مشاهدة النسخة كاملة : قل: إن شاء الله (درس رمضاني)


فريق منتدى الدي في دي العربي
06-19-2016, 11:40 PM
قل: إن شاء الله (درس رمضاني)


الشيخ أحمد علوان





(من دروس رمضان وأحكام الصيام)

للأئمة والدعاة


الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي نزَّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجًا، وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا، وهو الذي جعل الليل والنهار خِلفةً لمن أراد أن يذَّكَّرَ أو أراد شكورًا، وبعد:
فإننا الليلة نقتبس من سورة الكهف درسًا قرآنيًّا، وهو تقديم قولك: (إن شاء الله) قبل كل شيء؛ فالاستعانة بالله سبحانه وتعالى في كلِّ شيء أمرٌ مطلوب ومرغوب، كما أن تقديم المشيئة قبل كل فعلٍ مستحسَنٌ ومحبوب؛ فقد عاتَب ربنا عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم مرةً على عدم تقديم المشيئة قبل قوله ووعده، ومنها يعلمنا القرآن ذلك، وإليكم أحبابي بعضَ الآيات التي تناولت تقديمَ المشيئة:
• قصة الذبيح؛ يقول تعالى: ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102].

• سيدنا موسى عليه السلام؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [القصص: 27].

• قصة موسى مع الخضِر؛ قال ربُّنا: ﴿ قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴾ [الكهف: 69].

• سيدنا يوسف عليه السلام؛ قال الله: ﴿ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ﴾ [يوسف: 99].

• سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ يقول ربنا: ﴿ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 27].

• مشيئة الله قبل كل شيء؛ قال صاحب المشيئة: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 29].

وإليكم الآيةَ التي يدور حولها درسُ الليلة، وهي قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ﴾ [الكهف: 23، 24].

سبب النزول:
يذكر الإمام القرطبي - رحمه الله - في تفسيره: "عاتَب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم على قوله للكفار حين سألوه عن الرُّوح والفتية وذي القرنين: غدًا أخبركم بجواب أسئلتكم، ولم يستثنِ في ذلك، فاحتبس الوحي عنه خمسة عشر يومًا، حتى شقَّ ذلك عليه، وأرجَف الكفارُ به، فنزلت عليه هذه السورة مفرِّجة، وأُمِر في هذه الآية ألا يقول في أمرٍ من الأمور: إني أفعل غدًا كذا وكذا، إلا أن يعلِّقَ ذلك بمشيئة الله عز وجل؛ حتى لا يكون محققًا لحكم الخبر، فإنه إذا قال: لأفعلن ذلك ولم يفعل، كان كاذبًا، وإذا قال: لأفعلن ذلك إن شاء الله، خرج عن أن يكون محقِّقًا للمخبَرِ عنه".

ويعلق الإمام ابن كثير - رحمه الله - قائلًا: "هذا إرشادٌ من الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأدب فيما إذا عزم على شيءٍ ليفعله في المستقبل، أن يرُدَّ ذلك إلى مشيئة الله عز وجل، علَّام الغيوب، الذي يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكُنْ لو كان كيف يكون".

يأجوج ومأجوج والمشيئة:
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن يأجوج ومأجوج يحفِرون كل يومٍ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا، فسنحفِره غدًا، فيعيده الله أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس، حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا، فستحفِرونه غدًا، إن شاء الله تعالى، واستثنوا، فيعودون إليه، وهو كهيئته حين تركوه، فيحفِرونه، ويخرجون على الناس، فينشفون الماء، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء...))[1].

موقف لنبي الله سليمان في المشيئة:
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأةً، كلهن تأتي بفارسٍ يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: قل: إن شاء الله، فلم يقُلْ: إن شاء الله، فطاف عليهن جميعًا، فلم يحمل منهن إلا امرأةٌ واحدةٌ، جاءت بشق رجلٍ، وايم الذي نفس محمدٍ بيده، لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله فرسانًا أجمعون))[2].

والمراد: لو أن نبي الله سليمان استثنى وقال: إن شاء الله، لتحقَّق مراده، وحصل طلبُه.

قصة الملك والوزير[3]:
كان هناك ملِك وله وزير، وكان الوزير دائمَ التوكل على الله في جميع أموره، ويقول: خيرًا إن شاء الله، وفي يوم من الأيام انقطع إصبع للملك، وخرج الدم منه، فلما رآه الوزير، قال: خيرًا إن شاء لله، فغضب الملك على وزيره، وقال: أين الخير والدم يخرج من إصبعي؟ وبعدها أمر الملك بسجن الوزير، وما كان من الوزير كعادته إلا أن قال: خيرًا إن شاء الله، وذهب به إلى السجن، ومن عادة الملك: أنه يخرج كل يوم جمعة إلى النزهة، وبعد استراحة قصيرة ذهب الملك إلى الغابة، وكان هناك أناس يعبدون صنمًا لهم، وهذا هو عيد هذا الصنم، ويريدون قربانًا لتقديمه إلى الصنم، فصادَف أن وجَدوا هذا الملك، فأخذوه ليقدموه قربانًا، ولكنهم ما لبثوا أن نظروا إلى إصبعه، فقالوا: هذا لا ينفع؛ لأن به عيبًا، ولا يجوز تقديم قربانٍ به عيب، وأطلقوا سراحه، حينها تذكر الملك قول الوزير عند قطع إصبعه: (خيرًا إن شاء الله)، فلما عاد الملك من رحلته، أطلق سراح الوزير من السجن وأخبره بالقصة، واعترف الملك بأن قطع إصبعه كان خيرًا له.

ولكن استغرب الملك مِن الوزير عندما أمر بسجنه، فقال: (خيرًا إن شاء الله)، فقال الوزير: أنا وزيرك، ودائمًا معك، ولو لم أدخل السجن لكنت معك في الرحلة، وبالتالي قبض عليَّ وقدموني قربانًا، وأنا لا يوجد بي عيب؛ ولذلك كان دخولي السجن خيرًا لي.

ومنه: فعلى المسلم أن يعتاد قول: إن شاء الله، فلو أردت أن تفعل شيئًا، قل: إن شاء الله، وإذا أردت أن تزور أحدًا، فقل: إن شاء الله، بل كل شيء تعزم على فعله في المستقبل، فقل: إن شاء الله، فما من شيء يجري إلا بتقدير الله ومشيئته، وهو من الأدب مع الله.

وصية عملية:
تعوَّد أن تقول قبل فعل أي شيء: بسم الله، وإذا هممت بفعل شيءٍ في المستقبل، فقل: إن شاء الله، فكلاهما يجلب بركة.
♦♦♦

السؤال الثالث عشر: مَن هم العبادلة الأربعة؟
الجواب: العبادلة: يطلق على كل من كان أول اسمه (عبدالله)، وقال النووي: بلغ عددهم قريبًا من مائتين وعشرين، لكن المقصود بهم هنا: أربعة من أصغر الصحابة، جمعوا علمًا غزيرًا، وتأخَّرت وفاتهم، هم:
• عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب.
• عبدالله بن عمر بن الخطاب.
• عبدالله بن الزبير بن العوام.
• عبدالله بن عمرو بن العاص.
وسبب اشتهارهم بذلك: هو ما قاله العلماء: "إن هؤلاء عاشوا طويلًا حتى احتيج إلى علمهم، فإذا اتفقوا على شىء قيل: هذا قولُ العبادلة، أو فعلهم"[4].
♦♦♦


خاطرة (بعد الفجر): آداب قيام الليل:
إن قيامَ الليل مِن أرقِّ وأجمل العبادات التي يتقرب بها المرء إلى ربه عز وجل، ولا يحافظ عليه كلُّ إنسان؛ فهو دأب الصالحين، وقرة العابدين، وسلوك المتقين، وشرف المؤمنين، فهذه العبادة لها آداب وأحكام، وهي:
1- الإخلاص واستحضار النية:
وهذا الأدب يتوقف عليه قبول أي عمل؛ فكل عمل أخلص صاحبه لربه، فهو أرجى لقبوله، وإذا شابَه شيءٌ من رياء فهو أدعى لردِّه على صاحبه، فأخلِصْ في عملك، وجدِّدْ نيتك قبل النوم، وفي ذلك ما أُثِرَ عن معاذ: أنه كان يقول: "إني لأحتسب نَوْمَتي كما أحتسب قَوْمَتي".

2- إيقاظ الأهل:
فتلك سنَّة مِن السنن المهجورة، وهي أن الرجل إذا قام من الليل لا يوقظ أهله، وإذا قامت هي الأخرى لا توقظ زوجها؛ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رحم الله رجلًا قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته، فإن أبَتْ، نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأةً قامت من الليل فصلَّتْ، وأيقظت زوجها، فإن أبى، نضحت في وجهه الماء))[5].

3- استعمال السواك:
عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قام أحدكم يصلي من الليل فليَسْتَكْ؛ فإن أحدكم إذا قرأ في صلاةٍ وضع ملَكٌ فاه على فيه، فلا يخرج من فيه شيءٌ إلا دخل فم الملك))[6].

4- البَدْء بركعتين خفيفتين:
عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل ليصلي، افتتح صلاته بركعتينِ خفيفتين[7].

5- القيام مَثْنَى مَثْنَى:
عن ابن عمر: أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الليل مَثْنى مَثْنى، فإذا خشي أحدكم الصبح، صلى ركعةً واحدةً توتِرُ له ما قد صلى))[8].

6- طول القيام:
عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصلاة طولُ القُنوت))[9].

7- الختام بوِتْر:
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اجعلوا آخِرَ صلاتِكم بالليل وِتْرًا))[10].

8- قضاء القيام عند الفَوَاتِ:
عن عائشة، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملًا أثبَتَه، وكان إذا نام مِن الليل، أو مرِض، صلَّى مِن النهار ثنتَيْ عشرة ركعةً"[11].

9- القراءة بين الجهر والسر:
عن أبي قتادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكرٍ: ((مررتُ بك وأنت تقرأ وأنت تخفض من صوتك))، فقال: إني أسمعتُ مَن ناجيت، قال: ((ارفع قليلًا))، وقال لعمر: ((مررتُ بك وأنت تقرأ وأنت ترفع صوتك))، قال: إني أوقظ الوَسْنان، وأطرد الشيطان، قال: ((اخفِضْ قليلًا))[12].

10- الإكثار من الدعاء:
عن جابرٍ، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن في الليل لساعةً لا يوافقها رجلٌ مسلمٌ، يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلةٍ))[13].

11- النوم حال غلَبة النوم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قام أحدكم من الليل، فاستعجم القرآنُ على لسانه، فلم يدرِ ما يقول، فليضطجع))[14].

12- الأخذ بأسباب تيسير قيام الليل:
الأول: "ألا يكثر الأكل، فيكثر الشرب، فيغلبه النوم، ويثقل عليه القيام؛ فالأصل هو تخفيف المعدة عن ثقل الطعام، الثاني: ألا يتعب نفسه بالنهار في الأعمال التي تعيا بها الجوارح، وتضعُفُ بها الأعصاب؛ فإن ذلك أيضًا مجلبة للنوم، الثالث: ألا يترك القيلولة بالنهار؛ فإنها سنَّة للاستعانة على قيام الليل، الرابع: ألا يحتقب الأوزار بالنهار؛ فإن ذلك مما يقسي القلب ويحُول بينه وبين أسباب الرحمة"[15].
♦♦♦

درس الفقه: حكم من مات وعليه صيام:
قال أهل العلم: إن مَن مات وعليه فوائت من الصلاة، فإن وليه أو غيره لا يصلي عنه، وكذلك الذي يعجِز عن الصيام لا يصوم عنه أحد أثناء حياته.

فإذا مات وعليه صيام أيامٍ لم يتمكن من صيامها قبل موته، فقد اختلف الفقهاء في حكمه:
يرى الإمام الشافعي وأحمد: أنه يستحب لوليه أن يصوم عنه، ويجوز من الأجنبي إذا أذن الولي.

ودليلهم:
• عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((مَن مات وعليه صيامٌ صام عنه وليه))[16].

• عن ابن عباسٍ، قال: جاءت امرأةٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن أختي ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين، قال: ((أرأيتِ لو كان على أختك دَينٌ، أكنت تقضينه؟!))، قالت: بلى،قال: ((فحقُّ الله أحقُّ))[17].

فهذان حديثان قويان للاستدلال على من يرى صيام الولي عن الميت.

أما أبو حنيفة ومالك، وقول للشافعي: فيرون أن وليه لا يصوم عنه، بل يطعم عن كل يوم مُدًّا.

ودليلهم:
• الصيام عبادة بدينة، لا تقبل النيابة.
• عن عائشة أنها قالت: "لا تصوموا عن موتاكم، وأطعموا عنهم"[18].
• عن ابن عباسٍ قال: "إذا مرض الرجل في رمضان، ثم مات ولم يصُمْ، أطعم عنه، ولم يكن عليه قضاءٌ، وإن كان عليه نذرٌ قضى عنه وليه"[19].

ويجمَع الإمام النووي بين المذهبين، فيقول: "وللشافعي في المسألة قولان مشهوران: أشهرهما: لا يصام عنه، ولا يصح عن ميت صوم أصلًا، والثاني: يستحب لوليه أن يصوم عنه، ويصح صومه عنه، ويبرأ به الميت، ولا يحتاج إلى إطعام عنه، وهذا القول هو الصحيح المختار الذي نعتقده، وأما الحديث الوارد: (من مات وعليه صيام، أطعم عنه)، فليس بثابت، ولو ثبت أمكن الجمع بينه وبين هذه الأحاديث بأن يحمل على جواز الأمرين؛ فإن مَن يقول بالصيام يجوز عنده الإطعام، فثبت أن الصواب المتعين تجويز الصيام، وتجويز الإطعام، والولي مخيَّر بينهما"[20].

وعليه: فالمسألة مختلَف فيها بين الأئمة الأربعة؛ فلولي الميت أن يرى ماذا يفعل، وله أن يختار الصوم أو الإطعام، والإمام النووي يرجح قضاء الصيام، المهم في المسألة إبراء ذمة الميت، وأداء حق الله.

والله أعلم.

نصْبُ الخِيام في دُروسِ رَمَضَانَ وأَحْكَامِ الصِّيَام لفضيلة الشيخ: أحمد علوان، دار الصفوة بالقاهرة


[1] ابن ماجه (4080)، وصححه الأرناؤوط.

[2] البخاري (6639)، مسلم (1654).

[3] أخذتها عن عدد من العلماء والدعاة، لكن لم أجد لها مصدرًا، وقد يستأنس بها في هذا المقام.

[4] انظر: تهذيب الأسماء واللغات، للإمام النووي، (ج1، ص267)، دار الكتب العلمية، بيروت.

[5] أبو داود (1308)، والنسائي (1610)، وابن ماجه (1336)، ومسند أحمد (7410).

[6] شعب الإيمان للبيهقي (1938)، وذكره الألباني في صحيح الجامع (720).

[7] مسلم (767).

[8] البخاري (990) مسلم (749).

[9] مسلم (756).

[10] البخاري (998)، مسلم (751).

[11] مسلم (746).

[12] سنن الترمذي (447)، وصححه الألباني.


[13] مسلم (757).

[14] مسلم (787).

[15] إحياء علوم الدين، (ج1، ص356) باختصار.

[16] البخاري (1952) مسلم (1147).

[17] السنن الكبرى للنسائي (2926)، سنن ابن ماجه (1758)، وصححه الأرناؤوط.

[18] السنن الكبرى للبيهقي (8232).

[19] أبو داود (2401)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح موقوفًا.

[20] شرح النووي على مسلم (ج8، ص25، 26) باختصار.

Adsense Management by Losha