فريق منتدى الدي في دي العربي
06-19-2016, 08:16 AM
أفق الشكر في رمضان
يعيش المؤمن في رمضان في أفق واسع من شكر النعم ؛ فنعمة الطاعات ما أعظمها في رمضان : صيام وقيام ودعاء وتلاوة وذكر مع تصفيد الشياطين .. نعم عظيمة تستوجب الشكر .
ونعم أخرى كالطعام والشراب ، قد لا يؤدي الإنسان شكرها على التمام في غير رمضان لإلف العادة ؛ فكما أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى ، فإن الطعام والشراب نعمة من الله ، لا يعرف قدرها إلا من جاع وعطش ؛ فإذا أمسك الصائم عن هذه النعم المباحة في نهاره ، وباشرها في ليله ، فعند ذلك يتذكر شكر هذه النعم ، وأنه قصَّرَ في أداء هذا الشكر .
وعندما يستشعر الجوع والظمأ يتذكر إخوانًا له - أقربين أو بعداء - يعيشون معظم أيامهم جوعى ظمأى ، يحتاجون إلى عون إخوانهم ومعونتهم ، فيعود - من فضل الله عليه - على إخوانه بما يكون لهم عونًا على حياتهم ، شاكرًا نعمة ربه الذي فضَّله بها على كثير من عباده ؛ ومحتسبًا الأجر والثواب .
فإذا تمتَّع العبدُ بالطيّبات والمباحات ، وشكرَ الله عليها ، وعلِم من قلبِه أنها نعمُ الله عليه ، وتفضَّل بها على عبادِه ، فقد أدَّى ما عليه من شكر هذه النّعم ؛ وإذا نسِي المنعِمَ جل جلاله ، فقَد عرَّض النّعمَ للتغيُّر ، قال الله تعالى : { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } [ النّحل : 112 ] .
قال الفضيل بن عياض - رحمه الله : عليكم بملازمة الشكر على النعم ، فقلَّ نعمة زالت عن قوم فعادت إليهم .
ولعدم الإحساس بالنعمة ، فإنها عندما تزول نادرًا ما تعود ؛ فعلى العبد أن يتذكر النعمة ويحفظها بشكر الْمُنعم سبحانه وتعالى ، ولا يكن أعمى لا يبصر إلا حين يصطدم بزوالها عنه ؛ قال الحسن البصري - رحمه الله تعالى : الخير الذي لا شر فيه : العافية مع الشكر ، فكم من منعَم عليه غير شاكر .
ولعبد الله بن المبارك :
إذا كنتَ في نعمةٍ فارْعَهَا ... فإنَّ المعاصيَ تُزيلُ النعمْ
وداومْ عليها بشكرِ الإله ... فشُكْرُ الإلهِ يُزِيلُ النِّقَمْ
ومن تمام شكر النعمة دوامُ الطاعةِ لله تعالى في الشّهور والأيّام ، فربُّ رمضان هو ربُّ الشّهور والأعوام ، وهو أحقُّ أن يعبَد ويوحَّد في كلِّ زمان ومكان ، وبئس العبد لا يعرف ربه إلا في رمضان ؛ والله يقول : { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [ الحجر : 99 ] ، يعني : الموت .
ما أجملَ شكر الطاعاتِ بالطاعات بعدَها ؛ لأنَّ في ذلك رضوانَ الله تعالى وزيادةَ ثوابِه ، وما أجملَ الحسنة بعد سيئة تُعمَل ، فإنها تمحها ، قـال الله تعالى : { وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } [ هود : 114 ] ؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا " ؛ وما أقبَحَ السيّئات بعدَ الحسنات ؛ لأنَّ في ذلك - مع كفران النعم - غضَبَ الله تعالى ونَقص ثوابِه أو حِرمان الثّواب بالكلِّيِّة وإبطال العمل ، قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } [ محمد : 33 ] .
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيد } [ق: 37] .
يعيش المؤمن في رمضان في أفق واسع من شكر النعم ؛ فنعمة الطاعات ما أعظمها في رمضان : صيام وقيام ودعاء وتلاوة وذكر مع تصفيد الشياطين .. نعم عظيمة تستوجب الشكر .
ونعم أخرى كالطعام والشراب ، قد لا يؤدي الإنسان شكرها على التمام في غير رمضان لإلف العادة ؛ فكما أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى ، فإن الطعام والشراب نعمة من الله ، لا يعرف قدرها إلا من جاع وعطش ؛ فإذا أمسك الصائم عن هذه النعم المباحة في نهاره ، وباشرها في ليله ، فعند ذلك يتذكر شكر هذه النعم ، وأنه قصَّرَ في أداء هذا الشكر .
وعندما يستشعر الجوع والظمأ يتذكر إخوانًا له - أقربين أو بعداء - يعيشون معظم أيامهم جوعى ظمأى ، يحتاجون إلى عون إخوانهم ومعونتهم ، فيعود - من فضل الله عليه - على إخوانه بما يكون لهم عونًا على حياتهم ، شاكرًا نعمة ربه الذي فضَّله بها على كثير من عباده ؛ ومحتسبًا الأجر والثواب .
فإذا تمتَّع العبدُ بالطيّبات والمباحات ، وشكرَ الله عليها ، وعلِم من قلبِه أنها نعمُ الله عليه ، وتفضَّل بها على عبادِه ، فقد أدَّى ما عليه من شكر هذه النّعم ؛ وإذا نسِي المنعِمَ جل جلاله ، فقَد عرَّض النّعمَ للتغيُّر ، قال الله تعالى : { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } [ النّحل : 112 ] .
قال الفضيل بن عياض - رحمه الله : عليكم بملازمة الشكر على النعم ، فقلَّ نعمة زالت عن قوم فعادت إليهم .
ولعدم الإحساس بالنعمة ، فإنها عندما تزول نادرًا ما تعود ؛ فعلى العبد أن يتذكر النعمة ويحفظها بشكر الْمُنعم سبحانه وتعالى ، ولا يكن أعمى لا يبصر إلا حين يصطدم بزوالها عنه ؛ قال الحسن البصري - رحمه الله تعالى : الخير الذي لا شر فيه : العافية مع الشكر ، فكم من منعَم عليه غير شاكر .
ولعبد الله بن المبارك :
إذا كنتَ في نعمةٍ فارْعَهَا ... فإنَّ المعاصيَ تُزيلُ النعمْ
وداومْ عليها بشكرِ الإله ... فشُكْرُ الإلهِ يُزِيلُ النِّقَمْ
ومن تمام شكر النعمة دوامُ الطاعةِ لله تعالى في الشّهور والأيّام ، فربُّ رمضان هو ربُّ الشّهور والأعوام ، وهو أحقُّ أن يعبَد ويوحَّد في كلِّ زمان ومكان ، وبئس العبد لا يعرف ربه إلا في رمضان ؛ والله يقول : { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [ الحجر : 99 ] ، يعني : الموت .
ما أجملَ شكر الطاعاتِ بالطاعات بعدَها ؛ لأنَّ في ذلك رضوانَ الله تعالى وزيادةَ ثوابِه ، وما أجملَ الحسنة بعد سيئة تُعمَل ، فإنها تمحها ، قـال الله تعالى : { وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } [ هود : 114 ] ؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا " ؛ وما أقبَحَ السيّئات بعدَ الحسنات ؛ لأنَّ في ذلك - مع كفران النعم - غضَبَ الله تعالى ونَقص ثوابِه أو حِرمان الثّواب بالكلِّيِّة وإبطال العمل ، قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } [ محمد : 33 ] .
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيد } [ق: 37] .