فريق منتدى الدي في دي العربي
05-17-2016, 02:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[فصل الذين اعتمدوا على عفو الله فضيعوا أمره ونهيه]
الذين اعتمدوا على عفو الله فضيعوا أمره ونهيه
وكثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه، وضيعوا أمره ونهيه، ونسوا أنه شديد العقاب، وأنه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين، ومن اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب فهو كالمعاند.
قال معروف: رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق.
وقال بعض العلماء: من قطع عضوا منك في الدنيا بسرقة ثلاثة دراهم، لا تأمن أن تكون عقوبته في الآخرة على نحو هذا.
وقيل للحسن: نراك طويل البكاء، فقال: أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي.
وكان يقول: إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة، يقول أحدهم: لأني أحسن الظن بربي، وكذب، لو أحسن الظن لأحسن العمل.
وسأل رجل الحسن فقال: يا أبا سعيد كيف نصنع بمجالسة أقوام يخوفونا حتى تكاد قلوبنا تطير؟ فقال: والله لأن تصحب أقواما يخوفونك حتى تدرك أمنا خير لك من أن تصحب أقواما يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف.
وقد ثبت في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يجاء بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه فيدور في النار كما يدور الحمار برحاه، فيطوف به أهل النار، فيقولون: يا فلان: ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه» .
وذكر الإمام أحمد من حديث أبي رافع قال: «مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبقيع فقال: أف لك فظننت أنه يريدني، قال: لا، ولكن هذا قبر فلان، بعثته ساعيا إلى آل فلان، فغل نمرة فدرع الآن مثلها من نار» .
وفي مسنده أيضا من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت: من هؤلاء، قالوا: خطباء من أمتك من أهل الدنيا، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم» .
وفيه أيضا من حديثه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم، وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم» .
وفيه أيضا عنه، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول: «يا مقلب القلوب والأبصار، ثبت قلبي على دينك، فقلنا: يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف شاء» .
وفيه أيضا عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل: «ما لي لم أر ميكائيل ضاحكا قط؟ قال: ما ضحك منذ خلقت النار» .
وفي صحيح مسلم عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال له: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة صبغة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط» .
من كتاب : الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي = الداء الدواء
لشيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله
المصدر : المكتبة الشاملة .
:: يُتبَـــــع بِـــــــإذن الله ::
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[فصل الذين اعتمدوا على عفو الله فضيعوا أمره ونهيه]
الذين اعتمدوا على عفو الله فضيعوا أمره ونهيه
وكثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه، وضيعوا أمره ونهيه، ونسوا أنه شديد العقاب، وأنه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين، ومن اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب فهو كالمعاند.
قال معروف: رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق.
وقال بعض العلماء: من قطع عضوا منك في الدنيا بسرقة ثلاثة دراهم، لا تأمن أن تكون عقوبته في الآخرة على نحو هذا.
وقيل للحسن: نراك طويل البكاء، فقال: أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي.
وكان يقول: إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة، يقول أحدهم: لأني أحسن الظن بربي، وكذب، لو أحسن الظن لأحسن العمل.
وسأل رجل الحسن فقال: يا أبا سعيد كيف نصنع بمجالسة أقوام يخوفونا حتى تكاد قلوبنا تطير؟ فقال: والله لأن تصحب أقواما يخوفونك حتى تدرك أمنا خير لك من أن تصحب أقواما يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف.
وقد ثبت في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يجاء بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه فيدور في النار كما يدور الحمار برحاه، فيطوف به أهل النار، فيقولون: يا فلان: ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه» .
وذكر الإمام أحمد من حديث أبي رافع قال: «مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبقيع فقال: أف لك فظننت أنه يريدني، قال: لا، ولكن هذا قبر فلان، بعثته ساعيا إلى آل فلان، فغل نمرة فدرع الآن مثلها من نار» .
وفي مسنده أيضا من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت: من هؤلاء، قالوا: خطباء من أمتك من أهل الدنيا، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم» .
وفيه أيضا من حديثه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم، وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم» .
وفيه أيضا عنه، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول: «يا مقلب القلوب والأبصار، ثبت قلبي على دينك، فقلنا: يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف شاء» .
وفيه أيضا عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل: «ما لي لم أر ميكائيل ضاحكا قط؟ قال: ما ضحك منذ خلقت النار» .
وفي صحيح مسلم عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال له: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة صبغة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط» .
من كتاب : الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي = الداء الدواء
لشيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله
المصدر : المكتبة الشاملة .
:: يُتبَـــــع بِـــــــإذن الله ::