فريق منتدى الدي في دي العربي
05-10-2016, 02:17 PM
معايير مغلوطة
علي بن حسين بن أحمد فقيهي
بوحُ القلم
(تأملات في النفس والكون والواقع والحياة)
معايير مغلوطة
• خلَق المولى - جلَّ وعلا - الإنسان وفضَّله على سائر المخلوقات بالعقل والفهم، والتفريق والتمييز والقضاء والحكم على الأشياء وَفْق معاييرَ منضبطة، وموازين مقنَّنة، ومقاييسَ عادلة.
• مِن دلائل كمال الدين الإسلامي: الأحكام القاطعة، والعقوبات الواضحة، والحدود البينة لحفظ وحماية الضرورات الخمس (الدين والنفس والمال والعِرض والعقل) من الأهواء الشخصية، والأعراف الاجتماعية، والقوانين الوضعية.
♦ المتابع لأحوال الناس يلاحظ التفاوتَ والاختلاف في الحُكم على الأخطاء والهفوات، أو الخطايا والزلات، الفردية والمجتمعية، ويظهر ذلك في التصوُّرات والتعاملات التالية:
١ - يقع أحد الأتباع لمذهب معين في خطأ علمي أو انحراف سلوكي، فيُوصَم جميعُ أصحاب المنهج بالزيغ والضلال، والجُرم والإثم.
٢ - يُفتي بعض العلماء والمجتهدين في مسألة عِلمية أو قضية اجتماعية بما يخالف الأكثرية أو يعارض المشهور، فيؤلب عليه الجمهور، وتواجهه الحشود بالجرح والثَّلْب، والتشنيع والتقريع.
٣ - تنشغل الهيئات الشرعية والمؤسسات الإعلامية بالحديث والمتابعة والعناية والاهتمام بثوابت معلومة أو مسائل واضحة، أو قضايا ثانوية أو أمور جانبية، في حين يصرف النظر عن المشاكل الواقعية والقضايا المصيرية.
٤ - يخطئ فردٌ في مؤسسة أو هيئة أو إدارة أو وزارة، فيُحكَم عليها بالفساد والفشل، وتطالَب بالإلغاء أو الإغلاق.
٥ - يفتح الباب على مصراعيه لبعض الكتَّاب والإعلاميين للمناقشة والنقد، والحُكم والقطع في كافة القضايا والنوازل المجتمعية بآراء فجَّة، وأطروحات هادمة للأمن الفكري والسِّلم الاجتماعي، دون متابعة الرقيب، ولا مؤاخذة الحسيب، في حين ترفُض تلك الوسائل الإعلامية عرضَ ومناقشة الرأي الآخر والتوجُّه المخالف.
٦ - يحصل نزاعٌ بسيط واختلاف يسير بين الرجل وزوجته، أو الفرد وقريبه، أو الصديق وزميله، فيُعمَّم النزاع، ويضخَّم الخصام على كل الأفراد المتعاطفين معه والمرتبطين به.
٧ - يُتَّهَم أحدُ المشهورين بالسهرات الماجنة، وتغرير الفتيات، وشُرب المُسكِرات، فيطالِب البعض بالتستُّر عليه، ورعاية جاهه، وحفظ مكانته، في حين يواجِه بقيةُ المغمورين اللَّمزَ والتشهير والعقوبة والتعزير على مرأًى من الناس، ومجمَع من الحضور.
• هذه الصور والمشاهد والقصص والمواقف نموذج صارخ ومثال واضح لِما تَعِجُّ به تصرُّفاتنا اليومية وممارساتنا الحياتية من تجاوزات وتناقضات في ذواتنا وأنفسنا، وعن أهلنا وأقاربنا، وعن العالم من حولنا، بسبب غياب وتغييب المعايير الشرعية والموازين المنضبطة عن الفكر والتصوُّر والسلوك والتعامل.
• وَمْضة: عن عائشة رضي الله عنها: أن قريشًا أهمهم شأنُ المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: ومن يكلِّم فيها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامةُ بن زيد، حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فكلَّمه أسامةُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتشفَعُ في حدٍّ من حدود الله؟!))، ثم قام فاختطب، ثم قال: ((إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرَق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيفُ أقاموا عليه الحدَّ، وايم الله، لو أن فاطمةَ بنت محمد سرَقَتْ، لقطعتُ يدَها))؛ رواه البخاري.
علي بن حسين بن أحمد فقيهي
بوحُ القلم
(تأملات في النفس والكون والواقع والحياة)
معايير مغلوطة
• خلَق المولى - جلَّ وعلا - الإنسان وفضَّله على سائر المخلوقات بالعقل والفهم، والتفريق والتمييز والقضاء والحكم على الأشياء وَفْق معاييرَ منضبطة، وموازين مقنَّنة، ومقاييسَ عادلة.
• مِن دلائل كمال الدين الإسلامي: الأحكام القاطعة، والعقوبات الواضحة، والحدود البينة لحفظ وحماية الضرورات الخمس (الدين والنفس والمال والعِرض والعقل) من الأهواء الشخصية، والأعراف الاجتماعية، والقوانين الوضعية.
♦ المتابع لأحوال الناس يلاحظ التفاوتَ والاختلاف في الحُكم على الأخطاء والهفوات، أو الخطايا والزلات، الفردية والمجتمعية، ويظهر ذلك في التصوُّرات والتعاملات التالية:
١ - يقع أحد الأتباع لمذهب معين في خطأ علمي أو انحراف سلوكي، فيُوصَم جميعُ أصحاب المنهج بالزيغ والضلال، والجُرم والإثم.
٢ - يُفتي بعض العلماء والمجتهدين في مسألة عِلمية أو قضية اجتماعية بما يخالف الأكثرية أو يعارض المشهور، فيؤلب عليه الجمهور، وتواجهه الحشود بالجرح والثَّلْب، والتشنيع والتقريع.
٣ - تنشغل الهيئات الشرعية والمؤسسات الإعلامية بالحديث والمتابعة والعناية والاهتمام بثوابت معلومة أو مسائل واضحة، أو قضايا ثانوية أو أمور جانبية، في حين يصرف النظر عن المشاكل الواقعية والقضايا المصيرية.
٤ - يخطئ فردٌ في مؤسسة أو هيئة أو إدارة أو وزارة، فيُحكَم عليها بالفساد والفشل، وتطالَب بالإلغاء أو الإغلاق.
٥ - يفتح الباب على مصراعيه لبعض الكتَّاب والإعلاميين للمناقشة والنقد، والحُكم والقطع في كافة القضايا والنوازل المجتمعية بآراء فجَّة، وأطروحات هادمة للأمن الفكري والسِّلم الاجتماعي، دون متابعة الرقيب، ولا مؤاخذة الحسيب، في حين ترفُض تلك الوسائل الإعلامية عرضَ ومناقشة الرأي الآخر والتوجُّه المخالف.
٦ - يحصل نزاعٌ بسيط واختلاف يسير بين الرجل وزوجته، أو الفرد وقريبه، أو الصديق وزميله، فيُعمَّم النزاع، ويضخَّم الخصام على كل الأفراد المتعاطفين معه والمرتبطين به.
٧ - يُتَّهَم أحدُ المشهورين بالسهرات الماجنة، وتغرير الفتيات، وشُرب المُسكِرات، فيطالِب البعض بالتستُّر عليه، ورعاية جاهه، وحفظ مكانته، في حين يواجِه بقيةُ المغمورين اللَّمزَ والتشهير والعقوبة والتعزير على مرأًى من الناس، ومجمَع من الحضور.
• هذه الصور والمشاهد والقصص والمواقف نموذج صارخ ومثال واضح لِما تَعِجُّ به تصرُّفاتنا اليومية وممارساتنا الحياتية من تجاوزات وتناقضات في ذواتنا وأنفسنا، وعن أهلنا وأقاربنا، وعن العالم من حولنا، بسبب غياب وتغييب المعايير الشرعية والموازين المنضبطة عن الفكر والتصوُّر والسلوك والتعامل.
• وَمْضة: عن عائشة رضي الله عنها: أن قريشًا أهمهم شأنُ المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: ومن يكلِّم فيها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامةُ بن زيد، حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فكلَّمه أسامةُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتشفَعُ في حدٍّ من حدود الله؟!))، ثم قام فاختطب، ثم قال: ((إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرَق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيفُ أقاموا عليه الحدَّ، وايم الله، لو أن فاطمةَ بنت محمد سرَقَتْ، لقطعتُ يدَها))؛ رواه البخاري.