08-14-2022, 12:02 AM
غريزة التدين و*اجة الناس إلى الدين (٢)
كتبه/ خالد ش*ات سيد
ال*مد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
كما هو معلوم: أن الدِّين ضروري للإنسان لا استغناء له عنه، وأن *اجة الناس للدين غريزة فطرية لا تنصل* *ياتهم إلا بها، وهذه الغريزة تقتضي معرفة الإله الذي يتضرع إليه العبد ويناجيه.
ولقد فطر الله تبارك وتعالى الناس على التوجُّه إليه بالعبادة و*ده، فقال تعالى: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ *َنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا"، وفي ص*ي* مسلم عن عِيَاضِ بْنِ *ِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن ربه: "وإنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي *ُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُم ْ عن دِينِهِمْ، وَ*َرَّمَتْ عليهم ما أَ*ْلَلْتُ لهمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بي ما لَمْ أُنْزِلْ به سُلْطَانًا".
فإن ان*رفت الفطرة عند البعض: فهذا ليس معناه إنكار *اجتهم للدِّين، بل هو توجيه *اجتهم إلى الطريق الخطأ؛ سواء كان شركًا بأصنام أو كواكب، أو غيرها، أو كان إل*ادًا، وهذا الأخير -المل*د- وإن زيَّن له ضلال عقله أن لا رب ولا خالق؛ فهو في ال*قيقة لا يختلف عن عُبَّاد الأوثان والكواكب باتخاذه الطبيعة والظواهر الكونية إلهًا؛ إذ أقر أنها الخالقة لنفسها!
وهؤلاء جميعًا أعرضوا عن نور الو*ي، وغاب عنهم نور العقل، ولو أنعموا النظر في ضعف ما يعبدون؛ لأقروا بعبادة الإله الخالق لهم ولأصنامهم، قال تعالى: "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ".
ولعلموا أن هذه الأصنام لا تملك نفعًا ولا ضرًّا لها ولا لغيرها، ولا تملك لهم رزقًا، ولا تصرف عنهم عطاءً، قال تعالى: "إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ ? إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ".
وقد تواترت النصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية في الدلالة على أن السماوات والأرض وما فيهن وما بينهن؛ الكل ملك لله سب*انه، ولا يمكن أن يكون معه إله آخر، وانتظام هذا الكون أكبر برهان على أنَّ خالقه ومدبُّره وا*د، وكما يمتنع وجود خالقَين لهذا الكون، فكذلك يمتنع وجود إلهين، فقال تعالى: "لَوْ كَانَ فِيْهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْ*َانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُوْنَ".
فلو فُرض أن في السماء والأرض إلهًا غير الله لفسدتا؛ لأن ذلك يستلزم أن يكون كل وا*د منهما قادرًا على الاستبداد والتصرف، فيقع التنازع والاختلاف في الكون؛ قال تعالى: "مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْ*َانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُوْنَ"، فلو كان مع الله سب*انه وتعالى إله آخر يشركه في ملكه؛ لكان له خلق وفعل؛ فإما أن يذهب كل إله بخلقه وسلطانه، وإما أن يعلو بعضهم على بعض، وما دام أن الكون على انتظام دائم ولم ي*دث أي تعارض ولا تصادم فيه، فإنَّه أدلُّ برهانٍ على أنَّ الإله وا*د سب*انه.
فالواجب على المخلوق أن يكون عبدًا لخالقه وسيده، وأن تشمل عبوديته كل *ياته، قال تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَ*ْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ".
نسأل الله العظيم يوفقنا جميعًا لما فيه الخير والصلا*.
كتبه/ خالد ش*ات سيد
ال*مد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
كما هو معلوم: أن الدِّين ضروري للإنسان لا استغناء له عنه، وأن *اجة الناس للدين غريزة فطرية لا تنصل* *ياتهم إلا بها، وهذه الغريزة تقتضي معرفة الإله الذي يتضرع إليه العبد ويناجيه.
ولقد فطر الله تبارك وتعالى الناس على التوجُّه إليه بالعبادة و*ده، فقال تعالى: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ *َنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا"، وفي ص*ي* مسلم عن عِيَاضِ بْنِ *ِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن ربه: "وإنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي *ُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُم ْ عن دِينِهِمْ، وَ*َرَّمَتْ عليهم ما أَ*ْلَلْتُ لهمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بي ما لَمْ أُنْزِلْ به سُلْطَانًا".
فإن ان*رفت الفطرة عند البعض: فهذا ليس معناه إنكار *اجتهم للدِّين، بل هو توجيه *اجتهم إلى الطريق الخطأ؛ سواء كان شركًا بأصنام أو كواكب، أو غيرها، أو كان إل*ادًا، وهذا الأخير -المل*د- وإن زيَّن له ضلال عقله أن لا رب ولا خالق؛ فهو في ال*قيقة لا يختلف عن عُبَّاد الأوثان والكواكب باتخاذه الطبيعة والظواهر الكونية إلهًا؛ إذ أقر أنها الخالقة لنفسها!
وهؤلاء جميعًا أعرضوا عن نور الو*ي، وغاب عنهم نور العقل، ولو أنعموا النظر في ضعف ما يعبدون؛ لأقروا بعبادة الإله الخالق لهم ولأصنامهم، قال تعالى: "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ".
ولعلموا أن هذه الأصنام لا تملك نفعًا ولا ضرًّا لها ولا لغيرها، ولا تملك لهم رزقًا، ولا تصرف عنهم عطاءً، قال تعالى: "إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ ? إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ".
وقد تواترت النصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية في الدلالة على أن السماوات والأرض وما فيهن وما بينهن؛ الكل ملك لله سب*انه، ولا يمكن أن يكون معه إله آخر، وانتظام هذا الكون أكبر برهان على أنَّ خالقه ومدبُّره وا*د، وكما يمتنع وجود خالقَين لهذا الكون، فكذلك يمتنع وجود إلهين، فقال تعالى: "لَوْ كَانَ فِيْهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْ*َانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُوْنَ".
فلو فُرض أن في السماء والأرض إلهًا غير الله لفسدتا؛ لأن ذلك يستلزم أن يكون كل وا*د منهما قادرًا على الاستبداد والتصرف، فيقع التنازع والاختلاف في الكون؛ قال تعالى: "مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْ*َانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُوْنَ"، فلو كان مع الله سب*انه وتعالى إله آخر يشركه في ملكه؛ لكان له خلق وفعل؛ فإما أن يذهب كل إله بخلقه وسلطانه، وإما أن يعلو بعضهم على بعض، وما دام أن الكون على انتظام دائم ولم ي*دث أي تعارض ولا تصادم فيه، فإنَّه أدلُّ برهانٍ على أنَّ الإله وا*د سب*انه.
فالواجب على المخلوق أن يكون عبدًا لخالقه وسيده، وأن تشمل عبوديته كل *ياته، قال تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَ*ْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ".
نسأل الله العظيم يوفقنا جميعًا لما فيه الخير والصلا*.