مشاهدة النسخة كاملة : أبكيك يا امي ،،


فريق منتدى الدي في دي العربي
03-03-2016, 05:40 PM
أبكيكِ يا أمي

أبكيكِ لو نقع الغليل بكائي *** وَأقُولُ لَوْ ذَهَبَ المَقالُ بِدائي
وَأعُوذُ بالصّبْرِ الجَميلِ تَعَزّيًا *** لَوْ كَانَ بالصّبْرِ الجَميلِ عَزائي
طورًا تكاثرني الدموعُ وتارةً *** آوي إلى أكرومتي وحيائي
كم عبرة موَّهتُها بأناملي *** وسترتُها مُتجملًا بردائي
ما كنت أذخر في فداكِ رغيبةٍ *** لو كان يرجع ميتٌ بفداءِ
فَارَقْتُ فِيكِ تَماسُكي وَتَجَمُّلي *** ونسيت فيكِ تعززي وإبائي
وَصَنَعْتُ مَا ثَلَمَ الوَقَارَ صَنيعُهُ *** مما عراني من جوى البُرحاءِ
كم زفرةٍ ضعفُت فصارت أنَّةً *** تَممْتُهَا بِتَنَفّسِ الصُّعَداءِ
لَهفَانَ أنْزُو في حَبَائِلِ كُرْبَةٍ *** مَلَكَتْ عَليَّ جَلادَتي وَغَنَائي
قَدْ كُنتُ آمُلُ أنْ أكونَ لكِ الفِدا *** مِمّا ألَمَّ، فكُنتِ أنْتِ فِدائي
وَتَفَرُّقُ البُعَداءِ بَعْدَ مَوَدَّةٍ *** صعبٌ؛ فكيف تفرُّق القُرباءِ
كيف السلُّو وكلُّ موقعِ لحظةٍ *** أثرٌ لفضلكِ خالدٌ بإزائي
فَعَلاتُ مَعرُوفٍ تُقِرُّ نَوَاظِرِي *** فَتَكُونُ أجْلَبَ جالِبٍ لبُكائي
فبأي كَفٍّ أستجِّنُ وأتِّقي *** صَرْفَ النّوَائِبِ أمْ بِأيّ دُعَاءِ
رُزءانِ يَزْدادانِ طُولَ تَجَدُّدٍ *** أبَدَ الزّمَانِ: فَناؤهُ وَبَقائي
قَدْ كُنْتُ آمُلُ أنْ يَكُونَ أمامَها *** يومي وتشفقُ أنْ تكونَ ورائي
آوي إلى بَرْدِ الظِلال كأنني *** لِتَحَرُّقي آوِي إلى الرّمضَاءِ
وأهُبُّ مِنْ طِيبِ المنامِ تَفَزُّعاً *** فزعَ اللديغِ نَبا عن الإغْفَاءِ
معروفكِ السامي أنيسكِ كلما *** وَرَدَ الظّلامُ بوَحشَةِ الغَبْرَاءِ
وضياءُ ما قدَّمتَهِ مِنْ صالحٍ *** لكِ في الدُجى بدلٌ مِن الأضواءِ
إنّ الذي أرْضَاهُ فِعلُكِ لا يَزَلْ *** تُرْضِيكِ رَحْمَتُهُ صَبَاحَ مَسَاءِ
صَلّى عَلَيكِ، وَما فَقَدْتِ صَلاتَهُ *** قَبلَ الرَّدَى، وَجَزاكِ خيرَ جَزَاءِ
لَوْ كَانَ يُبلِغُكِ الظلامُ رَسَائِلي *** أو كان يُسْمِعَكِ التُرابُ نِدَائي
لَسَمِعتِ طُولَ تَأوّهي وَتَفَجّعي *** وعَلمْتِ حُسْنَ رِعايتي ووفائي
ــــــــــــ ــــــــــــ ــــــــــــ ــــــــــــ ــــــــــــ ــــــــــــ ــــــــــــ ــــــــــــ
#العلامة_رسلان

Adsense Management by Losha