فريق منتدى الدي في دي العربي
05-09-2016, 02:41 PM
واحد "لايك" وصلحه
*
هبة عبد العزيز
نظرة فابتسامة فموعد ثم لقاء.. هكذا كان الحب قديما يبدأ بالإعجاب، أما الآن - ونحن في هذه السنوات العجاب تحول الإعجاب في عصر التكنولوجيا الاتصالية إلى مجرد "لايك" وتعني أعجبني، وفي حقيقة الأمر ربما لم يقرأ مستخدم الفيس بوك المنشور جيدًا، إلا أن الإعجاب عليك هو "المكتوب يا ولدي".
مع الاعتذار للعندليب ونزار قباني معًا، أي أن الإعجاب أصبح على طريقة "نحن هنا" أو السلام عليكم.. اتفضل، وبالتبعية، فإن إعجاب حضرتك بذلك المنشور الذي لم تقرأه، وفي أحسن الأحوال ربما قرأته ولم تفهمه، وفي أحيان أخرى يحسبه المارة أخوية، يلفت نظر بقية الأصدقاء عندك من خلال "النوتفيكيشن" أو ملاحظات التفاعل؛ ولأننا أولاد بلد وجدعان لازم نشارك بإعجابنا، وفجأة تجد منشورًا فحواه أن الشخص مريض أو لديه حالة وفاة أو مكتئب نفسيًا، إلا أن كم الإعجابات تصيبك بحالة من الدهشة الصادمة، فكيف يشكو شخص همه وغمه ليجد مئات المعجبين؟!.
وبعد أن أصبحت فضيحتنا بجلاجل وفاحت رائحتها حتى أزكمت أنف الشاب الخارق للشبكات السيد "مارك" فمصمص على شفاهه قائلا: "يادي العيبة" وقرر أن يقدم لنا حلولًا ربما تخاطب ذكاءاتنا الفريدة، حتى أصبحنا ذات نهار فوجدنا خاصية مصحوبة بالـ "لايك" تحتوى على أكثر من تعبير "ضاحك، حزين، غاضب، محب"!
وهنا خرجنا من هذه الوعكة التفاعلية بصنعة لطافة أمريكية، وإعمالًا بمقولة السيد جابريل ماركيز ربنا يرحمه- "لا تتوقف عن الابتسام، حتى وإن كنت حزينًا فربما فتن أحد بابتسامتك" قد قرر هذا الشعب ألا يتوقف عن الإعجاب –عمال على بطال– وكأنه دين مكتوب عليه ولازم يرده، فإذا بالإرسال الدماغي يصيبه حالة من التشويش كتلك التي كان عليها نظيره التليفزيوني الساعة 2 صباحًا في فترة الثمانينيات، تصاحبه ربكة أيديولوجية وزغللة بصرية حين تجد أحدهم "لاطع" إعجابه على منشور مساو لمنشور وضعه في المقدار ومضاد له في الاتجاه والتوجه، ليس إيمانًا به ولا ثقة في أفكاره ولا انفصامًا في الشخصية، ولكن القصة ببساطة أنه مديون له بـ"لايك" على صفحته من كم يوم!
ومن هنا فلم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مؤشرًا حقيقيًا يعكس الحالة العامة للمجتمع أو أداة جادة لقياس الرأي العام بعد أن غرق في المجاملات المصرية الصميمة، ولم يجد من ينقذه برغم كل محاولات "مارك" البائسة.
ولن نتغافل عن تلك "اللايكات" التى تتطاير بين الجنسين كنوع من المداعبة التى تصل إلى حد التحرش الإلكتروني، فما إن تنتهي الأنثى من رفع منشورها، حتى تجد جيشًا ذكوريًا يجتاح البراح بشكل فادح، ويا حبذا لو كان المشور صورة للفتاة حتى لو كانت متصورة "سيلفي" وعاملة "بوز البطة"!!
عزيزي القاريء يؤسفني أن أزف لك بشرة غير سارة، بأننا تفوقنا على العالم الافتراضي في "الهيافة" حين نطقت أزرة الكيبورد بالفهلوة والحداقة، وتحول الفيس بوك إلى "لايك إذن أنا موجود" بينما يخطط العالم الخارجي للثورات والانقلابات والصفقات الكبرى من خلال نفس الموقع، أما نحن فنكتفي بالثرثرة والمشاركة غير المجدية لأي كلام، ربما لا نعلم عنه شيئًا مسبقًا، وليس عليك الآن، إلا أن تراقب نفسك في صمت لتحاول جاهدًا، إصلاح تلك السلوكيات التي تسمو إلى فضائح يستغلها الغرب كنوع من النكات أو "الكومكس" الساخرة على العرب وكفاية فضائح!
والسؤال: بذمتك أنت راضي عن نفسك؟
*
هبة عبد العزيز
نظرة فابتسامة فموعد ثم لقاء.. هكذا كان الحب قديما يبدأ بالإعجاب، أما الآن - ونحن في هذه السنوات العجاب تحول الإعجاب في عصر التكنولوجيا الاتصالية إلى مجرد "لايك" وتعني أعجبني، وفي حقيقة الأمر ربما لم يقرأ مستخدم الفيس بوك المنشور جيدًا، إلا أن الإعجاب عليك هو "المكتوب يا ولدي".
مع الاعتذار للعندليب ونزار قباني معًا، أي أن الإعجاب أصبح على طريقة "نحن هنا" أو السلام عليكم.. اتفضل، وبالتبعية، فإن إعجاب حضرتك بذلك المنشور الذي لم تقرأه، وفي أحسن الأحوال ربما قرأته ولم تفهمه، وفي أحيان أخرى يحسبه المارة أخوية، يلفت نظر بقية الأصدقاء عندك من خلال "النوتفيكيشن" أو ملاحظات التفاعل؛ ولأننا أولاد بلد وجدعان لازم نشارك بإعجابنا، وفجأة تجد منشورًا فحواه أن الشخص مريض أو لديه حالة وفاة أو مكتئب نفسيًا، إلا أن كم الإعجابات تصيبك بحالة من الدهشة الصادمة، فكيف يشكو شخص همه وغمه ليجد مئات المعجبين؟!.
وبعد أن أصبحت فضيحتنا بجلاجل وفاحت رائحتها حتى أزكمت أنف الشاب الخارق للشبكات السيد "مارك" فمصمص على شفاهه قائلا: "يادي العيبة" وقرر أن يقدم لنا حلولًا ربما تخاطب ذكاءاتنا الفريدة، حتى أصبحنا ذات نهار فوجدنا خاصية مصحوبة بالـ "لايك" تحتوى على أكثر من تعبير "ضاحك، حزين، غاضب، محب"!
وهنا خرجنا من هذه الوعكة التفاعلية بصنعة لطافة أمريكية، وإعمالًا بمقولة السيد جابريل ماركيز ربنا يرحمه- "لا تتوقف عن الابتسام، حتى وإن كنت حزينًا فربما فتن أحد بابتسامتك" قد قرر هذا الشعب ألا يتوقف عن الإعجاب –عمال على بطال– وكأنه دين مكتوب عليه ولازم يرده، فإذا بالإرسال الدماغي يصيبه حالة من التشويش كتلك التي كان عليها نظيره التليفزيوني الساعة 2 صباحًا في فترة الثمانينيات، تصاحبه ربكة أيديولوجية وزغللة بصرية حين تجد أحدهم "لاطع" إعجابه على منشور مساو لمنشور وضعه في المقدار ومضاد له في الاتجاه والتوجه، ليس إيمانًا به ولا ثقة في أفكاره ولا انفصامًا في الشخصية، ولكن القصة ببساطة أنه مديون له بـ"لايك" على صفحته من كم يوم!
ومن هنا فلم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مؤشرًا حقيقيًا يعكس الحالة العامة للمجتمع أو أداة جادة لقياس الرأي العام بعد أن غرق في المجاملات المصرية الصميمة، ولم يجد من ينقذه برغم كل محاولات "مارك" البائسة.
ولن نتغافل عن تلك "اللايكات" التى تتطاير بين الجنسين كنوع من المداعبة التى تصل إلى حد التحرش الإلكتروني، فما إن تنتهي الأنثى من رفع منشورها، حتى تجد جيشًا ذكوريًا يجتاح البراح بشكل فادح، ويا حبذا لو كان المشور صورة للفتاة حتى لو كانت متصورة "سيلفي" وعاملة "بوز البطة"!!
عزيزي القاريء يؤسفني أن أزف لك بشرة غير سارة، بأننا تفوقنا على العالم الافتراضي في "الهيافة" حين نطقت أزرة الكيبورد بالفهلوة والحداقة، وتحول الفيس بوك إلى "لايك إذن أنا موجود" بينما يخطط العالم الخارجي للثورات والانقلابات والصفقات الكبرى من خلال نفس الموقع، أما نحن فنكتفي بالثرثرة والمشاركة غير المجدية لأي كلام، ربما لا نعلم عنه شيئًا مسبقًا، وليس عليك الآن، إلا أن تراقب نفسك في صمت لتحاول جاهدًا، إصلاح تلك السلوكيات التي تسمو إلى فضائح يستغلها الغرب كنوع من النكات أو "الكومكس" الساخرة على العرب وكفاية فضائح!
والسؤال: بذمتك أنت راضي عن نفسك؟