تركي السعوديه
03-02-2016, 11:14 PM
محمد سميح
لا يمكن إنكار أن مرحلة التغيير التى تمر بها مصر منذ خمس سنوات قد تسببت فى إحداث حالة من السيولة فى مختلف المجالات، وطالت شتى الهيئات الحكومية، اللهم إلا مؤسسات قليلة ظلت متماسكة، لتتمكن من السيطرة على البقية الباقية من هذا الوطن حتى نجتاز تلك المرحلة.
وربما حالة السيولة والتفكك تلك هى التى دعت رئيس الجمهورية فى خطابه الأخير للشعب أن يقول «إحنا فى معادلة صعبة إزاى أحكمها متقعش منى وميحصلش تجاوزات»، ورغم ذلك لم تصل الرسالة لا للحكومة ولا للأطراف التى قصدها الرئيس، بل على العكس لقد زادت التجاوزات من فئات وشخصيات فى المجتمع خلال هذا الأسبوع، مما جعل المواطن العادى يشعر أننا أصبحنا نعيش فى سيرك لا قواعد له، وليس وطنا يملك ترسانة قوانين كفيلة بالسيطرة على الأمم المتحدة بجلالة قدرها.
لكن يبدو واضحا سيادة الرئيس أن حكومة إسماعيل التى تدافع عنها فى كل مناسبة وترى أنها تؤدى واجبها، وقلت فى نفس الخطاب إنك تتابع عملها عن كثب، وأنها لا تدخر وسعاً من أجل تحقيق التقدم المنشود على كل الأصعدة المكلفة بها، بل دعوت البرلمان -حتى إن كان بشكل غير مباشر- لمنح الثقة لها، هذه الحكومة تقف عاجزة تماما أمام حالة السيولة تلك، كما تقف مكتوفة الأيدى بشكل غير مفهوم إزاء ما يحدث، وإلا فكيف نفسر عجزها فى مواجهة وصلات السباب والجنان الرسمى التى انتابت من يظهرون على الشاشات الفضائية، سواء مقدمين أو ضيوف، ولنا فى توفيق عكاشة نموذج أسود لما نتحدث عنه، لتخرج علينا ممثلة الدولة وهى السيدة رئيسة المنطقة الإعلامية الحرة التابعة لوزارة الاستثمار، لتقول أن أحدا لم يتقدم بشكوى ضد حلقة هذا المطبع الذى سب فيها أشخاصا وأساء لدول عربية، ونست ممثلة الدولة أنها سبق أن أوقفت عكاشة، وهددت قناته بإلغاء الترخيص مرات عدة دون أن يتقدم أحد بشكوى، لكنها تعتمد على أننا أصحاب ذاكرة سمك سرعان ما ننسى، ولو كانت المنطقة الإعلامية الحرة طبقت قوانينها الواضحة على الفضائيات لما كنا وصلنا لمرحلة تبادل السباب فى شتى القنوات الفضائية، لكن حالة العجز تلك ستوصلنا لمرحلة تبادل الضيوف الضرب بالأحذية، كما كان الحال فى برلماننا الموقر خلال الأيام الماضية الذى تحول هو الآخر لنموذج من نماذج السيولة والتفكك فى الوطن.
ولم يكن جنان الفضائيات هو النموذج الوحيد على عجز الحكومة، بل هناك العديد من نماذج الارتعاش التى أضحت علامة مميزة لشريف إسماعيل ووزرائه، فعندما تسمع من مصادر مقربة أن رئيس حكومة مصر يجمد قرارات كان سيتخذها لحل إحدى المشاكل، وينتصر لفئة تنتظر تأشيرته الغالية، لكن بعد تدخل أحد الوسطاء لصالح الطرف الأقوى، يقرر رئيس حكومتنا تجميد الموضوع، فاعلم أن القادم أسوء لأن حالة السيولة التى نتحدث عنها لن تجعل من تجاهل إسماعيل لمطالبهم أناس يلتزمون السكينة والاستكانة بل سيصعدون ويتظاهرون ويعتصمون ويهددون، وساعتها ستسارع كل أجهزة الدولة لتتفاوض معهم، بعد أن تصبح الفضيحة بجلاجل، ولنا فيما حدث مع أزمة الأطباء وأمناء الشرطة نموذج يشبه الحالة التى نحذر منها، فالحكومة تركت الأزمه تتصاعد وتجاهلت مطالب الأطباء ونقابتهم، ثم جلست تلطم الخدود بعد أن صعدت النقابة ضدها، لأنها حكومة عاجزة، ولو عددنا نماذج ارتعاش حكومتنا السنية فلن تكفى صفحات الجريدة، فما نسمعه كل ساعة يجعلنا موقنين أن وقت إقالة إسماعيل ومعظم وزرائه قد حان، لأن بصمته هو -وليس بصمة الرئيس- لم ولن تظهر فى أى مجال يلمسه المواطن البسيط، وقد يظلم الرئيس نفسه حين يترك تلك الحكومة بتشكيلها الحالى تطلب الثقة من البرلمان لأن المجهودات التى يبذلها ليل نهار ليشعر المواطن بتحسن أحواله يمحيها إسماعيل وحكومته العاجزة المرتعشة دون أن يبذل مجهودا كبيرا.
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
لا يمكن إنكار أن مرحلة التغيير التى تمر بها مصر منذ خمس سنوات قد تسببت فى إحداث حالة من السيولة فى مختلف المجالات، وطالت شتى الهيئات الحكومية، اللهم إلا مؤسسات قليلة ظلت متماسكة، لتتمكن من السيطرة على البقية الباقية من هذا الوطن حتى نجتاز تلك المرحلة.
وربما حالة السيولة والتفكك تلك هى التى دعت رئيس الجمهورية فى خطابه الأخير للشعب أن يقول «إحنا فى معادلة صعبة إزاى أحكمها متقعش منى وميحصلش تجاوزات»، ورغم ذلك لم تصل الرسالة لا للحكومة ولا للأطراف التى قصدها الرئيس، بل على العكس لقد زادت التجاوزات من فئات وشخصيات فى المجتمع خلال هذا الأسبوع، مما جعل المواطن العادى يشعر أننا أصبحنا نعيش فى سيرك لا قواعد له، وليس وطنا يملك ترسانة قوانين كفيلة بالسيطرة على الأمم المتحدة بجلالة قدرها.
لكن يبدو واضحا سيادة الرئيس أن حكومة إسماعيل التى تدافع عنها فى كل مناسبة وترى أنها تؤدى واجبها، وقلت فى نفس الخطاب إنك تتابع عملها عن كثب، وأنها لا تدخر وسعاً من أجل تحقيق التقدم المنشود على كل الأصعدة المكلفة بها، بل دعوت البرلمان -حتى إن كان بشكل غير مباشر- لمنح الثقة لها، هذه الحكومة تقف عاجزة تماما أمام حالة السيولة تلك، كما تقف مكتوفة الأيدى بشكل غير مفهوم إزاء ما يحدث، وإلا فكيف نفسر عجزها فى مواجهة وصلات السباب والجنان الرسمى التى انتابت من يظهرون على الشاشات الفضائية، سواء مقدمين أو ضيوف، ولنا فى توفيق عكاشة نموذج أسود لما نتحدث عنه، لتخرج علينا ممثلة الدولة وهى السيدة رئيسة المنطقة الإعلامية الحرة التابعة لوزارة الاستثمار، لتقول أن أحدا لم يتقدم بشكوى ضد حلقة هذا المطبع الذى سب فيها أشخاصا وأساء لدول عربية، ونست ممثلة الدولة أنها سبق أن أوقفت عكاشة، وهددت قناته بإلغاء الترخيص مرات عدة دون أن يتقدم أحد بشكوى، لكنها تعتمد على أننا أصحاب ذاكرة سمك سرعان ما ننسى، ولو كانت المنطقة الإعلامية الحرة طبقت قوانينها الواضحة على الفضائيات لما كنا وصلنا لمرحلة تبادل السباب فى شتى القنوات الفضائية، لكن حالة العجز تلك ستوصلنا لمرحلة تبادل الضيوف الضرب بالأحذية، كما كان الحال فى برلماننا الموقر خلال الأيام الماضية الذى تحول هو الآخر لنموذج من نماذج السيولة والتفكك فى الوطن.
ولم يكن جنان الفضائيات هو النموذج الوحيد على عجز الحكومة، بل هناك العديد من نماذج الارتعاش التى أضحت علامة مميزة لشريف إسماعيل ووزرائه، فعندما تسمع من مصادر مقربة أن رئيس حكومة مصر يجمد قرارات كان سيتخذها لحل إحدى المشاكل، وينتصر لفئة تنتظر تأشيرته الغالية، لكن بعد تدخل أحد الوسطاء لصالح الطرف الأقوى، يقرر رئيس حكومتنا تجميد الموضوع، فاعلم أن القادم أسوء لأن حالة السيولة التى نتحدث عنها لن تجعل من تجاهل إسماعيل لمطالبهم أناس يلتزمون السكينة والاستكانة بل سيصعدون ويتظاهرون ويعتصمون ويهددون، وساعتها ستسارع كل أجهزة الدولة لتتفاوض معهم، بعد أن تصبح الفضيحة بجلاجل، ولنا فيما حدث مع أزمة الأطباء وأمناء الشرطة نموذج يشبه الحالة التى نحذر منها، فالحكومة تركت الأزمه تتصاعد وتجاهلت مطالب الأطباء ونقابتهم، ثم جلست تلطم الخدود بعد أن صعدت النقابة ضدها، لأنها حكومة عاجزة، ولو عددنا نماذج ارتعاش حكومتنا السنية فلن تكفى صفحات الجريدة، فما نسمعه كل ساعة يجعلنا موقنين أن وقت إقالة إسماعيل ومعظم وزرائه قد حان، لأن بصمته هو -وليس بصمة الرئيس- لم ولن تظهر فى أى مجال يلمسه المواطن البسيط، وقد يظلم الرئيس نفسه حين يترك تلك الحكومة بتشكيلها الحالى تطلب الثقة من البرلمان لأن المجهودات التى يبذلها ليل نهار ليشعر المواطن بتحسن أحواله يمحيها إسماعيل وحكومته العاجزة المرتعشة دون أن يبذل مجهودا كبيرا.
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>