zoro1
01-16-2024, 08:49 AM
حديث: من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه
40- عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:((مَن أحبَّ أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليَصل رحِمه))؛ متفق عليه.
قال الشيخ الألباني - رحمه الله -: "فالحديث على ظاهره؛ أي: إن الله جعل بحكمته صلة الرحم سببًا شرعيًّا لطول العُمر، وكذلك حُسن الخلق، وحُسن الجوار؛ كما في بعض الأحاديث الصحيحة، ولا ينافي ذلك ما هو معلوم من الدين بالضرورة أن العُمر مقطوع به؛ لأن هذا بالنظر للخاتمة تمامًا كالسعادة والشقاوة، فهُما مقطوعتان بالنسبة للأفراد، فشقِيٌّ أو سعيد، فمن المقطوع به أن السعادة والشقاوة منوطتان بالأسباب شرعًا؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((اعملوا؛ فكل مُيسر لِما خُلِق له، فمن كان من أهل السعادة، فسيُيسر لعمل أهل السعادة، ومَن كان من أهل الشقاوة، فسيُيسر لعمل أهل الشقاوة))، ثم قرأ - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 10].
فكما أن الإيمان يزيد وينقص، وزيادته الطاعة ونقصانه المعصية، وأن ذلك لا ينافي ما كُتِب في اللوح المحفوظ، فكذلك العمر يزيد وينقص بالنظر إلى الأسباب، فهو لا ينافي ما كُتِب في اللوح المحفوظ أيضًا، فتأمَّل هذا؛ فإنه مهم جدًّا في حل مشاكل كثيرة؛ ولهذا جاء في الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة، الدعاء بطول العُمر، وقال فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -: "ليس معنى ذلك أن الإنسان يكون له عمران: عمر إذا وصَل رَحِمَه، وعمر إذا لم يصل، بل العمر واحد، والمقدَّر واحد، والإنسان الذي قدَّر الله له أن يَصِل رحمه سوف يصل رحِمه، والذي قدَّر الله أن يقطع رحمه، سوف يقطع رحمه ولا بد، ولكن الرسول - عليه الصلاة والسلام - أراد أن يحثَّ الأمة على فِعل ما فيه الخير؛ كما نقول: من أحب أن يأتيه ولدٌ، فليتزوَّج، فالزواج مكتوب، والولد مكتوب، فإذا كان الله قد أراد أن يَحصل لك ولدٌ، أراد أن تتزوَّج، ومع هذا فإن الزواج والولد كلاهما مكتوب، كذلك هذا الرزق مكتوب من الأصل، ومكتوب أنك ستصل رحمك، لكنك أنت لا تعلم عن هذا، فحثَّك النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيَّن لك أنك إذا وصلت الرحم، فإن الله يبسط لك في الرزق، ويَنسأ لك في الأثر، وإلاَّ، فكل شيء مكتوب، لكن لَمَّا كانت صلة الرحم أمرًا ينبغي للإنسان أن يقوم به، حثَّ النبي - عليه الصلاة والسلام - على ذلك بأن الإنسان إذا أحب أن يُبسَط له في رزقه، ويُنسَأ له في أثره، فليَصل رحمه، وإلا، فإن الواصل قد كُتبت صِلته، وكُتِب أن يكون عمره إلى حيث أراد الله - عز وجل.
ثم اعلم أن امتداد الأجَل وبسْط الرزق، أمرٌ نسبي؛ ولهذا نجد بعض الناس يصل رحمه، ويُبسط له في رزقه بعض الشيء، ولكن عمره يكون قصيرًا وهذا مشاهَد، فنقول: هذا الذي كان عمره قصيرًا مع كونه واصلاً للرحم، لو لم يصل رحمه، لكان عمره أقصر، ولكن الله قد كتب في الأزَل أن هذا الرجل سيصل وسيكون منتهى عمره في الوقت الفلاني"، والله أعلم.
الالوكة
.....
40- عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:((مَن أحبَّ أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليَصل رحِمه))؛ متفق عليه.
قال الشيخ الألباني - رحمه الله -: "فالحديث على ظاهره؛ أي: إن الله جعل بحكمته صلة الرحم سببًا شرعيًّا لطول العُمر، وكذلك حُسن الخلق، وحُسن الجوار؛ كما في بعض الأحاديث الصحيحة، ولا ينافي ذلك ما هو معلوم من الدين بالضرورة أن العُمر مقطوع به؛ لأن هذا بالنظر للخاتمة تمامًا كالسعادة والشقاوة، فهُما مقطوعتان بالنسبة للأفراد، فشقِيٌّ أو سعيد، فمن المقطوع به أن السعادة والشقاوة منوطتان بالأسباب شرعًا؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((اعملوا؛ فكل مُيسر لِما خُلِق له، فمن كان من أهل السعادة، فسيُيسر لعمل أهل السعادة، ومَن كان من أهل الشقاوة، فسيُيسر لعمل أهل الشقاوة))، ثم قرأ - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 10].
فكما أن الإيمان يزيد وينقص، وزيادته الطاعة ونقصانه المعصية، وأن ذلك لا ينافي ما كُتِب في اللوح المحفوظ، فكذلك العمر يزيد وينقص بالنظر إلى الأسباب، فهو لا ينافي ما كُتِب في اللوح المحفوظ أيضًا، فتأمَّل هذا؛ فإنه مهم جدًّا في حل مشاكل كثيرة؛ ولهذا جاء في الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة، الدعاء بطول العُمر، وقال فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -: "ليس معنى ذلك أن الإنسان يكون له عمران: عمر إذا وصَل رَحِمَه، وعمر إذا لم يصل، بل العمر واحد، والمقدَّر واحد، والإنسان الذي قدَّر الله له أن يَصِل رحمه سوف يصل رحِمه، والذي قدَّر الله أن يقطع رحمه، سوف يقطع رحمه ولا بد، ولكن الرسول - عليه الصلاة والسلام - أراد أن يحثَّ الأمة على فِعل ما فيه الخير؛ كما نقول: من أحب أن يأتيه ولدٌ، فليتزوَّج، فالزواج مكتوب، والولد مكتوب، فإذا كان الله قد أراد أن يَحصل لك ولدٌ، أراد أن تتزوَّج، ومع هذا فإن الزواج والولد كلاهما مكتوب، كذلك هذا الرزق مكتوب من الأصل، ومكتوب أنك ستصل رحمك، لكنك أنت لا تعلم عن هذا، فحثَّك النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيَّن لك أنك إذا وصلت الرحم، فإن الله يبسط لك في الرزق، ويَنسأ لك في الأثر، وإلاَّ، فكل شيء مكتوب، لكن لَمَّا كانت صلة الرحم أمرًا ينبغي للإنسان أن يقوم به، حثَّ النبي - عليه الصلاة والسلام - على ذلك بأن الإنسان إذا أحب أن يُبسَط له في رزقه، ويُنسَأ له في أثره، فليَصل رحمه، وإلا، فإن الواصل قد كُتبت صِلته، وكُتِب أن يكون عمره إلى حيث أراد الله - عز وجل.
ثم اعلم أن امتداد الأجَل وبسْط الرزق، أمرٌ نسبي؛ ولهذا نجد بعض الناس يصل رحمه، ويُبسط له في رزقه بعض الشيء، ولكن عمره يكون قصيرًا وهذا مشاهَد، فنقول: هذا الذي كان عمره قصيرًا مع كونه واصلاً للرحم، لو لم يصل رحمه، لكان عمره أقصر، ولكن الله قد كتب في الأزَل أن هذا الرجل سيصل وسيكون منتهى عمره في الوقت الفلاني"، والله أعلم.
الالوكة
.....