فريق منتدى الدي في دي العربي
05-05-2016, 12:33 PM
يروى أنه كان بين يحيى بن خالد البرمكي وبين عبدالله بن مالك الخزاعي عداوة شديدة وبغضاء حتى كان كل منهما يتربص بالآخر الدوائر.
فلما وُلِّيَ عبدالله بن مالك أذربيجان وأرمينية، تصادف أن رجلاً من التجار أفلس وضاعت أمواله كلها وأصبح لا يجد قوت يومه، وكان لا يعلم ما بين يحيى بن خالد وبين عبدالله بن مالك من عداء، بل كان يظنهما صديقين، فزوّر كتاباً على يحيى بن خالد إلى عبدالله بن مالك يوصيه فيه بذلك الرجل وصاية عميقة، وخرج بالكتاب من مدينة السلام إلى أذربيجان ووقف على باب عبدالله بن مالك، وقال لحاجبه أخبره أني رسول من قبل يحيى بن خالد، فلما علم عبدالله بن مالك بذلك تعجب وأذن له فناوله الكتاب فقرأه وأدرك أنه مصطنع، إذ إن ما بينه وبين يحيى لا يمكن أن يسمح بمثل هذا الكتاب، فقال للرجل: إعلم يا هذا أني مدرك أن كتابك هذا مزور مصطنع، ولكنك قد قطعت إلينا هذه المسافة فلن نردك خائباً، فخشي الرجل أن يكون عبدالله بن مالك يستدرجه ليقر باصطناع الكتاب، فكابر وقال كلا: إن الكتاب غير مصطنع، وإن كنت تقول هذا حتى لا تعتني بأمري فرد لي الكتاب وأنا أنصرف به.
فقال له عبدالله بن مالك إذاً ما دمت قد رفضت ما عرضته عليك فإني أعرض عليك أن تختار أني أستبقيك حتى أبعث إلى يحيى بن خالد فإن أقر بالكتاب عملنا به، وإن كانت الأخرى عاقبناك؟ قال قد وافقت! فأعد له منزلاً أكرمه فيه، ولكنه وكَّل به من لا يسمح له بالمغادرة، وبعث متعجلاً بالكتاب إلى يحيى بن خالد وكان في مجلسه، فوجد الكتاب مزوراً عليه فعرض الأمر على الجلوس فأشاروا إما بعقاب هذا الرجل وإما بكشف أمره لعبدالله بن مالك حتى يعاقبه، فقال لهم يحيى بن خالد: أهذا رأيكم جميعآً؟ قالوا: نعم، قال بئس الرأي وبئست المشورة، هذا رجل استجار بنا، ولم يفعل ذلك إلا بعد أن عدم الوسائل التي يرتزق منها، وكون عبدالله بن مالك يرسل إلينا سائلاً إيانا فهذا يعني باباً فتحه للصلح معنا ما كنت أنال فتحه بمئات الألوف، وأنتم تريدون حرمان رجل فقير تجشم عناء السفر ولاذ باسمنا وعاذ بمكانتنا، كما تريدون إغلاق باب للصلح فتحه الله بيني وبين عبدالله بن مالك! هذا والله لا يكون. ثم كتب على الرسالة: إن هذه الرسالة صدرت مني لأخي عبدالله بن مالك لفلان، وهو من أخص خاصتي، وقد بلغني شكك في أمره فأزل الشك، جعلت فداك. فلما وصل ذلك لابن مالك دعا بالرجل واعتذر له وأمر له بمائتي ألف درهم وما يتبعها من دواب وبغال وجوار، فتوجه الرجل بها إلى يحيى بن خالد، وقال له: ليس لي فيها حق، وحسبي أنك سترتني، قال: بل هي لك ولك عندنا مثلها!
فلما وُلِّيَ عبدالله بن مالك أذربيجان وأرمينية، تصادف أن رجلاً من التجار أفلس وضاعت أمواله كلها وأصبح لا يجد قوت يومه، وكان لا يعلم ما بين يحيى بن خالد وبين عبدالله بن مالك من عداء، بل كان يظنهما صديقين، فزوّر كتاباً على يحيى بن خالد إلى عبدالله بن مالك يوصيه فيه بذلك الرجل وصاية عميقة، وخرج بالكتاب من مدينة السلام إلى أذربيجان ووقف على باب عبدالله بن مالك، وقال لحاجبه أخبره أني رسول من قبل يحيى بن خالد، فلما علم عبدالله بن مالك بذلك تعجب وأذن له فناوله الكتاب فقرأه وأدرك أنه مصطنع، إذ إن ما بينه وبين يحيى لا يمكن أن يسمح بمثل هذا الكتاب، فقال للرجل: إعلم يا هذا أني مدرك أن كتابك هذا مزور مصطنع، ولكنك قد قطعت إلينا هذه المسافة فلن نردك خائباً، فخشي الرجل أن يكون عبدالله بن مالك يستدرجه ليقر باصطناع الكتاب، فكابر وقال كلا: إن الكتاب غير مصطنع، وإن كنت تقول هذا حتى لا تعتني بأمري فرد لي الكتاب وأنا أنصرف به.
فقال له عبدالله بن مالك إذاً ما دمت قد رفضت ما عرضته عليك فإني أعرض عليك أن تختار أني أستبقيك حتى أبعث إلى يحيى بن خالد فإن أقر بالكتاب عملنا به، وإن كانت الأخرى عاقبناك؟ قال قد وافقت! فأعد له منزلاً أكرمه فيه، ولكنه وكَّل به من لا يسمح له بالمغادرة، وبعث متعجلاً بالكتاب إلى يحيى بن خالد وكان في مجلسه، فوجد الكتاب مزوراً عليه فعرض الأمر على الجلوس فأشاروا إما بعقاب هذا الرجل وإما بكشف أمره لعبدالله بن مالك حتى يعاقبه، فقال لهم يحيى بن خالد: أهذا رأيكم جميعآً؟ قالوا: نعم، قال بئس الرأي وبئست المشورة، هذا رجل استجار بنا، ولم يفعل ذلك إلا بعد أن عدم الوسائل التي يرتزق منها، وكون عبدالله بن مالك يرسل إلينا سائلاً إيانا فهذا يعني باباً فتحه للصلح معنا ما كنت أنال فتحه بمئات الألوف، وأنتم تريدون حرمان رجل فقير تجشم عناء السفر ولاذ باسمنا وعاذ بمكانتنا، كما تريدون إغلاق باب للصلح فتحه الله بيني وبين عبدالله بن مالك! هذا والله لا يكون. ثم كتب على الرسالة: إن هذه الرسالة صدرت مني لأخي عبدالله بن مالك لفلان، وهو من أخص خاصتي، وقد بلغني شكك في أمره فأزل الشك، جعلت فداك. فلما وصل ذلك لابن مالك دعا بالرجل واعتذر له وأمر له بمائتي ألف درهم وما يتبعها من دواب وبغال وجوار، فتوجه الرجل بها إلى يحيى بن خالد، وقال له: ليس لي فيها حق، وحسبي أنك سترتني، قال: بل هي لك ولك عندنا مثلها!