فريق منتدى الدي في دي العربي
05-05-2016, 04:41 PM
وسائل تحصين الأمة: تحقيق الأخوة الإسلامية
د. محمد ويلالي
تمر الأمة الإسلامية من فترة تاريخية دقيقة، اتسمت بالضعف الشديد في ميادين مختلفة، غذاه موقف الدول الغربية الغنية، التي لا ترى في المسلمين إلا كثرة بشرية مستهلِكة، ومركزًا تجارياً مهماً لترويج البضائع، ومختبراً كبيراً لتجريب ما جد في عالم الأسلحة الكيماوية والبيولوجية الفتاكة، تشعل فتنة هنا، وتثير نزعة هناك، وتزرع العداوة بين الجيران هنالك.
وسنحاول من خلال هذه العجالة أن نبحث في سبل التحصين الداخلي للمسلمين، وأن نذكر بوجوب إحاطة مجتمعهم بسياج متين من العلاقات السليمة، كما ارتضاها لنا رب العالمين، وأسس لأركانها سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. وسنبدأ بعنصر مهم، يشد لحمة المسلمين، ويمتن الوشيجة بينهم، ويحوطهم برباط متين من العلاقات السليمة، وهو ضرورة إشاعة الأخوة الإسلامية.
ورد في لسان العرب: "الأَخِيَة، والأَخِيَّةُ، والآخِيَّة بالمدّ والتشديد، واحدة الأَواخي: عُودٌ يُعَرَّض في الحائط، ويُدْفَن طَرَفاه فيه، ويصير وسَطه كالعُروة تُشدُّ إليه الدابَّة".
وفي حديث رواه أحمد غير أن إسناده ضعيف عن أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِي عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ وَمَثَلُ الإِيمَانِ، كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي آخِيَّتِهِ، يَجُولُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى آخِيَّتِهِ".
وهي أيضا: البقية:
وينسب إلى عُمر بن الخطاب أَنه قال للعباس: "أَنت أَخِيَّةُ آباءِ رسول الله صلى الله عليه"، أي: البَقِيَّةَ.
والأخوة أيضا: الحُرمة والذمة. يقال: "له عنده آخِيَّةٌ تُرْعَى".
وتكررت كلمة "الأخوة" واشتقاقاتها في القرآن الكريم 96 مرّة. شملت:
أخوة النسب، كما في قوله تعالى: ﴿ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ ﴾، وقوله: ﴿ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ ﴾. قرأها أبيّ: "وله أخ أو أخت من الأم"، وقرأها سعد بن أبي وقاص: "وله أخ أو أخت من أم".
وأخوة الرضاعة، كما في قوله تعالى: ﴿ وَأَخَوَاتُكُم مِنَ الرّضَاعَةِ ﴾.
وأخوة الدين والعقيدة: وهو ميزان الأخوّة الحقيقية؛ فإنّ أخوّة النسب ربما تنقطع بمخالفة الدين، بينما أخوّة الدين لا تنقطع وإن لم يكن هناك نسب. قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾. وقال تعالى في اليتامى: ﴿ إِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ﴾.
ويمثل هذا النوع من الأخوة الدينية، قصة أبي ذر رضي الله عنه عَنِ الْمَعْرُورِ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، وَعَلَى غُلاَمِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلاً، فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَقَالَ لي النبي صلى الله عليه وسلم:"يَا أَبَا ذَرٍّ، أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ (يتخولونكم ويصلحون أحوالكم)، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ" البخاري.
ولذلك ارتبطت الأخوة بالدين في مثل قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ﴾.
1- ومن فوائد الأخوة الحقيقية، أنها مصدر أساس لتثبيت الإخوان على الموقف، حتى لا تطيح بهم العواصف، وتثنيهم الخطوب والدواهي، إذ إخوانك الصالحون، والقدوات والمربون بما معهم من آيات الله، وحكمة رسوله، وإلمام بسيرة سلف الأمة من العلماء والمربين هم العون لك في الطريق، والركن الشديد الذي تأوي إليه بعد الله تعالى، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
قال ابن القيم رحمه الله في "الوابل الصيب" عن دور شيخه شيخ الإسلام في التثبيت:
"وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت بنا الظنون، وضاقت بنا الأرض، أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمعَ كلامه، فيذهب ذلك كله عنا، وينقلب انشراحاً، وقوة، ويقيناً، وطمأنينة".
وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ألا أخبركم بخياركم؟". قالوا: بلى. قال: "الذين إذا رُؤوا ذكر الله. أفلا أخبركُم بشراركم؟". قالوا: بلى. قال: "المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون بالبراء العنَت" صحيح الأدب المفرد.
قال علي بن المديني رحمه الله تعالى:"أَعَز الله الدين بالصِّدِّيق يوم الردة، وبأحمد يوم المحنة".
أخاك أخاك لا يذهلك عنه <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
مطامع لن تزال ولا رجاء <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
فإخوان الفتى في الأمر زين <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
وأركان إذا نزل البلاء <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
2- ومن فوائد الأخوة الإسلامية أنها سند عن ظهر الغيب:
فقد كان عُمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "إنَّه ليمر بخاطري الرجل من إخواني وأنا في الليل، فأقوم لأدعوَ الله وأقول: يا طولها من ليلة، فإذا أصبحت، بادرته فالتزمته".
وقال بعض الحكماء: "ثلاثة لا تعرف إلا في ثلاثة مواطن: الحليم عند الغضب، والشجاع عند الحرب، والأخ عند الحاجة".
ولا ينفع الأخ في حاجة الدنيا وحسب، بل في حاجة الآخرة أيضا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن المؤمنين الذين يجتازون الصراط: "وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا فِي إِخْوَانِهِمْ، يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا، كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا. فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ. وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ. فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ، وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ. فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ فَيَقُولُ: اذْهَبُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ. فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: "فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي، فَاقْرَءُوا: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةٌ يُضَاعِفْهَا)" متفق عليه.
أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ من لا أَخاًَ له <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
كساعٍ الى الهيجا بغير سلاحِ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
وإِن ابن عم المرء فاعلم جناحُه <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
وَهَل ينهضُ البازي بغير جناح <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
3- ومن فوائد الأخوة الإسلامية، أنها تكف الشر والأذى عن الإخوان، وتمنع من أن يظلم بعضهم بعضا:
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هَا هُنَا" وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ. كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ" مسلم. فلا يمكن أن يتصور في المجتمع الإسلامي أن مسلما سرق مال مسلم، أو تسلم رشوة من مسلم، أو قتل مسلما، أو اعتدى عليه، أو ظلمه، أو احتقره.
4- ومن فوائد الأخوة الإسلامية، أنها عون على الخير:
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ، مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ. وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ، مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ" صحيح سنن ابن ماجة.
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: "الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ، وَالْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ، يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ (يمنعه من الضياع والهلاك)، وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ (يذب عنه، ويوفر عليه مصالحه)" صحيح سنن أبي داود.
فلا فقير في بلاد المسلمين، لأن هناك من يعطيه، ولا محتاج في بلاد المسلمين، لأن هناك من يغنيه، ولا مريض مرمي على أبواب المستشفيات في بلاد المسلمين، لأن هناك من يسعفه، ولا عزب في بلاد المسلمين لا يجد باءة، لأن هناك من يزوجه، ولا جاهل في بلاد المسلمين، لأن هناك من يعلمه، ولا مكروب في بلاد المسلمين، لأن هناك من ينفس عنه، ولا معسر في بلاد المسلمين، لأن هناك من ييسر عليه.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ" مسلم.
وكذلك لا ظالم أو معتدي في بلاد المسلمين، لأن هناك من يزجره ويأخذ على يديه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ النَّاسَ إذا رأَوُا الظَّالمَ فلم يأخُذوا على يدَيْه أوشك أن يعُمَّهم اللهُ بعقابٍ وإنِّي سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ما من قومٍ يُعمَلُ فيهم بالمعاصي، ثمَّ يقدِرون على أن يُغيِّروا، ثمَّ لا يُغيِّروا، إلَّا يوشِكُ أن يعُمَّهم اللهُ منه بعقابٍ" صحيح سنن أبي داود.
5- هذه الأخوة المرجوة سبيل إلى محبة الله، فإن رغبت في أن تحظى بشرف محبة الله لك، فأحب عباده الصالحين، وتواصل معهم في الخير، وزرهم لوجه الله، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر "أنَّ رجلًا زارَ أخًا لَهُ في قريةٍ أخرى، فأرصدَ اللَّهُ لَهُ على مَدْرجَتِهِ ملَكًا، فلمَّا أتى عليهِ قالَ: أينَ تريدُ؟ قالَ: أريدُ أخًا لي في هذِهِ القريةِ. قالَ: هل لَكَ عليهِ من نعمةٍ تربُّها؟ قالَ: لا، غيرَ أنِّي أحببتُهُ في اللَّهِ عزَّ وجلَّ . قالَ: فإنِّي رسولُ اللَّهِ إليكَ بأنَّ اللَّهَ قد أحبَّكَ كما أحببتَهُ فيهِ".
وفي الحديث القدسي، يقول الله عز وجل: "حُقَّت محبَّتي للمُتحابِّين فيَّ، وحقَّت محبَّتي للمُتواصلين فيَّ، وحقَّت محبَّتي للمُتزاوِرين فيَّ، وحقَّت محبَّتي للمُتباذلين فيَّ" صحيح الترغيب.
ويقول الله عز وجل يوم القيامة: "أينَ المُتحابُّونَ بجلالي؟ اليومَ أُظلُّهم في ظلِّي يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلِّي" مسلم.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من رجلَينِ تحابَّا في اللهِ بظهرِ الغيبِ، إلا كان أحبُّهما إلى اللهِ أشدَّهما حُبًّا لصاحبِه" صحيح الترغيب.
ويقول صلى الله عليه وسلم: "ما أحب عبدٌ عبدا للهِ، إلا أكرمهُ اللهُ عز وجل" صحيح الجامع.
هذه الأخوة الصادقة إنما استوجبت محبة الله، لأنها سبب في محو الخطايا، وإذابة الذنوب. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ المسلمَ إذا لقِيَ أخاهُ، فأخذ بيدهِ، تحاتَّتْ عنهُما ذنوبُهما كما يَتحاتُّ الورقُ عن الشجرةِ اليابسةِ في يومِ ريحٍ عاصفٍ، وإلَّا غُفِر لهما ولو كانتْ ذنوبُهما مثلَ زبَدِ البحرِ" حسَّن إسناده في أصل صفة الصلاة.
فمن ظلم إخوانه فهو محروم من محبة الله، ومن اعتدى عليهم بالسرقة فهو محروم من محبة الله، ومن غشهم في تجارة أو وظيفة فهو محروم من محبة الله، ومن كذب عليهم، أو زور وثائقهم، أو احتال عليهم، أو حرمهم من حقوقهم فهو محروم من محبة الله، محروم من شفاعة إخوانه المؤمنين يوم القيامة. فقد قال بعضُ السلَف: "استكثروا من الإخوان؛ فإنَّ لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة". وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم تحدث عن أحوال يوم المحشر فقال: "فيشفع النبيون، والملائكة، والمؤمنون".
فالمسلم الحقيقي "من سلم المسلمون من لسانه ويده"، أما من وقع في أعراضهم، وتجاوز حرماتهم، وولغ في سمعتهم ومكانتهم، وسعى بالوشاية بينهم، فَيُخشى أن ينتقم الله منه يوم القيامة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ردغة الخبال (عصارة أهل النار) حتى يخرج مما قال" صحيح سنن أبي داود.
وفي صحيح سن ابن ماجة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن أعانَ علَى خصومةٍ بظُلمٍ، أو يعينُ علَى ظُلمٍ، لم يزَلْ في سخطِ الله حتَّى ينزِعَ".
6- الأخوة الإسلامية مدعاة إلى الإصلاح بين الناس، ولمِّ شملهم، وعلاج الخلاف بينهم، والله تعالى يقول: ﴿ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾. ويقول تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾.
فهلا طرحنا سؤالا: لماذا كثرت الحروب اليوم بين المسلمين أنفسهم؟ لما انتشرت بينهم نوازع العداوة والخصومات؟ لماذا قامت بينهم الحواجز والحدود؟ إن السر يكمن في ضعف هذه الأخوة، التي كانت وحدها كفيلة بإطفاء فتيل الاقتتال والشجار. وحتى وإن وقع شيء من ذلك، فأين هم المصلحون المسلمون الذين يصلحون بين الناس، ويجمعون بينهم؟ والله تعالى جعل الإصلاح بين الناس من خير الأعمال. قال تعالى: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس". بل جعله النبي صلى الله عليه وسلم أفضل درجة من الصلاة والصيام. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"ألا أُخبِرُكم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟ قالوا: بلى. قال: صلاحُ ذاتِ البَيْنِ، فإنَّ فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحالقةُ" صحيح سنن الترمذي.
وقيلَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: لو أتَيتَ عبدَ اللَّهِ بنَ أُبيٍّ. فانطلق إليهِ النبي صلى الله عليه وسلم ورَكِب حِمارًا، فانطَلَق المُسلِمونَ يَمشونَ معهُ، وهي أرضٌ سَبِخَةٌ، فلما أتاهُ النبي صلى الله عليه وسلم قال: إليكَ عَنِّي، واللَّهِ لقدْ آذاني نَتْنُ حِمارِك. فقال رجلٌ من الأنصارِ منهُم: واللَّه لَحِمارُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أطْيَبُ ريحًا منكَ. فغَضِبَ لعبدِ اللَّهِ رجلٌ من قَومِهِ، فَشَتَمَهُ، فغَضِبَ لكُلِّ واحِدٍ منهُما أصْحابُهُ، فكان بينَهُما ضَرْبٌ بِالجَريدِ والأيْدي والنِّعالِ، فبلَغَنا أنَّها أُنْزِلَت: "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا" البخاري.
وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ فَقَالَ: "اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُم" البخاري.
قال العلامة ابن عاشور: "ولمَّا كان المتعارَفُ بين النَّاس أنَّه إذا نشبت مُشاقَّة بين الأخَويْن، لزم بقيَّةَ الإخوة أن يتناهضوا في إزاحتِها، مشيًا بالصُّلح بينهما، فكذلك شأن المسلمين إذا حدث شِقاق بين طائفتَين منهم، أن ينهض سائرهم بالسَّعي بالصُّلح بينهما، وبثّ السُّفراء إلى أن يرقعوا ما وَهَى، ويرفعوا ما أصاب وَدَهَى".
ألا يعلم المختصمان أن رفع أعمالهما موقوف على التصالح بينهما؟. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"تُفتَحُ أبوابُ الجنَّةِ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميسِ، فيُغفَرُ لِكُلِّ عبدٍ لا يشرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا رجلًا كانت بينَهُ وبينَ أخيهِ شحناءُ، فيُقالُ: أنظروا هذَينِ حتَّى يصطلِحا، أنظِروا هذَينِ حتَّى يصطلِحا، أنظِروا هذَينِ حتَّى يصطلِحا" مسلم.
إنَّ المكارمَ كُلَّها لو حُصِّلتْ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
رَجَّعْتُ جُمْلَتهَا إلى شيئين <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
تعظيمُ أمرِ اللهِ جلَّ جلاله <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
والسعي في إصلاحِ ذاتِ البين <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
7- الأخوة الإسلامية سبب لوجدان حلاوة الإيمان، التي لا يشعر بها إلا من صفا قلبه، وخلصت نيته، وأحب لأخيه ما يحبه لنفسه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من سرَّه أن يجدَ حلاوةَ الإيمانِ، فليُحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلا للهِ" صحيح الجامع.
حلاوة الإيمان هي التي جعلت السلف الصالح يقدمون الإخوة في الله على الأهل والأقربين. قال الحسن البصري: "إخواننا أحبُّ إلينا من أهلينا؛ إخواننا يُذكِّروننا بالآخرة، وأهلونا يُذكِّروننا بالدنيا".
ولقد سئل محمد بن المنكدر عما بقي من لذَّته في هذه الحياة؟ فقال: "لقاء الإخوان، وإدخال السرور عليهم".
وسُئِل سفيان: ما ماء العيش؟ قال: "لقاء الإخوان".
قال النووي رحمه الله: "وكان بعضُ السلَف إذا أراد أن يدعوَ لنفسه، يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة؛ لأنَّها تُستَجاب، ويحصل له مثلها"، ويشير في ذلك إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"دعوة المرء المسلم لأخيه بظَهْر الغيب مُستَجابة، عند رأسه ملك موكَّل، كلَّما دعا لأخيه بخَيْر، قال الملَك الموكَّل به: آمين، ولك بِمِثْل" رواه مسلم.
اسْتَكْثِرَنَّ مِنَ الإِخْوَانِ إِنَّهُمُ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
خَيْرٌ لِكَانِزِهِمْ كَنْزًا مِنَ الذَّهَبِ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
كَمْ مِنْ أَخٍ لَكَ لَوْ نَابَتْكَ نَائِبَةٌ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
وَجَدْتَهُ لَكَ خَيْرًا مِنْ أَخِي النَّسَبِ
د. محمد ويلالي
تمر الأمة الإسلامية من فترة تاريخية دقيقة، اتسمت بالضعف الشديد في ميادين مختلفة، غذاه موقف الدول الغربية الغنية، التي لا ترى في المسلمين إلا كثرة بشرية مستهلِكة، ومركزًا تجارياً مهماً لترويج البضائع، ومختبراً كبيراً لتجريب ما جد في عالم الأسلحة الكيماوية والبيولوجية الفتاكة، تشعل فتنة هنا، وتثير نزعة هناك، وتزرع العداوة بين الجيران هنالك.
وسنحاول من خلال هذه العجالة أن نبحث في سبل التحصين الداخلي للمسلمين، وأن نذكر بوجوب إحاطة مجتمعهم بسياج متين من العلاقات السليمة، كما ارتضاها لنا رب العالمين، وأسس لأركانها سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. وسنبدأ بعنصر مهم، يشد لحمة المسلمين، ويمتن الوشيجة بينهم، ويحوطهم برباط متين من العلاقات السليمة، وهو ضرورة إشاعة الأخوة الإسلامية.
ورد في لسان العرب: "الأَخِيَة، والأَخِيَّةُ، والآخِيَّة بالمدّ والتشديد، واحدة الأَواخي: عُودٌ يُعَرَّض في الحائط، ويُدْفَن طَرَفاه فيه، ويصير وسَطه كالعُروة تُشدُّ إليه الدابَّة".
وفي حديث رواه أحمد غير أن إسناده ضعيف عن أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِي عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ وَمَثَلُ الإِيمَانِ، كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي آخِيَّتِهِ، يَجُولُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى آخِيَّتِهِ".
وهي أيضا: البقية:
وينسب إلى عُمر بن الخطاب أَنه قال للعباس: "أَنت أَخِيَّةُ آباءِ رسول الله صلى الله عليه"، أي: البَقِيَّةَ.
والأخوة أيضا: الحُرمة والذمة. يقال: "له عنده آخِيَّةٌ تُرْعَى".
وتكررت كلمة "الأخوة" واشتقاقاتها في القرآن الكريم 96 مرّة. شملت:
أخوة النسب، كما في قوله تعالى: ﴿ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ ﴾، وقوله: ﴿ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ ﴾. قرأها أبيّ: "وله أخ أو أخت من الأم"، وقرأها سعد بن أبي وقاص: "وله أخ أو أخت من أم".
وأخوة الرضاعة، كما في قوله تعالى: ﴿ وَأَخَوَاتُكُم مِنَ الرّضَاعَةِ ﴾.
وأخوة الدين والعقيدة: وهو ميزان الأخوّة الحقيقية؛ فإنّ أخوّة النسب ربما تنقطع بمخالفة الدين، بينما أخوّة الدين لا تنقطع وإن لم يكن هناك نسب. قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾. وقال تعالى في اليتامى: ﴿ إِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ﴾.
ويمثل هذا النوع من الأخوة الدينية، قصة أبي ذر رضي الله عنه عَنِ الْمَعْرُورِ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، وَعَلَى غُلاَمِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلاً، فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَقَالَ لي النبي صلى الله عليه وسلم:"يَا أَبَا ذَرٍّ، أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ (يتخولونكم ويصلحون أحوالكم)، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ" البخاري.
ولذلك ارتبطت الأخوة بالدين في مثل قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ﴾.
1- ومن فوائد الأخوة الحقيقية، أنها مصدر أساس لتثبيت الإخوان على الموقف، حتى لا تطيح بهم العواصف، وتثنيهم الخطوب والدواهي، إذ إخوانك الصالحون، والقدوات والمربون بما معهم من آيات الله، وحكمة رسوله، وإلمام بسيرة سلف الأمة من العلماء والمربين هم العون لك في الطريق، والركن الشديد الذي تأوي إليه بعد الله تعالى، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
قال ابن القيم رحمه الله في "الوابل الصيب" عن دور شيخه شيخ الإسلام في التثبيت:
"وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت بنا الظنون، وضاقت بنا الأرض، أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمعَ كلامه، فيذهب ذلك كله عنا، وينقلب انشراحاً، وقوة، ويقيناً، وطمأنينة".
وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ألا أخبركم بخياركم؟". قالوا: بلى. قال: "الذين إذا رُؤوا ذكر الله. أفلا أخبركُم بشراركم؟". قالوا: بلى. قال: "المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون بالبراء العنَت" صحيح الأدب المفرد.
قال علي بن المديني رحمه الله تعالى:"أَعَز الله الدين بالصِّدِّيق يوم الردة، وبأحمد يوم المحنة".
أخاك أخاك لا يذهلك عنه <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
مطامع لن تزال ولا رجاء <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
فإخوان الفتى في الأمر زين <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
وأركان إذا نزل البلاء <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
2- ومن فوائد الأخوة الإسلامية أنها سند عن ظهر الغيب:
فقد كان عُمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "إنَّه ليمر بخاطري الرجل من إخواني وأنا في الليل، فأقوم لأدعوَ الله وأقول: يا طولها من ليلة، فإذا أصبحت، بادرته فالتزمته".
وقال بعض الحكماء: "ثلاثة لا تعرف إلا في ثلاثة مواطن: الحليم عند الغضب، والشجاع عند الحرب، والأخ عند الحاجة".
ولا ينفع الأخ في حاجة الدنيا وحسب، بل في حاجة الآخرة أيضا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن المؤمنين الذين يجتازون الصراط: "وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا فِي إِخْوَانِهِمْ، يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا، كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا. فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ. وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ. فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ، وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ. فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ فَيَقُولُ: اذْهَبُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ. فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: "فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي، فَاقْرَءُوا: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةٌ يُضَاعِفْهَا)" متفق عليه.
أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ من لا أَخاًَ له <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
كساعٍ الى الهيجا بغير سلاحِ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
وإِن ابن عم المرء فاعلم جناحُه <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
وَهَل ينهضُ البازي بغير جناح <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
3- ومن فوائد الأخوة الإسلامية، أنها تكف الشر والأذى عن الإخوان، وتمنع من أن يظلم بعضهم بعضا:
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هَا هُنَا" وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ. كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ" مسلم. فلا يمكن أن يتصور في المجتمع الإسلامي أن مسلما سرق مال مسلم، أو تسلم رشوة من مسلم، أو قتل مسلما، أو اعتدى عليه، أو ظلمه، أو احتقره.
4- ومن فوائد الأخوة الإسلامية، أنها عون على الخير:
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ، مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ. وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ، مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ" صحيح سنن ابن ماجة.
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: "الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ، وَالْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ، يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ (يمنعه من الضياع والهلاك)، وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ (يذب عنه، ويوفر عليه مصالحه)" صحيح سنن أبي داود.
فلا فقير في بلاد المسلمين، لأن هناك من يعطيه، ولا محتاج في بلاد المسلمين، لأن هناك من يغنيه، ولا مريض مرمي على أبواب المستشفيات في بلاد المسلمين، لأن هناك من يسعفه، ولا عزب في بلاد المسلمين لا يجد باءة، لأن هناك من يزوجه، ولا جاهل في بلاد المسلمين، لأن هناك من يعلمه، ولا مكروب في بلاد المسلمين، لأن هناك من ينفس عنه، ولا معسر في بلاد المسلمين، لأن هناك من ييسر عليه.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ" مسلم.
وكذلك لا ظالم أو معتدي في بلاد المسلمين، لأن هناك من يزجره ويأخذ على يديه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ النَّاسَ إذا رأَوُا الظَّالمَ فلم يأخُذوا على يدَيْه أوشك أن يعُمَّهم اللهُ بعقابٍ وإنِّي سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ما من قومٍ يُعمَلُ فيهم بالمعاصي، ثمَّ يقدِرون على أن يُغيِّروا، ثمَّ لا يُغيِّروا، إلَّا يوشِكُ أن يعُمَّهم اللهُ منه بعقابٍ" صحيح سنن أبي داود.
5- هذه الأخوة المرجوة سبيل إلى محبة الله، فإن رغبت في أن تحظى بشرف محبة الله لك، فأحب عباده الصالحين، وتواصل معهم في الخير، وزرهم لوجه الله، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر "أنَّ رجلًا زارَ أخًا لَهُ في قريةٍ أخرى، فأرصدَ اللَّهُ لَهُ على مَدْرجَتِهِ ملَكًا، فلمَّا أتى عليهِ قالَ: أينَ تريدُ؟ قالَ: أريدُ أخًا لي في هذِهِ القريةِ. قالَ: هل لَكَ عليهِ من نعمةٍ تربُّها؟ قالَ: لا، غيرَ أنِّي أحببتُهُ في اللَّهِ عزَّ وجلَّ . قالَ: فإنِّي رسولُ اللَّهِ إليكَ بأنَّ اللَّهَ قد أحبَّكَ كما أحببتَهُ فيهِ".
وفي الحديث القدسي، يقول الله عز وجل: "حُقَّت محبَّتي للمُتحابِّين فيَّ، وحقَّت محبَّتي للمُتواصلين فيَّ، وحقَّت محبَّتي للمُتزاوِرين فيَّ، وحقَّت محبَّتي للمُتباذلين فيَّ" صحيح الترغيب.
ويقول الله عز وجل يوم القيامة: "أينَ المُتحابُّونَ بجلالي؟ اليومَ أُظلُّهم في ظلِّي يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلِّي" مسلم.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من رجلَينِ تحابَّا في اللهِ بظهرِ الغيبِ، إلا كان أحبُّهما إلى اللهِ أشدَّهما حُبًّا لصاحبِه" صحيح الترغيب.
ويقول صلى الله عليه وسلم: "ما أحب عبدٌ عبدا للهِ، إلا أكرمهُ اللهُ عز وجل" صحيح الجامع.
هذه الأخوة الصادقة إنما استوجبت محبة الله، لأنها سبب في محو الخطايا، وإذابة الذنوب. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ المسلمَ إذا لقِيَ أخاهُ، فأخذ بيدهِ، تحاتَّتْ عنهُما ذنوبُهما كما يَتحاتُّ الورقُ عن الشجرةِ اليابسةِ في يومِ ريحٍ عاصفٍ، وإلَّا غُفِر لهما ولو كانتْ ذنوبُهما مثلَ زبَدِ البحرِ" حسَّن إسناده في أصل صفة الصلاة.
فمن ظلم إخوانه فهو محروم من محبة الله، ومن اعتدى عليهم بالسرقة فهو محروم من محبة الله، ومن غشهم في تجارة أو وظيفة فهو محروم من محبة الله، ومن كذب عليهم، أو زور وثائقهم، أو احتال عليهم، أو حرمهم من حقوقهم فهو محروم من محبة الله، محروم من شفاعة إخوانه المؤمنين يوم القيامة. فقد قال بعضُ السلَف: "استكثروا من الإخوان؛ فإنَّ لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة". وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم تحدث عن أحوال يوم المحشر فقال: "فيشفع النبيون، والملائكة، والمؤمنون".
فالمسلم الحقيقي "من سلم المسلمون من لسانه ويده"، أما من وقع في أعراضهم، وتجاوز حرماتهم، وولغ في سمعتهم ومكانتهم، وسعى بالوشاية بينهم، فَيُخشى أن ينتقم الله منه يوم القيامة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ردغة الخبال (عصارة أهل النار) حتى يخرج مما قال" صحيح سنن أبي داود.
وفي صحيح سن ابن ماجة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن أعانَ علَى خصومةٍ بظُلمٍ، أو يعينُ علَى ظُلمٍ، لم يزَلْ في سخطِ الله حتَّى ينزِعَ".
6- الأخوة الإسلامية مدعاة إلى الإصلاح بين الناس، ولمِّ شملهم، وعلاج الخلاف بينهم، والله تعالى يقول: ﴿ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾. ويقول تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾.
فهلا طرحنا سؤالا: لماذا كثرت الحروب اليوم بين المسلمين أنفسهم؟ لما انتشرت بينهم نوازع العداوة والخصومات؟ لماذا قامت بينهم الحواجز والحدود؟ إن السر يكمن في ضعف هذه الأخوة، التي كانت وحدها كفيلة بإطفاء فتيل الاقتتال والشجار. وحتى وإن وقع شيء من ذلك، فأين هم المصلحون المسلمون الذين يصلحون بين الناس، ويجمعون بينهم؟ والله تعالى جعل الإصلاح بين الناس من خير الأعمال. قال تعالى: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس". بل جعله النبي صلى الله عليه وسلم أفضل درجة من الصلاة والصيام. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"ألا أُخبِرُكم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟ قالوا: بلى. قال: صلاحُ ذاتِ البَيْنِ، فإنَّ فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحالقةُ" صحيح سنن الترمذي.
وقيلَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: لو أتَيتَ عبدَ اللَّهِ بنَ أُبيٍّ. فانطلق إليهِ النبي صلى الله عليه وسلم ورَكِب حِمارًا، فانطَلَق المُسلِمونَ يَمشونَ معهُ، وهي أرضٌ سَبِخَةٌ، فلما أتاهُ النبي صلى الله عليه وسلم قال: إليكَ عَنِّي، واللَّهِ لقدْ آذاني نَتْنُ حِمارِك. فقال رجلٌ من الأنصارِ منهُم: واللَّه لَحِمارُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أطْيَبُ ريحًا منكَ. فغَضِبَ لعبدِ اللَّهِ رجلٌ من قَومِهِ، فَشَتَمَهُ، فغَضِبَ لكُلِّ واحِدٍ منهُما أصْحابُهُ، فكان بينَهُما ضَرْبٌ بِالجَريدِ والأيْدي والنِّعالِ، فبلَغَنا أنَّها أُنْزِلَت: "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا" البخاري.
وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ فَقَالَ: "اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُم" البخاري.
قال العلامة ابن عاشور: "ولمَّا كان المتعارَفُ بين النَّاس أنَّه إذا نشبت مُشاقَّة بين الأخَويْن، لزم بقيَّةَ الإخوة أن يتناهضوا في إزاحتِها، مشيًا بالصُّلح بينهما، فكذلك شأن المسلمين إذا حدث شِقاق بين طائفتَين منهم، أن ينهض سائرهم بالسَّعي بالصُّلح بينهما، وبثّ السُّفراء إلى أن يرقعوا ما وَهَى، ويرفعوا ما أصاب وَدَهَى".
ألا يعلم المختصمان أن رفع أعمالهما موقوف على التصالح بينهما؟. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"تُفتَحُ أبوابُ الجنَّةِ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميسِ، فيُغفَرُ لِكُلِّ عبدٍ لا يشرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا رجلًا كانت بينَهُ وبينَ أخيهِ شحناءُ، فيُقالُ: أنظروا هذَينِ حتَّى يصطلِحا، أنظِروا هذَينِ حتَّى يصطلِحا، أنظِروا هذَينِ حتَّى يصطلِحا" مسلم.
إنَّ المكارمَ كُلَّها لو حُصِّلتْ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
رَجَّعْتُ جُمْلَتهَا إلى شيئين <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
تعظيمُ أمرِ اللهِ جلَّ جلاله <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
والسعي في إصلاحِ ذاتِ البين <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
7- الأخوة الإسلامية سبب لوجدان حلاوة الإيمان، التي لا يشعر بها إلا من صفا قلبه، وخلصت نيته، وأحب لأخيه ما يحبه لنفسه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من سرَّه أن يجدَ حلاوةَ الإيمانِ، فليُحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلا للهِ" صحيح الجامع.
حلاوة الإيمان هي التي جعلت السلف الصالح يقدمون الإخوة في الله على الأهل والأقربين. قال الحسن البصري: "إخواننا أحبُّ إلينا من أهلينا؛ إخواننا يُذكِّروننا بالآخرة، وأهلونا يُذكِّروننا بالدنيا".
ولقد سئل محمد بن المنكدر عما بقي من لذَّته في هذه الحياة؟ فقال: "لقاء الإخوان، وإدخال السرور عليهم".
وسُئِل سفيان: ما ماء العيش؟ قال: "لقاء الإخوان".
قال النووي رحمه الله: "وكان بعضُ السلَف إذا أراد أن يدعوَ لنفسه، يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة؛ لأنَّها تُستَجاب، ويحصل له مثلها"، ويشير في ذلك إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"دعوة المرء المسلم لأخيه بظَهْر الغيب مُستَجابة، عند رأسه ملك موكَّل، كلَّما دعا لأخيه بخَيْر، قال الملَك الموكَّل به: آمين، ولك بِمِثْل" رواه مسلم.
اسْتَكْثِرَنَّ مِنَ الإِخْوَانِ إِنَّهُمُ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
خَيْرٌ لِكَانِزِهِمْ كَنْزًا مِنَ الذَّهَبِ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
كَمْ مِنْ أَخٍ لَكَ لَوْ نَابَتْكَ نَائِبَةٌ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
وَجَدْتَهُ لَكَ خَيْرًا مِنْ أَخِي النَّسَبِ