فريق منتدى الدي في دي العربي
05-11-2016, 04:06 AM
الشورى مبدأ وعبادة
ماهر إبراهيم جعوان
الشورى الملزمة كشرع وعبادة ومبدأ وقانون وعرف من أهم عناصر صمود البنية التنظيمية للاتفاق على العمل الدعوي ولحسم الخلاف الدعوي حتى تكون البنية التنظيمية عصية على الذوبان أو الانحراف أو الخديعة أو الخطأ أو الانكسار أو التقزيم أو التهميش أو التراجع.
وترجع الجدية في تطبيق الشورى الملزمة إلى مدى ارتفاع درجة التجانس بين الأفراد - كل الأفراد قيادة وجنود- في منظومة القيم والمفاهيم والتعاون الإيجابي لتفادي عوامل انهيار البنية التنظيمية.
فالأصل أن الشورى لا تأتي إلا بخير في كل أحوالها علم ذلك من علم وجهله من جهل.
فتبعد الإنسان السوي أو المؤسسة القوية والدول الرائدة بعيدا عن الفردية أو التسلط أو الاستبداد في الرأي والقرار فيزداد السوي استواء ويقوم المعوج وتنعم المؤسسة بالاستقرار والتقدم والنماء وتنجز الأعمال وتحقق الغايات وتوضع المفاهيم والأسس في موضعها الطبيعي وتوضح الاستراتجيات.
وتعمل الشورى على نشر الألفة بين الأفراد، فهي وسيلة للكشف عن أصحاب الرأي السديد، ومَنْ بإمكانهم وضع خطط يؤخذ بها في المواقف الصعبة الطارئة، مما يفتح الباب للاستفادة من كل العناصر المتميزة.
وحينما تكون الشورى أمراً إلهياً وسلوكاً نبويًّا، فإن الفرد والمؤسسة والمجتمع الذي يتمسك بها، ويسير على دربها، سيحوز الأمن والأمان والتوفيق والسداد والرشاد والنجاح.
ولذلك خاطب الله - تعالى -رسوله - صلى الله عليه وسلم- معلماً وموجهاً وآمراً بتفعيل عبادة (وأمرهم شورى بينهم) برغم أنه نبي مرسل عنده من الله بينة وبرهان (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى).
ومع الشورى سواء بسواء يأتي أهمية النظام والترتيب والإعداد والاجتهاد والأخذ بالأسباب وتقرير المشترك وما يترتب عليه عمل وحصر نقاط الخلاف واستكمال البنيان بآليات واضحة وصحيحة وشفافة تعطي الثقة والأمل وتتخطى الإشكاليات والعقبات ولا تضيع الأوقات والطاقات هباء وسدا من غير طائل.
وقد تأتي الشورى بغير المأمول أو المراد أو المتوقع أو بغير رأي الفرد ورغبته وحماسته، فليس لنا بد إلا إمضاء الشورى والعمل على نجاحها واستكمال ما قد ينقص بها في وقت المحن كما حدث في خروج النبي - صلى الله عليه وسلم- من المدينة لملاقاة العدو على غير رغبته وكبار الصحابة يوم أحد ولكنه نزل على رأي الشورى وحماسة الشباب وهو يعلم حجم التضحيات ومآل الأمور ومؤيد برؤية نبوية تفسر حجم الجراح، وراجع الصحب الكرام موقفهم وقالوا: (( يا رسول الله، استكرهناك، ولم يكن لنا ذلك، فإن شئت فاقعد، فقال - صلى الله عليه وسلم-: ((ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل)) إقرارا لمبدأ وقانون وسنة وعبادة يتقرب بها لله - تعالى -.
قال ابن هشام في "سيرة النبي": "يوم أحد يوم بلاء ومصيبة وتمحيص، واختبر الله به المؤمنين ومحص به المنافقين، ممن كان يظهر الإيمان بلسانه، وهو مستخف بالكفر في قلبه، ويومًا أكرم الله فيه من أراد كرامته بالشهادة من أهل ولايته".
فرغم المصاب والحزن والجراح والألم والندم والخلل من رماة الجبل وانسلاخ ابن سلول، أكد الله - تعالى -على رسوله - صلى الله عليه وسلم- بعدم الخلل في مبدأ الشورى بل التأكيد عليه والتعلم منه وعدم إهماله أو تأخيره عن وقت الحاجة والعزم.
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)
ماهر إبراهيم جعوان
الشورى الملزمة كشرع وعبادة ومبدأ وقانون وعرف من أهم عناصر صمود البنية التنظيمية للاتفاق على العمل الدعوي ولحسم الخلاف الدعوي حتى تكون البنية التنظيمية عصية على الذوبان أو الانحراف أو الخديعة أو الخطأ أو الانكسار أو التقزيم أو التهميش أو التراجع.
وترجع الجدية في تطبيق الشورى الملزمة إلى مدى ارتفاع درجة التجانس بين الأفراد - كل الأفراد قيادة وجنود- في منظومة القيم والمفاهيم والتعاون الإيجابي لتفادي عوامل انهيار البنية التنظيمية.
فالأصل أن الشورى لا تأتي إلا بخير في كل أحوالها علم ذلك من علم وجهله من جهل.
فتبعد الإنسان السوي أو المؤسسة القوية والدول الرائدة بعيدا عن الفردية أو التسلط أو الاستبداد في الرأي والقرار فيزداد السوي استواء ويقوم المعوج وتنعم المؤسسة بالاستقرار والتقدم والنماء وتنجز الأعمال وتحقق الغايات وتوضع المفاهيم والأسس في موضعها الطبيعي وتوضح الاستراتجيات.
وتعمل الشورى على نشر الألفة بين الأفراد، فهي وسيلة للكشف عن أصحاب الرأي السديد، ومَنْ بإمكانهم وضع خطط يؤخذ بها في المواقف الصعبة الطارئة، مما يفتح الباب للاستفادة من كل العناصر المتميزة.
وحينما تكون الشورى أمراً إلهياً وسلوكاً نبويًّا، فإن الفرد والمؤسسة والمجتمع الذي يتمسك بها، ويسير على دربها، سيحوز الأمن والأمان والتوفيق والسداد والرشاد والنجاح.
ولذلك خاطب الله - تعالى -رسوله - صلى الله عليه وسلم- معلماً وموجهاً وآمراً بتفعيل عبادة (وأمرهم شورى بينهم) برغم أنه نبي مرسل عنده من الله بينة وبرهان (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى).
ومع الشورى سواء بسواء يأتي أهمية النظام والترتيب والإعداد والاجتهاد والأخذ بالأسباب وتقرير المشترك وما يترتب عليه عمل وحصر نقاط الخلاف واستكمال البنيان بآليات واضحة وصحيحة وشفافة تعطي الثقة والأمل وتتخطى الإشكاليات والعقبات ولا تضيع الأوقات والطاقات هباء وسدا من غير طائل.
وقد تأتي الشورى بغير المأمول أو المراد أو المتوقع أو بغير رأي الفرد ورغبته وحماسته، فليس لنا بد إلا إمضاء الشورى والعمل على نجاحها واستكمال ما قد ينقص بها في وقت المحن كما حدث في خروج النبي - صلى الله عليه وسلم- من المدينة لملاقاة العدو على غير رغبته وكبار الصحابة يوم أحد ولكنه نزل على رأي الشورى وحماسة الشباب وهو يعلم حجم التضحيات ومآل الأمور ومؤيد برؤية نبوية تفسر حجم الجراح، وراجع الصحب الكرام موقفهم وقالوا: (( يا رسول الله، استكرهناك، ولم يكن لنا ذلك، فإن شئت فاقعد، فقال - صلى الله عليه وسلم-: ((ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل)) إقرارا لمبدأ وقانون وسنة وعبادة يتقرب بها لله - تعالى -.
قال ابن هشام في "سيرة النبي": "يوم أحد يوم بلاء ومصيبة وتمحيص، واختبر الله به المؤمنين ومحص به المنافقين، ممن كان يظهر الإيمان بلسانه، وهو مستخف بالكفر في قلبه، ويومًا أكرم الله فيه من أراد كرامته بالشهادة من أهل ولايته".
فرغم المصاب والحزن والجراح والألم والندم والخلل من رماة الجبل وانسلاخ ابن سلول، أكد الله - تعالى -على رسوله - صلى الله عليه وسلم- بعدم الخلل في مبدأ الشورى بل التأكيد عليه والتعلم منه وعدم إهماله أو تأخيره عن وقت الحاجة والعزم.
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)