فريق منتدى الدي في دي العربي
05-11-2016, 04:13 PM
قال تعالى في سورة طه :{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى (82)}قال في زاد المسير :قوله تعالى : { وإِني لغفَّار } الغفار : الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد أُخرى ، فكلما تكررت ذنوبهم تكررت مغفرته .قال في اللباب :واعلم أنه تعالى وصف نفسه بكونه غافراً وغفَّاراً، وبأن له غفراناً ومغفرةَ، وعبر عنه بلفظ الماضي والمستقبل والأمر. أما كون وصفه غافراً فقوله:{ غَافِرِ الذَّنْبِ} وأما كونه غَفُوراً فقوله: { وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ} [الكهف: 58] وأما كونه غفَّاراً فقوله: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ} [طه: 82] وأما الغفران فقوله: {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا} [البقرة: 285] .وأما المغفرة فقوله: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ} [الرعد: 6] .وأما صيغة الماضي فقوله في حق داود: {فَغَفَرْنَا لَهُ} [ص: 25] .وأما صيغة المستقبل فقوله: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ} النساء: [48، 116] وقوله: {إِنَّ الله يَغْفِرُ الذنوب جَمِيعاً} [الزمر: 13] وقوله: {لِّيَغْفِرَ لَكَ الله} [الفتح: 2] وأما لفظ الاستغفار فقوله: {استغفروا رَبَّكُمْ} [هود: 3، 52، 90، نوح: 10]{وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ}. وهاهنا نكتة وهي أنَّ العبد له أسماء ثلاثة: الظالم، والظَّلوم، والظَّلاَّم إذا كثر منه الظلم، ولله في مقابلة كل واحد من هذه الأسماء اسماً فكأنه تعالى قال: إن كنتَ ظالماً فأنا غافرٌ، وإن كنت ظلوماً فأنا غَفوٌر، وإن كنت ظلاَّماً فانَا غَفَّارٌ.