zoro1
09-26-2023, 10:07 AM
السؤال
قوله تعالى: ﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾ : هل فيها أمر بالصلاة بعد كل ذكر، من غير فصل بمدة زمنية؟ وهل هي تكبيرة الإحرام؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الآية التي سألت عن تفسيرها، والمراد من الذكر المشار إليه فيها: هل هو تكبيرة الإحرام؟ أم غيرها؟ فيه أقوال كثيرة: منها: أن المقصود بالذكر هنا تكبيرة الإحرام، وإليك أقوال علماء التفسير في معنى هذه الآية.
قال القرطبي في تفسيره: قوله تعالى: وذكر اسم ربه فصلى ـ أي ذكر ربه، وروى عطاء، عن ابن عباس، قال: يريد ذكر معاده، وموقفه بين يدي الله جل ثناؤه، فعبده، وصلى له، وقيل: ذكر اسم ربه ـ بالتكبير في أول الصلاة، لأنها لا تنعقد إلا بذكره، وهو قوله: الله أكبر: وبه يحتج على وجوب تكبيرة الافتتاح، وعلى أنها ليست من الصلاة، لأن الصلاة معطوفة عليها. اهـ
وفي تفسير الطبري مبيّنا الصواب في هذه المسألة: والصوابُ من القول في ذلك أن يقال: وذكر الله فوحَّده، ودعاه، ورغب إليه؛ لأن كلّ ذلك من ذكر الله، ولم يُخصص الله تعالى من ذكره نوعًا دون نوع، والصواب من القول أن يقال: عُنِيَ بقوله: فَصَلَّى ـ الصلوات، وذكر الله فيها بالتحميد، والتمجيد، والدعاء. اهـ باختصار.
وقد اختار بعض أهل العلم أن الآية على مدح من ذكر اسم الله تعالى، فصلى بعد هذا الذكر.
يقول الرازي في تفسيره: الفقهاء احتجوا بهذه الآية على وجوب تكبيرة الافتتاح، واحتج أبو حنيفة ـ رحمه الله ـ بها على أن تكبيرة الافتتاح ليست من الصلاة، قال: لأن الصلاة معطوفة عليها، والعطف يستدعي المغايرة، واحتج أيضا بهذه الآية على أن الافتتاح جائز بكل اسم من أسمائه، وأجاب أصحابنا بأن تقدير الآية، وصلى، فذكر اسم ربه، ولا فرق بين أن تقول: أكرمتني، فزرتني، وبين أن تقول: زرتني، فأكرمتني، ولأبي حنيفة أن يقول: ترك العمل بفاء التعقيب، لا يجوز من غير دليل، والأولى في الجواب أن يقال: الآية تدل على مدح كل من ذكر اسم الله فصلى عقيبه، وليس في الآية بيان أن ذلك الذكر هو تكبيرة الافتتاح، فلعل المراد به أن من ذكر الله بقلبه، وذكر ثوابه، وعقابه دعاه ذلك إلى فعل الصلاة، فحينئذ يأتي بالصلاة التي أحد أجزائها التكبير، وحينئذ يندفع الاستدلال. اهـ.
والله أعلم.
قوله تعالى: ﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾ : هل فيها أمر بالصلاة بعد كل ذكر، من غير فصل بمدة زمنية؟ وهل هي تكبيرة الإحرام؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الآية التي سألت عن تفسيرها، والمراد من الذكر المشار إليه فيها: هل هو تكبيرة الإحرام؟ أم غيرها؟ فيه أقوال كثيرة: منها: أن المقصود بالذكر هنا تكبيرة الإحرام، وإليك أقوال علماء التفسير في معنى هذه الآية.
قال القرطبي في تفسيره: قوله تعالى: وذكر اسم ربه فصلى ـ أي ذكر ربه، وروى عطاء، عن ابن عباس، قال: يريد ذكر معاده، وموقفه بين يدي الله جل ثناؤه، فعبده، وصلى له، وقيل: ذكر اسم ربه ـ بالتكبير في أول الصلاة، لأنها لا تنعقد إلا بذكره، وهو قوله: الله أكبر: وبه يحتج على وجوب تكبيرة الافتتاح، وعلى أنها ليست من الصلاة، لأن الصلاة معطوفة عليها. اهـ
وفي تفسير الطبري مبيّنا الصواب في هذه المسألة: والصوابُ من القول في ذلك أن يقال: وذكر الله فوحَّده، ودعاه، ورغب إليه؛ لأن كلّ ذلك من ذكر الله، ولم يُخصص الله تعالى من ذكره نوعًا دون نوع، والصواب من القول أن يقال: عُنِيَ بقوله: فَصَلَّى ـ الصلوات، وذكر الله فيها بالتحميد، والتمجيد، والدعاء. اهـ باختصار.
وقد اختار بعض أهل العلم أن الآية على مدح من ذكر اسم الله تعالى، فصلى بعد هذا الذكر.
يقول الرازي في تفسيره: الفقهاء احتجوا بهذه الآية على وجوب تكبيرة الافتتاح، واحتج أبو حنيفة ـ رحمه الله ـ بها على أن تكبيرة الافتتاح ليست من الصلاة، قال: لأن الصلاة معطوفة عليها، والعطف يستدعي المغايرة، واحتج أيضا بهذه الآية على أن الافتتاح جائز بكل اسم من أسمائه، وأجاب أصحابنا بأن تقدير الآية، وصلى، فذكر اسم ربه، ولا فرق بين أن تقول: أكرمتني، فزرتني، وبين أن تقول: زرتني، فأكرمتني، ولأبي حنيفة أن يقول: ترك العمل بفاء التعقيب، لا يجوز من غير دليل، والأولى في الجواب أن يقال: الآية تدل على مدح كل من ذكر اسم الله فصلى عقيبه، وليس في الآية بيان أن ذلك الذكر هو تكبيرة الافتتاح، فلعل المراد به أن من ذكر الله بقلبه، وذكر ثوابه، وعقابه دعاه ذلك إلى فعل الصلاة، فحينئذ يأتي بالصلاة التي أحد أجزائها التكبير، وحينئذ يندفع الاستدلال. اهـ.
والله أعلم.