مشاهدة النسخة كاملة : فتح ما وراء الحيرة


فريق منتدى الدي في دي العربي
09-07-2022, 05:06 AM
فتح ما وراء الحيرة
نقلاً عن: موقع التاريخ


<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>

كان دهاقين ما وراء الحيرة يتربصون بخالد رضي الله عنه ما يصنع بأهل الحيرة فلما صالحهم واستقاموا له جاءُوه من كل ناحية فصالحوه عما يلي الحيرة وبعث خالد أمراءه وأمرهم بالغارة فاجتازوا السواد كله إلى شاطئ دجلة.
ثم إنَّ خالداً بعد أن قضى على دولة المناذرة التي كانت تحكم العراق من قبل الأكاسرة أخذ يتمم فتح العراق فكتب كتابين أحدهما لملوك فارس وهو: بسم الله الرحمن الرحيم. من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس (أما بعد فالحمد لله الذي حل نظامكم، ووهن كيدكم، وفرق كلمتكم، ولو لم يفعل ذلك بكم كان شراً لكم فادخلوا في أمرنا ندعكم وأرضكم ونجزكم إلى غيركم، وإلاَّ كان ذلك وأنتم كارهون على أيدي قوم يحبون الموت كما تحبون الحياة) والآخر للمرازبة وهو (بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس أما بعد فاسلموا تسلموا وإلا فاعتقدوا مني الذمة وأدوا الجزية وإلا فقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الخمر) وكان العجم مختلفين بموت ملكهم أزدشير وعدم من يولونه من بيت كسرى فلما وصل كتاب خالد اتفق نساء آل كسرى على تولية أحد أمراء فارس وهون الفرخزاد ابن البنذوان حتى يجدوا من يولونه من بيت كسرى فكانت اختلافاتهم الداخلية مما أضعف عزيمتهم وأعان عليم المسلمين.
فتح الأنبار
ثم خرج خالد من الحيرة قاصداً الأنبار فلما بلغها وجد أهلها قد تحصنوا وأشرفوا من على حصنهم، فأنشب القتال وقال للرماة : إني أرى أقواماً لا علم لهم بالحرب فارموا عيونهم ولا تقصدوا غيرها فرموا رشقاً واحداً ثم تابعوا الرمي ففقئ ألف عين فسميت ذات العيون وكان على الجند قائد اسمه شيرزاد، فلما رأى أن لا قبل له بالحرب طلب الصلح على أمر لم يرضه خالد فرد رسله ثم أنه نحر ضعاف الإبل وجعلها في موضع ضيق من الخندق حتى ردمه ومر عليها المسلمون فلما رأى شيرزاد ذلك رضي بالصلح على أن يلحقوه بمأمنه ويخلي لهم البلد بما فيها، فقبل منه خالد وسيره إلى مأمنه.
فتح عين التمر
لما فرغ خالد من الأنبار استخلف عليها الزبرقان بن بدر وسار إلى عين التمر وبها مهران بن بهران جوبين في جمع عظيم من العجم وعقة ابن أبي عقة في جمع عظيم من العرب الذين كانوا يقيمون بتلك الجهات تحت حكم الأكاسرة فقال عقة لمهران دعنا وخالداً فالعرب أعرف بقتال العرب، وسار نحو خالد فهجم عليه وهو يرتب صفوفه فاحتضنه وأخذه أسيراً فانهزم جيشه من غير قتال، وأسر أكثرهم، وبلغ الخبر إلى مهران فهرب وترك الحصن فتحصن به المنهزمون ففتحه خالد وغنم ما في الحصن، ووجد في البيعة أربعين غلاماً يتعلمون الإنجيل ففرقهم في الناس. ثم بعث بالفتح والأخماس إلى أبي بكر.
فتح دومة الجندل
لما فرغ خالد من عين التمر وافاه رسول عياض بن غنم يستمده على من بإزائه من نصارى العرب بناحية دومة الجندل، فعجل خالد إلى عياض بكتابه وهو (من خالد إلى عياض إياك أريد.
البث قليلاً تأتك الحلائب ** يحملن آساداً عليها القاشب
كتائب يتبعها كتائب
وسار خالد حتى نزل على دومة الجندل وعياض عليها من الجهة الأخرى فخرج الجودي الذي كان أميراً عليها إلى خالد وأخرج فرقة إلى عياض فانهزموا من الجهتين إلى الحصن فافتتح خالد الحصن عنوة وغنم ما فيه.
وقعة الحصيد والخنافس
قام خالد بدومة الجندل فطمع الأعاجم في الحيرة وحركهم على ذلك عرب الجزيرة ليأخذوا بثأر عقبة فخرج من الفرس جيش عظيم بقيادة روزبة وزمهر وانتهيا إلى الحصيد والخنافس فسمع بالخبر القعقاع بن عمر وهو خليفة خالد على الحيرة فبعث لها بسريتين من الجند فحالا بينهما وبين الريف ثم جاء خالد إلى الحيرة وأرسل القعقاع وأبا ليلى بن فدكي إلى لقاء جمع الفرس بالحصيد فسارات حتى التقيا بهم فقتل من العجم مقتلة عظيمة وقتل القائدان وانهزموا إلى الخنافس فسار أبو ليلى بمن معه في أثرهم فلما أحسوا بهم هربوا إلى موضع يقال له المضيج وبه بعض عرب الجزيرة جاءوا مدداً لأهل الحصيد، فكاتب خالد القعقاع وأبا ليلى وواعدهما المضيخ، وسار إليهما، فاجتمعوا وأغاروا عليهم من ثلاثة أوجه وهو نائمون، فأكثروا فيهم القتل وهزموهم شر هزيمة ثم توجه خالد إلى بجير التغلبي وهو متجمع في جيشه بالثني فقاتله وهزمه ثم سار إلى البشر وقد تجمع به عسكر عربي ضخم فبيتهم خالد بغارة شعواء، ولم يفلت منهم أحد، ثم سار إلى الفراض وقد اجتمع به جمع عظيم من الفرس والروم والعرب واتفقوا على قتال المسلمين وعبروا نهر الفرات فقاتلهم المسلمون قتالاً شديداً فهزموهم وأكثروا فيهم القتل، وأقام خالد على الفراض عشرة أيام , وأمر بالرجوع إلى الحيرة، وتخلف مظهراً أنه في الساق، ثم توجه إلى مكة فحج ورجع، ولم يعلم أبو بكر بذلك إلا بعد رجوعه ثم إنه استخلف على العراق المثنى بن حارثة وأبقى له نصف الجيش وسار بالنصف الآخر قاصداً الشام مدداً لجيوش المسلمين هناك بأمر من أبي بكر رضي الله عنه..

المصدر : مجلة الحقائق ـ العدد 15 ـ أصدرها عبد القادر بن محمد سليم الكيلاني الإسكندراني (المتوفى: 1362هـ)

Adsense Management by Losha