فريق منتدى الدي في دي العربي
06-19-2016, 08:16 AM
غصون رمضانية (11) صيام اللسان
عبدالله بن عبده نعمان العواضي
اللسان عضو صغير ذو خطر كبير:
إن اللّسان صغيرٌ جِرمُهُ وله *** جُرمٌ كبيرٌ كما قد قيل في المثل[1]
فهو يُعلي صاحبه أو يُدنيه، ويحبّبه أو يقليه، ويعزه أو يذله، وينفعه أو يضره، ويبعده أو يقرّبه، ويربِحه أو يخسره. فبنطق اللسان يدخل الإنسان الإسلام أو يخرج منه، وبه يثقل ميزانه أو ينخفض، وبه يدخل الجنة أو يدخل النار. وبه تزيد حسناته أو تزيد سيئاته، وبه يزيد أصدقاؤه أو يزيد أعداؤه، وبه يزيد ماله أو تزيد خسارته.
وبنطق اللسان يُعرف عقلُ الإنسان من حمقه، وعلمه من جهله، وفصاحته من عيه، وصدقه من كذبه، وعفته من فحشه، وحلمه من طيشه؛ فاللسان مرآة العقول والقلوب، " إنَّ اللسانَ رسولُ القلبِ للبشرِ"[2].
يدل على جهل الفتى فضلُ نطقه <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
ونطقُ أخي العقل الرصين قليل <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
وإنّ لسان المرء ما لم يكن له <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
حصاة على عوراته لدليل[3] <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
إن النطق – الذي جُعل اللسان وسيلة له - مِنَّة سامقة، وهِبة باذخة، أُعطيها الإنسان ليصل به إلى منافعه، ويدفع به مضاره. فهو الحاسة التي اختص بها الإنسان عن سائر الحيوان فغدت الوسيلة التعبيرية العظمى التي يعبر بها الإنسان عما يجيش في نفسه، وينقل عبرها ما يريد أن يُفهمه غيره بكل سهولة، بخلاف الأبكم؛ فإنه متى أراد أن يفهم غيره مراده استخدم أصواتًا متنوعة، وحركات متعددة، مع صحبة المشقة في ذلك.
فلما كان اللسان في هذا المكان السامي صار محلاً للحسنات والسيئات، وغدا ما يفوه به من الخير والشر مدونًا في صحيفة الإنسان يحاسب عليها عند لقاء ربه، قال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وقال: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 10 - 12].
فمن حسنات اللسان: " النطق بالشهادتين، وتلاوة القرآن، والدعاء والذكر، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعلم العلم النافع وتعليمه، وغير ذلك.
ومن سيئات اللسان: النطق بكلمات الكفر والنفاق والزندقة، والإساءة إلى الناس من كذب وغيبة ونميمة واستهزاء وفحش، وغير ذلك.
إن الإنسان يواجه مشقة شديدة في زمّ لسانه، وتقويم عوجه، ومراقبة ما يتكلم به، ولكن مع قوة الإيمان وحصافة العقل والتعود يسهل الأمر.
عوّد لسانك قولَ الخير تحظ به <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
إن اللسان لما عوّدت معتادُ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
موكل بتقاضي ما سننتَ له <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
في الخير والشر فانظر كيف ترتادُ[4] <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
فمن استطاع أن يكون سيدَ لسانه، وقائد بيانه فلم يفه لسانه إلا بصواب القول؛ سَلِم دينه، وارتاح ضميره، وكُفي عواقب القول غير المرضي، وأمِنَ حُرَقَ الندامات، فالعاقل يتذوق الكلام قبل إخراجه، كما يتذوق الطعام قبل ابتلاعه، ويرجّ عقله قبل الحديث كما يرج مشروبات الدواء، ومشروبات الغذاء قبل الاستعمال.
فإذا لم يجد المرء مجالاً لقول الخير فليلذْ بحصن الصمت، فالعي في الباطل فصاحة في ميزان الحق؛ لهذا دعت الشريعة الغراء كما نصح الحكماء بالفيئة إلى السكوت إلا في الحق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)[5].
سجنُ اللسان هو السلامة للفتى <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
من كلّ نازلةٍ لها استئصال <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
إنّ اللسان إذا حللت عقاله <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
ألقاك في شنعاء ليس تقال[6] <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
إن من رحمة الله وفضله على عباده المؤمنين أن وهبهم دورة تدريبية- لمن لم يَسِر عليها من قبل- يتدربون فيها على إمساك اللسان عن كل سوء، وذلك في رمضان المبارك فهو موسم للصيام الحسي والمعنوي للجوارح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لم يدع قول الزور، والعمل به؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)[7].
وقال عليه الصلاة والسلام: (قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم)[8].
فالمسلم مأمور في رمضان أن يُصيم لسانه عن كل قول مشين في حق الله تعالى، أو حق الرسول عليه الصلاة والسلام، أو حق الدين، أو حق الخلق، ابتداء أو رداً.
إن من المشاهد المؤسفة أن يُرى بعض الصائمين في رمضان كثيرَ الذكر، كثير التلاوة، كثير الإحسان بالمال في رمضان، لكنه ذرِبُ اللسان على الناس الأقربين والأبعدين، تخرج كلماته إلى الناس شظايا تحرق الأسماع، وتجرح القلوب، حتى عُدّت جراحات اللسان عند الشرفاء أشد من جراحات السنان؛ ولذلك عبر الشعراء عن ذلك،
فقال أحدهم:
وَقَدْ يُرْجَى لِجُرْحِ السَّيْف بُرْءٌ *** وَجُرْحُ الَّدهْرِ مَا جَرَحَ اللَّسانُ [9]
وقال آخر:
جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا التِئَامٌ *** وَلا يَلْتَامُ مَا جَرَحَ الِّلسَانُ[10]
وقال آخر:
وجرحُ اللسان كجرح اليد[11]
وقال آخر:
والقول ينفذ ما لا تنفذ الإبر[12].
وعلى المسلم كذلك أن يزين لسانه بكل قول حسن من العبادات والأخلاق القولية الحسنة التي يؤدي بها حق الخالق، وحق المخلوق.
احفظ لسانك واحتفظ من شرّه <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
إنّ اللسان هو العدوّ الكاشحُ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
وزنِ الكلام إذا نطقتَ بمجلس <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
فيه يلوح لك الصواب اللائح <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
والصمتُ من سعد السعود بمطلع <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
تحيا به والنطق سعد الذابح[13] <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
فمن صام لسانه شهرَ رمضان كله كما صامت بطنه فقد ربح ربحًا جزيلاً، فذاق في الدنيا حلاوة الصيام، ويرجى له في الآخرة وافر الإكرام.
[1] البيت لابن المقري، جواهر الأدب، للهاشمي (2/ 34).
[2] شطر بيت لابن عربي، ديوان محيي الدين بن عربي (ص: 433).
[3] غرر الخصائص الواضحة، للوطواط (ص: 96).
[4] الجليس الصالح والأنيس الناصح، للمعافى بن زكريا (ص: 128).
[5] متفق عليه.
[6] نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، للتلمساني (2/ 139).
[7] رواه البخاري.
[8] رواه البخاري.
[9] فصل المقال في شرح كتاب الأمثال، للبكري (ص: 24).
[10] فصل المقال في شرح كتاب الأمثال (ص: 24).
[11] شطر بيت لامرئ القيس، البيان والتبيين، للجاحظ (ص: 96).
[12] شطر بيت للأخطل، أدب الخواص، للوزير المغربي (ص: 5).
[13] غرر الخصائص الواضحة، للوطواط (ص: 95).
عبدالله بن عبده نعمان العواضي
اللسان عضو صغير ذو خطر كبير:
إن اللّسان صغيرٌ جِرمُهُ وله *** جُرمٌ كبيرٌ كما قد قيل في المثل[1]
فهو يُعلي صاحبه أو يُدنيه، ويحبّبه أو يقليه، ويعزه أو يذله، وينفعه أو يضره، ويبعده أو يقرّبه، ويربِحه أو يخسره. فبنطق اللسان يدخل الإنسان الإسلام أو يخرج منه، وبه يثقل ميزانه أو ينخفض، وبه يدخل الجنة أو يدخل النار. وبه تزيد حسناته أو تزيد سيئاته، وبه يزيد أصدقاؤه أو يزيد أعداؤه، وبه يزيد ماله أو تزيد خسارته.
وبنطق اللسان يُعرف عقلُ الإنسان من حمقه، وعلمه من جهله، وفصاحته من عيه، وصدقه من كذبه، وعفته من فحشه، وحلمه من طيشه؛ فاللسان مرآة العقول والقلوب، " إنَّ اللسانَ رسولُ القلبِ للبشرِ"[2].
يدل على جهل الفتى فضلُ نطقه <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
ونطقُ أخي العقل الرصين قليل <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
وإنّ لسان المرء ما لم يكن له <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
حصاة على عوراته لدليل[3] <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
إن النطق – الذي جُعل اللسان وسيلة له - مِنَّة سامقة، وهِبة باذخة، أُعطيها الإنسان ليصل به إلى منافعه، ويدفع به مضاره. فهو الحاسة التي اختص بها الإنسان عن سائر الحيوان فغدت الوسيلة التعبيرية العظمى التي يعبر بها الإنسان عما يجيش في نفسه، وينقل عبرها ما يريد أن يُفهمه غيره بكل سهولة، بخلاف الأبكم؛ فإنه متى أراد أن يفهم غيره مراده استخدم أصواتًا متنوعة، وحركات متعددة، مع صحبة المشقة في ذلك.
فلما كان اللسان في هذا المكان السامي صار محلاً للحسنات والسيئات، وغدا ما يفوه به من الخير والشر مدونًا في صحيفة الإنسان يحاسب عليها عند لقاء ربه، قال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وقال: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 10 - 12].
فمن حسنات اللسان: " النطق بالشهادتين، وتلاوة القرآن، والدعاء والذكر، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعلم العلم النافع وتعليمه، وغير ذلك.
ومن سيئات اللسان: النطق بكلمات الكفر والنفاق والزندقة، والإساءة إلى الناس من كذب وغيبة ونميمة واستهزاء وفحش، وغير ذلك.
إن الإنسان يواجه مشقة شديدة في زمّ لسانه، وتقويم عوجه، ومراقبة ما يتكلم به، ولكن مع قوة الإيمان وحصافة العقل والتعود يسهل الأمر.
عوّد لسانك قولَ الخير تحظ به <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
إن اللسان لما عوّدت معتادُ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
موكل بتقاضي ما سننتَ له <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
في الخير والشر فانظر كيف ترتادُ[4] <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
فمن استطاع أن يكون سيدَ لسانه، وقائد بيانه فلم يفه لسانه إلا بصواب القول؛ سَلِم دينه، وارتاح ضميره، وكُفي عواقب القول غير المرضي، وأمِنَ حُرَقَ الندامات، فالعاقل يتذوق الكلام قبل إخراجه، كما يتذوق الطعام قبل ابتلاعه، ويرجّ عقله قبل الحديث كما يرج مشروبات الدواء، ومشروبات الغذاء قبل الاستعمال.
فإذا لم يجد المرء مجالاً لقول الخير فليلذْ بحصن الصمت، فالعي في الباطل فصاحة في ميزان الحق؛ لهذا دعت الشريعة الغراء كما نصح الحكماء بالفيئة إلى السكوت إلا في الحق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)[5].
سجنُ اللسان هو السلامة للفتى <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
من كلّ نازلةٍ لها استئصال <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
إنّ اللسان إذا حللت عقاله <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
ألقاك في شنعاء ليس تقال[6] <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
إن من رحمة الله وفضله على عباده المؤمنين أن وهبهم دورة تدريبية- لمن لم يَسِر عليها من قبل- يتدربون فيها على إمساك اللسان عن كل سوء، وذلك في رمضان المبارك فهو موسم للصيام الحسي والمعنوي للجوارح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لم يدع قول الزور، والعمل به؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)[7].
وقال عليه الصلاة والسلام: (قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم)[8].
فالمسلم مأمور في رمضان أن يُصيم لسانه عن كل قول مشين في حق الله تعالى، أو حق الرسول عليه الصلاة والسلام، أو حق الدين، أو حق الخلق، ابتداء أو رداً.
إن من المشاهد المؤسفة أن يُرى بعض الصائمين في رمضان كثيرَ الذكر، كثير التلاوة، كثير الإحسان بالمال في رمضان، لكنه ذرِبُ اللسان على الناس الأقربين والأبعدين، تخرج كلماته إلى الناس شظايا تحرق الأسماع، وتجرح القلوب، حتى عُدّت جراحات اللسان عند الشرفاء أشد من جراحات السنان؛ ولذلك عبر الشعراء عن ذلك،
فقال أحدهم:
وَقَدْ يُرْجَى لِجُرْحِ السَّيْف بُرْءٌ *** وَجُرْحُ الَّدهْرِ مَا جَرَحَ اللَّسانُ [9]
وقال آخر:
جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا التِئَامٌ *** وَلا يَلْتَامُ مَا جَرَحَ الِّلسَانُ[10]
وقال آخر:
وجرحُ اللسان كجرح اليد[11]
وقال آخر:
والقول ينفذ ما لا تنفذ الإبر[12].
وعلى المسلم كذلك أن يزين لسانه بكل قول حسن من العبادات والأخلاق القولية الحسنة التي يؤدي بها حق الخالق، وحق المخلوق.
احفظ لسانك واحتفظ من شرّه <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
إنّ اللسان هو العدوّ الكاشحُ <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
وزنِ الكلام إذا نطقتَ بمجلس <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
فيه يلوح لك الصواب اللائح <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
والصمتُ من سعد السعود بمطلع <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
تحيا به والنطق سعد الذابح[13] <h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
فمن صام لسانه شهرَ رمضان كله كما صامت بطنه فقد ربح ربحًا جزيلاً، فذاق في الدنيا حلاوة الصيام، ويرجى له في الآخرة وافر الإكرام.
[1] البيت لابن المقري، جواهر الأدب، للهاشمي (2/ 34).
[2] شطر بيت لابن عربي، ديوان محيي الدين بن عربي (ص: 433).
[3] غرر الخصائص الواضحة، للوطواط (ص: 96).
[4] الجليس الصالح والأنيس الناصح، للمعافى بن زكريا (ص: 128).
[5] متفق عليه.
[6] نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، للتلمساني (2/ 139).
[7] رواه البخاري.
[8] رواه البخاري.
[9] فصل المقال في شرح كتاب الأمثال، للبكري (ص: 24).
[10] فصل المقال في شرح كتاب الأمثال (ص: 24).
[11] شطر بيت لامرئ القيس، البيان والتبيين، للجاحظ (ص: 96).
[12] شطر بيت للأخطل، أدب الخواص، للوزير المغربي (ص: 5).
[13] غرر الخصائص الواضحة، للوطواط (ص: 95).