تركي السعوديه
05-11-2016, 04:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كانت ريحانة (بنت زيد بن عمرو بن قنافة النضيرية اليهودية بنت شمعون بن زيد القرظية أماً للمؤمنين، اختلف في أمر وُصلتها بالنبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال شبلي نعماني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حررها فرجعت إلى أهلها، فيم قال ابن إسحاق أنه سباها ثم تسررها۔
تاريخها
ريحانة بنت شمعون بن زيد، وقيل: زيد بن عمرو بن قنافة بالقاف أو خنافة بالخاء المعجمة من بني النضير.
وقال ابن إسحاق: من بني عمر بن قريظة، وقال ابن سعد: ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة بن شمعون بن زيد من بني النضير، وكانت متزوجة رجلا من بني قريظة يقال له: الحكم، ثم روى ذلك عن الواقدي.
قال ابن إسحاق في الكبرى: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سباها فأبت إلا اليهودية، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فقال: هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة، فبشره وعرض عليها أن يعتقها، ويتزوجها، ويضرب عليها الحجاب، فقالت: "يا رسول الله بل تتركني في ملكك، فهو أخف علي وعليك" فتركها.
وأخرج من طريق الزهري أنه لما طلقها كانت في أهلها، فقالت: "لا يراني أحد بعده"، قال الواقدي: وهذا وهم فإنها توفيت عنده، وذكر محمد بن الحسن في أخبار المدينة، عن الدراوردي، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى في منزل من دار قيس بن قهد، وكانت ريحانة القرظية زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم تسكنه.
وقال أبو موسى: ذكرها ابن منده في ترجمة مارية، ولم يفردها بترجمة، وقيل: اسمها رُبَيْجَة بالتصغير.
قلت: بل أفردها، فإنه قال: ما هذا نصه بعد ذكره الأزواج الحرائر، وسبي جويرية في غزوة المريسيع، وهي ابنة الحارث بن أبي ضرار، وسبي صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير، وكانت مما أفاء الله عليه، فقسم لهما، واستسرى جاريته القبطية، فولدت له إبراهيم، واستسرى ريحانة من بني قريظة، ثم أعتقها، فلحقت بأهلها، واحتجبت وهي عند أهلها، وهذه فائدة جليلة أغفلها ابن الأثير.
وأخرج ابن سعد عن الواقدي من عدة طرق أنه صلى الله عليه وآله وسلم تزوجها، وضرب عليها الحجاب، ثم قال: وهذا الأثر عند أهل العلم، وسمعت من يروي أنه كان يطؤها بملك اليمين.
وفاتها
وماتت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بستة عشر، وقيل لما رجع من حجة الوداع.
وأخرج ابن سعد، عن الواقدي بسند له، عن عمر بن الحكم، قال: كانت ريحانة عند زوج لها يحبها، وكانت ذات جمال، فلما سبيت بنو قريظة، عرضت السبي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعزلها، ثم أرسلها إلى بيت أم المنذر بنت قيس حتى قتل الأسرى، وفرق السبي، فدخل إليها، فاختبأت منه حياء، قالت: "فدعاني فأجلسني بين يديه، وخيرني فاخترت الله ورسوله، فأعتقني وتزوج بي". فلم تزل عنده حتى ماتت، وكان يستكثر منها، ويعطيها ما تسأله، وماتت مرجعه من الحج، ودفنها بالبقيع.
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني صالح بن جعفر، عن محمد بن كعب قال: كانت ريحانة مما أفاء الله على رسوله، وكانت جميلة وسيمة، فلما قتل زوجها، وقعت في السبي، فخيرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاختارت الإسلام، فأعتقها، وتزوجها، وضرب عليها الحجاب، فغارت عليه غيرة شديدة، فطلقها فشق عليها، وأكثرت البكاء، فراجعها، فكانت عنده حتى ماتت قبل وفاته.
وأورد ابن سعد من طريق أيوب بن بشر المعافري أنها خيرت فقالت: "يا رسول الله أكون في ملكك فهو أخف علي وعليك"، فكانت في ملكه يطؤها إلى أن ماتت.
ريحانة رضي الله عنها, وما ورد في قصتها من اختلاف
ريحانة رضي الله عنها قد اخْتُلِفَ في اسم أبيها, وفي قبيلتها, وفي كونها زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم, أو أَمَة له صلى الله عليه وسلم, وفي كونها ماتت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قبله.
فأما الاختلاف في اسم أبيها:
فقال ابن إسحاق: ((رَيْحَانَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ خُنَافَةَ)).
وقال ابن سعد ورواه عن الواقدي: ((رَيْحَانَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خُنَافَةَ بْنِ شَمْعُونَ بْنِ زَيْدٍ)).
قلت: وقد يكون الواقدي ذكر الاسم كاملًا, بينما اختصره ابن إسحاق.
وأما الاختلاف في قبيلتها:
فذهب ابن سحاق إلى أنها من بني قريظة.
قال ابن إسحاق: ((إحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَمْرِو بْنِ قُرَيْظَةَ)).
وذهب ابن سعد ورواه عن الواقدي إلى أنها من بني النضير.
قال ابن سعد: ((مِنْ بَنِي النَّضِيرِ, وَكَانَتْ مُتَزَوِّجَةً رَجُلًا مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ
يُقَالُ لَهُ: الْحَكَمُ؛ فَنَسَبَهَا بَعْضُ الرُّوَاةِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ لِذَلِكَ)).
قال ابن عبد البر: ((والأكثر أنها من بني قريظة)).
وأما الاختلاف في كونها أَمَةً أو زوجة:
فذهب ابن إسحاق إلى أنها كانت أمة له, وليست زوجة.
قال ابن إسحاق: ((فَكَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ فِي مِلْكِهِ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَضَ عَلَيْهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، وَيَضْرِبَ عَلَيْهَا الْحِجَابَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلْ تَتْرُكُنِي فِي مِلْكِكَ، فَهُوَ أَخَفُّ عَلَيَّ وَعَلَيْكَ، فَتَرَكَهَا)).
وذهب الواقدي إلى أنها كانت زوجة له صلى الله عليه وسلم.
قال الواقدي – بعدما روى مارواه ابن إسحاق -: ((كَانَتْ أَمَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، وَكَانَتْ تَحْتَجِبُ فِي أَهْلِهَا وَتَقُولُ: لَا يَرَانِي أَحَدٌ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَهَذَا أَثْبَتُ الْحَدِيثَيْنِ عِنْدَنَا)).
ورجح ابن القيم رحمه الله قول ابن إسحاق أنها كانت أَمَةً, فقال:
((قِيلَ: وَمِنْ أَزْوَاجِهِ رَيْحَانَةُ بِنْتُ زَيْدٍ النَّضْرِيَّةُ، وَقِيلَ: الْقُرَظِيَّةُ؛ سُبِيَتْ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَكَانَتْ صَفِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، ثُمَّ طَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً، ثُمَّ رَاجَعَهَا.
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: بَلْ كَانَتْ أَمَتَهُ وَكَانَ يَطَؤُهَا بِمِلْكِ الْيَمِينِ حَتَّى تُوُفِّيَ عَنْهَا، فَهِيَ مَعْدُودَةٌ فِي السَّرَارِيِّ لَا فِي الزَّوْجَاتِ، وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ اخْتِيَارُ الْوَاقِدِيِّ وَوَافَقَهُ عَلَيْهِ شَرَفُ الدِّينِ الدِّمْيَاطِيُّ , وَقَالَ: هُوَ الْأَثْبَتُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ, وَفِيمَا قَالَهُ نَظَرٌ، فَإِنَّ الْمَعْرُوفَ أَنَّهَا مِنْ سَرَارِيِّهِ، وَإِمَائِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ))ا ه.
وأما الاختلاف في وقت وفاتها:
فذهب ابن إسحاق إلى أنها ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن إسحاق: ((فَكَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ فِي مِلْكِهِ)).
وأما الواقدي فقال بأنها ماتت قبل النبي صلى الله عليه وسلم, حيث قال: ((فَلَمْ تَزَلْ عِنْدَهُ حَتَّى مَاتَتْ مَرْجِعَهُ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ, فَدَفَنَهَا بِالْبَقِيعِ))ا ه.
ويظهر من كلام ابن حجر رحمه الله أنه يرجح قول الواقدي؛ حيث قال: ((ومن طريق الزُّهريِّ: أنَّه لما طلقها كانت في أهلها، فقالت: لا يراني أحد بعده.
قال الواقدي: وهذا وَهَمٌ، فإنَّها توفيت عنده))ا ه.
منقول
كانت ريحانة (بنت زيد بن عمرو بن قنافة النضيرية اليهودية بنت شمعون بن زيد القرظية أماً للمؤمنين، اختلف في أمر وُصلتها بالنبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال شبلي نعماني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حررها فرجعت إلى أهلها، فيم قال ابن إسحاق أنه سباها ثم تسررها۔
تاريخها
ريحانة بنت شمعون بن زيد، وقيل: زيد بن عمرو بن قنافة بالقاف أو خنافة بالخاء المعجمة من بني النضير.
وقال ابن إسحاق: من بني عمر بن قريظة، وقال ابن سعد: ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة بن شمعون بن زيد من بني النضير، وكانت متزوجة رجلا من بني قريظة يقال له: الحكم، ثم روى ذلك عن الواقدي.
قال ابن إسحاق في الكبرى: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سباها فأبت إلا اليهودية، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فقال: هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة، فبشره وعرض عليها أن يعتقها، ويتزوجها، ويضرب عليها الحجاب، فقالت: "يا رسول الله بل تتركني في ملكك، فهو أخف علي وعليك" فتركها.
وأخرج من طريق الزهري أنه لما طلقها كانت في أهلها، فقالت: "لا يراني أحد بعده"، قال الواقدي: وهذا وهم فإنها توفيت عنده، وذكر محمد بن الحسن في أخبار المدينة، عن الدراوردي، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى في منزل من دار قيس بن قهد، وكانت ريحانة القرظية زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم تسكنه.
وقال أبو موسى: ذكرها ابن منده في ترجمة مارية، ولم يفردها بترجمة، وقيل: اسمها رُبَيْجَة بالتصغير.
قلت: بل أفردها، فإنه قال: ما هذا نصه بعد ذكره الأزواج الحرائر، وسبي جويرية في غزوة المريسيع، وهي ابنة الحارث بن أبي ضرار، وسبي صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير، وكانت مما أفاء الله عليه، فقسم لهما، واستسرى جاريته القبطية، فولدت له إبراهيم، واستسرى ريحانة من بني قريظة، ثم أعتقها، فلحقت بأهلها، واحتجبت وهي عند أهلها، وهذه فائدة جليلة أغفلها ابن الأثير.
وأخرج ابن سعد عن الواقدي من عدة طرق أنه صلى الله عليه وآله وسلم تزوجها، وضرب عليها الحجاب، ثم قال: وهذا الأثر عند أهل العلم، وسمعت من يروي أنه كان يطؤها بملك اليمين.
وفاتها
وماتت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بستة عشر، وقيل لما رجع من حجة الوداع.
وأخرج ابن سعد، عن الواقدي بسند له، عن عمر بن الحكم، قال: كانت ريحانة عند زوج لها يحبها، وكانت ذات جمال، فلما سبيت بنو قريظة، عرضت السبي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعزلها، ثم أرسلها إلى بيت أم المنذر بنت قيس حتى قتل الأسرى، وفرق السبي، فدخل إليها، فاختبأت منه حياء، قالت: "فدعاني فأجلسني بين يديه، وخيرني فاخترت الله ورسوله، فأعتقني وتزوج بي". فلم تزل عنده حتى ماتت، وكان يستكثر منها، ويعطيها ما تسأله، وماتت مرجعه من الحج، ودفنها بالبقيع.
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني صالح بن جعفر، عن محمد بن كعب قال: كانت ريحانة مما أفاء الله على رسوله، وكانت جميلة وسيمة، فلما قتل زوجها، وقعت في السبي، فخيرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاختارت الإسلام، فأعتقها، وتزوجها، وضرب عليها الحجاب، فغارت عليه غيرة شديدة، فطلقها فشق عليها، وأكثرت البكاء، فراجعها، فكانت عنده حتى ماتت قبل وفاته.
وأورد ابن سعد من طريق أيوب بن بشر المعافري أنها خيرت فقالت: "يا رسول الله أكون في ملكك فهو أخف علي وعليك"، فكانت في ملكه يطؤها إلى أن ماتت.
ريحانة رضي الله عنها, وما ورد في قصتها من اختلاف
ريحانة رضي الله عنها قد اخْتُلِفَ في اسم أبيها, وفي قبيلتها, وفي كونها زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم, أو أَمَة له صلى الله عليه وسلم, وفي كونها ماتت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قبله.
فأما الاختلاف في اسم أبيها:
فقال ابن إسحاق: ((رَيْحَانَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ خُنَافَةَ)).
وقال ابن سعد ورواه عن الواقدي: ((رَيْحَانَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خُنَافَةَ بْنِ شَمْعُونَ بْنِ زَيْدٍ)).
قلت: وقد يكون الواقدي ذكر الاسم كاملًا, بينما اختصره ابن إسحاق.
وأما الاختلاف في قبيلتها:
فذهب ابن سحاق إلى أنها من بني قريظة.
قال ابن إسحاق: ((إحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَمْرِو بْنِ قُرَيْظَةَ)).
وذهب ابن سعد ورواه عن الواقدي إلى أنها من بني النضير.
قال ابن سعد: ((مِنْ بَنِي النَّضِيرِ, وَكَانَتْ مُتَزَوِّجَةً رَجُلًا مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ
يُقَالُ لَهُ: الْحَكَمُ؛ فَنَسَبَهَا بَعْضُ الرُّوَاةِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ لِذَلِكَ)).
قال ابن عبد البر: ((والأكثر أنها من بني قريظة)).
وأما الاختلاف في كونها أَمَةً أو زوجة:
فذهب ابن إسحاق إلى أنها كانت أمة له, وليست زوجة.
قال ابن إسحاق: ((فَكَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ فِي مِلْكِهِ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَضَ عَلَيْهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، وَيَضْرِبَ عَلَيْهَا الْحِجَابَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلْ تَتْرُكُنِي فِي مِلْكِكَ، فَهُوَ أَخَفُّ عَلَيَّ وَعَلَيْكَ، فَتَرَكَهَا)).
وذهب الواقدي إلى أنها كانت زوجة له صلى الله عليه وسلم.
قال الواقدي – بعدما روى مارواه ابن إسحاق -: ((كَانَتْ أَمَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، وَكَانَتْ تَحْتَجِبُ فِي أَهْلِهَا وَتَقُولُ: لَا يَرَانِي أَحَدٌ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَهَذَا أَثْبَتُ الْحَدِيثَيْنِ عِنْدَنَا)).
ورجح ابن القيم رحمه الله قول ابن إسحاق أنها كانت أَمَةً, فقال:
((قِيلَ: وَمِنْ أَزْوَاجِهِ رَيْحَانَةُ بِنْتُ زَيْدٍ النَّضْرِيَّةُ، وَقِيلَ: الْقُرَظِيَّةُ؛ سُبِيَتْ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَكَانَتْ صَفِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، ثُمَّ طَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً، ثُمَّ رَاجَعَهَا.
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: بَلْ كَانَتْ أَمَتَهُ وَكَانَ يَطَؤُهَا بِمِلْكِ الْيَمِينِ حَتَّى تُوُفِّيَ عَنْهَا، فَهِيَ مَعْدُودَةٌ فِي السَّرَارِيِّ لَا فِي الزَّوْجَاتِ، وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ اخْتِيَارُ الْوَاقِدِيِّ وَوَافَقَهُ عَلَيْهِ شَرَفُ الدِّينِ الدِّمْيَاطِيُّ , وَقَالَ: هُوَ الْأَثْبَتُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ, وَفِيمَا قَالَهُ نَظَرٌ، فَإِنَّ الْمَعْرُوفَ أَنَّهَا مِنْ سَرَارِيِّهِ، وَإِمَائِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ))ا ه.
وأما الاختلاف في وقت وفاتها:
فذهب ابن إسحاق إلى أنها ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن إسحاق: ((فَكَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ فِي مِلْكِهِ)).
وأما الواقدي فقال بأنها ماتت قبل النبي صلى الله عليه وسلم, حيث قال: ((فَلَمْ تَزَلْ عِنْدَهُ حَتَّى مَاتَتْ مَرْجِعَهُ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ, فَدَفَنَهَا بِالْبَقِيعِ))ا ه.
ويظهر من كلام ابن حجر رحمه الله أنه يرجح قول الواقدي؛ حيث قال: ((ومن طريق الزُّهريِّ: أنَّه لما طلقها كانت في أهلها، فقالت: لا يراني أحد بعده.
قال الواقدي: وهذا وَهَمٌ، فإنَّها توفيت عنده))ا ه.
منقول