تركي السعوديه
05-24-2016, 04:26 PM
فرك عينيه الصغيرتين بأنامله الدقيقة ، حين حركته أمه ، بصوت يكاد يكون همس دغدغتها المعهودة منذ أن قرر والده أن يصحبه إلى مسجد الحي كي يستأنس بالقيام بعمدة أركان الدين ــ الصلاة ــ ، قائلة :
ـــ انهض أولدي . . . انهض الله يرضي عليك .
فلأول مرة يحس ان الرضى الذي يدغدغ نعاسه ، يألفه من قبل ، ترسله ببرقيات تسر بشيئ ما سيحدث هذا الصباح ، له نكهة غير التي ألفها منذ أن أحس بلحن له ذبيب يخترق أذنيه ، نظر إليها بعينين ناعستين تنمان عن نمنمة تتأرجح بين الدهشة و الفرح في الآن الذي أدار جسمه النحيل المسجى على الحصير المصنوع من الدوم ، ثم أغمضهما ، كأنه يهمس لها :
ــ اتركيني . . . أرجوك ، فاليوم يوم الأحد ، ليس هناك ما يستدعيك أن تجعلني أترك الفراش في مثل هذه اللحظة ؟ .
مدت ذراعيها نحوه في خفة ، كما لو أنها تنظف زهرة القرنفل ، قبلت خده ، أحس بدفء الشفتين ، اشرأب إليها يحاول أن يضم إليه يديها ، انفلتت منه ابتسامة أقحوانية ، ثم أبعدهاعنه وحملق ، لعله يجد في بريق عينيها ما يزيح عنه هذا الضباب ،
أسرعت تهمس :
ــ لقد أرسل أبوك المتعلم يطلبك أليه ،
انتفض قي خفة لم تألفها الأم منه ، لم يتناول فطوره، حتى أنه نسي أن ينتعل حذاءه المطاطي ، لو لم تنبهه أمه إلى ذالك ، بل أسرت أن يتناول فطوره .
أسرع إلى الدكان الذي يعمل فيه أبوه ، استغرب لهذا الزحام الذي يكتد به السوق الفوقي .
لأول مرة يكتشف أن السوق الفوقي تحيط بباحته دكاكين تعرض أنواعا من البضاعة المختلفة ، عرف بعضها ، و أكثر الأشياء المعروضة لم يتعرف على أكثر أسما\هل ، لكنه تسمر كثيرا عند ذالك الصف من الصناديق التي توضع عليها الوتي تعرض أصنافا من الخبز البلدي ، غير أن قبضة المتعلم كانت تسوقه إلى والده سوقا ، لكنه استغفل المتعلم حين أحس بأن قبضة المتعلم ارتخت قبضتها على يده ، انسل بين الزحام يسشقه شقا والمتعلم يحاول أن يدركه، لا يعبأ به ، يتعثر فينهض قي خفة و رشاقة ، حتى إذا ما اقترب من دكان الوالد توقف ينتظر المتعلم ، كي لا يعنف أبوه المتعلم لتقصيره في إتمام المهمة التي كلفه بها حين أمره أن يحضر الطفل من المنزل .
ما أن أحس الطفل بقبضة يد المتعلم ، حتى اشرأب إليه بنظرة تحمل منا واعتزازا ، أشفعها بابتسامة يعرف معناها الكبار ، ثم حاول أن يجر المتعلم خلفه رغم ضعف بنيته الصغيرة ، فانساق المتعلم خلفه قبل أن يقلب الصورة ، فيسرع الخطو ، ليجعله يحس بأن للكبار مرتبة ، يجب أن تحترم .
استقبله أبوه بابتسامة ، جعلته يطمئن ، ويزيل كل ما كان يفكر فيه ، منذ أن دغدغت أمه أطيار الوسن الذي كان يبيعه أحلامه الصغيرة ،
أسرع الأب بأن أمده بوريقات صغيرة ، كان يحتفظ بها في ورقة من الورق الذي يغلف به عادة قالب السكر لونها الأزرق الغامق ، وهمس في أذنيه الصغيرتين :
ــ التقط الطفل الأوراق ، وفي مقلتيه فراشات الدهشة تريد أن تحلق بعيدا عنه و عن كل ما يحيط به ، والتفت قافلا غير أن الأب أخرج من جيب سرواله القندريسي بعض النقود ، ودسها في كفه الصغير ، ثم أمره أن يسلم الأوراق إلى أمه ، وانصرف صحبة المتعلم .
استدار نحو المتعلم وبادره بالقبض على يده ، وجره خلفه يسوقه كما فعل هو حين استقدمه إلى أبيه ، وفي داخله إحساس بالانتصار ، وقفل عائدا إلى البيت .
تطوان 11 ــ 05 ــ 2016
ـــ انهض أولدي . . . انهض الله يرضي عليك .
فلأول مرة يحس ان الرضى الذي يدغدغ نعاسه ، يألفه من قبل ، ترسله ببرقيات تسر بشيئ ما سيحدث هذا الصباح ، له نكهة غير التي ألفها منذ أن أحس بلحن له ذبيب يخترق أذنيه ، نظر إليها بعينين ناعستين تنمان عن نمنمة تتأرجح بين الدهشة و الفرح في الآن الذي أدار جسمه النحيل المسجى على الحصير المصنوع من الدوم ، ثم أغمضهما ، كأنه يهمس لها :
ــ اتركيني . . . أرجوك ، فاليوم يوم الأحد ، ليس هناك ما يستدعيك أن تجعلني أترك الفراش في مثل هذه اللحظة ؟ .
مدت ذراعيها نحوه في خفة ، كما لو أنها تنظف زهرة القرنفل ، قبلت خده ، أحس بدفء الشفتين ، اشرأب إليها يحاول أن يضم إليه يديها ، انفلتت منه ابتسامة أقحوانية ، ثم أبعدهاعنه وحملق ، لعله يجد في بريق عينيها ما يزيح عنه هذا الضباب ،
أسرعت تهمس :
ــ لقد أرسل أبوك المتعلم يطلبك أليه ،
انتفض قي خفة لم تألفها الأم منه ، لم يتناول فطوره، حتى أنه نسي أن ينتعل حذاءه المطاطي ، لو لم تنبهه أمه إلى ذالك ، بل أسرت أن يتناول فطوره .
أسرع إلى الدكان الذي يعمل فيه أبوه ، استغرب لهذا الزحام الذي يكتد به السوق الفوقي .
لأول مرة يكتشف أن السوق الفوقي تحيط بباحته دكاكين تعرض أنواعا من البضاعة المختلفة ، عرف بعضها ، و أكثر الأشياء المعروضة لم يتعرف على أكثر أسما\هل ، لكنه تسمر كثيرا عند ذالك الصف من الصناديق التي توضع عليها الوتي تعرض أصنافا من الخبز البلدي ، غير أن قبضة المتعلم كانت تسوقه إلى والده سوقا ، لكنه استغفل المتعلم حين أحس بأن قبضة المتعلم ارتخت قبضتها على يده ، انسل بين الزحام يسشقه شقا والمتعلم يحاول أن يدركه، لا يعبأ به ، يتعثر فينهض قي خفة و رشاقة ، حتى إذا ما اقترب من دكان الوالد توقف ينتظر المتعلم ، كي لا يعنف أبوه المتعلم لتقصيره في إتمام المهمة التي كلفه بها حين أمره أن يحضر الطفل من المنزل .
ما أن أحس الطفل بقبضة يد المتعلم ، حتى اشرأب إليه بنظرة تحمل منا واعتزازا ، أشفعها بابتسامة يعرف معناها الكبار ، ثم حاول أن يجر المتعلم خلفه رغم ضعف بنيته الصغيرة ، فانساق المتعلم خلفه قبل أن يقلب الصورة ، فيسرع الخطو ، ليجعله يحس بأن للكبار مرتبة ، يجب أن تحترم .
استقبله أبوه بابتسامة ، جعلته يطمئن ، ويزيل كل ما كان يفكر فيه ، منذ أن دغدغت أمه أطيار الوسن الذي كان يبيعه أحلامه الصغيرة ،
أسرع الأب بأن أمده بوريقات صغيرة ، كان يحتفظ بها في ورقة من الورق الذي يغلف به عادة قالب السكر لونها الأزرق الغامق ، وهمس في أذنيه الصغيرتين :
ــ التقط الطفل الأوراق ، وفي مقلتيه فراشات الدهشة تريد أن تحلق بعيدا عنه و عن كل ما يحيط به ، والتفت قافلا غير أن الأب أخرج من جيب سرواله القندريسي بعض النقود ، ودسها في كفه الصغير ، ثم أمره أن يسلم الأوراق إلى أمه ، وانصرف صحبة المتعلم .
استدار نحو المتعلم وبادره بالقبض على يده ، وجره خلفه يسوقه كما فعل هو حين استقدمه إلى أبيه ، وفي داخله إحساس بالانتصار ، وقفل عائدا إلى البيت .
تطوان 11 ــ 05 ــ 2016