مشاهدة النسخة كاملة : القيادة النسائية في الكنيسة العالمية


تركي السعوديه
03-02-2016, 10:08 PM
بقلم الدكتورة : آن إميل زكي



شاركت في نوفمبر عام 2015 بلقاء في البرازيل جمع 100 من قيادات الكنيسة الإنجيلية بمختلف طوائفها من 40 دولة لمناقشة تأثير حركة الإصلاح على شهادة الكنيسة في مجالات التعليم والتحول الاجتماعي والسياسي، تم هذا من خلال دراسة واقع الكنيسة الحالي وتأثيرها في الأريعين دولة، وعليه وضعنا معًا إستراتيجية لاستمرارية تأثير الكنيسة في المرحلة القادمة أينما وجدت الكنيسة، كان هذا اللقاء في البرازيل الأول من لقائين، وسيتم الثاني في ألمانيا في 2016 كجزء من فعاليات الإعداد لاحتفالية كبرى بمرور 500 سنة على حركة الإصلاح في عام 2017.
أدهشني إصرار منظمي اللقاء على التمثيل المتساوي ليس فقط على مستوى الجنسيات الحاضرة من أوروبين وأفارقة وآسيويين.. إلخ، ولكن أيضًا على مستوى التمثيل العمري والنوعي والمهني، فقد قُدمت الدعوة لرعاة مرتسمين كما قدمت لقيادات كنسية من غير القساوسة، قدمت لعدد من النساء مساو لعدد الرجال، قدمت لعدد من الشباب تحت سن الاربعين مساو لعدد من الراشدين فوق سن الستين، وقدمت أيضًا بقصد واضح لتمثيل الطوائف البروتستانتية المختلفة، رأيت في هذا نموذجا جيدا لمشاركة كل فئات الكنيسة المختلفة في دائرة التفكير وصناعة القرار.
في أول يوم في اللقاء جلست للعشاء بجانب قسيسة في الستينيات من عمرها، وبعد التعارف، علمت أنها السكرتير العام للكنيسة المعمدانية في سيراليون في غرب أفريقيا، ثم انضمت إلى طاولتنا قسيسة أخرى في الأربعينيات من عمرها تعمل كأستاذة اللاهوت الرعوي في جنوب أفريقيا. لاحقًا في نفس اليوم بعد خدمة الصلاة تعرفت على قسيسة في العشرينيات من عمرها، حديثة الرسامة، ومع ذلك ترعى كنيسة من 400 عضو في قلب جاكرتا عاصمة أندونسيا.
أحاديثي مع هؤلاء القسيسات شجعني وألهمني وعلمني الكثير عن استخدام الرب لخدمة المرأة في أدوار قيادية في الكنيسة حول العالم، فقررت التعمق في البحث، فتعلمت الآتي:
في عام 1944- قررت الكنيسة الإنجيلية بالصين رسامة المرأة قسًا في وقت اضطرب فيه العالم بالحروب العالمية، فشعرت الكنيسة باستخدام كل قواها للتجاوب مع إلحاح الكرازة.
في عام 1952- قررت كنيسة الكونغو في وسط أفريقيا رسامة المرأة قسا لمواجهة أزمات العنف ضد المرأة، والتي عجز القساوسة الرجال وقتها للتدخل فيها.
في عام 1956- قررت الكنيسة المشيخية "PCUSA" في أمريكا رسامة المرأة قسًا. "لاحظوا تأخر هذا التاريخ عن التاريخين السابقين في آسيا وأفريقيا، لعلنا نبطل إشاعة أن رسامة المرأة قسًا هي بدعة غربية دخيلة على المجتمعات الشرقية".
في عام 1961- قررت الكنيسة المصلحة في اندونسيا رسامة المرأة قسًا بالرغم من وجودها في أكبر دولة إسلامية.
في عام 1963- قررت الكنيسة المشيخية بجنوب أفريقيا رسامة المرأة قسًا لأهمية خدمتها ودورها في مناهضة العنصرية وقتها، وتقدير الكنيسة لقدرة المرأة على بناء جسور مصالحة بين الأطراف المتنازعة.
في عام 1995- قررت الكنيسة المصلحة في أمريكا الشمالية رسامة المرأة قسًا بعد صراع على تفسير النصوص الكتابية دام أكثر من 25 سنة.
في عام 1996- قررت الكنيسة المعمدانية في جاميكا رسامة المرأة قسًا بعد هجرة الكثير من رجالها إلى بلاد مجاورة للبحث عن فرص للعيش الأفضل، كما هو حالنا في الكثير من القرى المصرية.
في عام 2010– قررت رابطة الكنائس الإنجيلية في الشرق الأوسط، أن رسامة المرأة قسًا يجوز بعد تقديم تقرير وافي بالجوانب الكتابية واللاهوتية والثقافية والمجتمعية بناءً على دراسة أستمرت 20 عامًا، مناشدة أعضائها – بما فيها كنيستنا الإنجيلية المشيخية بمصر - بتعديل دستور كنائسهم للسماح برسامة المرأة قسا من نص التقرير:
"خلال اللقاء استمع المجتمعون إلى تقارير عن برامج الرابطة المتنوعة كبرنامج التربية المسيحية وبرنامج المرأة.. وعلى رأس هذه المواضيع مسألة رسامة المرأة لخدمة القسوسية في الكنائس الإنجيلية. بعد بحث طويل ومتعمق توصل المجتمعون إلى إعلان تاريخي يؤيد رسامة المرأة للقسوسية في الكنائس الإنجيلية في الشرق الأوسط، ويشجع هذه الكنائس على متابعة تنفيذ هذا القرار لما فيه خير المسيحين الإنجيلين المشرقيين وتثبيت دور المرأة في خدمة الكنيسة والمجتمع." "البيان الختامي لرابطة مجلس كنائس الشرق الأوسط، الهيئة العامة السادسة لبنان، 2010"، من الملحوظ من هذه الخبرات للكنيسة العالمية هو أن في كل هذه الحالات قامت الكنيسة بقراءة ودراسة واقعها واحتياجاتها، بالتوازي مع فحص حقيقي لاستعداد ودعوة بناتها وسيداتها، وأخيرًا قررت الكنيسة تأهيلهن لأدوار قيادية، وهنا يثور السؤال: هل لدينا قراءة جيدة لاحتياجات كنيستنا الحالية وإستراتيجية واضحة لمستقبل الكنيسة تشمل استثمارً جيدً لدور المرأة في كل خدمات الكنيسة؟
ومن الجدير بالذكر أيضًا هو أن في كل هذه الحالات، بلا استثناء، كان قرار قبول المرأة في كليات اللاهوت سابقًا لقرار سنودس الكنيسة برسامتها. هذا الأمر يسر على كليات اللاهوت التابعة للكنيسة تقديم خادمات مؤهلات لخدمة الكنيسة على كل المستويات في اللحظة التي قرر السنودس رسامة المرأة. ويبقى السؤال: ألم يحن الوقت لتأهيل وإعداد المرأة من خلال كل برامج كلية اللاهوت الانجيلية بما فيها برنامج إعداد الرعاة؟
العالم سابقنا في قرار رسامة المرأة قسًا في البلاد الشرقية، والبلاد غير المسيحية، وحتى البلاد التي تطغي عليها ثقافة الأبوية والذكورية، ونحن الإنجيليين المصريين -أصحاب الإصلاح- قد تأخرنا كثيرًا إلى متى ننتظر؟ المجتمع المصري يراقبنا متحيرًا، أنطبق ونحيا لاهوتنا المصلح وعقيدتنا الانجيلية التي أذعناها في كلمات كثيرة من منابرنا وكتاباتنا عبر السنين، أم نغير كلماتنا للتماشى مع شكل حياتنا؟
أن لم نقتنع ونصدق عن يقين أن المرأة شريك حقيقي في الإرسالية، وأن تحقيق هذه الإرسالية يتطلب تأكيدا كنسيا-مجتمعيا رسميا لدور المرأة في الكنيسة، فلا نلوم مجتمعنا إذا احتار فينا، ولا نلوم العالم إذا سبقنا وانفصلنا عنه.
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>

Adsense Management by Losha