مارينا السعوديه
08-22-2022, 03:54 PM
قصة حرب المائة عام................... (<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
)
إنَّ حرب المائة (<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
) عام بين فرنسا وإنجلترا من أطول الحروب في التاريخ؛ حيث وقعت تلك الحرب على مدار مائةٍ وستَّة عشر (116) عامًا [1337- 1453م]، تعاقب خلالها خمسة ملوك في حكم فرنسا، وخمسة ملوك في حكم بريطانيا، وانتصرت خلالها فرنسا على بريطانيا وتمكَّنت من استعادة أراضيها، التي وقعت في أيدي المستعمر الإنجليزي.
سبب التسمية بـ «حرب المائة عام»
وقد أطلق الكاتب والمؤرخ الفرنسي "فيليب كونتامين" اسم حرب المائة عام على تلك الحرب التي اندلعت بين كلٍّ من فرنسا وبريطانيا بالقرن التاسع عشر، وذلك في كتابه الذي نُشِر عام 1823م، وصدر بعده كتابٌ آخر يحمل تسمية الحرب نفسها عام 1852م للكاتب الفرنسي "ث. باشليه"، أعقب ذلك تداول المصطلح بالكتب المدرسيَّة الفرنسيَّة بحلول عام 1839م؛ حيث استخدمه الكاتب الفرنسي "بورو" في كتابه بعنوان تاريخ فرنسا للتعليم المدرسي.
أسباب حرب المائة عام
يرجع بداية نشوب تلك الحرب الطويلة إلى العديد من الأسباب المختلفة والمترابطة في الوقت نفسه؛ فقد مرَّت أوروبا بفترة كساد وتدهور اقتصادي في العصور الوسطى، وقد استمرَّ الاقتتال بين كلٍّ من عائلتي "بلانتاجونت" البريطانية، و"كابيتنز" الفرنسيَّة من أجل السيطرة على منطقة غوين والمعروفة حاليًّا باسم "بوردو"، بالإضافة إلى الصراع المحتدم على العرش الفرنسي عام 1328م عقب وفاة الملك "تشارلز الرابع"؛ وذلك نظرًا إلى أنَّ الملك المتوفَّى لم يكن لديه أبناء ذكور يتولى أحدهم عرش فرنسا بعد وفاته.
ولقد كان للملك "تشارلز" ابنة واحدة وكانت زوجته حاملًا في هذا الوقت، فكان من المفترض أنَّه إن أنجبت ذكرًا يتولَّى هو العرش خلفًا للملك "تشارلز"، وكان الملك البريطاني ابن شقيقة ملك فرنسا الراحل، فاعتقد أنَّ ولاية العرش من حقِّه، خاصَّةً أنَّ الطفل الذي أنجبته الملكة الفرنسيَّة قد مات عقب أيَّامٍ معدودات.
أزمة العرش الفرنسي
برزت أزمة العرش الفرنسي بشدَّة بعد وفاة الملك ووفاة ابنه الوحيد خلال أيَّامٍ معدودات من ولادته، فطُرِحت خيارات عدَّة من أجل تولِّي عرش فرنسا، وكان أحدها تولية "إدوارد الثالث" ملك بريطانيا للعرش، وهو ابن الأميرة "إيزابيلا" شقيقة الملك الفرنسي المتوفَّى "تشارلز الرابع".
ولكن رفض الفرنسيُّون أن تخضع فرنسا لحكم الملكة "إيزابيلا" وزوجها "روجر مورتيمر"، وذلك بحجَّة تولية ابنهما للعرش الفرنسي، وبناء على ذلك استلم الحكم والعرش الفرنسي الملك "فيليب السادس" في عام 1328م، وهذا ما رفضه الملك "إدوارد الثالث"، وامتنع عن تنصيب الملك "فيليب السادس"، وقرَّر استرداد عرشه بالقوَّة.
بداية معارك حرب المائة عام
لقد تعددت المعارك بين البلدين على مدار المائة وستة عشر عامًا مدة الحرب المتصلة بين البلدين، وقد بدأت العمليَّات العسكرية بين البلدين في صيف 1337م عندما احتلت فرنسا مقاطعة «جاسكوني» في 24 مايو 1337م.
فكان ذلك إيذانًا ببدء حرب المائة عام بين البلدين، فردَّت إنجلترا بشنِّ غاراتٍ على سواحل فرنسا، ثم جرت عدَّة مناوشات بين الأسطولين الفرنسي والإنجليزي حتى أكتوبر 1337م حين تمكَّن الأسطول الإنجليزي من تحقيق أوَّل انتصارٍ له في الحرب بعد مهاجمته جزيرة "كادزاند" التابعة إلى كونت "الفلاندرز" وإبادة حاميتها العسكرية.
وفي 24 يونيو 1340 تمكَّن الأسطول الإنجليزي من تدمير الأسطول الفرنسي وهزيمته في «معركة سلويز البحرية»، ليُؤكِّد بذلك سيطرته التامَّة على القنال الإنجليزي، ويمنح المجال للإنجليز للنزول ومهاجمة السواحل الفرنسية.
معركة كريسي بين بريطانيا وفرنسا
استعدَّ الملك "إدوارد الثالث" بقوَّاته الغاشمة التي انطلقت في يوليو من عام 1346م نحو أعماق الأراضي الفرنسية، حتى وصلت إلى نهر السوم حيث تُرابط قوَّات الملك "فيليب السادس" في انتظارهم.
ونشبت أولى معارك الحرب البرِّيَّة الكبيرة في السادس والعشرون من أغسطس عام 1346م في معركة كريسي، التي انتصر خلالها الجانب البريطاني على الجانب الفرنسي، واحتلَّ الإنجليز ميناء «كاليه» عام 1347م.
ففرَّ الملك فيليب السادس إلى اسكتلندا تاركًا ساحة المعركة، ليحصل على إمداداتٍ من الجيش الاسكتلندي؛ حيث طلب من ملك اسكتلندا أن يُرسل بعض جيوشه إلى الأراضي البريطانيَّة فيُشغلهم عن المعركة بينهم وبين فرنسا، بالدفاع عن أرضهم.
ولكن الجيش البريطاني تمكَّن من حماية أراضيه والدفاع عنها، وهزم الملك الاسكتلندي ديفيد الثاني في معركةٍ عُرفت باسم «الصليب نيفيه» في أكتوبر من عام 1346م، وقد أُسِر الملك الاسكتلندي على خلفية تلك المعركة، فتفرَّغت بريطانيا لملاقاة الملك الفرنسي مرَّةً أخرى.
أسر ملك فرنسا
استمرَّت القوَّات البريطانيَّة في زحفها وتغلغلها بالأراضي الفرنسيَّة؛ حيث قاد الأميرُ إدوارد ابن الملك إدوارد الثالث القوَّات البريطانيَّة، والذي كان يُلقَّب بالأمير الأسود، نظرًا إلى استطاعته التغلُّب على وباء الطاعون الذي انتشر في تلك الفترة بكافَّة أنحاء بريطانيا.
هذا الأمير الذي تمكَّن من هزيمة القوَّات الفرنسيَّة في معركةٍ جديدة، هي «معركة بواتييه» عام 1356م، وأُسِر ملك فرنسا "جون الثاني" بتلك المعركة، فنُصِّبَ الأمير "شارل" ملكًا على فرنسا إثر تلك الواقعة، واستمرَّ في الحكم حتى عاد الملك جون الثاني للحكم مرَّةً أخرى عام 1360م.
كان خلال الفترة التي تملَّك فيها الملك شارل زمام الحكم قد عاث فسادًا، وحازت طبقة النبلاء على العديد من السلطات التي مكَّنتهم من سرقة أراضي الفلاحين وأموالهم بحجَّة الديون، وكانت الفوضى قد عمَّت كافَّة أرجاء فرنسا خلال فترة حكمه.
معاهدة بريتاني
هاجمت القوَّات البريطانيَّة فرنسا للمرَّة الثالثة عام 1360م، وكانت وجهتهم هذه المرَّة هي باريس، التي لاقتهم بمقاومةٍ عنيفةٍ للغاية كبَّدت الجيش البريطاني الكثير من الخسائر الفادحة، خاصَّةً مع حدوث وفيات كثيرة للغاية بين صفوف الجيش البريطاني نتيجة البرد القارص آنذاك.
فاتَّخذ الملك البريطاني "إدوارد الثالث" قراره بالذهاب إلى ملك فرنسا جون الثاني، وتوقيع «معاهدة بريتاني» Brétigny نسبةً إلى المؤتمر الذي انطلقت منه، ويُطلق عليها -أيضًا- «معاهدة كاليه» نسبة إلى المدينة التي عُقِدت فيها وقائع المعاهدة.
بنود المعاهدة:
- وقد تضمَّنت اعتراف فرنسا بسيطرة بريطانيا على بعض المدن التي احتلَّتها فرنسا، وفي المقابل يتخلَّى الملك "إدوارد الثالث" عن بعض المدن الفرنسيَّة مثل: (نورماندي، وماين، وتورين، وأنجو) وإعادتها مرَّةً أخرى لفرنسا.
- واكتملت بنود المعاهدة بمطالبة الملك إدوارد بالتخلِّي عن مطالبته بحقِّه في عرش فرنسا.
- منح فرنسا ثلاثة ملايين جنيه ذهبي لملك بريطانيا.
- وأخيرًا إطلاق سراح الملك جون الثاني من الأسر في مقابل تسليم ابنيه وشقيقه وسبعة وثلاثين أميرًا فرنسيًا لبريطانيا.
- وكذلك تسليم أربعة من سكان باريس، واثنين من مواطني كلِّ مدينةٍ من المدن الفرنسيَّة التسعة عشر لبريطانيا أيضًا.
السلام الأول بين بريطانيا وفرنسا
بعد «معاهدة بريتاني» عاشت كلٌّ من فرنسا وبريطانيا فترة سلام، امتدَّت منذ عام 1360م حتى عام 1369م، حيث أُطلق سراح الملك "جون الثاني" الذي تُوفِّي بحلول عام 1369م، وتولَّى العرش من بعده الملك "شارل الخامس".
عودة الحرب بين فرنسا وبريطانيا
ولم تستمر الهدنة والموادعة طويلًا؛ فقد اندلعت الحرب مرَّةً أخرى في عام 1369م؛ حيث حاول الأمير إدوارد ابن الملك إدوارد الثالث غزو بعض الأراضي الفرنسيَّة، وذلك بعدما طلب الملك شارل رؤيته إثر طلب الأمراء عدم قبول دفع الضرائب التي فُرِضت في معاهدة بريتاني.
ولكن بدلًا من ذهاب الأمير إدوارد للتفاوض، أعدَّ جيشه وهاجم فرنسا مرَّةً أخرى بدلًا من زيارتها، وأقرَّ والده الملك إدوارد الثالث بأنَّه سوف يُطالب بحقِّه في العرش الفرنسي إذ لم تستجب فرنسا وتدفع الضرائب، وأخلَّت بمعاهدة بريتاني.
وردًا من الملك شارل الخامس على ما بدر من الملك إدوارد وابنه، أعلن عن مصادرة كافَّة الأملاك البريطانية في فرنسا، وقبل أن ينتهي عام 1369م اندلعت الحرب بين الطرفين في مدينة بوردو مرَّةً أخرى، ولكن هُزِم البريطانيُّون هزيمةً ساحقةً آنذاك.
السلام الثاني بين فرنسا وبريطانيا
فقدت الحرب بين الدولتين شعبيَّتها بين أبناء الشعب البريطاني، نتيجة الضرائب المفروضة على المواطنين من أجل تمويل تلك الحرب الطويلة، ممَّا دفع الفلاحون للانتفاضة تنديدًا بتلك الضرائب الزائدة.
فعمل الأمراء للضغط على الملك من أجل إنهاء الحرب بينهم وبين فرنسا، عن طريق مجلس اللوردات، وبالفعل أتت محاولاتهم ثمارها، وبدأت المفاوضات بين الجانبين البريطاني والفرنسي بقيادة الملك شارل السادس عام 1380م.
وانتهت المفاوضات بين الجانبين بتوقيع معاهدة جديدة، عُرِفت باسم «معاهدة لولينفين» Leulinghen، ووُقِّعت في عام 1389م، وتضمَّنت المعاهدة إيقاف الحرب بين الطرفين المتنازعين لمدَّة ثلاثة أعوام.
خلال هذا العام عاد الدوق "جون لانكستر" عم الملك "ريتشارد" ملك إسبانيا وقضى على كلِّ المناوئين له، وعقب وفاته في عام 1399م، صادر الملك ريتشارد الثاني أملاك ابن عمِّه الملك "هنري بولينجبروك" ونفاه إلى إسبانيا.
ولكن عاد هنري مرَّةً أخرى إلى بريطانيا بهجومٍ قوي، استطاع خلاله أن يخلع الملك ريتشارد الذي تُوفِّي في محبسه عقب مرور عامين فقط من اعتقاله، وتولَّى الملك هنري بولينجبروك العرش بدلًا من ريتشارد، وحكم باسم الملك "هنري الرابع".
مطالب بريطانية تمهد لعودة الحرب
مع حلول عام 1413م تُوفِّي الملك هنري الرابع، وتولَّى العرش خلفًا له ابنه "هنري الخامس"، الذي أراد استغلال الاضطراب الذي وقع في فرنسا بين أفراد العائلة المالكة، والانقسام الذي حدث داخل الأسرة من أجل الحصول على السلطة والفوز بها وحده.
فأرسل الملك هنري الخامس بمطالبه لفرنسا، التي أراد فيها الحصول على عددٍ من المدن الفرنسية لصالح بريطانيا، بالإضافة إلى طلبه الزواج من ابنة الملك الفرنسي الصغرى، ولكن قُوبِلت مطالبه بالرفض، فاستعدَّ الملك هنري الخامس من أجل حربٍ جديدةٍ يشنُّها على فرنسا؛ حيث اتَّخذ تلك المطالب كذريعةٍ للحرب بينه وبين فرنسا ممنِّيًا نفسه بالانتصار.
نهاية حرب المائة عام
كانت «معركة كاستيون» عام 1453م آخر معركةٍ بين الجانبين البريطاني والفرنسي، إلَّا أنَّ البلدين ظلَّتا في حالة حربٍ حتى عُقِدت «معاهدة بيكوغني» Picquigny عام 1475م، التي وضعت حدًّا للحرب بينهما؛ حيث انتهت حرب المائة عام رسميًّا بين كلٍّ من فرنسا وإنجلترا بتخلِّي الملك البريطاني عن المطالبة بالعرش الفرنسي.rwm pvf hglhzm uhl>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
)
إنَّ حرب المائة (<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
) عام بين فرنسا وإنجلترا من أطول الحروب في التاريخ؛ حيث وقعت تلك الحرب على مدار مائةٍ وستَّة عشر (116) عامًا [1337- 1453م]، تعاقب خلالها خمسة ملوك في حكم فرنسا، وخمسة ملوك في حكم بريطانيا، وانتصرت خلالها فرنسا على بريطانيا وتمكَّنت من استعادة أراضيها، التي وقعت في أيدي المستعمر الإنجليزي.
سبب التسمية بـ «حرب المائة عام»
وقد أطلق الكاتب والمؤرخ الفرنسي "فيليب كونتامين" اسم حرب المائة عام على تلك الحرب التي اندلعت بين كلٍّ من فرنسا وبريطانيا بالقرن التاسع عشر، وذلك في كتابه الذي نُشِر عام 1823م، وصدر بعده كتابٌ آخر يحمل تسمية الحرب نفسها عام 1852م للكاتب الفرنسي "ث. باشليه"، أعقب ذلك تداول المصطلح بالكتب المدرسيَّة الفرنسيَّة بحلول عام 1839م؛ حيث استخدمه الكاتب الفرنسي "بورو" في كتابه بعنوان تاريخ فرنسا للتعليم المدرسي.
أسباب حرب المائة عام
يرجع بداية نشوب تلك الحرب الطويلة إلى العديد من الأسباب المختلفة والمترابطة في الوقت نفسه؛ فقد مرَّت أوروبا بفترة كساد وتدهور اقتصادي في العصور الوسطى، وقد استمرَّ الاقتتال بين كلٍّ من عائلتي "بلانتاجونت" البريطانية، و"كابيتنز" الفرنسيَّة من أجل السيطرة على منطقة غوين والمعروفة حاليًّا باسم "بوردو"، بالإضافة إلى الصراع المحتدم على العرش الفرنسي عام 1328م عقب وفاة الملك "تشارلز الرابع"؛ وذلك نظرًا إلى أنَّ الملك المتوفَّى لم يكن لديه أبناء ذكور يتولى أحدهم عرش فرنسا بعد وفاته.
ولقد كان للملك "تشارلز" ابنة واحدة وكانت زوجته حاملًا في هذا الوقت، فكان من المفترض أنَّه إن أنجبت ذكرًا يتولَّى هو العرش خلفًا للملك "تشارلز"، وكان الملك البريطاني ابن شقيقة ملك فرنسا الراحل، فاعتقد أنَّ ولاية العرش من حقِّه، خاصَّةً أنَّ الطفل الذي أنجبته الملكة الفرنسيَّة قد مات عقب أيَّامٍ معدودات.
أزمة العرش الفرنسي
برزت أزمة العرش الفرنسي بشدَّة بعد وفاة الملك ووفاة ابنه الوحيد خلال أيَّامٍ معدودات من ولادته، فطُرِحت خيارات عدَّة من أجل تولِّي عرش فرنسا، وكان أحدها تولية "إدوارد الثالث" ملك بريطانيا للعرش، وهو ابن الأميرة "إيزابيلا" شقيقة الملك الفرنسي المتوفَّى "تشارلز الرابع".
ولكن رفض الفرنسيُّون أن تخضع فرنسا لحكم الملكة "إيزابيلا" وزوجها "روجر مورتيمر"، وذلك بحجَّة تولية ابنهما للعرش الفرنسي، وبناء على ذلك استلم الحكم والعرش الفرنسي الملك "فيليب السادس" في عام 1328م، وهذا ما رفضه الملك "إدوارد الثالث"، وامتنع عن تنصيب الملك "فيليب السادس"، وقرَّر استرداد عرشه بالقوَّة.
بداية معارك حرب المائة عام
لقد تعددت المعارك بين البلدين على مدار المائة وستة عشر عامًا مدة الحرب المتصلة بين البلدين، وقد بدأت العمليَّات العسكرية بين البلدين في صيف 1337م عندما احتلت فرنسا مقاطعة «جاسكوني» في 24 مايو 1337م.
فكان ذلك إيذانًا ببدء حرب المائة عام بين البلدين، فردَّت إنجلترا بشنِّ غاراتٍ على سواحل فرنسا، ثم جرت عدَّة مناوشات بين الأسطولين الفرنسي والإنجليزي حتى أكتوبر 1337م حين تمكَّن الأسطول الإنجليزي من تحقيق أوَّل انتصارٍ له في الحرب بعد مهاجمته جزيرة "كادزاند" التابعة إلى كونت "الفلاندرز" وإبادة حاميتها العسكرية.
وفي 24 يونيو 1340 تمكَّن الأسطول الإنجليزي من تدمير الأسطول الفرنسي وهزيمته في «معركة سلويز البحرية»، ليُؤكِّد بذلك سيطرته التامَّة على القنال الإنجليزي، ويمنح المجال للإنجليز للنزول ومهاجمة السواحل الفرنسية.
معركة كريسي بين بريطانيا وفرنسا
استعدَّ الملك "إدوارد الثالث" بقوَّاته الغاشمة التي انطلقت في يوليو من عام 1346م نحو أعماق الأراضي الفرنسية، حتى وصلت إلى نهر السوم حيث تُرابط قوَّات الملك "فيليب السادس" في انتظارهم.
ونشبت أولى معارك الحرب البرِّيَّة الكبيرة في السادس والعشرون من أغسطس عام 1346م في معركة كريسي، التي انتصر خلالها الجانب البريطاني على الجانب الفرنسي، واحتلَّ الإنجليز ميناء «كاليه» عام 1347م.
ففرَّ الملك فيليب السادس إلى اسكتلندا تاركًا ساحة المعركة، ليحصل على إمداداتٍ من الجيش الاسكتلندي؛ حيث طلب من ملك اسكتلندا أن يُرسل بعض جيوشه إلى الأراضي البريطانيَّة فيُشغلهم عن المعركة بينهم وبين فرنسا، بالدفاع عن أرضهم.
ولكن الجيش البريطاني تمكَّن من حماية أراضيه والدفاع عنها، وهزم الملك الاسكتلندي ديفيد الثاني في معركةٍ عُرفت باسم «الصليب نيفيه» في أكتوبر من عام 1346م، وقد أُسِر الملك الاسكتلندي على خلفية تلك المعركة، فتفرَّغت بريطانيا لملاقاة الملك الفرنسي مرَّةً أخرى.
أسر ملك فرنسا
استمرَّت القوَّات البريطانيَّة في زحفها وتغلغلها بالأراضي الفرنسيَّة؛ حيث قاد الأميرُ إدوارد ابن الملك إدوارد الثالث القوَّات البريطانيَّة، والذي كان يُلقَّب بالأمير الأسود، نظرًا إلى استطاعته التغلُّب على وباء الطاعون الذي انتشر في تلك الفترة بكافَّة أنحاء بريطانيا.
هذا الأمير الذي تمكَّن من هزيمة القوَّات الفرنسيَّة في معركةٍ جديدة، هي «معركة بواتييه» عام 1356م، وأُسِر ملك فرنسا "جون الثاني" بتلك المعركة، فنُصِّبَ الأمير "شارل" ملكًا على فرنسا إثر تلك الواقعة، واستمرَّ في الحكم حتى عاد الملك جون الثاني للحكم مرَّةً أخرى عام 1360م.
كان خلال الفترة التي تملَّك فيها الملك شارل زمام الحكم قد عاث فسادًا، وحازت طبقة النبلاء على العديد من السلطات التي مكَّنتهم من سرقة أراضي الفلاحين وأموالهم بحجَّة الديون، وكانت الفوضى قد عمَّت كافَّة أرجاء فرنسا خلال فترة حكمه.
معاهدة بريتاني
هاجمت القوَّات البريطانيَّة فرنسا للمرَّة الثالثة عام 1360م، وكانت وجهتهم هذه المرَّة هي باريس، التي لاقتهم بمقاومةٍ عنيفةٍ للغاية كبَّدت الجيش البريطاني الكثير من الخسائر الفادحة، خاصَّةً مع حدوث وفيات كثيرة للغاية بين صفوف الجيش البريطاني نتيجة البرد القارص آنذاك.
فاتَّخذ الملك البريطاني "إدوارد الثالث" قراره بالذهاب إلى ملك فرنسا جون الثاني، وتوقيع «معاهدة بريتاني» Brétigny نسبةً إلى المؤتمر الذي انطلقت منه، ويُطلق عليها -أيضًا- «معاهدة كاليه» نسبة إلى المدينة التي عُقِدت فيها وقائع المعاهدة.
بنود المعاهدة:
- وقد تضمَّنت اعتراف فرنسا بسيطرة بريطانيا على بعض المدن التي احتلَّتها فرنسا، وفي المقابل يتخلَّى الملك "إدوارد الثالث" عن بعض المدن الفرنسيَّة مثل: (نورماندي، وماين، وتورين، وأنجو) وإعادتها مرَّةً أخرى لفرنسا.
- واكتملت بنود المعاهدة بمطالبة الملك إدوارد بالتخلِّي عن مطالبته بحقِّه في عرش فرنسا.
- منح فرنسا ثلاثة ملايين جنيه ذهبي لملك بريطانيا.
- وأخيرًا إطلاق سراح الملك جون الثاني من الأسر في مقابل تسليم ابنيه وشقيقه وسبعة وثلاثين أميرًا فرنسيًا لبريطانيا.
- وكذلك تسليم أربعة من سكان باريس، واثنين من مواطني كلِّ مدينةٍ من المدن الفرنسيَّة التسعة عشر لبريطانيا أيضًا.
السلام الأول بين بريطانيا وفرنسا
بعد «معاهدة بريتاني» عاشت كلٌّ من فرنسا وبريطانيا فترة سلام، امتدَّت منذ عام 1360م حتى عام 1369م، حيث أُطلق سراح الملك "جون الثاني" الذي تُوفِّي بحلول عام 1369م، وتولَّى العرش من بعده الملك "شارل الخامس".
عودة الحرب بين فرنسا وبريطانيا
ولم تستمر الهدنة والموادعة طويلًا؛ فقد اندلعت الحرب مرَّةً أخرى في عام 1369م؛ حيث حاول الأمير إدوارد ابن الملك إدوارد الثالث غزو بعض الأراضي الفرنسيَّة، وذلك بعدما طلب الملك شارل رؤيته إثر طلب الأمراء عدم قبول دفع الضرائب التي فُرِضت في معاهدة بريتاني.
ولكن بدلًا من ذهاب الأمير إدوارد للتفاوض، أعدَّ جيشه وهاجم فرنسا مرَّةً أخرى بدلًا من زيارتها، وأقرَّ والده الملك إدوارد الثالث بأنَّه سوف يُطالب بحقِّه في العرش الفرنسي إذ لم تستجب فرنسا وتدفع الضرائب، وأخلَّت بمعاهدة بريتاني.
وردًا من الملك شارل الخامس على ما بدر من الملك إدوارد وابنه، أعلن عن مصادرة كافَّة الأملاك البريطانية في فرنسا، وقبل أن ينتهي عام 1369م اندلعت الحرب بين الطرفين في مدينة بوردو مرَّةً أخرى، ولكن هُزِم البريطانيُّون هزيمةً ساحقةً آنذاك.
السلام الثاني بين فرنسا وبريطانيا
فقدت الحرب بين الدولتين شعبيَّتها بين أبناء الشعب البريطاني، نتيجة الضرائب المفروضة على المواطنين من أجل تمويل تلك الحرب الطويلة، ممَّا دفع الفلاحون للانتفاضة تنديدًا بتلك الضرائب الزائدة.
فعمل الأمراء للضغط على الملك من أجل إنهاء الحرب بينهم وبين فرنسا، عن طريق مجلس اللوردات، وبالفعل أتت محاولاتهم ثمارها، وبدأت المفاوضات بين الجانبين البريطاني والفرنسي بقيادة الملك شارل السادس عام 1380م.
وانتهت المفاوضات بين الجانبين بتوقيع معاهدة جديدة، عُرِفت باسم «معاهدة لولينفين» Leulinghen، ووُقِّعت في عام 1389م، وتضمَّنت المعاهدة إيقاف الحرب بين الطرفين المتنازعين لمدَّة ثلاثة أعوام.
خلال هذا العام عاد الدوق "جون لانكستر" عم الملك "ريتشارد" ملك إسبانيا وقضى على كلِّ المناوئين له، وعقب وفاته في عام 1399م، صادر الملك ريتشارد الثاني أملاك ابن عمِّه الملك "هنري بولينجبروك" ونفاه إلى إسبانيا.
ولكن عاد هنري مرَّةً أخرى إلى بريطانيا بهجومٍ قوي، استطاع خلاله أن يخلع الملك ريتشارد الذي تُوفِّي في محبسه عقب مرور عامين فقط من اعتقاله، وتولَّى الملك هنري بولينجبروك العرش بدلًا من ريتشارد، وحكم باسم الملك "هنري الرابع".
مطالب بريطانية تمهد لعودة الحرب
مع حلول عام 1413م تُوفِّي الملك هنري الرابع، وتولَّى العرش خلفًا له ابنه "هنري الخامس"، الذي أراد استغلال الاضطراب الذي وقع في فرنسا بين أفراد العائلة المالكة، والانقسام الذي حدث داخل الأسرة من أجل الحصول على السلطة والفوز بها وحده.
فأرسل الملك هنري الخامس بمطالبه لفرنسا، التي أراد فيها الحصول على عددٍ من المدن الفرنسية لصالح بريطانيا، بالإضافة إلى طلبه الزواج من ابنة الملك الفرنسي الصغرى، ولكن قُوبِلت مطالبه بالرفض، فاستعدَّ الملك هنري الخامس من أجل حربٍ جديدةٍ يشنُّها على فرنسا؛ حيث اتَّخذ تلك المطالب كذريعةٍ للحرب بينه وبين فرنسا ممنِّيًا نفسه بالانتصار.
نهاية حرب المائة عام
كانت «معركة كاستيون» عام 1453م آخر معركةٍ بين الجانبين البريطاني والفرنسي، إلَّا أنَّ البلدين ظلَّتا في حالة حربٍ حتى عُقِدت «معاهدة بيكوغني» Picquigny عام 1475م، التي وضعت حدًّا للحرب بينهما؛ حيث انتهت حرب المائة عام رسميًّا بين كلٍّ من فرنسا وإنجلترا بتخلِّي الملك البريطاني عن المطالبة بالعرش الفرنسي.rwm pvf hglhzm uhl>>>>>>>>>>>>>>>>>>>