فريق منتدى الدي في دي العربي
05-10-2016, 02:48 AM
بقلم الحافظ ابن حجر العسقلاني: نبذ من سيرته الذاتية وفوائده ونظمه (نص محقق) (1)
محمد بن عبدالله السريِّع
لم يزل فنُّ (الإجازات الحديثية) يُثري المشهدَ العلميَّ بفوائده المتنوعة، التاريخية، والأدبية، والاجتماعية، والتربوية، فضلًا عن فوائده المتخصصة في الحديث وعلومه.
وتختلف الإجازات في أسلوبها، ومحتواها، فمنها ما يكون مفصَّلًا، مطوَّلًا، تُذكر فيه المشيخة، والمروِيَّات، والأسانيد، ومنها ما يكون مختصرًا، مقتصرًا على إثبات الإذن برواية ما يجوز للشيخ روايتُه.
ومن النوع الأول، بل أوسع منه: إجازةٌ كتبها بقلمه العلامة الحافظ ابن حجر العسقلاني (773هـ-852هـ)، بذيل استدعاءٍ[1] رفعهُ إليه الشيخ المقرئ المحدِّث محمد بن موسى بن عمران الغزّي ثم المقدسي (794هـ-873هـ)[2].
والإجازة مؤرَّخةٌ في الرابع من جمادى الأولى، سنة 845هـ، وللحافظ يومئذٍ نحو 72 سنة، وكان - رحمه الله - وقتَها في ذروة عطائه العلمي، بل كان قبل كتابة الإجازة بيومٍ واحد يُملي، في المدرسة البيبرسية بالقاهرة، المجلسَ الحادي والخمسين بعد الثلاثمائة من تخريج أحاديث "أذكار النووي"[3].
(المضمون)
كان استدعاء ابن عمران مُنبئًا عن علمه وفضله، فإنه استخرج من الحافظ ابن حجر "سيرة ذاتية"، متكاملةَ الجوانب الأساسية، حيث لم يكتفِ بسؤال الإجازة بالمروِيَّات والمصنَّفات فحسب، كما جرت بذلك عادة المستجيزين، بل طلبَ ذِكرَ تاريخِ الولادة، والنسَبِ، وشيءٍ من النظم، وأسماءِ المصنَّفات، وبعضِ عوالي المروِيَّات.
ولم يبخل الحافظ في إجازته بشيءٍ من ذلك، بل أجاب إجابةً مطوَّلةً مفصَّلة، تشير إلى انبساطِه لابن عمران الغزي، ومعرفتِه لديه، فإنه كان قد قرأ عليه أشياءَ قبل ذلك[4]، منها -على سبيل المثال-: "صحيح البخاري"؛ قرأهُ عليه كاملًا في نحو ثلاثة أشهر، قبل مُدَيدةٍ يسيرةٍ من تاريخ هذه الإجازة، وكتب له ابنُ حجر إجازاتٍ على أجزائه الأربعة، حلَّاهُ فيها بأوصافٍ رفيعة، ومما قال في آخرها: "... فقد قرأ الشيخ، الإمام، العالم، البارع، المجيد، المفيد، الشيخ المقرئ، مفيد الطالبين، شمس الدين أبو الخير[5] ابن الشيخ شرف الدين موسى بن عمران المقرئ، متَّع الله بفوائده، جميعَ "صحيح البخاري"، في مجالس معدودة، آخرها في العُشر الآخِر من شهر ربيع الأول، سنة خمس وأربعين، وأذنتُ له أن يرويَه عني بأسانيدي فيه إلى مصنِّفه...، وأن يرويَ عني جميعَ ما يجوز عني روايتُه من المسموعات، والمُجازات، وما أنشأتُه، وألقيتُه، على اختلاف فنونها، وشهادة دواوينها[6]. واللهَ أسأل أن يُسلّمه حضرًا وسفرًا، ويجمع له الخيراتِ زُمرًا..."[7].
وقد كان ابن عمران وقتذاك رجلًا كهلًا، في أوائل عُشر الخمسين من عمره، مع معرفته بالعلم، وتقدُّمه في الإقراء والأداء، فلا غروَ أن يُكرّمه الحافظ، ويُجِلَّه، ويُبجِّلَه.
وإذن، فقد تضمَّنت إجازةُ ابن حجر، جوابًا على استدعاء ابن عمران، ما يلي:
1- الإجازة بمَروِيَّاته.
2- ذكر أعلى مَروِيَّاته من الأجزاء والكتب الحديثية.
3- ذكر بعض الكتب المسموعة له.
4- ذكر بعض مؤلفاته المطوَّلة، والمتوسطة، والمختصرة، مع الكلام على شيءٍ من منهجه فيها.
5- ذكر تاريخ مولده.
6- ذكر أوَّليَّاتٍ متعلقةٍ بنشأته العلمية، وهي:
أ. أول سماعه للحديث النبوي.
ب. أول طَلَبِه للحديث بنفسه.
ت. أول ما جَمَعَ من كُتب الحديث.
ث. أول مَن قرأ أولَ كُتبه.
7- ذكر بعض شيوخه، مع الكلام على منازلهم في العلوم.
8- بعض منظوماته ومقاطيعه، وهي 24 قصيدة ونظمًا.
إن أبرزَ ما يميِّز هذه الإجازة، على وجازتها، عمَّا كتبه الحافظ عن نفسِه في مصنَّفاته، وما كتبه عنه تلامذتُه ومَن بعدَهم، هو كونُها سيرةً ذاتيةً مختصرة، مكتوبةً بقلم الحافظ نفسِه في مساحةٍ حُرَّة، لا يتقيَّد فيها بمنهجيةٍ معيَّنةٍ في التصنيف، مع تنوُّع المضمون، وإيراد معلوماتٍ لم أرها منسوبةً إليه في المصادر المتوفرة بين يديَّ.
وهي، إلى ذلك، تصوِّب بعضَ الأغلاط، وتوضِّح بعضَ الإشكالات المتعلقة بابن حجر ونتاجه، ولن يكون ذلك بأفضلَ مِن كونه بقلم ابن حجر نفسِه، وبخط يده. ولذلك نماذج ستتبيَّن في التعليق على الإجازة -بإذن الله-.
ومما تؤكده هذه الإجازة وتُثَبِّتُه: أن الحافظ ابن حجر، كغيره من العلماء، يجنح إلى شيءٍ من التسامح في الأدبيات، والمنظومات، والأشعار، ويجاري أهلَ فنِّها فيها، فيتغنَّى بالحب، والمحبوبين، ويتفنَّن في الوصف، ويبالغ في التصوير، وهذا بابٌ من الأدب يؤخذ بقدره، ولا يُنزَع إلى الحكم على المرء من خلال زاويته الضيِّقة، فأين مثلُ هذا مِن النتاج الجادّ الضخم للحافظ ابن حجر؟ وأين مقاطيعُ غزليةٌ عفيفةٌ مِن موسوعاتٍ علميةٍ صنَّفها، لا تنهض إلى جمعِها الجماعات، فضلًا عن الأفراد؟
على أن جملةً من مقاصدِ ابن حجر في مقاطيعه وأشعاره هي مقاصدُ بُنيوية، أكثر منها معنوية، فقد كان يعتني بالمحسِّنات البديعية، والزخارف اللفظية، التي راجت سوقُها في تلك الأعصار، وكانت تجري فيها المنافسات والمطارحات. وابن حجر أديبٌ أصيل، فإنه نشأ، فيما نشأ، على ذلك، قال السخاوي: "ونظر في فنون الأدب من أثناء سنة اثنتين وتسعين[8]، ففاق فيها، حتى كان لا يسمع شعرًا إلا ويستحضر من أين أخذه الناظم، وتولَّع بذلك، وما زال يُتبِعه خاطرَه، حتى فاق فيه وساد، وطارح الأدباء، وقال الشعرَ الرائق، والنثرَ الفائق، ونظم مدائحَ نبوية، ومقاطيع، وكتب عنه الأئمة من ذلك..."[9].
ومما تُجَلِّيه هذه الإجازة، أيضًا: سموُّ النَّفَسِ الإبداعي للحافظ ابن حجر في ترتيب الأفكار، وتناسُب الفصول، وعرض المادة، حتى في إجازةٍ صغيرةٍ كهذه.
فنجده، مثلًا، يذكر بعضَ شيوخه، ويتكلَّم عنهم، ويختم ذلك بأن يرويَ عن آخرهم بيتَين للقاضي بدر الدين ابن جماعة، فيعقّبَهما ببيتَين متمِّمَين مِن نظمه هو، ثم يجعل من هذين البيتين نقطةَ انتقالٍ إلى إيراد جملةٍ من منظوماته وأشعاره. فكان ذلك انتقالًا في غاية اللطف، لا يشعر القارئ معه بانفصالٍ ولا اضطراب.
ونراه، كذلك، يكتب في أثناء منظوماتِه ومقاطيعِه قولَه:
هنيئًا لقومٍ لازموا طولَ دهرهم <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
أوامرَ حكم الخالق الآمر الناهي <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
فأول رجواهم سلامةُ دينهم <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
"وآخر دعواهم أن الحمد للهِ" <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
ثم يضرب على هذين البيتين بقلمه، وينقلهما إلى آخر الإجازة، لمناسبة خَتمِها باقتباس قوله -تعالى-: ﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ [يونس: 10].
(النسخة)
يقع الاستدعاء، والإجازة بعدَه، في 10 ورقات (38-47)، ضمن مجموعٍ حديثيٍّ نفيس، تحتفظ به مكتبة المسجد الأقصى المبارك -ردَّه الله إلى حياض الإسلام-، برقم (487)[10]، يتضمَّن أجزاءً حديثية، وأثباتًا وإجازات، مكتوبةً في القرنين التاسع والعاشر الهجريين، وجُلُّها شامي فلسطيني، ولابن عمران وولده منها النصيب الأكبر، وعليها خطوط بعض الأعلام، كقاسم بن قطلوبغا، والمحب ابن الشحنة، والنجم ابن فهد.
وحالة المجموع متوسطة، حيث أصابت الخروم كثيرًا من أوراقه، فرُمِّمت، فبهت بعض الخط شيئًا ما، لكن قراءته ممكنة في كل حال.
وقد كُتب الاستدعاء بخط محمد بن موسى بن عمران الغزي، كما صرَّح بذلك فيه، وكما يمكن معرفته بمقارنته بخطوطه في المجموع نفسه، وفي غيره من منسوخاته، وهو خط كبير ممدود.
ثم كَتب ابنُ حجر إجازتَه بخطه المعروف الذي لا يشتبه، ونظَّمها، وصحَّحها.
وليس على الإجازة مِن حواشٍ، إلا حاشية واحدة، تخصُّ بيتين للقاضي بدر الدين ابن جماعة، والظاهر أن الحاشية بخط محمد أبي الفتح بن محمد بن موسى بن عمران، ولد صاحب الاستدعاء، وأحد المجازين فيه، يتبيَّن ذلك بمقارنة خطه في الحاشية بخطه في المجموع نفسه (ق1-16).
(منهج التحقيق)
نسختُ النصَّ من النسخة الخطية، وأثبتُّه بالرسم الإملائي الحديث، ثم قابلتُه على الأصل، وعلَّقتُ عليه بتوثيقاتٍ وتكميلاتٍ وفوائد، حرصتُ أن تكون من مصنَّفات الحافظ نفسِه، أو مصنَّفات معاصريه وتلامذته، مع المقارنة والتوجيه عند وجود الاختلاف.
وقد اجتهدتُ في ضبط النص بالشكل، ملتزمًا بضبط كل ما ضبطه الحافظ بقلمه -وإن خالف بعضَ ما يوجد في المصادر-، مع تنظيم النص، وتفقيره، وترقيم ما يمكن ترقيمه منه.
ووضعتُ إشاراتٍ لنهايات أوراق المخطوط في مواضعها، لتيسير مراجعة الأصل.
ومن الله يُرتجى العون والسداد.
♦♦♦♦♦
(النص المحقق)
♦♦♦♦♦
[الاستدعاء]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، حمدَ الشاكرين، والصلاة والسلام الأتمَّان الأكملان الزاكيان الناميان على سيِّد المرسلين، محمدٍ خاتم النبيين والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فالمسؤول من السادَة الأخيار، رواة الحديث والآثار، نَقَلَة العلوم والأخبار، وأهل الأدَب والخطب والرسائل والأشعار، أن يُنعموا بفضلهم، ويجيزوا كاتبَ هذا الاستدعاء: محمدَ بن موسى بن عمران الغَزّي، وولدَيه: محمدًا أبا الخير[11]، ومحمدًا أبا الفتح[12]، وولدَي أخَوَيه: محمدَ بن محمد، وموسى بن علي، وولدَي أُختِه: أحمدَ، وعليًّ، أولادَ الشيخ أحمد بن عابد، وشمسَ الدين محمدً[13]، وأخاه أبا الجود[14]، أولادَ المرحوم الحاج عمر المغربي[15]، وسيدي إبراهيمَ ولدَ سيدنا / 38ب/ الشيخ العلامة شمس الدين محمد -الشهير بالقباقبي-[16]، ومحمدَ بن أحمد، وإبراهيمَ بن محمد، أولادَ الشيخ إسماعيل -نائب الخطيب بحرمِ سيدنا الخليل عليه السلام-[17]، ومحمدًا، وأحمدَ، وإبراهيمَ، وأبا بكر، وعمرَ، أولاد الشيخ شمس الدين محمد بن الحجة الخليلي، وعبدالكريم[18]، وعبدالقدوس، ولدَي علي بن عبدالرحمن المغربي الخليلي، وسيدي إسماعيل، وسيدي إسحاق، ولدي سيدنا الشيخ شهاب الدين أحمد بن رَسلان -تغمَّده الله برحمته-[19]، والولد شهاب الدين أحمد، والشيخ ناصر الدين محمد بن الشَّنتير[20].
يجيز كلٌّ منهم كلًّا منهم جميعَ ما يجوز له وعنه روايته، وما له من مَقُولٍ ومَنقول، ونظمٍ ونثرٍ وتصنيف، ذاكرًا مَن يتفضَّل مِنهم بذلك مولدَه تحديدًا أو تقريبًا، وأقصى ما يحفظه من نَسَبِه، وما حَضَره من نَظمِه، وتسميَة مُصَنَّفاتِه، وبعض عَوالي مَروِيَّاتِه، خصُوصًا سيدنا ومولانا قاضي القضاة، شيخ الإسلام، إمام الأئمة الأعلام، الذي تحدَّثَتْ بأخباره الأحبار، وسارَتْ بأسفار مُصَنَّفاتِه نجائبُ السُّفار[21]. / 39أ/
أدام اللهُ عمومَ نفعِهم، وجعل تواتُرَ نِعَمِه دائمَ الإرسال لوَصلِهم ورَفعِهم. آمين.
الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
♦♦♦♦♦
[الإجازة]
الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى. أما بعد:
فقد أجزتُ لمن ذُكِرَ في هذا الاستدعاء أن يَرووا عني جميعَ ما تجوز عني روايتُه، من مسموعٍ، ومُجَازٍ، ومجموع، على اختلاف فنونها، وشهادة دواوينها[22].
ومن أعلى مَرويَّاتي، بل أعلاها مطلقًا: "جزء أبي الجهم؛ العلاء بن موسى الباهلي، صاحب الليث بن سعد"[23]؛ فإن بيني وبينه بالسماع المتَّصل سبعةُ أنفس[24]، ومات قبل تاريخ هذه الأسطر بأزيَدَ من ستمائة سنة[25].
ومثله، لكن في الطريق إجازة واحدة: "كتاب البعث"، لأبي بكر بن أبي داوُد[26]. وعدةٌ من الأجزاء الحديثية[27].
ومن عوالي الكتب الكبار: "صحيح البخاري"، و"مسند الدارمي" -وهو مرتَّب على الأبواب-، و"المنتخب من مسند عبد بن حميد".
ومن مسموعاتي من الكتب المطوَّلة: "صحيح ابن حبان"، و"المعجم الأوسط"، للطبراني، و"مسند الإمام أحمد بن حنبل".
وقد أفردتُ فِهْرِست مَرويَّاتي بالسماع والإجازة في مجلدٍ ضخم[28].
♦♦♦♦♦
وأما مؤلفاتي:
فتزيد على المائة والخمسين[29]، أكبرها في عشرين مجلدةً، وأصغرها في جزءٍ حديثي.
فأجلُّها مطلقًا: "فتح الباري بشرح البخاري".
ومن المطوَّلات:
"إتحاف المهرة بأطراف العشرة"[30]، يكون في نحو عشرة أسفارٍ كبار، جمعتُ فيه أطرافَ عشرةِ كتب[31]، غيرِ الستة التي جمعها الحافظ المزي[32].
ومن المتوسِّطات:
"الإصابة بتمييز الصحابة"[33]، في أربعة أسفارٍ كبار. رتَّبتُ كلَّ حرفٍ منه على أربعة أقسام:
الأول: فيمن جاء حديثُه، أو ذِكرُه، مرويًّا، بأيِّ وجهٍ من وجوه الرواياتِ كان، مع بيان حاله. / 39ب/ .
الثاني: مَن له رؤية؛ فإنه يُذكَر في الصحابة؛ لِمَا حصل له مِن شرف الرؤية. وحكمُ حديثِه حكمُ حديثِ التابعي.
الثالث: مَن أدرك العهدَ النبوي، ولم يُنقل في خبرٍ قَطُّ أنه اجتمع به مؤمنًا. فإن كثيرًا ممن صَنَّف في الصحابة ذكروا كثيرًا منهم، فيلزمهم استيعابُ مَن أمكن الاطلاعُ عليه منهم.
الرابع: مَن ذُكِرَ في تصانيف مَن صَنَّف في الصحابة على سبيل الوَهم، مع بيان ذلك، وإقامة الحُجَّة فيه[34].
ومن المختصرات:
"نُخبة الفِكَر في مُصطَلَح أهل الأثر". في كراسةٍ لطيفة.
و"توضيحها"[35]، وقد أُدمِجَتْ فيه[36]. في مجلدةٍ لطيفة.
إلى غير ذلك مما تضمَّنه "الجزءُ" الذي جمعتُها[37] فيه، وبيَّنتُ ما كمل منها، وما شارَفَ الكمال، وما شُرِعَ فيه، وتمييز ما بُيِّض مِنها، مما هو بعدُ في المسوَّدة ولو كمل[38].
♦♦♦♦♦
وكان مولدي في شعبان، سنةَ ثلاثٍ وسبعين وسبعمائة[39].
وأول ما سمعتُ الحديثَ النبويَّ -فيما علمتُ-: في رمضان، سنةَ خمسٍ وثمانين[40].
وأول ما طلبتُ الحديثَ بنفسي: في سنةِ ثلاثٍ وتسعين[41].
وأول شيءٍ جمعتُه: "المائة العُشارية"، للشيخ برهان الدين الشامي[42].
وأول من قَرَأَها عليه: قاضي القضاة، الحافظُ ابنُ الحافظ، ولي الدين أحمد ابنُ شيخنا الإمام زين الدين العراقي، وذلك في أواخرِ سنة ستٍّ وتسعين، أو أوائلِ التي تليها[43].
♦♦♦♦♦
ومن شيوخي في الدراية:
1- شيخ الإسلام، سراج الدين البلقيني[44].
وكانت قد انتَهَتْ إليه رئاسةُ الفقه في مذهب الشافعي[45].
2- ومنهم: الإمام، سراج الدين ابن الملَقِّن[46].
وكان أكثرَ أهلِ عصره تصانيفَ في كل فن[47].
3- ومنهم: شيخ الإسلام، حافظ العصر، زين الدين العراقي[48].
وكان قد انتَهَتْ إليه رئاسةُ الفن الحديثي روايةً، ودرايةً، ومعرفةً بمعانيه وفقهه[49].
4- ومنهم: الإمام، مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي[50]. كان ينتَسِب إلى الشيخ أبي إسحاق؛ صاحب "التنبيه"[51].
وانتَهَتْ إليه الرئاسةُ في معرفة اللغة[52]، وصَنَّفَ في ذلك التصانيفَ السابغة، منها: "القاموس المحيط"؛ على ترتيب "الصّحاح"، وزاد فيه على الأصل قَدرَه وأزْيَد[53]. / 40أ/
5- ومنهم: الشيخ، الإمام، العلامة، شمس الدين الغماري[54].
انتَهَتْ إليه رئاسةُ النحو، وصار الملحوظَ إليه في الفن[55].
أنشَدَنا المذكورُ، قال: أنشَدَنا إمام العربية أبو حَيَّان لنفسِه:
وأوصاني الرَّضِيُّ وَصَاةَ نُصحٍ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
وكانَ مُهَذَّبًا شَهْمًا أَبِيّا <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
بأنْ لا تُحسِنَنْ ظَنًّا بشَخصٍ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
ولا تَصْحَبْ حَياتَك مغربيّا <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
قلت: والرَّضِي المذكور هو: محمد بن علي بن يوسف الشاطبي. وأبو حيان هو: محمد بن يوسف بن علي الغرناطي. وشيخُنا، وشيخُه، والرَّضِي، ثلاثتهم مغاربة[56].
6- ومنهم: الإمام، العلامة، شيخُ العربية[57]، ابنُ شيخها، محبُّ الدين محمد ابن العلامة جمال الدين ابن هشام[58].
كان الشيخ محبُّ الدين من أحسن الناس تقريرًا لهذا العلم[59]، انتفع به خلقٌ كثير.
وقد سمعتُ بقراءته كتابَ "علوم الحديث"، لابن الصلاح، على شيخَيْنا: علاء الدين ابن أبي المجد، وجمال الدين الحَلَاوي[60].
وانتفعتُ به، لدينه[61]، وعلمه.
7- ومنهم: الإمام، العلامة، شيخُ الإقراء، ومُسنِد القاهرة، شهاب الدين إبراهيم بن أحمد بن عبدالواحد بن عبدالمؤمن البعلبكيُّ الأصل، ثم الدمشقي، نزيل القاهرة، المعروف بالشامي[62].
وقد قرأتُ عليه قطعةً من أوَّل الكتاب العزيز[63]؛ جامعًا من السبعة، مما اشتمل عليه "التيسير"، وبعضُ كتبٍ أخرى[64]، وأجاز لي[65]، بقراءته للكل على الإمام برهان الدين إبراهيم بن عمر الجَعبري -وشيخُنا آخرُ مَن قرأ عليه، وأجاز له-.
وممن أجاز لشيخنا: أبو حيان، بالقاهرة، وأبو العباس المرادي، المعروف بالعَشَّاب، بالإسكندرية، ومحمد بن جابر الوادي آشي. / 40ب/ .
وقد خرَّجتُ له "معجمًا" عن شيوخه بالسماع والإجازة، في أكثرَ مِن عشرين جزءًا حديثيَّة[66]، وقرأتُه عليه[67].
وقرأتُ عليه أكثرَ مَرويَّاتِه[68].
وأنشَدَني شيخُنا المذكور، قال: أنشَدَني قاضي القضاة، بدرُ الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني لنفسِه[69]:
اِرضَ مِن اللهِ ما يُقدِّرُهُ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
أرادَ مِنكَ المُقامَ أو نَقَلَكْ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
وحَيثُ ما كُنتَ ذا رَفَاهِيَةٍ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
فاسكُنْ فخَيرُ البلادِ ما حَمَلَكْ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
فزِدتُ عليهما بعد ذلك:
وحَسِّن الخُلْقَ واستَقِم ومتى <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
أسأتَ أَحسِنْ ولا تُطِل أَمَلَكْ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
مَن يتَّقِ اللهَ يؤتِهِ فرجًا <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
ومَن عَصَى ثم لا[70] يَتوبُ هَلَكْ[71]<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
[1]جملة معنى الاستدعاء عند المحدِّثين: طلبُ الإجازة مِن الشيخ كتابةً إليه. وانظر تعريفًا واسعًا بهذا المصطلح، وتفاريعه، في: لسان المحدِّثين، لمحمد خلف سلامة، مادة (الاستدعاء).
[2] انظر ترجمته وأخباره في: الضوء اللامع (10/ 58)، الأنس الجليل (2/ 229)، المنهج الأحمد (3/ 220، 5/ 152).
[3] نتائج الأفكار (4/ 236).
[4] قال السخاوي في الجواهر والدرر (3/ 1169): «سمع عليه في سنة أربع وأربعين وثمانمائة: النغبة، لأبي حيان، وغيرها». ووقع في الضوء اللامع (10/ 58): «في سنة أربع وثلاثين»، ولعل الأول أرجح، وانظر ما يأتي.
[5] لعلها كنية أخرى لمحمد بن موسى بن عمران -وهو المقصود بكلام ابن حجر قطعًا-، وهي -أيضًا- كنية لأحد أبنائه، وأما تلميذه العليمي -وقد مرَّت الإحالة إلى ترجمته له-، فكناه أبا عبدالله، وكذلك كُني في عدة مواضع من المجموع الخطي الذي يقع فيه الاستدعاء والإجازة، منها في أثبات أولاده، ومنها بخط المحب ابن الشحنة، والنجم ابن فهد. ينظر: (ق20أ، 20ب، 30ب، 35ب، 48ب، 54أ، 59أ، 60أ، 60ب).
[6]أجازهُ الحافظ أن يروي عنه: «فتح الباري»، و«مقدمته»، نصًّا، في إجازة الجزأين الأول والثاني من «الصحيح».
[7] صحيح البخاري، بخط ابن عمران، أربعة أجزاء، نسخة مكتبة فيض الله أفندي، تركيا، رقم (477-480).
[8] يعني: وسبعمائة، وعُمره يومها: تسع عشرة سنة.
[9] الجواهر والدرر (1/ 126).
[10] له صورة في موقع المكتبة البريطانية (The British Library):
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
/ eap.bl.uk/ data***** overview_item.a4d?catId=55888;r=288
إلا أنها صورةٌ ضعيفةُ الإضاءة والوضوح، وقد كنتُ نسختُ النصَّ منها، ثم أكرمني الشيخ المفضال يوسف الأوزبكي، أمين المخطوطات في مكتبة المسجد الأقصى، عن طريق أخي الشيخ محمد خالد كُلَّاب، بمصوَّرةٍ واضحةٍ عاليةِ الدقة، فجزاهما الله خيرًا، وأكرمهما بخير ما أكرم به عباده المتَّقين.
[11] ولد في رمضان 838هـ، فله يوم كُتب هذا الاستدعاء أقل من 7 سنين، وسمع على الحافظ ابن حجر في السنة التالية 846هـ. وتوفي سنة 894هـ. الضوء اللامع (10/ 23)، الأنس الجليل (2/ 239).
[12] الضوء اللامع (10/ 23)، الأنس الجليل (2/ 215).
[13] ولد سنة 820هـ، فله يوم كُتب هذا الاستدعاء 25 سنة، وأخذ عن الحافظ ابن حجر في دخلاته القاهرة التي كان أولها سنة 840هـ. الضوء اللامع (8/ 263).
[14] ولد في شوال سنة 830هـ، فله يوم كُتب هذا الاستدعاء 15 سنة. الضوء اللامع (8/ 264).
[15] توفي بعد سنة 840هـ. الضوء اللامع (6/ 132). ويُستفاد من هنا أن وفاته قبل سنة 845هـ.
[16] الضوء اللامع (1/ 137)، الأنس الجليل (2/ 180). وقد ترجم في الأنس لأبيه قبله مباشرة.
[17] ترجمة جدهما إسماعيل في الضوء اللامع (2/ 298)، وترجمة أحمد -والد محمد- في الأنس الجليل (2/ 212).
[18] ولد في حدود سنة 830هـ، فله يوم كُتب هذا الاستدعاء نحو 15 سنة. وتوفي سنة 895هـ. الأنس الجليل (2/ 210).
[19] توفي سنة 844هـ. الضوء اللامع (1/ 287)، الأنس الجليل (2/ 175).
[20] الأخيران أخوان. الأنس الجليل (2/ 235).
[21] يقصد ابنُ عمران بهذا -فيما يظهر-: الحافظَ ابنَ حجر.
[22] هذه عبارة معتادة لابن حجر في إجازاته، سبق مثلها في إجازته لابن عمران بصحيح البخاري، وانظر: الجواهر والدرر (2/ 752، / 1103).
[23] مطبوع. وقد اعتمد محققه على نسخ، أُولاها بخط الحافظ ابن حجر، كتبها شابًّا سنة 796هـ، أي: قبل كتابته هذه الإجازة بتسع وأربعين سنة.
[24] يرويه الحافظ ابن حجر عن: (1) البرهان إبراهيم بن أحمد بن عبدالواحد، عن (2) أبي العباس ابن الشحنة الحجار، عن (3) أبي المنجا ابن اللتي، عن (4) أبي الوقت السجزي، عن (5) محمد بن أبي مسعود الفارسي، عن (6) أبي محمد ابن أبي شريح، عن (7) أبي القاسم البغوي، عن أبي الجهم.
[25] توفي أبو الجهم أول سنة 228هـ، فيكون بين وفاته وبين كتابة ابن حجر هذه الإجازة: 617 سنة، وبضعة أشهر.
[26] مطبوع عدة طبعات.
[27] قال السخاوي في الجواهر والدرر (1/ 127)، بعد ذكر جزء أبي الجهم: «ويليه مما هو في نحو طبقته: جزء ابن مخلد. ويليه ما يلحق به، لكن في الطريق إجازة، كالجزء الثاني من حديث ابن مسعود، وكتاب البعث، لابن أبي داود. ويليه ما في طريقه إجازتان، كالأول الكبير من حيث أبي طاهر المخلص، والثاني من الثاني منه، وجزء مأمون بن هارون...».
[28] وهو كتاب: «المعجم المفهرس»، مطبوع، ويحتاج إعادة تحقيق.
[29] لعل هذا الرقم كان هو المتبادرَ إلى ذهن الحافظ وقتها، أو أن مؤلفاته زادت فيما بين هذه الإجازة ووفاته -رحمه الله-. وكذلك قال البقاعي في عنوان الزمان (1/ 141): «ومصنفاته تناهز مائةً وخمسين مصنَّفًا»، والبقاعي كتب أصلَ ترجمته لابن حجر -كما صرح في أثنائها (1/ 138)- بعد هذه الإجازة بسنة واحدة. والواقع أن مؤلفات الحافظ ابن حجر تزيد على 250 مؤلفًا، وقد بلغ بها السخاوي في الجواهر والدرر (2/ 660-695): 273 مؤلفًا، وبلغ بها د. شاكر عبدالمنعم في دراسته: ابن حجر العسقلاني، مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في الإصابة (1/ 173-386): 282 مؤلفًا.
[30] اختصر عنوانه الحافظ هنا، وكذلك سماه البقاعي في عنوان الزمان (1/ 142). وقد قال الحافظ في آخر مقدمته (1/ 169): «وسميت هذا الكتاب: إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة». والكتاب مطبوع.
[31] وهي: موطأ مالك، مسند الشافعي، مسند أحمد، مسند الدارمي، صحيح ابن خزيمة، منتقى ابن الجارود، مستخرج أبي عوانة، شرح معاني الآثار للطحاوي، صحيح ابن حبان، مستدرك الحاكم. وأضاف إليها سنن الدارقطني؛ جبرًا لما فات من الوقوف على جميع صحيح ابن خزيمة. انظر: إتحاف المهرة (1/ 159).
[32] وهي الكتب الستة المشهورة، ولواحقها.
[33] هكذا كتب الحافظُ اسمَه هنا، وهي الصيغة المعتمدة في بعض نسخ الكتاب الخطية. وكتبه الحافظ على طرة نسخة دار الكتب المصرية (229 مصطلح): «الإصابة في تمييز الصحابة»، وهي الصيغة التي اعتمدها السخاوي في نسخته المحفوظة في كوبريلي (243-247)، واعتمدها غيره في نسخ الكتاب، وترجمة الحافظ. والكتاب مطبوع عدة طبعات.
[34] انظر بسط الكلام على هذه الأقسام في مقدمة الحافظ لكتاب الإصابة (1/ 12-15). وفيما هنا زيادات على ما في المقدمة -عند التأمل-، كالتزام بيان حال الرواية في القسم الأول، وإلزام أصحاب كتب الصحابة باستيعاب أهل القسم الثالث قدر الإمكان. ولم أقف للحافظ على صياغةٍ أخرى لهذه الأقسام في غير هذه الإجازة.
[35] وهو كتاب: «نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر». مطبوع عدة طبعات.
[36] يعني: أُدمِجَت النخبة في توضيحها.
[37] يعني: أسماء مؤلفاتِه.
[38] ذكر هذا الجزءَ السخاويُّ في مطلع باب تصانيف ابن حجر من الجواهر والدرر (2/ 659)، وأطلق عليه: «كراسة»، ونقل عنه بعض عباراته، ومما نقله قول الحافظ: «وهذه أسماء التصانيف المشار إليها، وبيان ما كمل منها (فبُيِّض)، أو استمرَّ في المسودة بعد أن سطره، وبيان ما شارف التمام أو شطره، وبيان ما شرع فيه...». تنبيه: وقع ما بين الهلالين في المطبوع: «فيبيض»، وهو على الصواب في نسخة الأحقاف التي عليها خط المؤلف (ق257)، ويدل عليه سياق الحافظ في هذه الإجازة.
[39] رفع الإصر (ص62). وقد اختلف مترجموه في تعيين يوم ولادته، انظر: ابن حجر العسقلاني، لشاكر عبدالمنعم (1/ 52).
[40] رفع الإصر (ص62). وكان سماعه بمكة، على عفيف الدين النشاوري، اتفاقًا بغير قصد ولا طلب. الجواهر والدرر (1/ 122).
[41] قال السخاوي في الجواهر والدرر (1/ 126) بعد هذا: «لكنه لم يكثر من الطلب إلا في سنة ستٍّ وتسعين».
[42] وذلك سنة 796هـ. رفع الإصر (ص63). وتسمى هذه المائة: «نظم اللآلئ بالمائة العوالي». مطبوع.
[43] رفع الإصر (ص63). وقد جزم السخاوي في الجواهر والدرر (1/ 128) أن قراءة ابن العراقي كانت سنة 797هـ.
[44] المجمع المؤسس (2/ 294)، ذيل الدرر الكامنة (ص132).
[45] ذكره ابن حجر في الرؤساء الذين انفرد كل منهم بفن فاق فيه أقرانه على رأس القرن الثامن، فذكره بذلك في الفقه على مذهب الشافعي. ذيل الدرر الكامنة (ص240، 241).
[46] المجمع المؤسس (2/ 311)، ذيل الدرر الكامنة (ص121).
[47] قال الحافظ في المجمع المؤسس (2/ 312): «واشتغل بالتصنيف وهو شاب، فكتب الكثير، حتى كان أكثر أهل عصره تصنيفًا».
[48] المجمع المؤسس (2/ 176)، ذيل الدرر الكامنة (ص143).
[49] ذكره ابن حجر في الرؤساء الذين انفرد كل منهم بفن فاق فيه أقرانه على رأس القرن الثامن، فذكره بذلك في الحديث -إجمالًا-. ذيل الدرر الكامنة (ص240، 241).
[50] المجمع المؤسس (2/ 547)، ذيل الدرر الكامنة (ص238).
[51]إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي الفيروزآبادي (ت 476هـ). ولابن حجر تشكُّك في هذا الانتساب، قال في المجمع المؤسس (2/ 548): «ولم يكن الشيخ مدفوعًا عن معرفة، إلا أن المشهور أن الشيخ أبا إسحاق لم يعقّب»، وقال في ذيل الدرر الكامنة (ص238): «كان يرفع نسبه إلى الشيخ أبي إسحاق، صاحب «التنبيه»، ولا يبالي بما يشاع بين الناس أن الشيخ لم يتزوَّج، فضلًا عن أن يعقّب...، ولم يكن مدفوعًا عن معرفة، إلا أن هذا مما استنكره أهل المعرفة بالشيخ أبي إسحاق، والعلم عند الله».
[52] ذكره ابن حجر في الرؤساء الذين انفرد كل منهم بفن فاق فيه أقرانه على رأس القرن الثامن، فذكره بذلك في اللغة. ذيل الدرر الكامنة (ص240، 241).
[53] قال الحافظ في المجمع المؤسس (2/ 548): «أكثر فيه من النقل، حتى صار يحتوي على مقدار ما في «الصحاح» أضعافًا». وقال في إنباء الغمر (3/ 48): «وميَّز فيه زياداتِه على «الصحاح»، بحيث لو أُفردت لكانت قدرَ «الصحاح» وأكثر؛ في عدد الكلمات»، وقال في ذيل الدرر (ص238): «وميَّز [ما] زاده على «الصحاح» بالحمرة، وهو شيء كثير جدًّا، لعله لو جُرِّد كان قدرَ «الصحاح»».
[54] المجمع المؤسس (3/ 244)، ذيل الدرر الكامنة (ص95).
[55] ذكره ابن حجر في الرؤساء الذين انفرد كل منهم بفن فاق فيه أقرانه على رأس القرن الثامن، فذكره بذلك في العربية. ذيل الدرر الكامنة (ص240، 241).
[56] ساق الحافظ البيتين وآخرَ تعليقته عليهما في المجمع المؤسس (3/ 246)، وزاد: «وهذا من الغرائب».
[57] قال الحافظ في المجمع المؤسس (2/ 514): «وكان أوحد عصره في تحقيق النحو».
[58] المجمع المؤسس (2/ 513)، إنباء الغمر (1/ 540).
[59] قال الحافظ في إنباء الغمر (1/ 540): «وكان إليه المنتهى في حسن التعليم».
[60] المجمع المؤسس (2/ 514)، المعجم المفهرس (ص400).
[61] حلَّاه الحافظ في إنباء الغمر (1/ 540) بمتانة الدين.
[62] المجمع المؤسس (1/ 79)، الدرر الكامنة (1/ 11)، إنباء الغمر (2/ 22).
[63] إلى قوله: ﴿ المفلحون ﴾ في البقرة. المجمع المؤسس (1/ 87).
[64] ذكر منها في المجمع المؤسس (1/ 87): كتاب «العنوان».
[65] في رمضان، سنة 796هـ. المجمع المؤسس (1/ 88).
[66] هي 24 جزءًا. المجمع المؤسس (1/ 80)، إنباء الغمر (2/ 23).
[67] قال الحافظ في المعجم المفهرس (ص195): «قرأتُ بعضه، وسمعتُ بعضه...».
[68] وذلك نحو مائة كتاب وجزء. انظر: المجمع المؤسس (1/ 86-188).
[69] في الحاشية: «هذا البيت قبل البيتين:
يَا مَن يَطوفُ البلادَ مُرتزقًا *** مَا يَتَعدَّاكَ كلُّ مَا هُوَ لَكْ
نقل مِن خط ولده الشيخ عز الدين -رحمهما الله-».
[70] في الأمالي الحلبية: «عصاهُ ولا».
[71] أنشد ابن حجر بإسناده بيتَي ابن جماعة، وبيتَيه المذيَّلين عليهما، في المجلس الخامس من أماليه بحلب، في الخامس من ذي القعدة، سنة 836هـ، لكنه جعلهما في مجلسه ذلك من مقول الحافظ أبي الحجاج المزي، هكذا وقع في الأصول الخطية لأماليه، بخطوط أصحابه: إبراهيم السلَّامي (ق7ب)، وإبراهيم البقاعي (ق79أ)، والمحب ابن الشحنة (ق225أ)، وعلى نُسخَة الأول تصحيحُ الحافظ بخطه. وأما السخاوي، فنقل في الجواهر والدرر (2/ 583) أنه أنشد في مجالسه تلك: «من نظم القاضي بدر الدين ابن جماعة...»، فذكرهما. والظاهر أن سهوًا حصل من الحافظ في نسبة البيتين في رحلة حلب، وجاء بها على الصواب هنا، وصوَّبهما السخاويُّ في كلامه.
ومما يؤكد أن البيتين لابن جماعة، لا للمزي، أيضًا:
1- نسبة ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة (9/ 298) البيتين لابن جماعة، مع إيراد بيتي ابن حجر المذيَّلين عليهما.
2- حاشية هذه الإجازة السابق نقلُها، المنقولةُ عن خط العز ابن جماعة، ولد البدر -صاحب البيتين-، وفيهما زيادةُ تأكيدٍ بذِكر البيت السابق لهما.
فائدة: قال ابن تغري بردي عقب سوق البيتين وذيلِهما: «والبيت الثاني من قول ابن جماعة مأخوذٌ من قول المتنبي، ولكن فاته الشَّنَب، وهو:
وكلُّ امرئٍ يُبدي الجميلَ محبَّبٌ *** وكلُّ مكانٍ يُنبِت العزَّ طيِّبُ».
محمد بن عبدالله السريِّع
لم يزل فنُّ (الإجازات الحديثية) يُثري المشهدَ العلميَّ بفوائده المتنوعة، التاريخية، والأدبية، والاجتماعية، والتربوية، فضلًا عن فوائده المتخصصة في الحديث وعلومه.
وتختلف الإجازات في أسلوبها، ومحتواها، فمنها ما يكون مفصَّلًا، مطوَّلًا، تُذكر فيه المشيخة، والمروِيَّات، والأسانيد، ومنها ما يكون مختصرًا، مقتصرًا على إثبات الإذن برواية ما يجوز للشيخ روايتُه.
ومن النوع الأول، بل أوسع منه: إجازةٌ كتبها بقلمه العلامة الحافظ ابن حجر العسقلاني (773هـ-852هـ)، بذيل استدعاءٍ[1] رفعهُ إليه الشيخ المقرئ المحدِّث محمد بن موسى بن عمران الغزّي ثم المقدسي (794هـ-873هـ)[2].
والإجازة مؤرَّخةٌ في الرابع من جمادى الأولى، سنة 845هـ، وللحافظ يومئذٍ نحو 72 سنة، وكان - رحمه الله - وقتَها في ذروة عطائه العلمي، بل كان قبل كتابة الإجازة بيومٍ واحد يُملي، في المدرسة البيبرسية بالقاهرة، المجلسَ الحادي والخمسين بعد الثلاثمائة من تخريج أحاديث "أذكار النووي"[3].
(المضمون)
كان استدعاء ابن عمران مُنبئًا عن علمه وفضله، فإنه استخرج من الحافظ ابن حجر "سيرة ذاتية"، متكاملةَ الجوانب الأساسية، حيث لم يكتفِ بسؤال الإجازة بالمروِيَّات والمصنَّفات فحسب، كما جرت بذلك عادة المستجيزين، بل طلبَ ذِكرَ تاريخِ الولادة، والنسَبِ، وشيءٍ من النظم، وأسماءِ المصنَّفات، وبعضِ عوالي المروِيَّات.
ولم يبخل الحافظ في إجازته بشيءٍ من ذلك، بل أجاب إجابةً مطوَّلةً مفصَّلة، تشير إلى انبساطِه لابن عمران الغزي، ومعرفتِه لديه، فإنه كان قد قرأ عليه أشياءَ قبل ذلك[4]، منها -على سبيل المثال-: "صحيح البخاري"؛ قرأهُ عليه كاملًا في نحو ثلاثة أشهر، قبل مُدَيدةٍ يسيرةٍ من تاريخ هذه الإجازة، وكتب له ابنُ حجر إجازاتٍ على أجزائه الأربعة، حلَّاهُ فيها بأوصافٍ رفيعة، ومما قال في آخرها: "... فقد قرأ الشيخ، الإمام، العالم، البارع، المجيد، المفيد، الشيخ المقرئ، مفيد الطالبين، شمس الدين أبو الخير[5] ابن الشيخ شرف الدين موسى بن عمران المقرئ، متَّع الله بفوائده، جميعَ "صحيح البخاري"، في مجالس معدودة، آخرها في العُشر الآخِر من شهر ربيع الأول، سنة خمس وأربعين، وأذنتُ له أن يرويَه عني بأسانيدي فيه إلى مصنِّفه...، وأن يرويَ عني جميعَ ما يجوز عني روايتُه من المسموعات، والمُجازات، وما أنشأتُه، وألقيتُه، على اختلاف فنونها، وشهادة دواوينها[6]. واللهَ أسأل أن يُسلّمه حضرًا وسفرًا، ويجمع له الخيراتِ زُمرًا..."[7].
وقد كان ابن عمران وقتذاك رجلًا كهلًا، في أوائل عُشر الخمسين من عمره، مع معرفته بالعلم، وتقدُّمه في الإقراء والأداء، فلا غروَ أن يُكرّمه الحافظ، ويُجِلَّه، ويُبجِّلَه.
وإذن، فقد تضمَّنت إجازةُ ابن حجر، جوابًا على استدعاء ابن عمران، ما يلي:
1- الإجازة بمَروِيَّاته.
2- ذكر أعلى مَروِيَّاته من الأجزاء والكتب الحديثية.
3- ذكر بعض الكتب المسموعة له.
4- ذكر بعض مؤلفاته المطوَّلة، والمتوسطة، والمختصرة، مع الكلام على شيءٍ من منهجه فيها.
5- ذكر تاريخ مولده.
6- ذكر أوَّليَّاتٍ متعلقةٍ بنشأته العلمية، وهي:
أ. أول سماعه للحديث النبوي.
ب. أول طَلَبِه للحديث بنفسه.
ت. أول ما جَمَعَ من كُتب الحديث.
ث. أول مَن قرأ أولَ كُتبه.
7- ذكر بعض شيوخه، مع الكلام على منازلهم في العلوم.
8- بعض منظوماته ومقاطيعه، وهي 24 قصيدة ونظمًا.
إن أبرزَ ما يميِّز هذه الإجازة، على وجازتها، عمَّا كتبه الحافظ عن نفسِه في مصنَّفاته، وما كتبه عنه تلامذتُه ومَن بعدَهم، هو كونُها سيرةً ذاتيةً مختصرة، مكتوبةً بقلم الحافظ نفسِه في مساحةٍ حُرَّة، لا يتقيَّد فيها بمنهجيةٍ معيَّنةٍ في التصنيف، مع تنوُّع المضمون، وإيراد معلوماتٍ لم أرها منسوبةً إليه في المصادر المتوفرة بين يديَّ.
وهي، إلى ذلك، تصوِّب بعضَ الأغلاط، وتوضِّح بعضَ الإشكالات المتعلقة بابن حجر ونتاجه، ولن يكون ذلك بأفضلَ مِن كونه بقلم ابن حجر نفسِه، وبخط يده. ولذلك نماذج ستتبيَّن في التعليق على الإجازة -بإذن الله-.
ومما تؤكده هذه الإجازة وتُثَبِّتُه: أن الحافظ ابن حجر، كغيره من العلماء، يجنح إلى شيءٍ من التسامح في الأدبيات، والمنظومات، والأشعار، ويجاري أهلَ فنِّها فيها، فيتغنَّى بالحب، والمحبوبين، ويتفنَّن في الوصف، ويبالغ في التصوير، وهذا بابٌ من الأدب يؤخذ بقدره، ولا يُنزَع إلى الحكم على المرء من خلال زاويته الضيِّقة، فأين مثلُ هذا مِن النتاج الجادّ الضخم للحافظ ابن حجر؟ وأين مقاطيعُ غزليةٌ عفيفةٌ مِن موسوعاتٍ علميةٍ صنَّفها، لا تنهض إلى جمعِها الجماعات، فضلًا عن الأفراد؟
على أن جملةً من مقاصدِ ابن حجر في مقاطيعه وأشعاره هي مقاصدُ بُنيوية، أكثر منها معنوية، فقد كان يعتني بالمحسِّنات البديعية، والزخارف اللفظية، التي راجت سوقُها في تلك الأعصار، وكانت تجري فيها المنافسات والمطارحات. وابن حجر أديبٌ أصيل، فإنه نشأ، فيما نشأ، على ذلك، قال السخاوي: "ونظر في فنون الأدب من أثناء سنة اثنتين وتسعين[8]، ففاق فيها، حتى كان لا يسمع شعرًا إلا ويستحضر من أين أخذه الناظم، وتولَّع بذلك، وما زال يُتبِعه خاطرَه، حتى فاق فيه وساد، وطارح الأدباء، وقال الشعرَ الرائق، والنثرَ الفائق، ونظم مدائحَ نبوية، ومقاطيع، وكتب عنه الأئمة من ذلك..."[9].
ومما تُجَلِّيه هذه الإجازة، أيضًا: سموُّ النَّفَسِ الإبداعي للحافظ ابن حجر في ترتيب الأفكار، وتناسُب الفصول، وعرض المادة، حتى في إجازةٍ صغيرةٍ كهذه.
فنجده، مثلًا، يذكر بعضَ شيوخه، ويتكلَّم عنهم، ويختم ذلك بأن يرويَ عن آخرهم بيتَين للقاضي بدر الدين ابن جماعة، فيعقّبَهما ببيتَين متمِّمَين مِن نظمه هو، ثم يجعل من هذين البيتين نقطةَ انتقالٍ إلى إيراد جملةٍ من منظوماته وأشعاره. فكان ذلك انتقالًا في غاية اللطف، لا يشعر القارئ معه بانفصالٍ ولا اضطراب.
ونراه، كذلك، يكتب في أثناء منظوماتِه ومقاطيعِه قولَه:
هنيئًا لقومٍ لازموا طولَ دهرهم <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
أوامرَ حكم الخالق الآمر الناهي <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
فأول رجواهم سلامةُ دينهم <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
"وآخر دعواهم أن الحمد للهِ" <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
ثم يضرب على هذين البيتين بقلمه، وينقلهما إلى آخر الإجازة، لمناسبة خَتمِها باقتباس قوله -تعالى-: ﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ [يونس: 10].
(النسخة)
يقع الاستدعاء، والإجازة بعدَه، في 10 ورقات (38-47)، ضمن مجموعٍ حديثيٍّ نفيس، تحتفظ به مكتبة المسجد الأقصى المبارك -ردَّه الله إلى حياض الإسلام-، برقم (487)[10]، يتضمَّن أجزاءً حديثية، وأثباتًا وإجازات، مكتوبةً في القرنين التاسع والعاشر الهجريين، وجُلُّها شامي فلسطيني، ولابن عمران وولده منها النصيب الأكبر، وعليها خطوط بعض الأعلام، كقاسم بن قطلوبغا، والمحب ابن الشحنة، والنجم ابن فهد.
وحالة المجموع متوسطة، حيث أصابت الخروم كثيرًا من أوراقه، فرُمِّمت، فبهت بعض الخط شيئًا ما، لكن قراءته ممكنة في كل حال.
وقد كُتب الاستدعاء بخط محمد بن موسى بن عمران الغزي، كما صرَّح بذلك فيه، وكما يمكن معرفته بمقارنته بخطوطه في المجموع نفسه، وفي غيره من منسوخاته، وهو خط كبير ممدود.
ثم كَتب ابنُ حجر إجازتَه بخطه المعروف الذي لا يشتبه، ونظَّمها، وصحَّحها.
وليس على الإجازة مِن حواشٍ، إلا حاشية واحدة، تخصُّ بيتين للقاضي بدر الدين ابن جماعة، والظاهر أن الحاشية بخط محمد أبي الفتح بن محمد بن موسى بن عمران، ولد صاحب الاستدعاء، وأحد المجازين فيه، يتبيَّن ذلك بمقارنة خطه في الحاشية بخطه في المجموع نفسه (ق1-16).
(منهج التحقيق)
نسختُ النصَّ من النسخة الخطية، وأثبتُّه بالرسم الإملائي الحديث، ثم قابلتُه على الأصل، وعلَّقتُ عليه بتوثيقاتٍ وتكميلاتٍ وفوائد، حرصتُ أن تكون من مصنَّفات الحافظ نفسِه، أو مصنَّفات معاصريه وتلامذته، مع المقارنة والتوجيه عند وجود الاختلاف.
وقد اجتهدتُ في ضبط النص بالشكل، ملتزمًا بضبط كل ما ضبطه الحافظ بقلمه -وإن خالف بعضَ ما يوجد في المصادر-، مع تنظيم النص، وتفقيره، وترقيم ما يمكن ترقيمه منه.
ووضعتُ إشاراتٍ لنهايات أوراق المخطوط في مواضعها، لتيسير مراجعة الأصل.
ومن الله يُرتجى العون والسداد.
♦♦♦♦♦
(النص المحقق)
♦♦♦♦♦
[الاستدعاء]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، حمدَ الشاكرين، والصلاة والسلام الأتمَّان الأكملان الزاكيان الناميان على سيِّد المرسلين، محمدٍ خاتم النبيين والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فالمسؤول من السادَة الأخيار، رواة الحديث والآثار، نَقَلَة العلوم والأخبار، وأهل الأدَب والخطب والرسائل والأشعار، أن يُنعموا بفضلهم، ويجيزوا كاتبَ هذا الاستدعاء: محمدَ بن موسى بن عمران الغَزّي، وولدَيه: محمدًا أبا الخير[11]، ومحمدًا أبا الفتح[12]، وولدَي أخَوَيه: محمدَ بن محمد، وموسى بن علي، وولدَي أُختِه: أحمدَ، وعليًّ، أولادَ الشيخ أحمد بن عابد، وشمسَ الدين محمدً[13]، وأخاه أبا الجود[14]، أولادَ المرحوم الحاج عمر المغربي[15]، وسيدي إبراهيمَ ولدَ سيدنا / 38ب/ الشيخ العلامة شمس الدين محمد -الشهير بالقباقبي-[16]، ومحمدَ بن أحمد، وإبراهيمَ بن محمد، أولادَ الشيخ إسماعيل -نائب الخطيب بحرمِ سيدنا الخليل عليه السلام-[17]، ومحمدًا، وأحمدَ، وإبراهيمَ، وأبا بكر، وعمرَ، أولاد الشيخ شمس الدين محمد بن الحجة الخليلي، وعبدالكريم[18]، وعبدالقدوس، ولدَي علي بن عبدالرحمن المغربي الخليلي، وسيدي إسماعيل، وسيدي إسحاق، ولدي سيدنا الشيخ شهاب الدين أحمد بن رَسلان -تغمَّده الله برحمته-[19]، والولد شهاب الدين أحمد، والشيخ ناصر الدين محمد بن الشَّنتير[20].
يجيز كلٌّ منهم كلًّا منهم جميعَ ما يجوز له وعنه روايته، وما له من مَقُولٍ ومَنقول، ونظمٍ ونثرٍ وتصنيف، ذاكرًا مَن يتفضَّل مِنهم بذلك مولدَه تحديدًا أو تقريبًا، وأقصى ما يحفظه من نَسَبِه، وما حَضَره من نَظمِه، وتسميَة مُصَنَّفاتِه، وبعض عَوالي مَروِيَّاتِه، خصُوصًا سيدنا ومولانا قاضي القضاة، شيخ الإسلام، إمام الأئمة الأعلام، الذي تحدَّثَتْ بأخباره الأحبار، وسارَتْ بأسفار مُصَنَّفاتِه نجائبُ السُّفار[21]. / 39أ/
أدام اللهُ عمومَ نفعِهم، وجعل تواتُرَ نِعَمِه دائمَ الإرسال لوَصلِهم ورَفعِهم. آمين.
الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
♦♦♦♦♦
[الإجازة]
الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى. أما بعد:
فقد أجزتُ لمن ذُكِرَ في هذا الاستدعاء أن يَرووا عني جميعَ ما تجوز عني روايتُه، من مسموعٍ، ومُجَازٍ، ومجموع، على اختلاف فنونها، وشهادة دواوينها[22].
ومن أعلى مَرويَّاتي، بل أعلاها مطلقًا: "جزء أبي الجهم؛ العلاء بن موسى الباهلي، صاحب الليث بن سعد"[23]؛ فإن بيني وبينه بالسماع المتَّصل سبعةُ أنفس[24]، ومات قبل تاريخ هذه الأسطر بأزيَدَ من ستمائة سنة[25].
ومثله، لكن في الطريق إجازة واحدة: "كتاب البعث"، لأبي بكر بن أبي داوُد[26]. وعدةٌ من الأجزاء الحديثية[27].
ومن عوالي الكتب الكبار: "صحيح البخاري"، و"مسند الدارمي" -وهو مرتَّب على الأبواب-، و"المنتخب من مسند عبد بن حميد".
ومن مسموعاتي من الكتب المطوَّلة: "صحيح ابن حبان"، و"المعجم الأوسط"، للطبراني، و"مسند الإمام أحمد بن حنبل".
وقد أفردتُ فِهْرِست مَرويَّاتي بالسماع والإجازة في مجلدٍ ضخم[28].
♦♦♦♦♦
وأما مؤلفاتي:
فتزيد على المائة والخمسين[29]، أكبرها في عشرين مجلدةً، وأصغرها في جزءٍ حديثي.
فأجلُّها مطلقًا: "فتح الباري بشرح البخاري".
ومن المطوَّلات:
"إتحاف المهرة بأطراف العشرة"[30]، يكون في نحو عشرة أسفارٍ كبار، جمعتُ فيه أطرافَ عشرةِ كتب[31]، غيرِ الستة التي جمعها الحافظ المزي[32].
ومن المتوسِّطات:
"الإصابة بتمييز الصحابة"[33]، في أربعة أسفارٍ كبار. رتَّبتُ كلَّ حرفٍ منه على أربعة أقسام:
الأول: فيمن جاء حديثُه، أو ذِكرُه، مرويًّا، بأيِّ وجهٍ من وجوه الرواياتِ كان، مع بيان حاله. / 39ب/ .
الثاني: مَن له رؤية؛ فإنه يُذكَر في الصحابة؛ لِمَا حصل له مِن شرف الرؤية. وحكمُ حديثِه حكمُ حديثِ التابعي.
الثالث: مَن أدرك العهدَ النبوي، ولم يُنقل في خبرٍ قَطُّ أنه اجتمع به مؤمنًا. فإن كثيرًا ممن صَنَّف في الصحابة ذكروا كثيرًا منهم، فيلزمهم استيعابُ مَن أمكن الاطلاعُ عليه منهم.
الرابع: مَن ذُكِرَ في تصانيف مَن صَنَّف في الصحابة على سبيل الوَهم، مع بيان ذلك، وإقامة الحُجَّة فيه[34].
ومن المختصرات:
"نُخبة الفِكَر في مُصطَلَح أهل الأثر". في كراسةٍ لطيفة.
و"توضيحها"[35]، وقد أُدمِجَتْ فيه[36]. في مجلدةٍ لطيفة.
إلى غير ذلك مما تضمَّنه "الجزءُ" الذي جمعتُها[37] فيه، وبيَّنتُ ما كمل منها، وما شارَفَ الكمال، وما شُرِعَ فيه، وتمييز ما بُيِّض مِنها، مما هو بعدُ في المسوَّدة ولو كمل[38].
♦♦♦♦♦
وكان مولدي في شعبان، سنةَ ثلاثٍ وسبعين وسبعمائة[39].
وأول ما سمعتُ الحديثَ النبويَّ -فيما علمتُ-: في رمضان، سنةَ خمسٍ وثمانين[40].
وأول ما طلبتُ الحديثَ بنفسي: في سنةِ ثلاثٍ وتسعين[41].
وأول شيءٍ جمعتُه: "المائة العُشارية"، للشيخ برهان الدين الشامي[42].
وأول من قَرَأَها عليه: قاضي القضاة، الحافظُ ابنُ الحافظ، ولي الدين أحمد ابنُ شيخنا الإمام زين الدين العراقي، وذلك في أواخرِ سنة ستٍّ وتسعين، أو أوائلِ التي تليها[43].
♦♦♦♦♦
ومن شيوخي في الدراية:
1- شيخ الإسلام، سراج الدين البلقيني[44].
وكانت قد انتَهَتْ إليه رئاسةُ الفقه في مذهب الشافعي[45].
2- ومنهم: الإمام، سراج الدين ابن الملَقِّن[46].
وكان أكثرَ أهلِ عصره تصانيفَ في كل فن[47].
3- ومنهم: شيخ الإسلام، حافظ العصر، زين الدين العراقي[48].
وكان قد انتَهَتْ إليه رئاسةُ الفن الحديثي روايةً، ودرايةً، ومعرفةً بمعانيه وفقهه[49].
4- ومنهم: الإمام، مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي[50]. كان ينتَسِب إلى الشيخ أبي إسحاق؛ صاحب "التنبيه"[51].
وانتَهَتْ إليه الرئاسةُ في معرفة اللغة[52]، وصَنَّفَ في ذلك التصانيفَ السابغة، منها: "القاموس المحيط"؛ على ترتيب "الصّحاح"، وزاد فيه على الأصل قَدرَه وأزْيَد[53]. / 40أ/
5- ومنهم: الشيخ، الإمام، العلامة، شمس الدين الغماري[54].
انتَهَتْ إليه رئاسةُ النحو، وصار الملحوظَ إليه في الفن[55].
أنشَدَنا المذكورُ، قال: أنشَدَنا إمام العربية أبو حَيَّان لنفسِه:
وأوصاني الرَّضِيُّ وَصَاةَ نُصحٍ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
وكانَ مُهَذَّبًا شَهْمًا أَبِيّا <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
بأنْ لا تُحسِنَنْ ظَنًّا بشَخصٍ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
ولا تَصْحَبْ حَياتَك مغربيّا <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
قلت: والرَّضِي المذكور هو: محمد بن علي بن يوسف الشاطبي. وأبو حيان هو: محمد بن يوسف بن علي الغرناطي. وشيخُنا، وشيخُه، والرَّضِي، ثلاثتهم مغاربة[56].
6- ومنهم: الإمام، العلامة، شيخُ العربية[57]، ابنُ شيخها، محبُّ الدين محمد ابن العلامة جمال الدين ابن هشام[58].
كان الشيخ محبُّ الدين من أحسن الناس تقريرًا لهذا العلم[59]، انتفع به خلقٌ كثير.
وقد سمعتُ بقراءته كتابَ "علوم الحديث"، لابن الصلاح، على شيخَيْنا: علاء الدين ابن أبي المجد، وجمال الدين الحَلَاوي[60].
وانتفعتُ به، لدينه[61]، وعلمه.
7- ومنهم: الإمام، العلامة، شيخُ الإقراء، ومُسنِد القاهرة، شهاب الدين إبراهيم بن أحمد بن عبدالواحد بن عبدالمؤمن البعلبكيُّ الأصل، ثم الدمشقي، نزيل القاهرة، المعروف بالشامي[62].
وقد قرأتُ عليه قطعةً من أوَّل الكتاب العزيز[63]؛ جامعًا من السبعة، مما اشتمل عليه "التيسير"، وبعضُ كتبٍ أخرى[64]، وأجاز لي[65]، بقراءته للكل على الإمام برهان الدين إبراهيم بن عمر الجَعبري -وشيخُنا آخرُ مَن قرأ عليه، وأجاز له-.
وممن أجاز لشيخنا: أبو حيان، بالقاهرة، وأبو العباس المرادي، المعروف بالعَشَّاب، بالإسكندرية، ومحمد بن جابر الوادي آشي. / 40ب/ .
وقد خرَّجتُ له "معجمًا" عن شيوخه بالسماع والإجازة، في أكثرَ مِن عشرين جزءًا حديثيَّة[66]، وقرأتُه عليه[67].
وقرأتُ عليه أكثرَ مَرويَّاتِه[68].
وأنشَدَني شيخُنا المذكور، قال: أنشَدَني قاضي القضاة، بدرُ الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني لنفسِه[69]:
اِرضَ مِن اللهِ ما يُقدِّرُهُ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
أرادَ مِنكَ المُقامَ أو نَقَلَكْ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
وحَيثُ ما كُنتَ ذا رَفَاهِيَةٍ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
فاسكُنْ فخَيرُ البلادِ ما حَمَلَكْ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
فزِدتُ عليهما بعد ذلك:
وحَسِّن الخُلْقَ واستَقِم ومتى <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
أسأتَ أَحسِنْ ولا تُطِل أَمَلَكْ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
مَن يتَّقِ اللهَ يؤتِهِ فرجًا <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
ومَن عَصَى ثم لا[70] يَتوبُ هَلَكْ[71]<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
[1]جملة معنى الاستدعاء عند المحدِّثين: طلبُ الإجازة مِن الشيخ كتابةً إليه. وانظر تعريفًا واسعًا بهذا المصطلح، وتفاريعه، في: لسان المحدِّثين، لمحمد خلف سلامة، مادة (الاستدعاء).
[2] انظر ترجمته وأخباره في: الضوء اللامع (10/ 58)، الأنس الجليل (2/ 229)، المنهج الأحمد (3/ 220، 5/ 152).
[3] نتائج الأفكار (4/ 236).
[4] قال السخاوي في الجواهر والدرر (3/ 1169): «سمع عليه في سنة أربع وأربعين وثمانمائة: النغبة، لأبي حيان، وغيرها». ووقع في الضوء اللامع (10/ 58): «في سنة أربع وثلاثين»، ولعل الأول أرجح، وانظر ما يأتي.
[5] لعلها كنية أخرى لمحمد بن موسى بن عمران -وهو المقصود بكلام ابن حجر قطعًا-، وهي -أيضًا- كنية لأحد أبنائه، وأما تلميذه العليمي -وقد مرَّت الإحالة إلى ترجمته له-، فكناه أبا عبدالله، وكذلك كُني في عدة مواضع من المجموع الخطي الذي يقع فيه الاستدعاء والإجازة، منها في أثبات أولاده، ومنها بخط المحب ابن الشحنة، والنجم ابن فهد. ينظر: (ق20أ، 20ب، 30ب، 35ب، 48ب، 54أ، 59أ، 60أ، 60ب).
[6]أجازهُ الحافظ أن يروي عنه: «فتح الباري»، و«مقدمته»، نصًّا، في إجازة الجزأين الأول والثاني من «الصحيح».
[7] صحيح البخاري، بخط ابن عمران، أربعة أجزاء، نسخة مكتبة فيض الله أفندي، تركيا، رقم (477-480).
[8] يعني: وسبعمائة، وعُمره يومها: تسع عشرة سنة.
[9] الجواهر والدرر (1/ 126).
[10] له صورة في موقع المكتبة البريطانية (The British Library):
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
/ eap.bl.uk/ data***** overview_item.a4d?catId=55888;r=288
إلا أنها صورةٌ ضعيفةُ الإضاءة والوضوح، وقد كنتُ نسختُ النصَّ منها، ثم أكرمني الشيخ المفضال يوسف الأوزبكي، أمين المخطوطات في مكتبة المسجد الأقصى، عن طريق أخي الشيخ محمد خالد كُلَّاب، بمصوَّرةٍ واضحةٍ عاليةِ الدقة، فجزاهما الله خيرًا، وأكرمهما بخير ما أكرم به عباده المتَّقين.
[11] ولد في رمضان 838هـ، فله يوم كُتب هذا الاستدعاء أقل من 7 سنين، وسمع على الحافظ ابن حجر في السنة التالية 846هـ. وتوفي سنة 894هـ. الضوء اللامع (10/ 23)، الأنس الجليل (2/ 239).
[12] الضوء اللامع (10/ 23)، الأنس الجليل (2/ 215).
[13] ولد سنة 820هـ، فله يوم كُتب هذا الاستدعاء 25 سنة، وأخذ عن الحافظ ابن حجر في دخلاته القاهرة التي كان أولها سنة 840هـ. الضوء اللامع (8/ 263).
[14] ولد في شوال سنة 830هـ، فله يوم كُتب هذا الاستدعاء 15 سنة. الضوء اللامع (8/ 264).
[15] توفي بعد سنة 840هـ. الضوء اللامع (6/ 132). ويُستفاد من هنا أن وفاته قبل سنة 845هـ.
[16] الضوء اللامع (1/ 137)، الأنس الجليل (2/ 180). وقد ترجم في الأنس لأبيه قبله مباشرة.
[17] ترجمة جدهما إسماعيل في الضوء اللامع (2/ 298)، وترجمة أحمد -والد محمد- في الأنس الجليل (2/ 212).
[18] ولد في حدود سنة 830هـ، فله يوم كُتب هذا الاستدعاء نحو 15 سنة. وتوفي سنة 895هـ. الأنس الجليل (2/ 210).
[19] توفي سنة 844هـ. الضوء اللامع (1/ 287)، الأنس الجليل (2/ 175).
[20] الأخيران أخوان. الأنس الجليل (2/ 235).
[21] يقصد ابنُ عمران بهذا -فيما يظهر-: الحافظَ ابنَ حجر.
[22] هذه عبارة معتادة لابن حجر في إجازاته، سبق مثلها في إجازته لابن عمران بصحيح البخاري، وانظر: الجواهر والدرر (2/ 752، / 1103).
[23] مطبوع. وقد اعتمد محققه على نسخ، أُولاها بخط الحافظ ابن حجر، كتبها شابًّا سنة 796هـ، أي: قبل كتابته هذه الإجازة بتسع وأربعين سنة.
[24] يرويه الحافظ ابن حجر عن: (1) البرهان إبراهيم بن أحمد بن عبدالواحد، عن (2) أبي العباس ابن الشحنة الحجار، عن (3) أبي المنجا ابن اللتي، عن (4) أبي الوقت السجزي، عن (5) محمد بن أبي مسعود الفارسي، عن (6) أبي محمد ابن أبي شريح، عن (7) أبي القاسم البغوي، عن أبي الجهم.
[25] توفي أبو الجهم أول سنة 228هـ، فيكون بين وفاته وبين كتابة ابن حجر هذه الإجازة: 617 سنة، وبضعة أشهر.
[26] مطبوع عدة طبعات.
[27] قال السخاوي في الجواهر والدرر (1/ 127)، بعد ذكر جزء أبي الجهم: «ويليه مما هو في نحو طبقته: جزء ابن مخلد. ويليه ما يلحق به، لكن في الطريق إجازة، كالجزء الثاني من حديث ابن مسعود، وكتاب البعث، لابن أبي داود. ويليه ما في طريقه إجازتان، كالأول الكبير من حيث أبي طاهر المخلص، والثاني من الثاني منه، وجزء مأمون بن هارون...».
[28] وهو كتاب: «المعجم المفهرس»، مطبوع، ويحتاج إعادة تحقيق.
[29] لعل هذا الرقم كان هو المتبادرَ إلى ذهن الحافظ وقتها، أو أن مؤلفاته زادت فيما بين هذه الإجازة ووفاته -رحمه الله-. وكذلك قال البقاعي في عنوان الزمان (1/ 141): «ومصنفاته تناهز مائةً وخمسين مصنَّفًا»، والبقاعي كتب أصلَ ترجمته لابن حجر -كما صرح في أثنائها (1/ 138)- بعد هذه الإجازة بسنة واحدة. والواقع أن مؤلفات الحافظ ابن حجر تزيد على 250 مؤلفًا، وقد بلغ بها السخاوي في الجواهر والدرر (2/ 660-695): 273 مؤلفًا، وبلغ بها د. شاكر عبدالمنعم في دراسته: ابن حجر العسقلاني، مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في الإصابة (1/ 173-386): 282 مؤلفًا.
[30] اختصر عنوانه الحافظ هنا، وكذلك سماه البقاعي في عنوان الزمان (1/ 142). وقد قال الحافظ في آخر مقدمته (1/ 169): «وسميت هذا الكتاب: إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة». والكتاب مطبوع.
[31] وهي: موطأ مالك، مسند الشافعي، مسند أحمد، مسند الدارمي، صحيح ابن خزيمة، منتقى ابن الجارود، مستخرج أبي عوانة، شرح معاني الآثار للطحاوي، صحيح ابن حبان، مستدرك الحاكم. وأضاف إليها سنن الدارقطني؛ جبرًا لما فات من الوقوف على جميع صحيح ابن خزيمة. انظر: إتحاف المهرة (1/ 159).
[32] وهي الكتب الستة المشهورة، ولواحقها.
[33] هكذا كتب الحافظُ اسمَه هنا، وهي الصيغة المعتمدة في بعض نسخ الكتاب الخطية. وكتبه الحافظ على طرة نسخة دار الكتب المصرية (229 مصطلح): «الإصابة في تمييز الصحابة»، وهي الصيغة التي اعتمدها السخاوي في نسخته المحفوظة في كوبريلي (243-247)، واعتمدها غيره في نسخ الكتاب، وترجمة الحافظ. والكتاب مطبوع عدة طبعات.
[34] انظر بسط الكلام على هذه الأقسام في مقدمة الحافظ لكتاب الإصابة (1/ 12-15). وفيما هنا زيادات على ما في المقدمة -عند التأمل-، كالتزام بيان حال الرواية في القسم الأول، وإلزام أصحاب كتب الصحابة باستيعاب أهل القسم الثالث قدر الإمكان. ولم أقف للحافظ على صياغةٍ أخرى لهذه الأقسام في غير هذه الإجازة.
[35] وهو كتاب: «نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر». مطبوع عدة طبعات.
[36] يعني: أُدمِجَت النخبة في توضيحها.
[37] يعني: أسماء مؤلفاتِه.
[38] ذكر هذا الجزءَ السخاويُّ في مطلع باب تصانيف ابن حجر من الجواهر والدرر (2/ 659)، وأطلق عليه: «كراسة»، ونقل عنه بعض عباراته، ومما نقله قول الحافظ: «وهذه أسماء التصانيف المشار إليها، وبيان ما كمل منها (فبُيِّض)، أو استمرَّ في المسودة بعد أن سطره، وبيان ما شارف التمام أو شطره، وبيان ما شرع فيه...». تنبيه: وقع ما بين الهلالين في المطبوع: «فيبيض»، وهو على الصواب في نسخة الأحقاف التي عليها خط المؤلف (ق257)، ويدل عليه سياق الحافظ في هذه الإجازة.
[39] رفع الإصر (ص62). وقد اختلف مترجموه في تعيين يوم ولادته، انظر: ابن حجر العسقلاني، لشاكر عبدالمنعم (1/ 52).
[40] رفع الإصر (ص62). وكان سماعه بمكة، على عفيف الدين النشاوري، اتفاقًا بغير قصد ولا طلب. الجواهر والدرر (1/ 122).
[41] قال السخاوي في الجواهر والدرر (1/ 126) بعد هذا: «لكنه لم يكثر من الطلب إلا في سنة ستٍّ وتسعين».
[42] وذلك سنة 796هـ. رفع الإصر (ص63). وتسمى هذه المائة: «نظم اللآلئ بالمائة العوالي». مطبوع.
[43] رفع الإصر (ص63). وقد جزم السخاوي في الجواهر والدرر (1/ 128) أن قراءة ابن العراقي كانت سنة 797هـ.
[44] المجمع المؤسس (2/ 294)، ذيل الدرر الكامنة (ص132).
[45] ذكره ابن حجر في الرؤساء الذين انفرد كل منهم بفن فاق فيه أقرانه على رأس القرن الثامن، فذكره بذلك في الفقه على مذهب الشافعي. ذيل الدرر الكامنة (ص240، 241).
[46] المجمع المؤسس (2/ 311)، ذيل الدرر الكامنة (ص121).
[47] قال الحافظ في المجمع المؤسس (2/ 312): «واشتغل بالتصنيف وهو شاب، فكتب الكثير، حتى كان أكثر أهل عصره تصنيفًا».
[48] المجمع المؤسس (2/ 176)، ذيل الدرر الكامنة (ص143).
[49] ذكره ابن حجر في الرؤساء الذين انفرد كل منهم بفن فاق فيه أقرانه على رأس القرن الثامن، فذكره بذلك في الحديث -إجمالًا-. ذيل الدرر الكامنة (ص240، 241).
[50] المجمع المؤسس (2/ 547)، ذيل الدرر الكامنة (ص238).
[51]إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي الفيروزآبادي (ت 476هـ). ولابن حجر تشكُّك في هذا الانتساب، قال في المجمع المؤسس (2/ 548): «ولم يكن الشيخ مدفوعًا عن معرفة، إلا أن المشهور أن الشيخ أبا إسحاق لم يعقّب»، وقال في ذيل الدرر الكامنة (ص238): «كان يرفع نسبه إلى الشيخ أبي إسحاق، صاحب «التنبيه»، ولا يبالي بما يشاع بين الناس أن الشيخ لم يتزوَّج، فضلًا عن أن يعقّب...، ولم يكن مدفوعًا عن معرفة، إلا أن هذا مما استنكره أهل المعرفة بالشيخ أبي إسحاق، والعلم عند الله».
[52] ذكره ابن حجر في الرؤساء الذين انفرد كل منهم بفن فاق فيه أقرانه على رأس القرن الثامن، فذكره بذلك في اللغة. ذيل الدرر الكامنة (ص240، 241).
[53] قال الحافظ في المجمع المؤسس (2/ 548): «أكثر فيه من النقل، حتى صار يحتوي على مقدار ما في «الصحاح» أضعافًا». وقال في إنباء الغمر (3/ 48): «وميَّز فيه زياداتِه على «الصحاح»، بحيث لو أُفردت لكانت قدرَ «الصحاح» وأكثر؛ في عدد الكلمات»، وقال في ذيل الدرر (ص238): «وميَّز [ما] زاده على «الصحاح» بالحمرة، وهو شيء كثير جدًّا، لعله لو جُرِّد كان قدرَ «الصحاح»».
[54] المجمع المؤسس (3/ 244)، ذيل الدرر الكامنة (ص95).
[55] ذكره ابن حجر في الرؤساء الذين انفرد كل منهم بفن فاق فيه أقرانه على رأس القرن الثامن، فذكره بذلك في العربية. ذيل الدرر الكامنة (ص240، 241).
[56] ساق الحافظ البيتين وآخرَ تعليقته عليهما في المجمع المؤسس (3/ 246)، وزاد: «وهذا من الغرائب».
[57] قال الحافظ في المجمع المؤسس (2/ 514): «وكان أوحد عصره في تحقيق النحو».
[58] المجمع المؤسس (2/ 513)، إنباء الغمر (1/ 540).
[59] قال الحافظ في إنباء الغمر (1/ 540): «وكان إليه المنتهى في حسن التعليم».
[60] المجمع المؤسس (2/ 514)، المعجم المفهرس (ص400).
[61] حلَّاه الحافظ في إنباء الغمر (1/ 540) بمتانة الدين.
[62] المجمع المؤسس (1/ 79)، الدرر الكامنة (1/ 11)، إنباء الغمر (2/ 22).
[63] إلى قوله: ﴿ المفلحون ﴾ في البقرة. المجمع المؤسس (1/ 87).
[64] ذكر منها في المجمع المؤسس (1/ 87): كتاب «العنوان».
[65] في رمضان، سنة 796هـ. المجمع المؤسس (1/ 88).
[66] هي 24 جزءًا. المجمع المؤسس (1/ 80)، إنباء الغمر (2/ 23).
[67] قال الحافظ في المعجم المفهرس (ص195): «قرأتُ بعضه، وسمعتُ بعضه...».
[68] وذلك نحو مائة كتاب وجزء. انظر: المجمع المؤسس (1/ 86-188).
[69] في الحاشية: «هذا البيت قبل البيتين:
يَا مَن يَطوفُ البلادَ مُرتزقًا *** مَا يَتَعدَّاكَ كلُّ مَا هُوَ لَكْ
نقل مِن خط ولده الشيخ عز الدين -رحمهما الله-».
[70] في الأمالي الحلبية: «عصاهُ ولا».
[71] أنشد ابن حجر بإسناده بيتَي ابن جماعة، وبيتَيه المذيَّلين عليهما، في المجلس الخامس من أماليه بحلب، في الخامس من ذي القعدة، سنة 836هـ، لكنه جعلهما في مجلسه ذلك من مقول الحافظ أبي الحجاج المزي، هكذا وقع في الأصول الخطية لأماليه، بخطوط أصحابه: إبراهيم السلَّامي (ق7ب)، وإبراهيم البقاعي (ق79أ)، والمحب ابن الشحنة (ق225أ)، وعلى نُسخَة الأول تصحيحُ الحافظ بخطه. وأما السخاوي، فنقل في الجواهر والدرر (2/ 583) أنه أنشد في مجالسه تلك: «من نظم القاضي بدر الدين ابن جماعة...»، فذكرهما. والظاهر أن سهوًا حصل من الحافظ في نسبة البيتين في رحلة حلب، وجاء بها على الصواب هنا، وصوَّبهما السخاويُّ في كلامه.
ومما يؤكد أن البيتين لابن جماعة، لا للمزي، أيضًا:
1- نسبة ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة (9/ 298) البيتين لابن جماعة، مع إيراد بيتي ابن حجر المذيَّلين عليهما.
2- حاشية هذه الإجازة السابق نقلُها، المنقولةُ عن خط العز ابن جماعة، ولد البدر -صاحب البيتين-، وفيهما زيادةُ تأكيدٍ بذِكر البيت السابق لهما.
فائدة: قال ابن تغري بردي عقب سوق البيتين وذيلِهما: «والبيت الثاني من قول ابن جماعة مأخوذٌ من قول المتنبي، ولكن فاته الشَّنَب، وهو:
وكلُّ امرئٍ يُبدي الجميلَ محبَّبٌ *** وكلُّ مكانٍ يُنبِت العزَّ طيِّبُ».