فريق منتدى الدي في دي العربي
03-03-2016, 03:22 PM
■ رِسَالَةٌ مُهِمَّةٌ إِلَى كُلِّ مَظْلُومٍ
☆ فضيلة الشيخ توفيق عمروني حفظه الله
إنَّ اجتنابَ الفتَن والابتعاد عنها غايةُ كلِّ موفَّقٍ ناصح لنفسِه، فـ«إنَّ السَّعيد لمن جُنِّب الفتَن» ـ كما قال صلى الله عليه وسلم مردِّدًا ثلاث مرَّاتٍ ـ [رواه أبوداود (4263)]، وهذا ما يدعو العاقل إلى البحثَ عن سبَب وقوع الفتنَة لينأَى عنه، ويحتمي من التَّلبُّس به؛ ولشيخ الإسلام رحمه الله كلمةٌ مضيئةٌ يحسُنُ إيرادها كإجابة شافيةٍ جامعةٍ عن هذَا السُّؤال حيثُ يقول في كتَاب «الاستقامة» (1/39): «ولا تقَعُ فتْنَةٌ إلاَّ مِن تَرْك ما أمَر اللهُ به؛ فإنَّه ـ سُبحانَهُ ـ أمَر بالحقِّ وأمَر بالصَّبرِ؛ فالفتنَةُ: إِمَّا من تركِ الحقِّ، وإمَّا مِن تركِ الصَّبر».
وإنَّ النَّاظر فيمَا يجري اليوم في بعض البلاد مِن اختلال واضطراب، يدركُ بأدنَى تأمُّل أنَّ كثيرًا منَ هؤلاء المتنازعين أو المنازعين مقصِّرٌ في معرفَة الحقِّ الَّذي أمَرَ اللهُ تعالى به، أو تاركٌ للصَّبر في موطِن لا يحسُنُ فيه إلاَّ الصَّبر.
ومنَ المقطوع به أنَّ ما يحرِّك هذه الفتَن هُو الظُّلم الواقعُ، والقاعدةُ الشَّرعيَّة أنَّ الظُّلم مأذونٌ بدفعِه ورفعه؛ ولكن بشَرط القُدرة على ذَلِك؛ وأَلاَّ يُفضي إلى عُدوان وشرٍّ زائد.
فالمظلومُ ـ وإن كانَ محقًّا ـ ليسَ له أن يدفَع الظُّلم عن نفسِه بكلِّ ممكن، بخاصَّة إذا كان في دفعِه إثارةٌ للفتْنَة بَينَ الأمَّة ولشَرٍّ أعظمَ من ظلمِه الَّذي حلَّ به؛ بل يؤمَر بلزوم الصَّبْر، ويكونُ ذلكَ في حَقِّه محنةً واختبارًا.
وإنَّ إهمال هذَيْن الشَّرطين دليلٌ واضحٌ على قلَّة العلمِ وضعف الرَّأي، وشدَّة الجزَع وضَعْف الصَّبر؛ وبسبَب هذا الإهمال يُجرُّ النَّاس إلى فتن عظيمة وعواقبَ وخيمَة.........
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
[متَى تقَع الفتنَة! (راية الإصلاح)]
☆ فضيلة الشيخ توفيق عمروني حفظه الله
إنَّ اجتنابَ الفتَن والابتعاد عنها غايةُ كلِّ موفَّقٍ ناصح لنفسِه، فـ«إنَّ السَّعيد لمن جُنِّب الفتَن» ـ كما قال صلى الله عليه وسلم مردِّدًا ثلاث مرَّاتٍ ـ [رواه أبوداود (4263)]، وهذا ما يدعو العاقل إلى البحثَ عن سبَب وقوع الفتنَة لينأَى عنه، ويحتمي من التَّلبُّس به؛ ولشيخ الإسلام رحمه الله كلمةٌ مضيئةٌ يحسُنُ إيرادها كإجابة شافيةٍ جامعةٍ عن هذَا السُّؤال حيثُ يقول في كتَاب «الاستقامة» (1/39): «ولا تقَعُ فتْنَةٌ إلاَّ مِن تَرْك ما أمَر اللهُ به؛ فإنَّه ـ سُبحانَهُ ـ أمَر بالحقِّ وأمَر بالصَّبرِ؛ فالفتنَةُ: إِمَّا من تركِ الحقِّ، وإمَّا مِن تركِ الصَّبر».
وإنَّ النَّاظر فيمَا يجري اليوم في بعض البلاد مِن اختلال واضطراب، يدركُ بأدنَى تأمُّل أنَّ كثيرًا منَ هؤلاء المتنازعين أو المنازعين مقصِّرٌ في معرفَة الحقِّ الَّذي أمَرَ اللهُ تعالى به، أو تاركٌ للصَّبر في موطِن لا يحسُنُ فيه إلاَّ الصَّبر.
ومنَ المقطوع به أنَّ ما يحرِّك هذه الفتَن هُو الظُّلم الواقعُ، والقاعدةُ الشَّرعيَّة أنَّ الظُّلم مأذونٌ بدفعِه ورفعه؛ ولكن بشَرط القُدرة على ذَلِك؛ وأَلاَّ يُفضي إلى عُدوان وشرٍّ زائد.
فالمظلومُ ـ وإن كانَ محقًّا ـ ليسَ له أن يدفَع الظُّلم عن نفسِه بكلِّ ممكن، بخاصَّة إذا كان في دفعِه إثارةٌ للفتْنَة بَينَ الأمَّة ولشَرٍّ أعظمَ من ظلمِه الَّذي حلَّ به؛ بل يؤمَر بلزوم الصَّبْر، ويكونُ ذلكَ في حَقِّه محنةً واختبارًا.
وإنَّ إهمال هذَيْن الشَّرطين دليلٌ واضحٌ على قلَّة العلمِ وضعف الرَّأي، وشدَّة الجزَع وضَعْف الصَّبر؛ وبسبَب هذا الإهمال يُجرُّ النَّاس إلى فتن عظيمة وعواقبَ وخيمَة.........
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
[متَى تقَع الفتنَة! (راية الإصلاح)]