تركي السعوديه
03-03-2016, 11:08 AM
كتب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مقالا بعنوان "المستقبل التاريخي لسياسة روسيا الخارجية" نشرته مجلة "روسيا في السياسة العالمية"، اخترنا مقتطفات منه.
واعتبر أن ما يشهد على الدور المتميز لروسيا في أوروبا والعالم، إسهامها في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفي حل القضايا السياسية على الساحتين الأوروبية والدولية.
وأضاف: "هناك من يعتقدون في داخل روسيا وخارجها، أن قدر بلادنا ربما يحتم عليها أن تكون متأخرة عن الركب أو لاحقة به، وأنه عليها أن تعكف على التكيف مع شروط معينة أو لعبة يختلقها الآخرون بما يحول دون إعلاء صوتها في القضايا الدولية".
وبالعودة إلى تاريخ الدولة الروسية، وأثر الحروب والمعارك الحاسمة التي خاضتها لترتسم في أعقابها حدود وجغرافيا جديدة، أفرد لافروف الحرب العالمية الثانية والحرب العالمية الأولى ومعركة بورودينو التي انتهت بهزيمة جيوش أوروبا التي حشدها نابليون لغزو روسيا، كما أعاد إلى ذاكرة المتابعين والمؤرخين معارك تحرير موسكو من الدخلاء البولنديين قبل أربعة قرون.
وفي التعليق على الدور الحضاري والثقافي لروسيا والذي يحاول البعض التقليل منه، أشار إلى "أعداد لا تحصى من البحوث العلمية والتاريخية التي تشهد على تمتع روسيا القديمة بمستوى ثقافي وروحي أعلى مما كان سائدا في أوروبا آنذاك".
وأعاد لافروف إلى الأذهان حقيقة أن "روسيا كانت وعلى الدوام، تمثل عامل استقرار يضمن توازن الهيكليات السياسية في أوروبا، مشيرا هنا إلى الدور الذي لعبته في حرب "الثلاثين عاما" في أوروبا والتي امتدت بين عامي 1618 و1648 للميلاد، وانتهت بقيام منظومة العلاقات الدولية".
وبالوقوف على ما خلصت إليه حروب نابليون، أكد لافروف أن "روسيا كانت البلد الذي أنقذ منظومة العلاقات الدولية القائمة على توازن القوى والاحترام المتبادل للمصالح بما يستثني هيمنة بلد دون سواه على القارة الأوروبية.
ولم يهمل الوزير لافروف في المقال الثورة الاشتراكية في روسيا سنة 1917، وما تمخض عنها في روسيا والعالم.
وكتب: "مما لا شك فيه أن ثورة 1917 والحرب الأهلية التي أعقبتها كانت مأساة حلت بشعبنا، فيما أن جميع الثورات الأخرى التي شهدها العالم جلبت المآسي هي الأخرى" لشعوبها. فالفرنسيون على سبيل المثال، يتباهون بثورتهم وبما نادت به لإرساء العدالة والحرية والإخاء، رغم أنها جلبت لهم المقصلة وأسالت أنهارا من الدماء".
وأضاف: "الثورة الروسية كانت الحدث الأعظم الذي أثر في تاريخ العالم، حيث كانت التجربة الأولى في تطبيق الأفكار الاشتراكية التي كانت تروج بشكل غير مسبوق في أوروبا، وحصلت على تأييد شعبي، فضلا عن التنظيم الاشتراكي المنشود آنذاك بالاستناد إلى العمل الجماعي. الباحثون على دراية عميقة بالتأثير السوفييتي الكبير في بلورة ما يسمى بالدولة الاجتماعية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية".
وتابع: "حكومات الدول الأوروبية تبنت إجراءات غير مسبوقة على صعيد الضمانات الاجتماعية، متأثرة حصرا بما طبقه الاتحاد السوفيتي بهدف سحب البساط من تحت أقدام القوى اليسارية"، منوها بـ"الدور الكبير الذي لعبه الاتحاد السوفيتي كذلك في القضاء على الاستعمار وترسيخ مبادئ التنمية المستقلة للدول وتقرير مصيرها بنفسها".
وبالوقوف على الأوضاع الراهنة في العالم، والدور الروسي في مجرياته، أكد لافروف أن "الدعاية الغربية تمعن في اتهام روسيا بتبني "النظر التجديدي" وسعيها لتدمير النظام الدولي القائم، وكأنها هي التي قصفت يوغوسلافيا سنة 1999، واجتاحت العراق سنة 2003، وشوهت قرار مجلس الأمن وأطاحت بنظام معمر القذافي بالقوة عام 2011.
ولفت النظر في هذه المناسبة إلى تطورات جذرية يشهدها العالم في الوقت الراهن في جميع جوانب الحياة الدولية، حيث اعتبر أن الطبعة الثانية من العولمة، المستنسخة عن عولمة سبقت الحرب العالمية الأولى، قد أدت إلى تشتت طاقات الاقتصاد العالمي، وبددت التأثير السياسي في العالم، كما أفضت إلى ظهور مراكز قوى كبرى جديدة وبالدرجة الأولى في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
وفي التعليق على نقطة هامة في العلاقات بين روسيا والغرب، وضمن مأخذ موسكو الكبير على العواصم الغربية التي تحاول الترويج لسواد نظامين شموليين توأمين في الاتحاد السوفيتي وألمانيا النازية الأمر الذي تسبب باندلاع الحرب العالمية الثانية قال: "محاولات الترويج حتى عبر الكتب المدرسية لفكرة بروز نظامين شموليين في أوروبا، ومساعي ترسيخ هذه الفكرة في الوعي الأوروبي، أمر باطل ولا أخلاقي. الاتحاد السوفيتي ورغم جميع عيوب المنظومة التي كانت قائمة في بلادنا آنذاك، لم ينشد أبدا القضاء على شعوب بأكملها".
واستشهد لافروف على هذا الصعيد بقول مأثور لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل حينما اعتبر أن "الطبيعة الروسية تقوم على مفهوم الأخلاق الطيبة والعيش وفقا لما يمليه الضمير".
وفي الختام، جدد وزير الخارجية الروسي التأكيد على أن روسيا لا تسعى بأي شكل من الأشكال إلى نزاع مع الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو الناتو.
وكتب: "لا نزال مؤمنين بحقيقة أن السبيل الأجدى لضمان مصالح الشعوب الأوروبية، يتمثل في صياغة فضاء اقتصادي وإنساني موحد يمتد من المحيط الأطلسي حتى الهادي، بحيث يصبح الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الوليد حلقة وصل تربط بين أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادي".
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
واعتبر أن ما يشهد على الدور المتميز لروسيا في أوروبا والعالم، إسهامها في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفي حل القضايا السياسية على الساحتين الأوروبية والدولية.
وأضاف: "هناك من يعتقدون في داخل روسيا وخارجها، أن قدر بلادنا ربما يحتم عليها أن تكون متأخرة عن الركب أو لاحقة به، وأنه عليها أن تعكف على التكيف مع شروط معينة أو لعبة يختلقها الآخرون بما يحول دون إعلاء صوتها في القضايا الدولية".
وبالعودة إلى تاريخ الدولة الروسية، وأثر الحروب والمعارك الحاسمة التي خاضتها لترتسم في أعقابها حدود وجغرافيا جديدة، أفرد لافروف الحرب العالمية الثانية والحرب العالمية الأولى ومعركة بورودينو التي انتهت بهزيمة جيوش أوروبا التي حشدها نابليون لغزو روسيا، كما أعاد إلى ذاكرة المتابعين والمؤرخين معارك تحرير موسكو من الدخلاء البولنديين قبل أربعة قرون.
وفي التعليق على الدور الحضاري والثقافي لروسيا والذي يحاول البعض التقليل منه، أشار إلى "أعداد لا تحصى من البحوث العلمية والتاريخية التي تشهد على تمتع روسيا القديمة بمستوى ثقافي وروحي أعلى مما كان سائدا في أوروبا آنذاك".
وأعاد لافروف إلى الأذهان حقيقة أن "روسيا كانت وعلى الدوام، تمثل عامل استقرار يضمن توازن الهيكليات السياسية في أوروبا، مشيرا هنا إلى الدور الذي لعبته في حرب "الثلاثين عاما" في أوروبا والتي امتدت بين عامي 1618 و1648 للميلاد، وانتهت بقيام منظومة العلاقات الدولية".
وبالوقوف على ما خلصت إليه حروب نابليون، أكد لافروف أن "روسيا كانت البلد الذي أنقذ منظومة العلاقات الدولية القائمة على توازن القوى والاحترام المتبادل للمصالح بما يستثني هيمنة بلد دون سواه على القارة الأوروبية.
ولم يهمل الوزير لافروف في المقال الثورة الاشتراكية في روسيا سنة 1917، وما تمخض عنها في روسيا والعالم.
وكتب: "مما لا شك فيه أن ثورة 1917 والحرب الأهلية التي أعقبتها كانت مأساة حلت بشعبنا، فيما أن جميع الثورات الأخرى التي شهدها العالم جلبت المآسي هي الأخرى" لشعوبها. فالفرنسيون على سبيل المثال، يتباهون بثورتهم وبما نادت به لإرساء العدالة والحرية والإخاء، رغم أنها جلبت لهم المقصلة وأسالت أنهارا من الدماء".
وأضاف: "الثورة الروسية كانت الحدث الأعظم الذي أثر في تاريخ العالم، حيث كانت التجربة الأولى في تطبيق الأفكار الاشتراكية التي كانت تروج بشكل غير مسبوق في أوروبا، وحصلت على تأييد شعبي، فضلا عن التنظيم الاشتراكي المنشود آنذاك بالاستناد إلى العمل الجماعي. الباحثون على دراية عميقة بالتأثير السوفييتي الكبير في بلورة ما يسمى بالدولة الاجتماعية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية".
وتابع: "حكومات الدول الأوروبية تبنت إجراءات غير مسبوقة على صعيد الضمانات الاجتماعية، متأثرة حصرا بما طبقه الاتحاد السوفيتي بهدف سحب البساط من تحت أقدام القوى اليسارية"، منوها بـ"الدور الكبير الذي لعبه الاتحاد السوفيتي كذلك في القضاء على الاستعمار وترسيخ مبادئ التنمية المستقلة للدول وتقرير مصيرها بنفسها".
وبالوقوف على الأوضاع الراهنة في العالم، والدور الروسي في مجرياته، أكد لافروف أن "الدعاية الغربية تمعن في اتهام روسيا بتبني "النظر التجديدي" وسعيها لتدمير النظام الدولي القائم، وكأنها هي التي قصفت يوغوسلافيا سنة 1999، واجتاحت العراق سنة 2003، وشوهت قرار مجلس الأمن وأطاحت بنظام معمر القذافي بالقوة عام 2011.
ولفت النظر في هذه المناسبة إلى تطورات جذرية يشهدها العالم في الوقت الراهن في جميع جوانب الحياة الدولية، حيث اعتبر أن الطبعة الثانية من العولمة، المستنسخة عن عولمة سبقت الحرب العالمية الأولى، قد أدت إلى تشتت طاقات الاقتصاد العالمي، وبددت التأثير السياسي في العالم، كما أفضت إلى ظهور مراكز قوى كبرى جديدة وبالدرجة الأولى في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
وفي التعليق على نقطة هامة في العلاقات بين روسيا والغرب، وضمن مأخذ موسكو الكبير على العواصم الغربية التي تحاول الترويج لسواد نظامين شموليين توأمين في الاتحاد السوفيتي وألمانيا النازية الأمر الذي تسبب باندلاع الحرب العالمية الثانية قال: "محاولات الترويج حتى عبر الكتب المدرسية لفكرة بروز نظامين شموليين في أوروبا، ومساعي ترسيخ هذه الفكرة في الوعي الأوروبي، أمر باطل ولا أخلاقي. الاتحاد السوفيتي ورغم جميع عيوب المنظومة التي كانت قائمة في بلادنا آنذاك، لم ينشد أبدا القضاء على شعوب بأكملها".
واستشهد لافروف على هذا الصعيد بقول مأثور لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل حينما اعتبر أن "الطبيعة الروسية تقوم على مفهوم الأخلاق الطيبة والعيش وفقا لما يمليه الضمير".
وفي الختام، جدد وزير الخارجية الروسي التأكيد على أن روسيا لا تسعى بأي شكل من الأشكال إلى نزاع مع الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو الناتو.
وكتب: "لا نزال مؤمنين بحقيقة أن السبيل الأجدى لضمان مصالح الشعوب الأوروبية، يتمثل في صياغة فضاء اقتصادي وإنساني موحد يمتد من المحيط الأطلسي حتى الهادي، بحيث يصبح الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الوليد حلقة وصل تربط بين أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادي".
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>