كثير من الناس في هذا الزمن أو جرى العرف والعادة في مجتمع النوم بعد العصر فلا *رج عليه أن ينام بعد العصر ولا كراهة في ذلك.
وينبغي التنبيه على أن بعض الناس هداهم الله معتادين بعد رجوعهم من العمل قبيل العصر على النوم مما يفوت عليهم صلاة الجماعة أو وقت الصلاة بالكلية وهذا أمر عظيم قد نهى عنه الشرع في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من فاتته العصر *بط عمله». (متفق عليه). والواجب عليهم أن يتصبروا وينتظروا الصلاة *تى يؤدوا الصلاة ثم يناموا بعدها.
والله أعلم وصلى الله على نبينا م*مد وآله وص*به وسلم.
______________________________ _______________
الكاتب: خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة