فريق منتدى الدي في دي العربي
07-11-2024, 09:40 AM
تحالف اليسار الغربي و«الإخوان»!
هيلة المشوح
العلاقة بين اليسار الغربي والإسلام السياسي علاقة براغماتية قديمة وليست وليدة اضطرابات «الربيع العربي» كما يعتقد البعض، ومحاولات جماعة «الإخوان المسلمين» التسلل ضمن صفوف الأحزاب اليسارية في مختلف الدول الأوروبية وتغلغلها في منظمات المجتمع المدني الغربية، ليست بالأمر الجديد.
فجماعة «الإخوان»، وغيرها من الحركات الإسلاموية، تحاول فرض نفسها منذ عقود على المساجد والمراكز الإسلامية في كثير من الدول الأوروبية، وتقدم نفسَها من خلال خطاب المظلومية كممثل للمسلمين في الغرب! وقد تم غض الطرف (عمداً) عن أنشطة هذه الجماعات وتلطيف تصنيفها على أنها جماعات غير عنيفة، رغم أن الكثير من الأوراق البحثية والتقارير الإعلامية والاستخباراتية كشفت لعبها دوراً رئيساً في بث أفكار تدعو إلى العنف ورفض الديمقراطية.
لكن هذه الجماعات سرعان ما غيرت خطابها محاولة الظهور كما لو أنها في انسجام تام في مع الديمقراطية الغربية، خصوصاً بعد هزائم «لإخوان» في ثورات العالم العربي، وهروب قياداتهم إلى الخارج، وبالتالي لجأوا لتغيير خطابهم هناك، فصار قريباً من شعارات اليسار الغربي حتى المناهضة منها للدين الإسلامي.
انتقل أعضاء وقيادات «الإخوان» إلى أوروبا منذ نهاية خمسينياتِ القرن الماضي، وكان من أبرزهم سعيد رمضان الذي أسس المركز الإسلامي في جنيف عام 1961 كمقر دولي للجماعة في  أوروبا. أما بريطانيا فكانت إلى وقت قريب هي الملاذ الآمن للحزب الإخواني الذي بدأ منذ تسعينيات القرن الماضي بتأسيس «منظمة الرابطة الإسلامية» على يد كمال الهلباوي، وهو الآن يملك 11 فرعاً في بريطانيا وحدها.
وفي بلجيكا ظلت تنشط العديدُ من الشبكات الإخوانية حتى انكشاف أعمالها الإرهابية من خلال الهجمات على منطقة «مولنبيك» قرب العاصمة بروكسل، وهي المنطقة ذاتها التي خرج منها العديد من الشبان للقتال إلى جانب «داعش».
وتضم فرنسا أكثر من 51 جمعية تعمل لصالح «الإخوان المسلمين»، بما فيها جمعية «الإيمان والممارسة» و«مركز الدراسات والبحوث حول الإسلام» و«المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية» و«معهد ابن سينا لتخريج الأئمة».. وكلها تنضوي تحت عباءة «الإخوان».
وهذا إلى جانب التواجد الإخواني الكبير في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى عبر أنشطة مختلفة وتحالفات متعددة تقدم نفسَها كمنظمات أو كيانات تعمل ضد الإسلاموفوبيا وتحت شعارات الحقوق والحريات!
وقد استطاعت تلك المنظمات تعزيز تواجدها داخل بعض أحزاب اليسار في عدد من الدول، واستفادت من تواجد أحزاب يسارية في السلطة في بعض البلدان للحصول على تسهيلات لأنشطتها لتنفيذ أجندات سياسية ومخططات ذات أبعاد استراتيجية خطيرة، بما في ذلك تحريض الشعوب العربية وتحريكها ضد حكوماتها عبر ما سمي «الربيع العربي» ونتائجه الكارثية التي ما تزال مخيمةً على بعض دول المنطقة حتى اليوم.
ويعمل اليسار الغربي تجاه الإسلامويين بسياسات تسعى لزيادة تقبلهم في المجتمعات الغربية، بهدف كسبهم كورقة رابحة تجاه سياسات دول المنطقة العربية وللظفر بحلم تحريك شعوبها بذرائع مختلفة.
لكن الخطأ الذي وقع فيه اليسار الغربي هو اعتباره الإسلام السياسي قوةً نضالية حداثية ديمقراطية، بينما الحقيقة هي أن الإسلام السياسي يعادي بالأساس كل مظاهر التحديث السياسي، بما فيها الحريات وحقوق الإنسان والمساواة التي يتسلقون عليها في الغرب. وهذه دوامة لا يفهمها إلا العرب أنفسهم، فهم من اكتوى بخيانات الإسلامويين، وهم مَن يحذّر اليوم من مآلات وجودهم والسماح بتمرير أجنداتهم الإرهابية في دول أوروبا.
المصدر: مركز الاتحاد للأخبار
هيلة المشوح
العلاقة بين اليسار الغربي والإسلام السياسي علاقة براغماتية قديمة وليست وليدة اضطرابات «الربيع العربي» كما يعتقد البعض، ومحاولات جماعة «الإخوان المسلمين» التسلل ضمن صفوف الأحزاب اليسارية في مختلف الدول الأوروبية وتغلغلها في منظمات المجتمع المدني الغربية، ليست بالأمر الجديد.
فجماعة «الإخوان»، وغيرها من الحركات الإسلاموية، تحاول فرض نفسها منذ عقود على المساجد والمراكز الإسلامية في كثير من الدول الأوروبية، وتقدم نفسَها من خلال خطاب المظلومية كممثل للمسلمين في الغرب! وقد تم غض الطرف (عمداً) عن أنشطة هذه الجماعات وتلطيف تصنيفها على أنها جماعات غير عنيفة، رغم أن الكثير من الأوراق البحثية والتقارير الإعلامية والاستخباراتية كشفت لعبها دوراً رئيساً في بث أفكار تدعو إلى العنف ورفض الديمقراطية.
لكن هذه الجماعات سرعان ما غيرت خطابها محاولة الظهور كما لو أنها في انسجام تام في مع الديمقراطية الغربية، خصوصاً بعد هزائم «لإخوان» في ثورات العالم العربي، وهروب قياداتهم إلى الخارج، وبالتالي لجأوا لتغيير خطابهم هناك، فصار قريباً من شعارات اليسار الغربي حتى المناهضة منها للدين الإسلامي.
انتقل أعضاء وقيادات «الإخوان» إلى أوروبا منذ نهاية خمسينياتِ القرن الماضي، وكان من أبرزهم سعيد رمضان الذي أسس المركز الإسلامي في جنيف عام 1961 كمقر دولي للجماعة في  أوروبا. أما بريطانيا فكانت إلى وقت قريب هي الملاذ الآمن للحزب الإخواني الذي بدأ منذ تسعينيات القرن الماضي بتأسيس «منظمة الرابطة الإسلامية» على يد كمال الهلباوي، وهو الآن يملك 11 فرعاً في بريطانيا وحدها.
وفي بلجيكا ظلت تنشط العديدُ من الشبكات الإخوانية حتى انكشاف أعمالها الإرهابية من خلال الهجمات على منطقة «مولنبيك» قرب العاصمة بروكسل، وهي المنطقة ذاتها التي خرج منها العديد من الشبان للقتال إلى جانب «داعش».
وتضم فرنسا أكثر من 51 جمعية تعمل لصالح «الإخوان المسلمين»، بما فيها جمعية «الإيمان والممارسة» و«مركز الدراسات والبحوث حول الإسلام» و«المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية» و«معهد ابن سينا لتخريج الأئمة».. وكلها تنضوي تحت عباءة «الإخوان».
وهذا إلى جانب التواجد الإخواني الكبير في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى عبر أنشطة مختلفة وتحالفات متعددة تقدم نفسَها كمنظمات أو كيانات تعمل ضد الإسلاموفوبيا وتحت شعارات الحقوق والحريات!
وقد استطاعت تلك المنظمات تعزيز تواجدها داخل بعض أحزاب اليسار في عدد من الدول، واستفادت من تواجد أحزاب يسارية في السلطة في بعض البلدان للحصول على تسهيلات لأنشطتها لتنفيذ أجندات سياسية ومخططات ذات أبعاد استراتيجية خطيرة، بما في ذلك تحريض الشعوب العربية وتحريكها ضد حكوماتها عبر ما سمي «الربيع العربي» ونتائجه الكارثية التي ما تزال مخيمةً على بعض دول المنطقة حتى اليوم.
ويعمل اليسار الغربي تجاه الإسلامويين بسياسات تسعى لزيادة تقبلهم في المجتمعات الغربية، بهدف كسبهم كورقة رابحة تجاه سياسات دول المنطقة العربية وللظفر بحلم تحريك شعوبها بذرائع مختلفة.
لكن الخطأ الذي وقع فيه اليسار الغربي هو اعتباره الإسلام السياسي قوةً نضالية حداثية ديمقراطية، بينما الحقيقة هي أن الإسلام السياسي يعادي بالأساس كل مظاهر التحديث السياسي، بما فيها الحريات وحقوق الإنسان والمساواة التي يتسلقون عليها في الغرب. وهذه دوامة لا يفهمها إلا العرب أنفسهم، فهم من اكتوى بخيانات الإسلامويين، وهم مَن يحذّر اليوم من مآلات وجودهم والسماح بتمرير أجنداتهم الإرهابية في دول أوروبا.
المصدر: مركز الاتحاد للأخبار