ياهو مكتوب الأردن
05-07-2016, 12:24 PM
في هذه المقالة نريد أن نسمعكم أيها القراء الكرام شيئاً من حكم سيد الأنبياء التي تدور عليها مصالح الدنيا والآخرة، فنقول: روى الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان من حديث أسود بن أصرم المحاربي قال: (قلت: يا رسول الله أوصني، قال: هل تملك لسانك؟ قلت: ما أملك إذا لم أملك لساني؟ قال: فهل تملك يدك؟ قلت: فما أملك إذا لم أملك يدي؟ قال: فلا تقل بلسانك إلا معروفاً، ولا تبسط يدك إلا إلى خير). وفي مسند الإمام أحمد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ) [قال الهيثمي في المجمع: في إسناده عليُّ بن مسعدة، وثَّقه جماعةٌ، وضعَّفه آخرون]. وخرَّج الطبراني من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَخْزُنَ مِنْ لِسَانِهِ) [قال الهيثمي في المجمع: فيه داود بن هلال، ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه ضعفا، وبقيَّة رجاله رجال الصحيح غير زهير بن عبَّاد وقد وثَّقه جماعة]. وخرَّج الطبراني أيضاً من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّكَ لَنْ تَزَالَ سَالِمًا مَا سَكَتَّ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ كُتِبَ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ) [قال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات]. وخَرَّج الإمام أحمد أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْنُو مِنَ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا قِيدُ ذِرَاعٍ فَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فَيَتَبَاعَدُ مِنْهَا أَبْعَدَ مِنْ صَنْعَاءَ) [قال الهيثمي في المجمع: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، وقد وُثِّق]. وخَرَّج الإمام أحمد والترمذي والنسائي من حديث بلال بن الحارث قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها سخطه إلى يوم القيامة) [قال الحافظ العراقي: حسن صحيح]. وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِي جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيسْكُتْ) [أخرجه البخاري ومسلم]. وقال الله سبحانه وتعالى: [مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ] {ق:18}. وقد أجمع السلف الصالح على أنَّ الذي عن يمينه هو الذي يكتب الحسنات، والذي عن شماله يكتب السيئات. وخرَّج الإمام أحمد وأبو داود والنَّسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ، إِلَّا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً). عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا جَلَسَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ لَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ عَلَيْهِمْ تِرَةً، وَلَا قَعَدَ قَوْمٌ لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ إِلَّا كَانَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ تِرَةُ) أي: نقص. [أخرجه الترمذي وحسَّنه، والحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه]. وخرَّج أبو داود والنسائي من حديث أبي سعيد أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (ما من قوم يجلسون مجلساً لا يذكرون الله فيه إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة). وقال مجاهد: ما جلس قوم مجلساً فتفرَّقوا قبل أن يَذكروا الله إلا تفرَّقوا عن أنتن ريح، وكان مجلسهم يشهد عليهم بغفلتهم، وما جلس قوم مجلساً فذكروا الله قبل أن يتفرَّقوا إلا تفرَّقوا عن أطيب ريح المسك وكان مجلسهم يشهد لهم بذكرهم. وقال بعض السلف: يعرض على ابن آدم يوم القيامة ساعات عمر فكل ساعة لم يذكر الله فيها تتقطع نفسه عليها حسرات. وخَرَّج الطبراني من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: (ما من ساعة تمرُّ بابن آدم يذكر الله فيها بخير إلا تحسَّرت نفسه عليها يوم القيامة). وقد رُوي عن ابن مسعود قال: إياكم وفضولَ الكلام! حسب امرئ من الكلام ما بلغ حاجته. وعن النَّخعي قال: يهلك الناس في فضول المال وفضول الكلام. ولا غَرْوَ فإنَّ الإكثارَ من الكلام الذي لا حاجة إليه يُوجب قساوة القلب، كما في الترمذي من حديث ابن عمر مرفوعاً: (لاَ تُكْثِرُوا الكَلاَمَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ فَإِنَّ كَثْرَةَ الكَلاَمِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ، وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللهِ القَلْبُ القَاسِي) [قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن عبد الله بن حاطب]. وقال محمد بن عجلان: إنَّما الكلام أربعة: أن تذكر الله، وتقرأ القرآن، وتسأل عن علم فتخبر به، أو تتكلَّم فيما يَعنيك من أمر دنياك. وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يأخذ بلسانه ويقول: هذا أوردني الموارد! وخرَّج الإمام أحمد وابن حبان من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه: (أنَّ رجلاً قال يا رسول الله: علمني عملاً يدخلني الجنة، فذكر الحديث وفيه: فأطعم الجائع، واسق الظمآن، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من خير) [قال الهيثمي: رجاله ثقات]. قال الفُضَيل بن عِياض: ما حجٌّ ولا رِباطٌ ولا جهادٌ أشدَّ من حَبْسِ اللسان. وفي مراسيل الحسن رحمه الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عزَّ وجل قال: (علامة القرب أن يكون قلب العبد عندي متعلقاً، فإذا كان كذلك لم ينسني على حال، وإن كان كذلك متفق عليه بالاشتغال بي كي لا ينساني فإذا نسيني حركت قلبه، فإن تكلم تكلم لي، وإن سكت سكت لي، فذلك الذي تأتيه المعونة من عندي) خرَّجه إبراهيم ابن الجنيد. وصلى الله على سيدنا محمد و آله وصحبه وسلم.