تركي السعوديه
03-02-2016, 10:39 PM
محمود الغيطاني
أصدر الروائى محمد علاء الدينروايته الأولى «إنجيل آدم» في ????م، وأثبت من خلالها أن لديه شكلًا يخصه في كتابةالرواية، ويعمل على عالم مختلف تمامًا لا يطرقه سواه، قدم علاء الدين العديد من الأعمالالروائية المتميزة بوتيرة تكاد تكون ثابتة، أي عمل تقريبًا كل عام، وتكاد تكون روايتهالأخيرة «كلب بلدى مدرب» من أشهر أعماله الروائية بعد عمله الأول، وهى الرواية التيتناول فيها إحدى الشخصيات التي تكتب قصصًا جنسية لمواقع البورنو على شبكة الإنترنت،تُرجمت معظم أعمال علاء الدين إلى العديد من اللغات الأجنبية، وأشاد به العديد من النقاد.هنا حوارنا معه..
? رغم تورطك في الأحداث السياسية ومتابعتها إلا أنها لم تشغلكعن مشروعك، بل جاءت إصداراتك في وتيرة تكاد تكون منتظمة كل عام؟.
- نعم، تقريبًا هوكذلك، أظن أن مهنتك وشاغلك الأول هو الكتابة، لا أقصد تماما أن يكون هذا الأمر مقصودًا،أغلب ما أقصده هو عفوية الفعل، بل جبريته أحيانًا، تلك الدودة التي تلتهم الكاتب كماقال يوسا: «أنا مُتفرغ للكتابة، وأكتب بسرعة لأننى، كما آمل، أكتب مطولا في دماغى قبلأن أطبع الحروف فوق صفحة الكمبيوتر» أظن أنه من الطبيعى جدا أن أحافظ على وتيرة شبهمنتظمة للنشر ما دمت أعتقد، والله ستار حليم، أن هناك شيئًا يستحق نشره في هذه الصفحات.
? ذكرك الكاتب الأمريكى «بول توتونجى» في مقاله «خمسة مؤلفينمصريين لا تعرفهم، لكن يتوجب عليك قراءتهم»، ولك العديد من الأعمال الروائية المهمة،ورغم ذلك نرى إقبال القراء على كتابات أخرى أقل شأنا، ما تفسير ذلك؟
- نعم، وكان مقال بوللفتة طيبة، خاصة مع ذكر بهاء طاهر، وخيرى شلبى، ويوسف زيدان، وصديقتى العزيزة منصورةعز الدين في هذه القائمة، وأشكرك على مجاملتك الرقيقة هنا. حسنا، دعنا نقول: إنه، وبصفةعامة، فقد اعتبر النقاد الغربيون تشارلز ديكنز آخر من جمع بين الأدب الرفيع وغزارةالمبيعات، حتى ماركيز نفسه لم يبلغ ما حققه ديكنز، بالقطع لا يبيع ساراماجو مثلما يبيعستيفن كينج، ولكننى أود سؤالك: وما عيب ستيفن كينج؟! قد يكون أحيانا مقياس «الجدية»أو «التميز» خاصًا بنخبة من الكتاب والنقاد، حتى صك مصطلح «كاتب الكٌتاب» للدلالة علىالكتاب العظماء الذين يفتتن بهم الكتاب أقرانهم، رغم ضعف مقرؤيتهم تبعًا لآليات السوق،انظر إلى جويس وبروست مثلا. أعلم أنه مخيب قليلا لآمال النخبة أن أقول: إننى لا أمتعضأبدًا من هذه الكتابات، ولا أرتدى زى «محرق الكتب» الشهير في رواية برادبيرى. قد تكونفرادة الكتابة العظيمة هي تجاوزها لزمانها، وهو الأمر الذي يُقلل من مقرؤيتها، ولكنهناك كتابات أخرى، وقابلة جًدا أن تكون عظيمة بذاتها وأن تكون أمثلة حقيقية للأدب الرفيع(بالمناسبة لا أحب هذا التعبير)، هي ابنة زمانها والمعبرة عنه، ليس الأمر عيبًا أبدًا،فقط أتمنى أن يتقن كُتاب مثل هذه الأنواع كتابتهم إلى حد الأستاذية، مثل كينج.
? نلاحظ الآن وفرة في الإصدارات الروائية لم نلحظها من قبل،ومعظم هذه الإصدارات بمعيار الكتابة الروائية هي كتابات خفيفة لكن يصدر منها ما يزيدعلى العشر طبعات، هل المشكلة هنا في الكتابة الجادة التي لا تجد من يهتم بقراءتها،أم في مستوى الوعي؟
- انظر، أعتقد أن الإباحةخير جدا من المنع، والتوافر أفضل طبعا من الشح. أُفضل نشر عشرين كتابا بها كتابان جيدان،عن خمسة بها واحد عظيم. الفكرة هي أن الكاتب الجيد قابل دائما للتطور، والنشر يفيدالكاتب في التعلم والخبرة، سواء من خلال الآراء العابرة أو الملاحظات العميقة. بالتالىأرى أن هذه الكثافة شيء صحى تماما مهما يكن في الأمر، لسبب أدبى ذكرته لك، ولسبب عملىآخر، وهو أن هذه الكثافة تساعد على تحويل النشر في بلادنا العربية إلى صناعة حقيقية،وهو الأمر الذي يستفيد منه جميع الكتاب على اختلاف مستوياتهم، مثلا، نعانى كثيرًا منضعف آليات التوزيع لكل الكتابات المنشورة بلا استثناء، وهذا التحول المأمول قد يساعدجدا. شيء آخر هو أننا جميعا، تقريبا، بدأنا بقراءة كتب خفيفة، وكانت مدخلًا لنا لقراءةما هو أعمق وأكثر جودة، وإذا انتقل ??? فقط من هؤلاء القراء مثلما انتقلنا، فسأعتبرهذا رائعًا.
? كتبت مجموعتك القصصية «موسم الهجرة إلى أركيديا» التي كانتعبارة عن ثلاث قصص فقط، ومن الملاحظ طول هذه القصص نسبيا، هل كتابتك للرواية جعلتكغير قادر على التخلص من النفس الروائى الطويل؟
- أبدا، لقد بدأت كتابتىبمجموعة قصص قصيرة (كما هي عادة الروائيين) وكنت سعيدا برؤية ? آلاف نسخة تنفد في وقتقياسى، لا يزال لها محبوها الذين أشكرهم جدا، كذلك الحال مع مجموعتى الثانية «الحياةالسرية للمواطن م»، ثم «الصغير والحالى» التي أظن أنها قد دعمت جدًا صيحة «القصة النبضة»أو «القصة القصيرة جدًا»، وأنا فخور بإنجازى القصصى كما أنا فخور بإنجازى الروائى الذيهو بيتى الأول. لا أعلم لم كتبت أركيديا بهذا الشكل، شكل القصة الطويلة شبه الروائية.دعنى أضحك عليك وأقول لك مثلما يقول الكتاب العظام، حين لا يعلمون: «أعتقد أنها كتبتنفسها».
? في روايتك الأولى «إنجيل آدم» اعتمدت اعتمادًا كاملًا علىأسلوب التداعى الحر، لكن النصف الثانى منها كان يتماس كثيرا مع الأسطورة الدينية وكأنكتُعيد تشكيلها مرة أخرى، من وجهة نظر دينية، ألم تخش سطوة المد الدينى الذي يترصد الكتاباتالأدبية التي تتعرض لذلك؟
- أبدا، ورجعت لذلكفي روايتى الثالثة «الصنم»، التي اختارها النقاد هي وآدم باعتبارهما ضمن أفضل كتب العقدالأول من القرن الواحد والعشرين، في العدد الخاص بهذا في جريدة أخبار الأدب. أظن أننىكنت محظوظًا بالنظر إلى ما ناله هذان الكتابان من شهرة أو تقدير. على العموم، دعنىأحكى لك حكاية: قال لى قارئ في الإسكندرية: إن هناك من معارفه السلفيين من أمسك بالرواية،وأخذ يدون الملاحظات على هامشها، على غرار «كافر»، و«يستتاب»، وإلخ.. الأمر المثيرللدهشة والسعادة أنه أكمل هوامشه حتى نهاية الرواية.
? معظم الشخصيات في عالمك الروائى هي شخصيات منكفئة على ذاتها،لا ترغب في الخروج من شرنقتها وكأنها رافضة للواقع الذي تعيشه ومن ثم تُفضل الحياةداخل ذاتها، ولعل هذا ملمح رئيس من ملامح جيلنا الروائى بالكامل تقريبًا، هل انتهىبالفعل عصر القضايا الكبرى في الفن، أم أن هذا الجيل غير مهتم غير بذاته فقط ولا يرىما هو خارجها؟
- لا أتفق مع هذا الرأى،أظن أننى مُعجب تماما بما قاله إبراهيم فرغلى في مقاله العذب عن «إنجيل آدم» في النهاراللبنانية (بالمناسبة أنا أشكره عليه جدا، هو نادر ومقل في الكتابة عن الروائيين الزملاء،غير قراءته البديعة للرواية): هي ذاتية منفتحة على العالم، يبدو لى أن ما تصفه هو لعنةجيل التسعينيات التي لم يخرج منها حتى الآن، ولكنى أظن أن شخصياتى لها فراداتها وفىنفس الوقت انغماسها فيما يجرى حولها. إذا تكلمت عن الجيل: لا يوجد جيل لا يهتم إلابذاته وينزل ليعرض نفسه للقتل في يناير ????م وما بعدها.
? رغم أن روايتك «كلب بلدى مدرب» هي الأحدث من بين أعمالكتقريبا إلا أنها الأكثر شهرة بعد روايتك الأولى «إنجيل آدم»، هل ترى أن العالم الذياخترته لها قد ساهم في هذا الانتشار حينما رآه القارئ عالما غريبا عنه؟
- لا أظن أنه غريبعنه، ولكن فكرة أن يمتهن أحدهم كتابة القصص الجنسية هي الغريبة (رغم أننى قابلت فعلامن يفعل ذلك، وساعدنى مشكورا في بعض التفاصيل)، فيما عدا ذلك أظن أن كل مفردات هذاالعالم مألوفة وقريبة لمن يقرأ، حتى استخدام العامية في الحوار لأول مرة في كتابتى.السبب الثانى، فيما أظن، أنها رواية درامية، بمعنى أن لها حكاية، لها بداية ووسط ونهايةبشكل معتاد وهادئ، اعتبر بعض النقاد الإيطاليين أنها يمكن تحويلها لفيلم بجدارة.
? قدم محمد علاء الدين عالما روائيا يخصه وحده لم يتشابه فيهمع أحد، ولا ينكر أحد أهمية ما تقدمه من أعمال روائية مختلفة عن السائد، ولكن اجتنبتكالجوائز رغم ترجمة جل هذه الأعمال للعديد من اللغات، هل ترى تقصيرا في تقدير ما تكتبه،وهل ستضيف لك الجوائز كثيرا في مقابل التقدير النقدي؟
- أشكرك مرة أخرى علىهذه المجاملة. في الحقيقة أنا أتحمل نصف المسئولية، فقد ظللت عازفا عن التقدم للجوائزمنذ حصول روايتى غير المنشورة «الدوائر» على الجائزة القومية لهيئة قصور الثقافة فيالعام ????م، حتى العام ????م تقريبا، تحت ضغوط الحياة المشتركة مع رفيقة حياتى السابقةوتحت إلحاح العديد من الأصدقاء ومنهم بهاء طاهر، ومحمد فتحى كمثال. ووصل بى الأمر قبلهاإلى الاتصال بالدكتورة فاطمة البودى لسحب ترشيح «اليوم الثانى والعشرون» للدورة الأولىمن البوكر. النصف الآخر أظن أن السياسة تتحمل وزر ذلك. نعم، قد يكون هناك «معارضون»،و«ثوريون» يحصلون على الجوائز، ولكن هناك خطًا رفيعًا: هم يقبلون بالدولة ولكنهم يختلفونعلى الأنظمة أو الأشخاص، وأنا أرفض هذه الدولة من أساسها، وأرى في طريقة تخطيطها وبنائهاالمشكلة. هذا فارق لا يدركه الكثيرون، ولكنه فعلى وحقيقى. لا أستغرب مثلا منعى من كتابةالمقالات في مصر لذلك.
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
أصدر الروائى محمد علاء الدينروايته الأولى «إنجيل آدم» في ????م، وأثبت من خلالها أن لديه شكلًا يخصه في كتابةالرواية، ويعمل على عالم مختلف تمامًا لا يطرقه سواه، قدم علاء الدين العديد من الأعمالالروائية المتميزة بوتيرة تكاد تكون ثابتة، أي عمل تقريبًا كل عام، وتكاد تكون روايتهالأخيرة «كلب بلدى مدرب» من أشهر أعماله الروائية بعد عمله الأول، وهى الرواية التيتناول فيها إحدى الشخصيات التي تكتب قصصًا جنسية لمواقع البورنو على شبكة الإنترنت،تُرجمت معظم أعمال علاء الدين إلى العديد من اللغات الأجنبية، وأشاد به العديد من النقاد.هنا حوارنا معه..
? رغم تورطك في الأحداث السياسية ومتابعتها إلا أنها لم تشغلكعن مشروعك، بل جاءت إصداراتك في وتيرة تكاد تكون منتظمة كل عام؟.
- نعم، تقريبًا هوكذلك، أظن أن مهنتك وشاغلك الأول هو الكتابة، لا أقصد تماما أن يكون هذا الأمر مقصودًا،أغلب ما أقصده هو عفوية الفعل، بل جبريته أحيانًا، تلك الدودة التي تلتهم الكاتب كماقال يوسا: «أنا مُتفرغ للكتابة، وأكتب بسرعة لأننى، كما آمل، أكتب مطولا في دماغى قبلأن أطبع الحروف فوق صفحة الكمبيوتر» أظن أنه من الطبيعى جدا أن أحافظ على وتيرة شبهمنتظمة للنشر ما دمت أعتقد، والله ستار حليم، أن هناك شيئًا يستحق نشره في هذه الصفحات.
? ذكرك الكاتب الأمريكى «بول توتونجى» في مقاله «خمسة مؤلفينمصريين لا تعرفهم، لكن يتوجب عليك قراءتهم»، ولك العديد من الأعمال الروائية المهمة،ورغم ذلك نرى إقبال القراء على كتابات أخرى أقل شأنا، ما تفسير ذلك؟
- نعم، وكان مقال بوللفتة طيبة، خاصة مع ذكر بهاء طاهر، وخيرى شلبى، ويوسف زيدان، وصديقتى العزيزة منصورةعز الدين في هذه القائمة، وأشكرك على مجاملتك الرقيقة هنا. حسنا، دعنا نقول: إنه، وبصفةعامة، فقد اعتبر النقاد الغربيون تشارلز ديكنز آخر من جمع بين الأدب الرفيع وغزارةالمبيعات، حتى ماركيز نفسه لم يبلغ ما حققه ديكنز، بالقطع لا يبيع ساراماجو مثلما يبيعستيفن كينج، ولكننى أود سؤالك: وما عيب ستيفن كينج؟! قد يكون أحيانا مقياس «الجدية»أو «التميز» خاصًا بنخبة من الكتاب والنقاد، حتى صك مصطلح «كاتب الكٌتاب» للدلالة علىالكتاب العظماء الذين يفتتن بهم الكتاب أقرانهم، رغم ضعف مقرؤيتهم تبعًا لآليات السوق،انظر إلى جويس وبروست مثلا. أعلم أنه مخيب قليلا لآمال النخبة أن أقول: إننى لا أمتعضأبدًا من هذه الكتابات، ولا أرتدى زى «محرق الكتب» الشهير في رواية برادبيرى. قد تكونفرادة الكتابة العظيمة هي تجاوزها لزمانها، وهو الأمر الذي يُقلل من مقرؤيتها، ولكنهناك كتابات أخرى، وقابلة جًدا أن تكون عظيمة بذاتها وأن تكون أمثلة حقيقية للأدب الرفيع(بالمناسبة لا أحب هذا التعبير)، هي ابنة زمانها والمعبرة عنه، ليس الأمر عيبًا أبدًا،فقط أتمنى أن يتقن كُتاب مثل هذه الأنواع كتابتهم إلى حد الأستاذية، مثل كينج.
? نلاحظ الآن وفرة في الإصدارات الروائية لم نلحظها من قبل،ومعظم هذه الإصدارات بمعيار الكتابة الروائية هي كتابات خفيفة لكن يصدر منها ما يزيدعلى العشر طبعات، هل المشكلة هنا في الكتابة الجادة التي لا تجد من يهتم بقراءتها،أم في مستوى الوعي؟
- انظر، أعتقد أن الإباحةخير جدا من المنع، والتوافر أفضل طبعا من الشح. أُفضل نشر عشرين كتابا بها كتابان جيدان،عن خمسة بها واحد عظيم. الفكرة هي أن الكاتب الجيد قابل دائما للتطور، والنشر يفيدالكاتب في التعلم والخبرة، سواء من خلال الآراء العابرة أو الملاحظات العميقة. بالتالىأرى أن هذه الكثافة شيء صحى تماما مهما يكن في الأمر، لسبب أدبى ذكرته لك، ولسبب عملىآخر، وهو أن هذه الكثافة تساعد على تحويل النشر في بلادنا العربية إلى صناعة حقيقية،وهو الأمر الذي يستفيد منه جميع الكتاب على اختلاف مستوياتهم، مثلا، نعانى كثيرًا منضعف آليات التوزيع لكل الكتابات المنشورة بلا استثناء، وهذا التحول المأمول قد يساعدجدا. شيء آخر هو أننا جميعا، تقريبا، بدأنا بقراءة كتب خفيفة، وكانت مدخلًا لنا لقراءةما هو أعمق وأكثر جودة، وإذا انتقل ??? فقط من هؤلاء القراء مثلما انتقلنا، فسأعتبرهذا رائعًا.
? كتبت مجموعتك القصصية «موسم الهجرة إلى أركيديا» التي كانتعبارة عن ثلاث قصص فقط، ومن الملاحظ طول هذه القصص نسبيا، هل كتابتك للرواية جعلتكغير قادر على التخلص من النفس الروائى الطويل؟
- أبدا، لقد بدأت كتابتىبمجموعة قصص قصيرة (كما هي عادة الروائيين) وكنت سعيدا برؤية ? آلاف نسخة تنفد في وقتقياسى، لا يزال لها محبوها الذين أشكرهم جدا، كذلك الحال مع مجموعتى الثانية «الحياةالسرية للمواطن م»، ثم «الصغير والحالى» التي أظن أنها قد دعمت جدًا صيحة «القصة النبضة»أو «القصة القصيرة جدًا»، وأنا فخور بإنجازى القصصى كما أنا فخور بإنجازى الروائى الذيهو بيتى الأول. لا أعلم لم كتبت أركيديا بهذا الشكل، شكل القصة الطويلة شبه الروائية.دعنى أضحك عليك وأقول لك مثلما يقول الكتاب العظام، حين لا يعلمون: «أعتقد أنها كتبتنفسها».
? في روايتك الأولى «إنجيل آدم» اعتمدت اعتمادًا كاملًا علىأسلوب التداعى الحر، لكن النصف الثانى منها كان يتماس كثيرا مع الأسطورة الدينية وكأنكتُعيد تشكيلها مرة أخرى، من وجهة نظر دينية، ألم تخش سطوة المد الدينى الذي يترصد الكتاباتالأدبية التي تتعرض لذلك؟
- أبدا، ورجعت لذلكفي روايتى الثالثة «الصنم»، التي اختارها النقاد هي وآدم باعتبارهما ضمن أفضل كتب العقدالأول من القرن الواحد والعشرين، في العدد الخاص بهذا في جريدة أخبار الأدب. أظن أننىكنت محظوظًا بالنظر إلى ما ناله هذان الكتابان من شهرة أو تقدير. على العموم، دعنىأحكى لك حكاية: قال لى قارئ في الإسكندرية: إن هناك من معارفه السلفيين من أمسك بالرواية،وأخذ يدون الملاحظات على هامشها، على غرار «كافر»، و«يستتاب»، وإلخ.. الأمر المثيرللدهشة والسعادة أنه أكمل هوامشه حتى نهاية الرواية.
? معظم الشخصيات في عالمك الروائى هي شخصيات منكفئة على ذاتها،لا ترغب في الخروج من شرنقتها وكأنها رافضة للواقع الذي تعيشه ومن ثم تُفضل الحياةداخل ذاتها، ولعل هذا ملمح رئيس من ملامح جيلنا الروائى بالكامل تقريبًا، هل انتهىبالفعل عصر القضايا الكبرى في الفن، أم أن هذا الجيل غير مهتم غير بذاته فقط ولا يرىما هو خارجها؟
- لا أتفق مع هذا الرأى،أظن أننى مُعجب تماما بما قاله إبراهيم فرغلى في مقاله العذب عن «إنجيل آدم» في النهاراللبنانية (بالمناسبة أنا أشكره عليه جدا، هو نادر ومقل في الكتابة عن الروائيين الزملاء،غير قراءته البديعة للرواية): هي ذاتية منفتحة على العالم، يبدو لى أن ما تصفه هو لعنةجيل التسعينيات التي لم يخرج منها حتى الآن، ولكنى أظن أن شخصياتى لها فراداتها وفىنفس الوقت انغماسها فيما يجرى حولها. إذا تكلمت عن الجيل: لا يوجد جيل لا يهتم إلابذاته وينزل ليعرض نفسه للقتل في يناير ????م وما بعدها.
? رغم أن روايتك «كلب بلدى مدرب» هي الأحدث من بين أعمالكتقريبا إلا أنها الأكثر شهرة بعد روايتك الأولى «إنجيل آدم»، هل ترى أن العالم الذياخترته لها قد ساهم في هذا الانتشار حينما رآه القارئ عالما غريبا عنه؟
- لا أظن أنه غريبعنه، ولكن فكرة أن يمتهن أحدهم كتابة القصص الجنسية هي الغريبة (رغم أننى قابلت فعلامن يفعل ذلك، وساعدنى مشكورا في بعض التفاصيل)، فيما عدا ذلك أظن أن كل مفردات هذاالعالم مألوفة وقريبة لمن يقرأ، حتى استخدام العامية في الحوار لأول مرة في كتابتى.السبب الثانى، فيما أظن، أنها رواية درامية، بمعنى أن لها حكاية، لها بداية ووسط ونهايةبشكل معتاد وهادئ، اعتبر بعض النقاد الإيطاليين أنها يمكن تحويلها لفيلم بجدارة.
? قدم محمد علاء الدين عالما روائيا يخصه وحده لم يتشابه فيهمع أحد، ولا ينكر أحد أهمية ما تقدمه من أعمال روائية مختلفة عن السائد، ولكن اجتنبتكالجوائز رغم ترجمة جل هذه الأعمال للعديد من اللغات، هل ترى تقصيرا في تقدير ما تكتبه،وهل ستضيف لك الجوائز كثيرا في مقابل التقدير النقدي؟
- أشكرك مرة أخرى علىهذه المجاملة. في الحقيقة أنا أتحمل نصف المسئولية، فقد ظللت عازفا عن التقدم للجوائزمنذ حصول روايتى غير المنشورة «الدوائر» على الجائزة القومية لهيئة قصور الثقافة فيالعام ????م، حتى العام ????م تقريبا، تحت ضغوط الحياة المشتركة مع رفيقة حياتى السابقةوتحت إلحاح العديد من الأصدقاء ومنهم بهاء طاهر، ومحمد فتحى كمثال. ووصل بى الأمر قبلهاإلى الاتصال بالدكتورة فاطمة البودى لسحب ترشيح «اليوم الثانى والعشرون» للدورة الأولىمن البوكر. النصف الآخر أظن أن السياسة تتحمل وزر ذلك. نعم، قد يكون هناك «معارضون»،و«ثوريون» يحصلون على الجوائز، ولكن هناك خطًا رفيعًا: هم يقبلون بالدولة ولكنهم يختلفونعلى الأنظمة أو الأشخاص، وأنا أرفض هذه الدولة من أساسها، وأرى في طريقة تخطيطها وبنائهاالمشكلة. هذا فارق لا يدركه الكثيرون، ولكنه فعلى وحقيقى. لا أستغرب مثلا منعى من كتابةالمقالات في مصر لذلك.
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>