سألني أحد الأفاضل:
(( ماذا تقول في حديث باسناد واحد عن صحابيين يروايان نفس الحديث؟)) هذا من المتابعات ام من الشواهد؟
قلت:
أولا: في عهد الصحابة متابعة الصحابي للاخر تعد متابعة، يتابع أحدهم الآخر بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: أما وقد طال العهد بالرواية عن الصحابة، واختلفت ظروف التحمل والاداء عنهم، وعمن تحمل عنهم، وتحمل عمن تحمل عنهم. فما عاد أحدهم يتابع الآخر حتى ....
* حتى نتأكد من صحة نسبة كل واحد منهما باستقلال عن الآخر، فإذا ثبت جزمنا بمتابعة الواحد منهم للآخر.
ثالثا: في حال الرواية بإسناد واحد( وهذا جواب السؤال على وجه الخصوص)، فإن هذه تعد رواية واحد ولا تعد من الشواهد اصلاً، والسبب في ذلك: أن التلميذ الذي تحمل الرواية عنهما تلميذ واحد، وسارت الرواية من بعده مما يعني وحدة في ظروف التحمل والأداء والتي بدورها تعد قاعدة معرفة الضبط من خلال مقارنة الأداء بمن شارك الراوي التحمل.
رابعا: الاشكال أن نظرية الشواهد تختلف عن الحال الذي سألت؛ فهي تريد منا أن نجزم بأن الصحابي تابع الصحابي، والطريق إليهما مختلف، ولم تشترك ظروف التحمل والأداء حتى نتمكن من معرفة الضبط، واللأدهى ان أحدهما أو كليهما ضعيفه، لا تحمل مقومات الصحة في ذاتها. فهلا حملت أولاً مقومات صحة ذاتها، حتى نجزم بمتابعة الصحابي غيره، فإن صحت لأحدهما فكيف نجزم بمتابعة الآخر له ولم تصح إليه.