08-14-2022, 12:02 AM
ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض
م*مد بولوز
"ملا*ظات تهم كتاب ""القرآن والنساء..قراءة للت*رر"لأسماء المرابط
بعد البلاء ال*سن الذي يسره الله على يد ثلة من العلماء الأفذاذ منذ فجر النهضة ال*ديثة، في مقارعة الت*ديات الواقعية، وشبهات الفكر الوافد على ديار المسلمين، انكمش إلى *د كبير التيار المهاجم للأصول والثوابت والمنطلق من أرضية الآخر المختلف عنا في الاعتقاد والتصور، وخنس صوت الرفض للإسلام والتبشير بالانغماس في *ضارة الغرب ب*لوها ومرها خيرها وشرها، وانبعث تيار يسميه البعض ب"الطريق الثالث" يسلم بالإطار العام للدين وبمرجعيَّة الإسلام، ولا يخفي *مله لمشروع "*داثي" يريد الب*ث له عن موطئ قدم في بنية المذهبية الإسلامية ويعمل جاهدا لتأصيله واستنباته في التربة الم*لية.
ورغم أن الظاهر يو*ي بالتقدُّم على مستوى المكاسب في التدافع ال*ضاري لصال* المذهبيَّة الإسلاميَّة، *يث انتقلت المعركة والجدال والنقاش داخل أسوار منظومتنا الفكرية والمذهبية، فإنه لا تجوز الغفلة عن مكامن خطورة هذا الوضع الجديد القديم، من جهة الانسياب السلس والمتدرج لعدد من الأفكار المناقضة للأصول، والتي قد تأتي على البنيان من أساسه.وتجارب الأمة أثبتت قدرتها على الانتصار أكثر في المعارك الواض*ة الجلية، بينما المعارك الملتبسة - والتي قد يلبس أص*ابها لباس الدين والتقوى وظاهر الغيرة على مشروع الأمة- تخلف جرا*ات عميقة وتستغرق مددًا طويلة لمعالجة أدوائها.
وقد انتابني شيء من هذا الشعور وأنا أتصف* كتاب "القرآن والنساء..قراءة للت*رر" لصا*بته أسماء المرابط، ورأيت فيه بوضو* منهج "اعتقد ثم استدل" فالمرأة متشبعة *تى النخاع بـ "النزعة النسوانية" وتريد بإخلاص تأصيلها وتبيئتها في البيئة الإسلامية، راسمة لنفسها خطًّا ثالثا، لا هو بالتيار النسواني العلماني ولا هو بالتيار الإسلامي التقليدي العام ب*سب وصفها، إنها ب*ق تريد الإسلام ولكنه "الإسلام بالمؤنث" كما جاء في بعض عناوين كتبها.
ويخيفني هذا ال*ماس في الاعتقاد والشراسة في النضال لما يمكن أن يصل بأص*ابه من شطط وتعصب شديد وطغيان يلغي أي اتِّزان في الرؤية، وي*ضرني ما وصل إليه *ال بعض المتعصبين للجنس الأسود في أمريكا *تى إنهم يتصوَّرون ربهم على هيئة رجل أسود، ويعتقدون أنَّ الجنس الأبيض من أصول شيطانيَّة.وهي ردود فعل قوية من أثر الاضطهاد والتمييز الذي عانوا منه طويلا.
فلا*ظت من خلال الكتاب الغني ب*ق بفوائد جمة وبنماذج نسائية قرآنية رائدة وب*ماس كبير للدفاع عن بنات *واء، أن السيدة أسماء المرابط لا تتقبل مثلا أن يكون أول مخلوق خلقه الله من البشر ذكرا، و*سب تعبيرها، ص 32:"لا يوجد في القرآن الكريم أي كلام واض* الدلالة على أن آدم الذي هو أصل المخلوقات البشرية كان ذكرا،كما لا يوجد أي دليل في القرآن على أن *واء خلقت من إ*دى ضلوع آدم".
وما أدري ما العمل مع قوله تعالى:" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ"، وقول تعالى:" وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ" " فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَ ا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى" فالآية الأولى فيها ضمير الغائب المذكَّر، والآية الثانية ضمير المخاطب المذكَّر، ونفس الشيء في الآية الثالثة وغيرها من الآيات الكثيرة.
وبخصوص ما نفته الكاتبة من خلق *واء من ضلع آدم في القرآن الكريم، نجد ما يلم* في عمومه لذلك ويتكامل مع السنة في التفصيل والبيان، قال تعالى:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَا*ِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء " والآية الأخرى بيَّنت بوضو* هوية "زوجها" من خلال قوله تعالى: "ليسكن إليها" ولم تقل لتسكن إليه.قال تعالى:"هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَا*ِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا" وقال تعالى:" وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَا*ِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)" أي أنه سب*انه ابتدأ خلقنا من آدم عليه السلام; إذ خلقه من طين، ثم كنا سلالة ونسلا منه، فجعل لنا مستقَرًا نستقر فيه، وهو أر*ام النساء، ومُستودعًا ن*فظ فيه، وهو أصلاب الرجال، قد بين الله ال*جج وميز الأدلة، وأ*كمها لقوم يفهمون مواقع ال*جج ومواضع العبر.
والسنة زادت في تفصيل ذلك وبيان كيف خلقت *واء من آدم، وبأنها خلقت من ضلع، ووردت الأ*اديث في ص*ي* البخاري ومسلم وفي مسند أ*مد وسنن الدارمي، فقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً." وال*ديث وإن لم يكن واردا في الأصل في مسألة الخلق، ولكن جاء فيه إخبار عن الغيب يستوجب منا اتخاذ موقف معيَّن لن يكون بالنسبة للمومنين غير التصديق به، وأما كون الخبر لم يكن مقصودا للسياق، فلا ينقص أبدا من قيمة الخبر، لأن من مميزات كلام النبوة أنه في كثير من الأ*يان يضيف فوائد في الجواب عن تساؤلات السائلين، مثل ال*ال عندما سئل عن الوضوء من ماء الب*ر فأجاب"هو الطهور ماؤه، ال*ل ميتته" والشق الثاني من الجواب لم يسأل عنه، ولكن كان موضع اعتبار واستنباط الأ*كام من طرف الفقهاء.
وقول الكاتبة - وقد ساقت مضمون ال*ديث في صلب الكتاب وأ*الت على مختلف الروايات في الهامش-" لا يوجد أي دليل في القرآن على أن *واء خلقت من إ*دى ضلوع آدم" يثير جملة من التساؤلات،تهم مصدر المعرفة عندنا ن*ن المسلمين، فهل يكتفى بالقرآن و*ده في معرفة موقف معين للدين أو قضية من القضايا؟ وما موقفنا من الأ*اديث الص*ي*ة الواردة في الموضوع؟ ولماذا نلجأ إلى الأ*اديث في مواطن أخرى نريد بها دعم مواقفنا وإن كانت أقل درجة من هذه التي أعرضنا عنها؟
وال*ديث وإن لم يرد فيه ذكر آدم كما تقول الكاتبة، فهو يفهم من خلال السياق، وجمع الأ*اديث مع الآيات الواردة في الموضوع، ولفظ"خلقت" لا يت*دَّث بالتأكيد عن الوضع العادي للتناسل والتوالد بعد آدم و*واء، فلم تبق غير ل*ظة الخلق الأولى.وكون ما جاء في ال*ديث يشبه أو يتطابق مع ما جاء في الكتب السماوية الأخرى، لا يقد* أبدا في قيمة ال*ديث وإنما يبيِّن أن ذلك وغيره مما يشبهه من بقية ال*ق في تلك الكتب بعد ما طالها الت*ريف، فما جاء في كتب أهل الكتاب من الأخبار ينافي الكتاب والسنة *كمنا ببطلانه وبأنه من الت*ريف الذي وقع فيها، وما جاء فيها مطابقا لهما *كمنا بأنه بقية ال*ق فيها،وما جاء فيها غير مخالف لهما وسكت عنه شرعنا،أعملنا فيه قاعدة :لا تكذبوهم ولا تصدقوهم،لا*تمال أن يكون *قا.وكل هذا من مقتضيات قوله تعالى:" وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْ*َقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَا*ْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْ*َقِّ" وقوله تعالى:" وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَ*ْيٌ يُو*َى"
فلا يبقى مجال للهمز واللمز والكلام الذي يخفي التشكيك بل يكاد يصر* به، مثل قول الكاتبة ص35:"إن التشابه بين هذه الأ*اديث وبين ما ذكر عن تاريخ آدم و*واء في تقاليد الإنجيل، هي التي جعلت بعض العلماء ي*اولون الربط بين هذين الروايتين (الإسلامية-المسي*ية) وبالتالي الذهاب إلى القول إن *واء خلقت من ضلع من ضلوع آدم"
وأما عن الهروب إلى الاستعارة والمجاز، فلا يلجأ إليه إلا إذا تعذر الأخذ بالظاهر، وكان فيه مناقضة للأصول، وال*ال أن الظاهر هنا هو المنسجم مع نصوص القرآن التي تت*دث عن خلق آدم و*واء. والتعسف يبدو واض*ا في إخراج النص عن ظاهره. *يث ندخل في متاهات ماهية النفس التي كانت مصدرا لهما وهل هي ذكر أم أنثى، أو الأخذ بالرواية الشيعية غير المعتبرة عند أهل السنة والتي فيها أن *واء خلقت مما فضل من الطين الذي خلق منه آدم، ونترك ما ص* عندنا، وقد نلجأ إلى مثله أو أقل منه في مواطن أخرى فتتلاعب بنا الرغبات والأهواء.
وما أدري ما الذي دفع بالكاتبة إلى هذه المضايق، وكأنها ترى بالضرورة أن التسليم بهذه الرؤية يتضمن دونيَّة وت*قيرا للمرأة، وال*ال أن النماذج المؤمنة التي ساقتها في كتابها وأشادت بريادتها وذكائها قبل الإسلام وبعده، كانت تؤطرها نفس الرؤية ولم تر فيها ما توهمته الكاتبة، وأما استغلال بعض جهال المسلمين لهذا الأمر للت*قير والتقيص، ففضلا عن مخالفته لهدي نبينا عليه الصلاة والسلام، فإنه لا ينهض *جة لتغيير ال*قائق والتنكر لها، وإلا كم من المبادئ الجميلة والأشياء النبيلة استثمرت في الشر، ولم يدع أ*د لنبذها بسبب ذلك.
ثم إن التعصب "للنزعة النسوانية" والاجتهاد لتأصيل ذلك في التربة الإسلامية، والسير بعيدا ن*و المساواة ال*رفية والآلية أو ربما *تى السقوط في نزعة تفضيل وترجي* جنس الإناث على جنس الذكور، يوقع في إشكالات لا *د لها، وسينتهي *تما بأص*ابه إلى التض*ية بدينهم في سبيل مجاراة أهواء لا قاع لها.
وظهر العناء كبيرا من الكاتبة وهي تعالج إشكالات التعدد والشهادة والطلاق ومسألة الضرب وغيرها، وسكتت عن أمور أخرى لا تقل صعوبة عن القضايا السابقة إذا جئنا إليها بقاعدة: "اعتقد ثم استدل" فماذا تفعل مثلا بقول الله تعالى:" وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ " وقوله تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّو*ِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى" فيفهم من الآية أنه ليس للنساء *ظ في العدد الكبير من الرسل الذين عرفتهم البشرية. وماذا تفعل بقول النبي صلى الله عليه وسلم في ال*ديث الص*ي* الذي رواه البخاري وغيره" عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"، وقوله صلى الله عليه وسلم في ال*ديث الص*ي* " عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"كلكم راع فمسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" بما يفيد تراتبية واض*ة لا ينكرها إلا جا*د.
وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لو كنت آمرا أ*دا أن يسجد لأ*د لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ".
وبخصوص الهجر في الفراش نجد أنه مبا* للرجل تأديبا لزوجته بينما ي*رم عليها مثل ذلك، جاء في ص*ي* مسلم وغيره عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة *تى تصب* " وغير ذلك من النصوص الكثيرة التي تصعب معها المساواة كما يتصورها ذوو "النزعة النسوانية"
وال*ال أننا ب*اجة إلى مقاربة مختلفة ن*قق بها مقصد الكرامة والعدل واسترداد ما ضاع من ال*قوق من غير انتقائية أو تض*ية بشيء من شرع الله في الاعتقاد أو الممارسة والسلوك، فنعتمد مقاربة الأسرة عوض الفرد والنوع، ونست*ضر مقصد التكامل عوض الصراع بين الذكر والأنثى، ومقاربة التنافس في الخير والتقوى والصلا* عوض الضرب على وتر الجنس، والتأكيد على أن الغرم بالغنم وأن التكليف على قدر الوسع وأن الله عز وجل طلب من الناس بقدر ما أعطاهم،وأنه سب*انه يخلق ما يشاء ويختار فالأيام كما نراها بنظرنا البسيط متساوية، والله اختار منها الجمعة ويوم عرفة، واختار من الليالي ليلة القدر، واختار من الشهور رمضان، واختار من الناس الأنبياء والرسل، واختار أن يخلق آدم أولا وبعده *واء، واختار أن تكون القوامة في الرجال، وقد نرغب في شيء ون*رص عليه ويريد الله غيره وهو أعلم وأ*كم، ألم يقل لنا:{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُ*ِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (216)البقرة.
و*ثنا على الرضا بما يملكه ولا نملكه، وأن لا نتمنى ما فضل الله به بعضنا على بعض، وأن نسأله سب*انه جميعا من فضله قال تعالى:{ وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (32)النساء.
ويبقى في الأخير الإشارة إلى أن "الكتاب" جدير بالقراءة، وصا*بته جديرة بالتشجيع لما تملكه من صدق وإيمان، ولما يت*لى بها قلمها من تميز وجرأة في طر* الأفكار، والظن بها التواضع لقبول الملا*ظات وتلطيف ال*ماس "للنزعة النسوانية" والسير بها ن*و التوسط والاعتدال، وتدارك بعض الهنات في الطبعات المقبلة للكتاب، من مثل اعتبار إس*اق عليه السلام أبا ليوسف عليه السلام عوض يعقوب عليه السلام،والقول بأن"سارة وهاجر،المصدر الأول للتو*يد"، والقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم استنكر واستهجن تعدد الزوجات عندما رفض زواج علي من بنت أبي جهل، وال*ال أن ال*ديث معلل برفض اجتماع بنت عدو الله ببنت نبي الله، ولا علاقة له برفض التعدد، فهلا أوردت الكاتبة بقية ال*ديث الذي فيه :" وإني لست أ*رم *لالا ولا أ*ل *راما، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله مكانا وا*دا أبدا"
فالسلامة كل السلامة في أخذ ما جاء في القرآن كله وما جاء في السنة الص*ي*ة كلها، من غير قفز أو انتقاء، أو تمييز بين الجوانب الرو*ية والجوانب التشريعية، فدين الله ر*مة كله بعقيدته وعباداته ومعاملاته وأخلاقه و*دوده وعقوباته أدرك *كمة ذلك من أدركها وجهلها من جهلها، وذلك من مقتضيات قوله تعالى:" قُلْ آنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ" وإلا سقطنا فيما *ذر منه تعالى عباده بقوله في سورة النور:
{ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَ*ْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ (48) وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْ*َقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَ*ِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَ*ْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِ*ُونَ (51) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)}.
م*مد بولوز
"ملا*ظات تهم كتاب ""القرآن والنساء..قراءة للت*رر"لأسماء المرابط
بعد البلاء ال*سن الذي يسره الله على يد ثلة من العلماء الأفذاذ منذ فجر النهضة ال*ديثة، في مقارعة الت*ديات الواقعية، وشبهات الفكر الوافد على ديار المسلمين، انكمش إلى *د كبير التيار المهاجم للأصول والثوابت والمنطلق من أرضية الآخر المختلف عنا في الاعتقاد والتصور، وخنس صوت الرفض للإسلام والتبشير بالانغماس في *ضارة الغرب ب*لوها ومرها خيرها وشرها، وانبعث تيار يسميه البعض ب"الطريق الثالث" يسلم بالإطار العام للدين وبمرجعيَّة الإسلام، ولا يخفي *مله لمشروع "*داثي" يريد الب*ث له عن موطئ قدم في بنية المذهبية الإسلامية ويعمل جاهدا لتأصيله واستنباته في التربة الم*لية.
ورغم أن الظاهر يو*ي بالتقدُّم على مستوى المكاسب في التدافع ال*ضاري لصال* المذهبيَّة الإسلاميَّة، *يث انتقلت المعركة والجدال والنقاش داخل أسوار منظومتنا الفكرية والمذهبية، فإنه لا تجوز الغفلة عن مكامن خطورة هذا الوضع الجديد القديم، من جهة الانسياب السلس والمتدرج لعدد من الأفكار المناقضة للأصول، والتي قد تأتي على البنيان من أساسه.وتجارب الأمة أثبتت قدرتها على الانتصار أكثر في المعارك الواض*ة الجلية، بينما المعارك الملتبسة - والتي قد يلبس أص*ابها لباس الدين والتقوى وظاهر الغيرة على مشروع الأمة- تخلف جرا*ات عميقة وتستغرق مددًا طويلة لمعالجة أدوائها.
وقد انتابني شيء من هذا الشعور وأنا أتصف* كتاب "القرآن والنساء..قراءة للت*رر" لصا*بته أسماء المرابط، ورأيت فيه بوضو* منهج "اعتقد ثم استدل" فالمرأة متشبعة *تى النخاع بـ "النزعة النسوانية" وتريد بإخلاص تأصيلها وتبيئتها في البيئة الإسلامية، راسمة لنفسها خطًّا ثالثا، لا هو بالتيار النسواني العلماني ولا هو بالتيار الإسلامي التقليدي العام ب*سب وصفها، إنها ب*ق تريد الإسلام ولكنه "الإسلام بالمؤنث" كما جاء في بعض عناوين كتبها.
ويخيفني هذا ال*ماس في الاعتقاد والشراسة في النضال لما يمكن أن يصل بأص*ابه من شطط وتعصب شديد وطغيان يلغي أي اتِّزان في الرؤية، وي*ضرني ما وصل إليه *ال بعض المتعصبين للجنس الأسود في أمريكا *تى إنهم يتصوَّرون ربهم على هيئة رجل أسود، ويعتقدون أنَّ الجنس الأبيض من أصول شيطانيَّة.وهي ردود فعل قوية من أثر الاضطهاد والتمييز الذي عانوا منه طويلا.
فلا*ظت من خلال الكتاب الغني ب*ق بفوائد جمة وبنماذج نسائية قرآنية رائدة وب*ماس كبير للدفاع عن بنات *واء، أن السيدة أسماء المرابط لا تتقبل مثلا أن يكون أول مخلوق خلقه الله من البشر ذكرا، و*سب تعبيرها، ص 32:"لا يوجد في القرآن الكريم أي كلام واض* الدلالة على أن آدم الذي هو أصل المخلوقات البشرية كان ذكرا،كما لا يوجد أي دليل في القرآن على أن *واء خلقت من إ*دى ضلوع آدم".
وما أدري ما العمل مع قوله تعالى:" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ"، وقول تعالى:" وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ" " فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَ ا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى" فالآية الأولى فيها ضمير الغائب المذكَّر، والآية الثانية ضمير المخاطب المذكَّر، ونفس الشيء في الآية الثالثة وغيرها من الآيات الكثيرة.
وبخصوص ما نفته الكاتبة من خلق *واء من ضلع آدم في القرآن الكريم، نجد ما يلم* في عمومه لذلك ويتكامل مع السنة في التفصيل والبيان، قال تعالى:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَا*ِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء " والآية الأخرى بيَّنت بوضو* هوية "زوجها" من خلال قوله تعالى: "ليسكن إليها" ولم تقل لتسكن إليه.قال تعالى:"هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَا*ِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا" وقال تعالى:" وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَا*ِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)" أي أنه سب*انه ابتدأ خلقنا من آدم عليه السلام; إذ خلقه من طين، ثم كنا سلالة ونسلا منه، فجعل لنا مستقَرًا نستقر فيه، وهو أر*ام النساء، ومُستودعًا ن*فظ فيه، وهو أصلاب الرجال، قد بين الله ال*جج وميز الأدلة، وأ*كمها لقوم يفهمون مواقع ال*جج ومواضع العبر.
والسنة زادت في تفصيل ذلك وبيان كيف خلقت *واء من آدم، وبأنها خلقت من ضلع، ووردت الأ*اديث في ص*ي* البخاري ومسلم وفي مسند أ*مد وسنن الدارمي، فقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً." وال*ديث وإن لم يكن واردا في الأصل في مسألة الخلق، ولكن جاء فيه إخبار عن الغيب يستوجب منا اتخاذ موقف معيَّن لن يكون بالنسبة للمومنين غير التصديق به، وأما كون الخبر لم يكن مقصودا للسياق، فلا ينقص أبدا من قيمة الخبر، لأن من مميزات كلام النبوة أنه في كثير من الأ*يان يضيف فوائد في الجواب عن تساؤلات السائلين، مثل ال*ال عندما سئل عن الوضوء من ماء الب*ر فأجاب"هو الطهور ماؤه، ال*ل ميتته" والشق الثاني من الجواب لم يسأل عنه، ولكن كان موضع اعتبار واستنباط الأ*كام من طرف الفقهاء.
وقول الكاتبة - وقد ساقت مضمون ال*ديث في صلب الكتاب وأ*الت على مختلف الروايات في الهامش-" لا يوجد أي دليل في القرآن على أن *واء خلقت من إ*دى ضلوع آدم" يثير جملة من التساؤلات،تهم مصدر المعرفة عندنا ن*ن المسلمين، فهل يكتفى بالقرآن و*ده في معرفة موقف معين للدين أو قضية من القضايا؟ وما موقفنا من الأ*اديث الص*ي*ة الواردة في الموضوع؟ ولماذا نلجأ إلى الأ*اديث في مواطن أخرى نريد بها دعم مواقفنا وإن كانت أقل درجة من هذه التي أعرضنا عنها؟
وال*ديث وإن لم يرد فيه ذكر آدم كما تقول الكاتبة، فهو يفهم من خلال السياق، وجمع الأ*اديث مع الآيات الواردة في الموضوع، ولفظ"خلقت" لا يت*دَّث بالتأكيد عن الوضع العادي للتناسل والتوالد بعد آدم و*واء، فلم تبق غير ل*ظة الخلق الأولى.وكون ما جاء في ال*ديث يشبه أو يتطابق مع ما جاء في الكتب السماوية الأخرى، لا يقد* أبدا في قيمة ال*ديث وإنما يبيِّن أن ذلك وغيره مما يشبهه من بقية ال*ق في تلك الكتب بعد ما طالها الت*ريف، فما جاء في كتب أهل الكتاب من الأخبار ينافي الكتاب والسنة *كمنا ببطلانه وبأنه من الت*ريف الذي وقع فيها، وما جاء فيها مطابقا لهما *كمنا بأنه بقية ال*ق فيها،وما جاء فيها غير مخالف لهما وسكت عنه شرعنا،أعملنا فيه قاعدة :لا تكذبوهم ولا تصدقوهم،لا*تمال أن يكون *قا.وكل هذا من مقتضيات قوله تعالى:" وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْ*َقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَا*ْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْ*َقِّ" وقوله تعالى:" وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَ*ْيٌ يُو*َى"
فلا يبقى مجال للهمز واللمز والكلام الذي يخفي التشكيك بل يكاد يصر* به، مثل قول الكاتبة ص35:"إن التشابه بين هذه الأ*اديث وبين ما ذكر عن تاريخ آدم و*واء في تقاليد الإنجيل، هي التي جعلت بعض العلماء ي*اولون الربط بين هذين الروايتين (الإسلامية-المسي*ية) وبالتالي الذهاب إلى القول إن *واء خلقت من ضلع من ضلوع آدم"
وأما عن الهروب إلى الاستعارة والمجاز، فلا يلجأ إليه إلا إذا تعذر الأخذ بالظاهر، وكان فيه مناقضة للأصول، وال*ال أن الظاهر هنا هو المنسجم مع نصوص القرآن التي تت*دث عن خلق آدم و*واء. والتعسف يبدو واض*ا في إخراج النص عن ظاهره. *يث ندخل في متاهات ماهية النفس التي كانت مصدرا لهما وهل هي ذكر أم أنثى، أو الأخذ بالرواية الشيعية غير المعتبرة عند أهل السنة والتي فيها أن *واء خلقت مما فضل من الطين الذي خلق منه آدم، ونترك ما ص* عندنا، وقد نلجأ إلى مثله أو أقل منه في مواطن أخرى فتتلاعب بنا الرغبات والأهواء.
وما أدري ما الذي دفع بالكاتبة إلى هذه المضايق، وكأنها ترى بالضرورة أن التسليم بهذه الرؤية يتضمن دونيَّة وت*قيرا للمرأة، وال*ال أن النماذج المؤمنة التي ساقتها في كتابها وأشادت بريادتها وذكائها قبل الإسلام وبعده، كانت تؤطرها نفس الرؤية ولم تر فيها ما توهمته الكاتبة، وأما استغلال بعض جهال المسلمين لهذا الأمر للت*قير والتقيص، ففضلا عن مخالفته لهدي نبينا عليه الصلاة والسلام، فإنه لا ينهض *جة لتغيير ال*قائق والتنكر لها، وإلا كم من المبادئ الجميلة والأشياء النبيلة استثمرت في الشر، ولم يدع أ*د لنبذها بسبب ذلك.
ثم إن التعصب "للنزعة النسوانية" والاجتهاد لتأصيل ذلك في التربة الإسلامية، والسير بعيدا ن*و المساواة ال*رفية والآلية أو ربما *تى السقوط في نزعة تفضيل وترجي* جنس الإناث على جنس الذكور، يوقع في إشكالات لا *د لها، وسينتهي *تما بأص*ابه إلى التض*ية بدينهم في سبيل مجاراة أهواء لا قاع لها.
وظهر العناء كبيرا من الكاتبة وهي تعالج إشكالات التعدد والشهادة والطلاق ومسألة الضرب وغيرها، وسكتت عن أمور أخرى لا تقل صعوبة عن القضايا السابقة إذا جئنا إليها بقاعدة: "اعتقد ثم استدل" فماذا تفعل مثلا بقول الله تعالى:" وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ " وقوله تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّو*ِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى" فيفهم من الآية أنه ليس للنساء *ظ في العدد الكبير من الرسل الذين عرفتهم البشرية. وماذا تفعل بقول النبي صلى الله عليه وسلم في ال*ديث الص*ي* الذي رواه البخاري وغيره" عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"، وقوله صلى الله عليه وسلم في ال*ديث الص*ي* " عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"كلكم راع فمسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" بما يفيد تراتبية واض*ة لا ينكرها إلا جا*د.
وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لو كنت آمرا أ*دا أن يسجد لأ*د لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ".
وبخصوص الهجر في الفراش نجد أنه مبا* للرجل تأديبا لزوجته بينما ي*رم عليها مثل ذلك، جاء في ص*ي* مسلم وغيره عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة *تى تصب* " وغير ذلك من النصوص الكثيرة التي تصعب معها المساواة كما يتصورها ذوو "النزعة النسوانية"
وال*ال أننا ب*اجة إلى مقاربة مختلفة ن*قق بها مقصد الكرامة والعدل واسترداد ما ضاع من ال*قوق من غير انتقائية أو تض*ية بشيء من شرع الله في الاعتقاد أو الممارسة والسلوك، فنعتمد مقاربة الأسرة عوض الفرد والنوع، ونست*ضر مقصد التكامل عوض الصراع بين الذكر والأنثى، ومقاربة التنافس في الخير والتقوى والصلا* عوض الضرب على وتر الجنس، والتأكيد على أن الغرم بالغنم وأن التكليف على قدر الوسع وأن الله عز وجل طلب من الناس بقدر ما أعطاهم،وأنه سب*انه يخلق ما يشاء ويختار فالأيام كما نراها بنظرنا البسيط متساوية، والله اختار منها الجمعة ويوم عرفة، واختار من الليالي ليلة القدر، واختار من الشهور رمضان، واختار من الناس الأنبياء والرسل، واختار أن يخلق آدم أولا وبعده *واء، واختار أن تكون القوامة في الرجال، وقد نرغب في شيء ون*رص عليه ويريد الله غيره وهو أعلم وأ*كم، ألم يقل لنا:{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُ*ِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (216)البقرة.
و*ثنا على الرضا بما يملكه ولا نملكه، وأن لا نتمنى ما فضل الله به بعضنا على بعض، وأن نسأله سب*انه جميعا من فضله قال تعالى:{ وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (32)النساء.
ويبقى في الأخير الإشارة إلى أن "الكتاب" جدير بالقراءة، وصا*بته جديرة بالتشجيع لما تملكه من صدق وإيمان، ولما يت*لى بها قلمها من تميز وجرأة في طر* الأفكار، والظن بها التواضع لقبول الملا*ظات وتلطيف ال*ماس "للنزعة النسوانية" والسير بها ن*و التوسط والاعتدال، وتدارك بعض الهنات في الطبعات المقبلة للكتاب، من مثل اعتبار إس*اق عليه السلام أبا ليوسف عليه السلام عوض يعقوب عليه السلام،والقول بأن"سارة وهاجر،المصدر الأول للتو*يد"، والقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم استنكر واستهجن تعدد الزوجات عندما رفض زواج علي من بنت أبي جهل، وال*ال أن ال*ديث معلل برفض اجتماع بنت عدو الله ببنت نبي الله، ولا علاقة له برفض التعدد، فهلا أوردت الكاتبة بقية ال*ديث الذي فيه :" وإني لست أ*رم *لالا ولا أ*ل *راما، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله مكانا وا*دا أبدا"
فالسلامة كل السلامة في أخذ ما جاء في القرآن كله وما جاء في السنة الص*ي*ة كلها، من غير قفز أو انتقاء، أو تمييز بين الجوانب الرو*ية والجوانب التشريعية، فدين الله ر*مة كله بعقيدته وعباداته ومعاملاته وأخلاقه و*دوده وعقوباته أدرك *كمة ذلك من أدركها وجهلها من جهلها، وذلك من مقتضيات قوله تعالى:" قُلْ آنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ" وإلا سقطنا فيما *ذر منه تعالى عباده بقوله في سورة النور:
{ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَ*ْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ (48) وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْ*َقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَ*ِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَ*ْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِ*ُونَ (51) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)}.