فريق منتدى الدي في دي العربي
06-12-2016, 11:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الوحي لغة هو: الإشارة، والكتابة، والرسالة، والإلهام، و الكلام الخفي وكل ما ألقيته إلى غيرك، يُقال: وحيت إليه الكلام وأوحيت. انتهى من لسان العرب. وهو الإعلام الخفي السريع الخاص لمن يوجه إليه بحيث يخفى على غيره. وأما تعريف الوحي شرعاً فهو: التعليم الصادر من الله الوارد إلى الأنبياء، فهو أخص من المعنى اللغوي بخصوص مصدره (الله) ومورده (الأنبياء). والوحي هو ثلاثة أنواع كما في قوله تعالى (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) (الشورى:51).
قال في التسهيل: بين الله سبحانه وتعالى في الآية أن كلامه لعباده على ثلاثة أوجه: أحدها الوحي بطريق الإلهام أو المنام، والآخر أن يُسمعه كلامه من وراء حجاب، والثالث: الوحي بواسطة الملك، وهذا خاص بالأنبياء، والثاني خاص بموسى عليه السلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم إذ كلمه اللهُ ليلة الإسراء، وأما الأول فيكون للأنبياء والأولياء(1). وقال الصاوي: وقد يقع الإلهام لغير الأنبياء كالأولياء، غير أن إلهام الأولياء قد يختلط به الشيطان لأنهم غير معصومين، بخلاف الأنبياء فإلهامهم محفوظ منه(2).
والأمثلة على أنواع الوحي هي الآتي:
الأول:
أ) الوحي بطريق الإلهام للأنبياء، كما في قوله عليه الصلاة والسلام (إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي،أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها ، وتستوعِبَ رزقَها ، فاتَّقوا اللهَ ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بِطاعَتِهِ) ( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 2085 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ).
ب) الوحي بطريق المنام للأنبياء، كما في قوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) (الصافات:102)، وكما في قوله تعالى عن يوسف عليه السلام (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) (يوسف:4).
ج) الوحي بطريق الإلهام للأولياء، كما في قوله تعالى عن أم موسى عليه السلام (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ) (القصص:7)، وكما في قوله تعالى عن الحواريين (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ) (المائدة:111).
د) الوحي بطريق المنام للأولياء، كما في قوله عليه الصلاة والسلام عن رؤيا المؤمن (الرؤيا الصالحةُ جزءٌ من ستةٍ وأربعينَ جزءًا من النُّبُوَّةِ) ( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 6989 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 12642)
الثاني: تكليم الله عزوجل للنبي من وراء حجاب، كما في قوله تعالى عن موسى عليه السلام (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) (النساء:164)، وكما في قوله عليه الصلاة والسلام عن آدم عليه السلام (أنَّ رجلًا قال : يا رسولَ اللهِ أنبيًّا كان آدمُ ؟ قال : نعم ، مُكلَّمٌ . قال : كم كان بينه وبين نوحٍ ؟ قال : عشرةُ قرونٍ . قال : يا رسولَ اللهِ كم كانتِ الرُّسُلُ ؟ قال : ثلاثمائةٍ وخمسةَ عشرَ) (الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 6/359 | خلاصة حكم المحدث : إسناد صحيح).
كما في الحديث الشريف عن تكليم الله عزوجل للرسول صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج إلى السماء (فرجعت فمررت على موسى، فقال : بم أمرت ؟ قال : أمرت بخمسين صلاة كل يومَ ، قال: أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يومَ، وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع عني عشرا،... فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يومَ، فرجعت إلى موسى، فقال : بما أمرت ؟ قُلْت : أمرت بخمس صلوات كل يومَ، قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يومَ، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قال : سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم، قال : فلما جاوزت نادى مناد : أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي ) ( الراوي : مالك بن صعصعة الأنصاري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3887 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | شرح الحديث)
الثالث: الوحي بواسطة ملك كما في قوله تعالى عن الرسول صلى الله عليه وسلم (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ) (الأحقاف:9) وكذلك قوله تعالى عن الرسول صلى الله عليه وسلم (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) (الكهف:110)، وكما في قوله تعالى عن موسى عليه السلام (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ) (الأعراف:160)، وكما في قوله تعالى عن موسى عليه السلام (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) (الشعراء:63)، وكما في قوله تعالى عن يوسف عليه السلام (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) (يوسف:15)، وكما في قوله تعالى عن نوح عليه السلام (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (هود:36). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكاتب: أخوكم خالد صالح أبودياك
المراجع:
1) التسهيل لعلوم التنزيل 4/24.
2) حاشية الصاوي 4/42.
الوحي لغة هو: الإشارة، والكتابة، والرسالة، والإلهام، و الكلام الخفي وكل ما ألقيته إلى غيرك، يُقال: وحيت إليه الكلام وأوحيت. انتهى من لسان العرب. وهو الإعلام الخفي السريع الخاص لمن يوجه إليه بحيث يخفى على غيره. وأما تعريف الوحي شرعاً فهو: التعليم الصادر من الله الوارد إلى الأنبياء، فهو أخص من المعنى اللغوي بخصوص مصدره (الله) ومورده (الأنبياء). والوحي هو ثلاثة أنواع كما في قوله تعالى (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) (الشورى:51).
قال في التسهيل: بين الله سبحانه وتعالى في الآية أن كلامه لعباده على ثلاثة أوجه: أحدها الوحي بطريق الإلهام أو المنام، والآخر أن يُسمعه كلامه من وراء حجاب، والثالث: الوحي بواسطة الملك، وهذا خاص بالأنبياء، والثاني خاص بموسى عليه السلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم إذ كلمه اللهُ ليلة الإسراء، وأما الأول فيكون للأنبياء والأولياء(1). وقال الصاوي: وقد يقع الإلهام لغير الأنبياء كالأولياء، غير أن إلهام الأولياء قد يختلط به الشيطان لأنهم غير معصومين، بخلاف الأنبياء فإلهامهم محفوظ منه(2).
والأمثلة على أنواع الوحي هي الآتي:
الأول:
أ) الوحي بطريق الإلهام للأنبياء، كما في قوله عليه الصلاة والسلام (إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي،أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها ، وتستوعِبَ رزقَها ، فاتَّقوا اللهَ ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بِطاعَتِهِ) ( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 2085 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ).
ب) الوحي بطريق المنام للأنبياء، كما في قوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) (الصافات:102)، وكما في قوله تعالى عن يوسف عليه السلام (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) (يوسف:4).
ج) الوحي بطريق الإلهام للأولياء، كما في قوله تعالى عن أم موسى عليه السلام (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ) (القصص:7)، وكما في قوله تعالى عن الحواريين (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ) (المائدة:111).
د) الوحي بطريق المنام للأولياء، كما في قوله عليه الصلاة والسلام عن رؤيا المؤمن (الرؤيا الصالحةُ جزءٌ من ستةٍ وأربعينَ جزءًا من النُّبُوَّةِ) ( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 6989 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 12642)
الثاني: تكليم الله عزوجل للنبي من وراء حجاب، كما في قوله تعالى عن موسى عليه السلام (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) (النساء:164)، وكما في قوله عليه الصلاة والسلام عن آدم عليه السلام (أنَّ رجلًا قال : يا رسولَ اللهِ أنبيًّا كان آدمُ ؟ قال : نعم ، مُكلَّمٌ . قال : كم كان بينه وبين نوحٍ ؟ قال : عشرةُ قرونٍ . قال : يا رسولَ اللهِ كم كانتِ الرُّسُلُ ؟ قال : ثلاثمائةٍ وخمسةَ عشرَ) (الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 6/359 | خلاصة حكم المحدث : إسناد صحيح).
كما في الحديث الشريف عن تكليم الله عزوجل للرسول صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج إلى السماء (فرجعت فمررت على موسى، فقال : بم أمرت ؟ قال : أمرت بخمسين صلاة كل يومَ ، قال: أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يومَ، وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع عني عشرا،... فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يومَ، فرجعت إلى موسى، فقال : بما أمرت ؟ قُلْت : أمرت بخمس صلوات كل يومَ، قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يومَ، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قال : سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم، قال : فلما جاوزت نادى مناد : أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي ) ( الراوي : مالك بن صعصعة الأنصاري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3887 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | شرح الحديث)
الثالث: الوحي بواسطة ملك كما في قوله تعالى عن الرسول صلى الله عليه وسلم (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ) (الأحقاف:9) وكذلك قوله تعالى عن الرسول صلى الله عليه وسلم (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) (الكهف:110)، وكما في قوله تعالى عن موسى عليه السلام (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ) (الأعراف:160)، وكما في قوله تعالى عن موسى عليه السلام (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) (الشعراء:63)، وكما في قوله تعالى عن يوسف عليه السلام (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) (يوسف:15)، وكما في قوله تعالى عن نوح عليه السلام (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (هود:36). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكاتب: أخوكم خالد صالح أبودياك
المراجع:
1) التسهيل لعلوم التنزيل 4/24.
2) حاشية الصاوي 4/42.