فريق منتدى الدي في دي العربي
06-20-2016, 09:24 AM
المؤمن كالنحلة (درس رمضاني)
الشيخ أحمد علوان
(من دروس رمضان وأحكام الصيام)
للأئمة والدعاة
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد كما خلقتَنا ورزقتنا، وهديتَنا وعلمتنا، وفرَّجت عنا، لك الحمد بالإسلام، بالقرآن، بالأهل والمال والمعافاة، بسطتَ رزقنا؛ فلك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا، أما بعد:
فلقاؤنا الليلة يدور حول حديث جميل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يشبه المؤمن فيه بالنحلة، ويبرز فيه رائعة من روائع التشبيهات النبوية؛ فتعالَوْا لنعيش معًا مع هذا التشبيه، ولنتعرَّف على صفات النحل، وكيف يستفيد المؤمن مِن هذا التمثيل النبوي.
عن أبي رَزينٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَثَل المؤمن مَثَل النحلة، لا تأكُلُ إلا طيِّبًا، ولا تضَعُ إلا طيِّبًا))[1].
وفي رواية أخرى: ((والذي نفسُ محمد بيده، إن مَثَل المؤمن لكمَثَل النَّحلة، أكلَتْ طيبًا، ووضعَتْ طيبًا، ووقعَتْ فلم تكسِرْ ولم تُفسِدْ))[2].
قال العلامة المناوي - رحمه الله -: "ووجه الشبه: حذق النحل، وفِطنته، وقلة أذاه، وحقارته، ومنفعته، وقنوعه، وسعيه في الليل، وتنزُّهه عن الأقذار، وطيب أكله، وأنه لا يأكل مِن كسب غيره، وطاعته لأميره، وأن للنحل آفاتٍ تقطعه عن عمله، منها: الظلمة، والغَيْم، والريح، والدخَان، والماء، والنار، وكذلك المؤمن له آفات تُفقِره عن عمله؛ ظلمة الغفلة، وغَيْم الشك، وريح الفتنة، ودخَان الحرام، ونار الهوى"[3]
كما أكد علماءُ الحشرات أن النحلَ لا يمتص إلا رحيق الأزهار الفواحة، كما أن العسَل الخارجَ من بطنها مِن أطيب الإفرازات الحيوانية وأنفعِها على الإطلاق.
ومِن صفات عالَم النَّحل: أنه يعمَل ويجتهد، ويثابر طَوال يومه في بناء خليَّته، وتشييد مدينتِه، ويحافظ على نَسْله، وله شجاعة وإقدامٌ، ويُضحِّي بنفسه مِن أجل بني خليَّتِه، ويحبُّ العملَ الجماعي، وهذا واضحٌ وجليٌّ، كما أن النحل لا يتبرَّم مِن العمل، بل يعمَل في صمتٍ، ولا ينتظر منصبًا أو مكانةً في خليَّتِه.
النحل في القرآن:
جاءت سورةٌ كاملة في القرآن الكريم باسم سورة (النحل)، وهذا من تكريم الله لتلك الحشرة الصغيرة، ولفت انتباه المؤمنين للتشبه بهذا الكائن؛ قال تعالى: ﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 68، 69].
بين المؤمن والنحلة:
المؤمن لا يأكل إلا طيبًا، وتلك صفة النحل:
عن أبي سعيدٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لا تصاحِبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي))[4].
المؤمن لا يقول إلا طيبًا، والنحل يخرج العسل:
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((.... ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخِر، فليقُلْ خيرًا، أو ليسكُتْ))[5].
المؤمن يحب العمل الجماعي، والنحل متعاون:
عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤمنُ للمؤمن كالبنيان، يشُدُّ بعضُه بعضًا))، وشبَّكَ بين أصابعه[6].
ومما جاء في سيرته صلى الله عليه وسلم: أنه كان في بعض أسفاره، فأمر بإصلاح شاةٍ، فقال رجل: يا رسول الله، عليَّ ذبحُها، وقال آخر: عليَّ سلخها، وقال آخر: عليَّ طبخها، فقال صلى الله عليه وسلم: ((وعليَّ جمع الحطب))، فقالوا: يا رسول الله، نحن نكفيك، فقال: ((قد علمتُ أنكم تكفوني، ولكني أكره أن أتميز عليكم؛ فإن الله يكره مِن عبده أن يراه متميزًا بين أصحابه))[7].
إن ملامحَ الجماعة في دِيننا تظهر في كل العبادات التي نتعبد بها لله؛ فالصلاة تؤدى في جماعة المسجد، وتصوم الأمة كلها شهرًا واحدًا في وقت واحد، ويؤدُّون فريضة الحج في آنٍ واحد ومكان واحد، ويخرجون لصلاة العيد مكبِّرين مهلِّلين في صوت واحد، كما أن ربنا إذا نادى علينا في كتابه ينادي بصيغة الجمع، فيقول: يا أيها الذين آمنوا، يا أيها الناس.
مِن صفات المؤمن أن يكون نافعًا للغير كالنحل:
عن ابن عمر: أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الناس إلى الله تعالى: أنفعُهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى: سرورٌ تُدخِله على مسلمٍ...))[8].
ومما أُثِر عن علي رضي الله عنه قوله: "كونوا في الناس كالنحلة في الطير؛ إنه ليس من الطير شيءٌ إلا وهو يستضعفها، ولو يعلم الطيرُ ما في أجوافها من البركة لم يفعلوا ذلك بها، خالِطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم، وزايِلوهم بأعمالكم وقلوبكم؛ فإن للمرءِ ما اكتسب، وهو يوم القيامة مع مَن أحَبَّ"[9].
وأعجبني ما قاله الشيخ الغزالي - رحمه الله -: "المسلم كالنحلة التي تطوف بالحدائق والحقول، تطعَمُ الخير، وتُعطي العسل، ولا يرى أحدٌ منها إلا ما يسُرُّ"؛ "كنوز من السنة".
فعلى المؤمن الصائم: أن يتعلمَ مِن النحل؛ فلا يقبل إلا الطيب، ولا يتكلم إلا بالطيب، ولا يطعَم إلا الطيب، ولا يلبَس إلا الطيب، ولا يشرب إلا الطيب، ولا يكسِب إلا الطيب، فإذا عاش المؤمن كالنحل - يتحرى الطيبَ مِن كل شيء، وفي كل شيء - كانت نهايتُه بإذن الله طيبةً؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32].
وتلك دروس جليلة، ومهما كثرت فهي قليلة، لكن في المثال الواحد، ما يُغني عن ألفِ شاهد.
وصية عملية:
كُنْ طيبًا في كلامك، وفي أفعالك، وفي حركاتك، وفي طعامك وشرابك؛ فالطيب يعيش حياةَ الطيبيين.
♦ ♦ ♦
السؤال الرابع عشر: مَن هم الأنبياءُ العرب؟
الجواب:
الأنبياء العرب أربعة، وهم: سيدنا هود، سيدنا صالح، سيدنا شعيب، سيدنا محمد.
♦ ♦ ♦
خاطرة بعد الفجر: (آداب السلام):
إن السلامَ تحيةُ الإسلام، وشِعار الأمة، وجاءت تحية الإسلام لننشر بها السلام والأمان في ربوع الأرض، وفي أرجاء المعمورة، وتلك التحية لها آدابٌ وأحكام، وهي:
1- أن نلتزمَ بتحية الإسلام:
فالسنَّة التي جاء بها نبينا صلى الله عليه وسلم هي أن نقول: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، فتلك هي التحية المشروعة والمرفوعة والمأجورة، فلا يليق بأمة لها نبي هو المعلم والمربي أن تغيِّرَ مِن سنَّته، أو تستبدل بتعاليمه غيرَها، ومَن يُقدِم على ذلك فهو كالذي يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، فهذا هبوط وهبوط، إن تركنا سنَّة هادينا ومرشدنا صلى الله عليه وسلم.
إن تحيةَ الإسلام، وهي السلام، تحية كل الأنبياء، مِن آدمَ إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، بل ما تعلمه سيدنا آدم هو إلقاء السلام؛ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما خلَق الله آدم ونفخ فيه الرُّوح، عطَس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذنه، فقال له ربه: رحمك الله يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة، إلى ملأٍ منهم جلوسٍ، فقل: السلام عليكم، قالوا: وعليك السلام ورحمة الله، ثم رجع إلى ربه، فقال: إن هذه تحيتُك وتحيةُ بنيك...))[10].
2- أن نحرص على إفشاء السلام:
مِن أهم آداب وأحكام السلام: أن ننشره في الناس؛ فنشره نشرٌ للأمن والسلامة والسكينة والاطمئنان، فجاءت السنة داعمةً لهذا الأدب؛ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخلون الجنةَ حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أوَلَا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلامَ بينكم))[11].
وعنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أفشوا السلام، وأطعِموا الطعام، واضرِبوا الهَام، تُورَثوا الجِنان))[12].
3- أن تبدأ مَن تلقاه بالسلام:
عن أبي هريرة: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((حقُّ المسلم على المسلم سِتٌّ))، قيل: ما هن يا رسول الله؟، قال: ((إذا لقيتَه فسلِّمْ عليه...))[13].
4- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وهي أكمل ألفاظ السلام، ويليها: السلام عليكم ورحمة الله، ويليها: السلام عليكم.
عن عمران بن حصينٍ، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه السلام، ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عشرٌ))، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه، فجلس، فقال: ((عشرون))، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه، فجلس، فقال: ((ثلاثون))[14].
5- رد السلام:
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ﴾ [النساء: 86].
وعن أبي هُرَيرة رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((حقُّ المسلم على المسلم خمسٌ: ردُّ السلام...))[15].
يقول الإمام النووي: "إن كان المُسلَّمُ عليه واحدًا تعيَّن عليه الردُّ، وإن كانوا جماعةً، كان ردُّ السلام فرضَ كفايةٍ عليهم، فإن ردَّ واحدٌ منهم سقط الحرجُ عن الباقين، وإن تركوه كلُّهم، أثِموا كلُّهم، وإن ردُّوا كلُّهم، فهو النهايةُ في الكمال والفضيلة"[16].
6- يسلِّم الصغيرُ على الكبير، والراكب على الماشي، والقليلُ على الكثير:
عن أبي هريرةَ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليُسلِّمِ الراكبُ على الماشي، والماشي على القاعد، والقليلُ على الكثير))[17].
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُسلِّم الصغير على الكبير، والمارُّ على القاعد، والقليل على الكثير))[18].
7- صافِحْ أخاكَ بعد سلامك عليه:
عن حذيفةَ بن اليمانِ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن المؤمن إذا لقي المؤمنَ فسلَّم عليه، وأخَذ بيده، فصافَحه، تناثرت خطاياهما، كما يتناثر ورقُ الشَّجر))[19].
8- سلِّمْ قبل أن تسأَل أو تتكلم:
مِن آداب السلام: أن تسلِّمَ قبل أن تتكلم؛ فالسلام هو مفتاح السؤال؛ عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((السلام قبل السؤال، فمَن بدأكم بالسؤالِ قبل السلام، فلا تُجيبوه))[20].
كذلك لا تتكلَّم قبل أن تسلِّمَ؛ فالسلام مفتاح الكلام؛ عن جابر بن عبدالله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((السلامُ قبل الكلام))[21].
9- لا تُسلِّم على مَن يَقضي حاجته:
فلو مررتَ بإنسان يقضي حاجته، أو علِمْتَ أن أحدًا بالخلاء، فلا تسلِّم على هذا ولا ذاك؛ عن المهاجر بن قنفذٍ: أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلَّم عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه فقال: ((إني كرهتُ أن أذكر الله عز وجل إلا على طُهرٍ، أو قال: على طهارةٍ))[22].
فالإنسان المشغول بالبول، أو كان في حمام، يُكرَه أن يلقى عليه السلام، ويُكرَه مِنه الرد.
10- يستحب تكرار السلام إذا لم تسمع:
عن أنسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان (إذا تكلَّم بكلمةٍ أعادها ثلاثًا، حتى تُفهَم عنه، وإذا أتى على قومٍ فسلَّم عليهم سلَّم عليهم ثلاثًا)[23].
11- سلِّمْ على مَن عرَفتَ ومَن لم تعرِفْ:
عن عبدالله بن عمرٍو: أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خيرٌ؟ قال: ((تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على مَن عرَفتَ ومَن لم تعرِفْ))[24]؛ فالهَدْي النبوي يوصي بأن يسلم المسلم على أخيه، يعرفه أو لا يعرفه.
12- سلِّمْ على الصبيان والأطفال:
عن أنس بن مالكٍ: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم (مرَّ على غلمانٍ فسلَّم عليهم)[25]، وهي السنَّة.
وعنه، قال: مرَّ علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نلعب، فقال: ((السلامُ عليكم يا صبيان))[26].
13- سلِّمْ على أهل بيتِك:
قال ربنا: ﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ﴾ [النور: 61].
وعن أبي أمامة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثةٌ كلهم ضامنٌ على الله، إن عاش كُفِيَ، وإن مات دخل الجنة: مَن دخل بيته بسلامٍ، فهو ضامنٌ على الله عز وجل،ومَن خرج إلى المسجد، فهو ضامنٌ على الله،ومَن خرج في سبيل الله، فهو ضامنٌ على الله))[27].
وما جاء عن أنس بن مالكٍ، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا بنيَّ، إذا دخلتَ على أهلك، فسلِّمْ، يكون بركةً عليك وعلى أهل بيتك))[28].
14- يجوز حملُ السلام وتبليغه، وأن ترد عليه إذا وصَلك:
عن غالبٍ، قال: إنا لجلوسٌ بباب الحسن، إذ جاء رجلٌ، فقال: حدثني أبي، عن جدي، قال: بعثني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ائتِه فأقرِئْه السلامَ، قال: فأتيتُه فقلت: إن أبي يُقرِئك السلامَ، فقال: ((عليك السلامُ، وعلى أبيك السلامُ))[29].
فمن السنَّة أن تقول لشخص: بلِّغْ سلامي لفلان، وإذا بلغك سلامٌ، فرد على المبلغ: وعليك وعليه السلام؛ فالسنَّة حافلةٌ بهذه الصور مِن جبريل عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابِه رضي الله عنهم.
15- لا تتشبَّهْ بغير المسلمين في التحية:
فغيرُ المسلمين كأهل الكتاب - مثلًا - تحيتهم بالإشارة، والرؤوس، والأكُفِّ، ونحن مأمورن بمخالفتهم؛ عن جابر بن عبدالله: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تُسلِّموا تسليمَ اليهودِ والنصارى؛ فإن تسليمَهم بالأكُفِّ، والرؤوس، والإشارة))[30].
توضيحٌ وبيان:
وللإمام ابن حجر في ذلك كلام جميل، يقول فيه: "ويستثنى من ذلك: حالة الصلاة؛ فقد وردَتْ أحاديث جيدة أنه صلى الله عليه وسلم رد السلام وهو يصلي إشارةً، وكذا مَن كان بعيدًا بحيث لا يسمع التسليم، يجوز السلام عليه إشارةً، ويتلفَّظ مع ذلك بالسلام"[31].
ويقول أيضًا: "والنهي عن السلام بالإشارة مخصوصٌ بمَن قدر على اللفظ حسًّا وشرعًا، وإلا فهي مشروعةٌ لمَن يكون في شُغُلٍ يمنَعه مِن التلفُّظ بجواب السلام؛ كالمصلِّي، والبعيد، والأخرس، وكذا السلام على الأصم"[32].
ويتضحُ مما سبق: أنه قد يضطر الإنسان لأن يشير بالتحية مقرونة بالسلام، وهذا في أضيق الأحوال؛ كأن تسلِّمَ على أصمَّ، أو مَن كان بعيدًا عنك لا يسمعك؛ فالنهيُ عن التحية بالإشارة إذا كان المُسلِّمُ قادرًا على فعله، لكن عدل إلى الإشارة، وهذا وجهُ النهيِ.
16- هل يجوز السلام على غير المُسلِم؟
عن أبي هريرة: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((لا تبدَؤوا اليهودَ ولا النصارى بالسلامِ، فإذا لقيتم أحدَهم في طريقٍ، فاضطرُّوه إلى أضيقِه))[33].
وهذا السؤال يتضمن عدة نقاط:
الأولى: حُكم بَدءِ غير المسلِم بالسلام:
جاء عن النووي قوله: "وأما أهلُ الذمة فاختلف أصحابنا فيهم؛ فقطَع الأكثرون بأنه لا يجوز ابتداؤهم بالسلام، وقال آخرون: ليس هو بحرام، بل هو مكروه، ولو أراد تحية بغير السلام، بأن يقول: هداك الله، أو أنعَم الله صباحك،فلا بأس به إذا احتاج إليه، فيقول: صبحتَ بالخير، أو السعادة، أو بالعافية، أو صبَّحك الله بالسرور، أو بالسعادة والنعمة، أو بالمسرة، أو ما أشبه ذلك"[34].
الثانية: حُكم إلقاء السلام على مجلس فيه مسلِمون وغيرُ مسلِمين:
قال علماؤنا: لو أن مسلمًا أقبَل على جمع فيه المسلِم وغير المسلِم، فالسنَّة أن يسلِّمَ قاصدًا المسلِمين.
الثالث: حُكم رد تحية غير المسلِم:
إذا سلَّم غيرُ المسلِم على المسلِم، فيكون الردُّ عليهم كما جاء في الحديث الشريف، عن أنسٍ: أن أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أهل الكتاب يُسلِّمون علينا، فكيف نردُّ عليهم؟ قال: ((قولوا: وعليكم))[35].
17- حُكم السلام على النساء:
يقول صاحب الأذكار: "إن كانت زوجتَه أو جاريتَه أو مَحرمًا من محارمه، فهي معه كالرجل مع الرجل، فيستحبُّ لكل واحد منهما ابتداءُ الآخَر بالسلام، ويجب على الآخر ردُّ السلام عليه، وإن كانت أجنبيةً، فإن كانت جميلةً يخاف الافتتانَ بها، لم يُسلِّمِ الرجلُ عليها، ولو سلَّم، لم يجُزْ لها رد الجواب، ولم تسلِّمْ هي عليه ابتداءً، فإن سلَّمَتْ، لم تستحقَّ جوابًا، فإن أجابها كُرِه له، وإن كانت عجوزًا لا يفتتن بها، جاز أن تسلِّمَ على الرجل، وعلى الرجل ردُّ السلام عليها، وإذا كانت النساء جمعًا، فيسلِّمُ عليهن الرجل، أو كان الرجال جمعًا كثيرًا، فسلَّموا على المرأة الواحدة جاز، إذا لم يخف عليه ولا عليهن، ولا عليها أو عليهم فتنة"[36].
وأخيرًا، أحوالٌ يُكرَه فيها إلقاء السلام:
• يُكرَه السلام على النائم، والمشتغل بقضاء الحاجة.
• يُكرَه السلام على المُصلِّي أو المؤذِّن.
• يُكرَه السلام أثناء خُطبة الجمعة.
• يُكرَه السلام على مشتغلٍ بقراءة القرآن.
♦ ♦ ♦
درس العصر: قضاء رمضان:
هذه مسألة مِن المسائل الفقهية المهمة، والمتعلقة بقضاء رمضان؛ فالذي يُفطر في رمضان بعُذْر، والأعذار متعددة؛ فقد يُفطِر بسبب الكِبرَ والهَرَمِ، أو بسبب المرض العارض، أو المرض المزمن، أو تفطر المرأة بسبب الحمل أو الرضاعة، أو تفطر بسبب الحيض والنفاس، وتتعدَّد صور القضاء؛ فمنهم مَن يسارع بالقضاء ويُعجِّل به، ومنهم مَن يداهمه رمضان التالي فيأتي عليه، ولم يكُنْ قضى ما فاته مِن رمضان الماضي؛ كلُّ هذه صورٌ نتعرَّض لها في هذا الدرس.
وإليك - حبيبي الصائم - نص الفتوى[37] لدار الإفتاء المصرية في قضاء رمضان، وفيها أن: "قضاء رمضان إذا لم يكن عن تعدٍّ لا يجب على الفور، بل يجب وجوبًا موسعًا في خلال العام، وقبل حلول رمضان التالي؛ فقد صح عن أم المؤمنين عائشة: "أنها كانت تقضي ما عليها من رمضان في شعبان"، فإن أخَّر القضاء حتى دخل عليه شهر رمضان الآخَر صام الحاضر، ثم قضى بعده ما عليه، ولا فدية عليه، سواء كان التأخير لعذر أو لغير عذر، على ما ذهب إليه الأحناف والحسَن البصري، وذهب مالكٌ والشافعي وأحمدُ إلى أنه يجب عليه القضاء فقط، إن كان التأخير لعذر، أما إذا كان التأخير بدون عذر فيلزمه القضاء والفدية، ولا يشترط التتابع".
والحاصل: أن القضاءَ على مَن أفطر في رمضان يكون على التراخي، وفي خلال العام، فلو تأخر القضاءُ حتى دخل رمضانُ آخرُ، فلو كان لم يقضِ لعذر، فعليه القضاء فقط، وإن ترك القضاء لغير عذر، فعليه القضاءُ مع الكفارة، وإن كان الإمام أبو حنيفة يرى القضاء فقط، سواء ترك القضاء لعذر أو لغير عذر.
والله أعلم.
نصْبُ الخِيام في دُروسِ رَمَضَانَ وأَحْكَامِ الصِّيَام لفضيلة الشيخ: أحمد علوان، دار الصفوة بالقاهرة
[1] صحيح ابن حبان (247)، والمعجم الكبير للطبراني (459)، وحسنه الأرناؤوط.
[2] مسند أحمد (6872)، وقال الشيخ / أحمد شاكر: إسناده صحيح.
[3] فيض القدير شرح الجامع الصغير، للعلامة المناوي، (ج5، ص511)، المكتبة التجارية الكبرى - مصر، ط1/ 1356هـ.
[4] أبو داود (4832)، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن.
[5] متفق عليه.
[6] البخاري (2446)، مسلم (2585).
[7] إمتاع الأسماع، للمقريزي، (ج2، ص188).
[8] المعجم الأوسط للطبراني (5787)،وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة (906).
[9] سنن الدارمي (320)، إسناده صحيح، وهو موقوفٌ على عليٍّ.
[10] الترمذي (3368)، وقال: حسن غريب.
[11] مسلم (54).
[12] الترمذي (1854)، وقال: حسن صحيح غريب.
[13] مسلم (2162).
[14] أبو داود (5195)، والترمذي (2689)، وقال: حسن غريب.
[15] البخاري (1240)، مسلم (2162).
[16] انظر: الأذكار، للنووي، ص246، تحقيق: عبدالقادر الأرنؤوط، دار الفكر، بيروت - لبنان، 1414 هـ - 1994 م.
[17] مسند أحمد (8312)، وصححه الأرناؤوط.
[18] البخاري (6234).
[19] المعجم الأوسط للطبراني (245)، وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة (526).
[20] ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (ج6/ 509)، تحقيق: عادل أحمد عبدالموجود - علي محمد معوض، وشارك في تحقيقه: عبدالفتاح أبو سنة، الكتب العلمية - بيروت - لبنان، ط1/ 1418هـ = 1997م، وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة (816).
[21] الترمذي (2699)، وحسنه الألباني.
[22] أبو داود (17)، وقال الشيخ الأرناؤوط: صحيح.
[23] رواه البخاري.
[24] البخاري (28)، مسلم (39).
[25] مسلم (2168).
[26] أحمد (12896)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
[27] الأدب المفرد للبخاري (1094).
[28] الترمذي (2698)، وقال: ((هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ)).
[29] أبو داود (5231)، وحسنه الألباني.
[30] السنن الكبرى للنسائي (10100).
[31] فتح الباري (ج11/ ص19).
[32] المرجع السابق نفسه (ج11/ ص14).
[33] مسلم (2167).
[34] الأذكار للنووي، ص253، 254 بتصرف.
[35] مسلم (2163).
[36] الأذكار، للنووي، ص252.
[37] راجع: من كتاب أحكام الصيام، الصادر عن دار الإفتاء المصرية، ص93.
الشيخ أحمد علوان
(من دروس رمضان وأحكام الصيام)
للأئمة والدعاة
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد كما خلقتَنا ورزقتنا، وهديتَنا وعلمتنا، وفرَّجت عنا، لك الحمد بالإسلام، بالقرآن، بالأهل والمال والمعافاة، بسطتَ رزقنا؛ فلك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا، أما بعد:
فلقاؤنا الليلة يدور حول حديث جميل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يشبه المؤمن فيه بالنحلة، ويبرز فيه رائعة من روائع التشبيهات النبوية؛ فتعالَوْا لنعيش معًا مع هذا التشبيه، ولنتعرَّف على صفات النحل، وكيف يستفيد المؤمن مِن هذا التمثيل النبوي.
عن أبي رَزينٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَثَل المؤمن مَثَل النحلة، لا تأكُلُ إلا طيِّبًا، ولا تضَعُ إلا طيِّبًا))[1].
وفي رواية أخرى: ((والذي نفسُ محمد بيده، إن مَثَل المؤمن لكمَثَل النَّحلة، أكلَتْ طيبًا، ووضعَتْ طيبًا، ووقعَتْ فلم تكسِرْ ولم تُفسِدْ))[2].
قال العلامة المناوي - رحمه الله -: "ووجه الشبه: حذق النحل، وفِطنته، وقلة أذاه، وحقارته، ومنفعته، وقنوعه، وسعيه في الليل، وتنزُّهه عن الأقذار، وطيب أكله، وأنه لا يأكل مِن كسب غيره، وطاعته لأميره، وأن للنحل آفاتٍ تقطعه عن عمله، منها: الظلمة، والغَيْم، والريح، والدخَان، والماء، والنار، وكذلك المؤمن له آفات تُفقِره عن عمله؛ ظلمة الغفلة، وغَيْم الشك، وريح الفتنة، ودخَان الحرام، ونار الهوى"[3]
كما أكد علماءُ الحشرات أن النحلَ لا يمتص إلا رحيق الأزهار الفواحة، كما أن العسَل الخارجَ من بطنها مِن أطيب الإفرازات الحيوانية وأنفعِها على الإطلاق.
ومِن صفات عالَم النَّحل: أنه يعمَل ويجتهد، ويثابر طَوال يومه في بناء خليَّته، وتشييد مدينتِه، ويحافظ على نَسْله، وله شجاعة وإقدامٌ، ويُضحِّي بنفسه مِن أجل بني خليَّتِه، ويحبُّ العملَ الجماعي، وهذا واضحٌ وجليٌّ، كما أن النحل لا يتبرَّم مِن العمل، بل يعمَل في صمتٍ، ولا ينتظر منصبًا أو مكانةً في خليَّتِه.
النحل في القرآن:
جاءت سورةٌ كاملة في القرآن الكريم باسم سورة (النحل)، وهذا من تكريم الله لتلك الحشرة الصغيرة، ولفت انتباه المؤمنين للتشبه بهذا الكائن؛ قال تعالى: ﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 68، 69].
بين المؤمن والنحلة:
المؤمن لا يأكل إلا طيبًا، وتلك صفة النحل:
عن أبي سعيدٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لا تصاحِبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي))[4].
المؤمن لا يقول إلا طيبًا، والنحل يخرج العسل:
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((.... ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخِر، فليقُلْ خيرًا، أو ليسكُتْ))[5].
المؤمن يحب العمل الجماعي، والنحل متعاون:
عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤمنُ للمؤمن كالبنيان، يشُدُّ بعضُه بعضًا))، وشبَّكَ بين أصابعه[6].
ومما جاء في سيرته صلى الله عليه وسلم: أنه كان في بعض أسفاره، فأمر بإصلاح شاةٍ، فقال رجل: يا رسول الله، عليَّ ذبحُها، وقال آخر: عليَّ سلخها، وقال آخر: عليَّ طبخها، فقال صلى الله عليه وسلم: ((وعليَّ جمع الحطب))، فقالوا: يا رسول الله، نحن نكفيك، فقال: ((قد علمتُ أنكم تكفوني، ولكني أكره أن أتميز عليكم؛ فإن الله يكره مِن عبده أن يراه متميزًا بين أصحابه))[7].
إن ملامحَ الجماعة في دِيننا تظهر في كل العبادات التي نتعبد بها لله؛ فالصلاة تؤدى في جماعة المسجد، وتصوم الأمة كلها شهرًا واحدًا في وقت واحد، ويؤدُّون فريضة الحج في آنٍ واحد ومكان واحد، ويخرجون لصلاة العيد مكبِّرين مهلِّلين في صوت واحد، كما أن ربنا إذا نادى علينا في كتابه ينادي بصيغة الجمع، فيقول: يا أيها الذين آمنوا، يا أيها الناس.
مِن صفات المؤمن أن يكون نافعًا للغير كالنحل:
عن ابن عمر: أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الناس إلى الله تعالى: أنفعُهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى: سرورٌ تُدخِله على مسلمٍ...))[8].
ومما أُثِر عن علي رضي الله عنه قوله: "كونوا في الناس كالنحلة في الطير؛ إنه ليس من الطير شيءٌ إلا وهو يستضعفها، ولو يعلم الطيرُ ما في أجوافها من البركة لم يفعلوا ذلك بها، خالِطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم، وزايِلوهم بأعمالكم وقلوبكم؛ فإن للمرءِ ما اكتسب، وهو يوم القيامة مع مَن أحَبَّ"[9].
وأعجبني ما قاله الشيخ الغزالي - رحمه الله -: "المسلم كالنحلة التي تطوف بالحدائق والحقول، تطعَمُ الخير، وتُعطي العسل، ولا يرى أحدٌ منها إلا ما يسُرُّ"؛ "كنوز من السنة".
فعلى المؤمن الصائم: أن يتعلمَ مِن النحل؛ فلا يقبل إلا الطيب، ولا يتكلم إلا بالطيب، ولا يطعَم إلا الطيب، ولا يلبَس إلا الطيب، ولا يشرب إلا الطيب، ولا يكسِب إلا الطيب، فإذا عاش المؤمن كالنحل - يتحرى الطيبَ مِن كل شيء، وفي كل شيء - كانت نهايتُه بإذن الله طيبةً؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32].
وتلك دروس جليلة، ومهما كثرت فهي قليلة، لكن في المثال الواحد، ما يُغني عن ألفِ شاهد.
وصية عملية:
كُنْ طيبًا في كلامك، وفي أفعالك، وفي حركاتك، وفي طعامك وشرابك؛ فالطيب يعيش حياةَ الطيبيين.
♦ ♦ ♦
السؤال الرابع عشر: مَن هم الأنبياءُ العرب؟
الجواب:
الأنبياء العرب أربعة، وهم: سيدنا هود، سيدنا صالح، سيدنا شعيب، سيدنا محمد.
♦ ♦ ♦
خاطرة بعد الفجر: (آداب السلام):
إن السلامَ تحيةُ الإسلام، وشِعار الأمة، وجاءت تحية الإسلام لننشر بها السلام والأمان في ربوع الأرض، وفي أرجاء المعمورة، وتلك التحية لها آدابٌ وأحكام، وهي:
1- أن نلتزمَ بتحية الإسلام:
فالسنَّة التي جاء بها نبينا صلى الله عليه وسلم هي أن نقول: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، فتلك هي التحية المشروعة والمرفوعة والمأجورة، فلا يليق بأمة لها نبي هو المعلم والمربي أن تغيِّرَ مِن سنَّته، أو تستبدل بتعاليمه غيرَها، ومَن يُقدِم على ذلك فهو كالذي يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، فهذا هبوط وهبوط، إن تركنا سنَّة هادينا ومرشدنا صلى الله عليه وسلم.
إن تحيةَ الإسلام، وهي السلام، تحية كل الأنبياء، مِن آدمَ إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، بل ما تعلمه سيدنا آدم هو إلقاء السلام؛ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما خلَق الله آدم ونفخ فيه الرُّوح، عطَس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذنه، فقال له ربه: رحمك الله يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة، إلى ملأٍ منهم جلوسٍ، فقل: السلام عليكم، قالوا: وعليك السلام ورحمة الله، ثم رجع إلى ربه، فقال: إن هذه تحيتُك وتحيةُ بنيك...))[10].
2- أن نحرص على إفشاء السلام:
مِن أهم آداب وأحكام السلام: أن ننشره في الناس؛ فنشره نشرٌ للأمن والسلامة والسكينة والاطمئنان، فجاءت السنة داعمةً لهذا الأدب؛ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخلون الجنةَ حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أوَلَا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلامَ بينكم))[11].
وعنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أفشوا السلام، وأطعِموا الطعام، واضرِبوا الهَام، تُورَثوا الجِنان))[12].
3- أن تبدأ مَن تلقاه بالسلام:
عن أبي هريرة: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((حقُّ المسلم على المسلم سِتٌّ))، قيل: ما هن يا رسول الله؟، قال: ((إذا لقيتَه فسلِّمْ عليه...))[13].
4- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وهي أكمل ألفاظ السلام، ويليها: السلام عليكم ورحمة الله، ويليها: السلام عليكم.
عن عمران بن حصينٍ، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه السلام، ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عشرٌ))، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه، فجلس، فقال: ((عشرون))، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه، فجلس، فقال: ((ثلاثون))[14].
5- رد السلام:
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ﴾ [النساء: 86].
وعن أبي هُرَيرة رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((حقُّ المسلم على المسلم خمسٌ: ردُّ السلام...))[15].
يقول الإمام النووي: "إن كان المُسلَّمُ عليه واحدًا تعيَّن عليه الردُّ، وإن كانوا جماعةً، كان ردُّ السلام فرضَ كفايةٍ عليهم، فإن ردَّ واحدٌ منهم سقط الحرجُ عن الباقين، وإن تركوه كلُّهم، أثِموا كلُّهم، وإن ردُّوا كلُّهم، فهو النهايةُ في الكمال والفضيلة"[16].
6- يسلِّم الصغيرُ على الكبير، والراكب على الماشي، والقليلُ على الكثير:
عن أبي هريرةَ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليُسلِّمِ الراكبُ على الماشي، والماشي على القاعد، والقليلُ على الكثير))[17].
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُسلِّم الصغير على الكبير، والمارُّ على القاعد، والقليل على الكثير))[18].
7- صافِحْ أخاكَ بعد سلامك عليه:
عن حذيفةَ بن اليمانِ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن المؤمن إذا لقي المؤمنَ فسلَّم عليه، وأخَذ بيده، فصافَحه، تناثرت خطاياهما، كما يتناثر ورقُ الشَّجر))[19].
8- سلِّمْ قبل أن تسأَل أو تتكلم:
مِن آداب السلام: أن تسلِّمَ قبل أن تتكلم؛ فالسلام هو مفتاح السؤال؛ عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((السلام قبل السؤال، فمَن بدأكم بالسؤالِ قبل السلام، فلا تُجيبوه))[20].
كذلك لا تتكلَّم قبل أن تسلِّمَ؛ فالسلام مفتاح الكلام؛ عن جابر بن عبدالله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((السلامُ قبل الكلام))[21].
9- لا تُسلِّم على مَن يَقضي حاجته:
فلو مررتَ بإنسان يقضي حاجته، أو علِمْتَ أن أحدًا بالخلاء، فلا تسلِّم على هذا ولا ذاك؛ عن المهاجر بن قنفذٍ: أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلَّم عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه فقال: ((إني كرهتُ أن أذكر الله عز وجل إلا على طُهرٍ، أو قال: على طهارةٍ))[22].
فالإنسان المشغول بالبول، أو كان في حمام، يُكرَه أن يلقى عليه السلام، ويُكرَه مِنه الرد.
10- يستحب تكرار السلام إذا لم تسمع:
عن أنسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان (إذا تكلَّم بكلمةٍ أعادها ثلاثًا، حتى تُفهَم عنه، وإذا أتى على قومٍ فسلَّم عليهم سلَّم عليهم ثلاثًا)[23].
11- سلِّمْ على مَن عرَفتَ ومَن لم تعرِفْ:
عن عبدالله بن عمرٍو: أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خيرٌ؟ قال: ((تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على مَن عرَفتَ ومَن لم تعرِفْ))[24]؛ فالهَدْي النبوي يوصي بأن يسلم المسلم على أخيه، يعرفه أو لا يعرفه.
12- سلِّمْ على الصبيان والأطفال:
عن أنس بن مالكٍ: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم (مرَّ على غلمانٍ فسلَّم عليهم)[25]، وهي السنَّة.
وعنه، قال: مرَّ علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نلعب، فقال: ((السلامُ عليكم يا صبيان))[26].
13- سلِّمْ على أهل بيتِك:
قال ربنا: ﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ﴾ [النور: 61].
وعن أبي أمامة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثةٌ كلهم ضامنٌ على الله، إن عاش كُفِيَ، وإن مات دخل الجنة: مَن دخل بيته بسلامٍ، فهو ضامنٌ على الله عز وجل،ومَن خرج إلى المسجد، فهو ضامنٌ على الله،ومَن خرج في سبيل الله، فهو ضامنٌ على الله))[27].
وما جاء عن أنس بن مالكٍ، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا بنيَّ، إذا دخلتَ على أهلك، فسلِّمْ، يكون بركةً عليك وعلى أهل بيتك))[28].
14- يجوز حملُ السلام وتبليغه، وأن ترد عليه إذا وصَلك:
عن غالبٍ، قال: إنا لجلوسٌ بباب الحسن، إذ جاء رجلٌ، فقال: حدثني أبي، عن جدي، قال: بعثني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ائتِه فأقرِئْه السلامَ، قال: فأتيتُه فقلت: إن أبي يُقرِئك السلامَ، فقال: ((عليك السلامُ، وعلى أبيك السلامُ))[29].
فمن السنَّة أن تقول لشخص: بلِّغْ سلامي لفلان، وإذا بلغك سلامٌ، فرد على المبلغ: وعليك وعليه السلام؛ فالسنَّة حافلةٌ بهذه الصور مِن جبريل عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابِه رضي الله عنهم.
15- لا تتشبَّهْ بغير المسلمين في التحية:
فغيرُ المسلمين كأهل الكتاب - مثلًا - تحيتهم بالإشارة، والرؤوس، والأكُفِّ، ونحن مأمورن بمخالفتهم؛ عن جابر بن عبدالله: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تُسلِّموا تسليمَ اليهودِ والنصارى؛ فإن تسليمَهم بالأكُفِّ، والرؤوس، والإشارة))[30].
توضيحٌ وبيان:
وللإمام ابن حجر في ذلك كلام جميل، يقول فيه: "ويستثنى من ذلك: حالة الصلاة؛ فقد وردَتْ أحاديث جيدة أنه صلى الله عليه وسلم رد السلام وهو يصلي إشارةً، وكذا مَن كان بعيدًا بحيث لا يسمع التسليم، يجوز السلام عليه إشارةً، ويتلفَّظ مع ذلك بالسلام"[31].
ويقول أيضًا: "والنهي عن السلام بالإشارة مخصوصٌ بمَن قدر على اللفظ حسًّا وشرعًا، وإلا فهي مشروعةٌ لمَن يكون في شُغُلٍ يمنَعه مِن التلفُّظ بجواب السلام؛ كالمصلِّي، والبعيد، والأخرس، وكذا السلام على الأصم"[32].
ويتضحُ مما سبق: أنه قد يضطر الإنسان لأن يشير بالتحية مقرونة بالسلام، وهذا في أضيق الأحوال؛ كأن تسلِّمَ على أصمَّ، أو مَن كان بعيدًا عنك لا يسمعك؛ فالنهيُ عن التحية بالإشارة إذا كان المُسلِّمُ قادرًا على فعله، لكن عدل إلى الإشارة، وهذا وجهُ النهيِ.
16- هل يجوز السلام على غير المُسلِم؟
عن أبي هريرة: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((لا تبدَؤوا اليهودَ ولا النصارى بالسلامِ، فإذا لقيتم أحدَهم في طريقٍ، فاضطرُّوه إلى أضيقِه))[33].
وهذا السؤال يتضمن عدة نقاط:
الأولى: حُكم بَدءِ غير المسلِم بالسلام:
جاء عن النووي قوله: "وأما أهلُ الذمة فاختلف أصحابنا فيهم؛ فقطَع الأكثرون بأنه لا يجوز ابتداؤهم بالسلام، وقال آخرون: ليس هو بحرام، بل هو مكروه، ولو أراد تحية بغير السلام، بأن يقول: هداك الله، أو أنعَم الله صباحك،فلا بأس به إذا احتاج إليه، فيقول: صبحتَ بالخير، أو السعادة، أو بالعافية، أو صبَّحك الله بالسرور، أو بالسعادة والنعمة، أو بالمسرة، أو ما أشبه ذلك"[34].
الثانية: حُكم إلقاء السلام على مجلس فيه مسلِمون وغيرُ مسلِمين:
قال علماؤنا: لو أن مسلمًا أقبَل على جمع فيه المسلِم وغير المسلِم، فالسنَّة أن يسلِّمَ قاصدًا المسلِمين.
الثالث: حُكم رد تحية غير المسلِم:
إذا سلَّم غيرُ المسلِم على المسلِم، فيكون الردُّ عليهم كما جاء في الحديث الشريف، عن أنسٍ: أن أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أهل الكتاب يُسلِّمون علينا، فكيف نردُّ عليهم؟ قال: ((قولوا: وعليكم))[35].
17- حُكم السلام على النساء:
يقول صاحب الأذكار: "إن كانت زوجتَه أو جاريتَه أو مَحرمًا من محارمه، فهي معه كالرجل مع الرجل، فيستحبُّ لكل واحد منهما ابتداءُ الآخَر بالسلام، ويجب على الآخر ردُّ السلام عليه، وإن كانت أجنبيةً، فإن كانت جميلةً يخاف الافتتانَ بها، لم يُسلِّمِ الرجلُ عليها، ولو سلَّم، لم يجُزْ لها رد الجواب، ولم تسلِّمْ هي عليه ابتداءً، فإن سلَّمَتْ، لم تستحقَّ جوابًا، فإن أجابها كُرِه له، وإن كانت عجوزًا لا يفتتن بها، جاز أن تسلِّمَ على الرجل، وعلى الرجل ردُّ السلام عليها، وإذا كانت النساء جمعًا، فيسلِّمُ عليهن الرجل، أو كان الرجال جمعًا كثيرًا، فسلَّموا على المرأة الواحدة جاز، إذا لم يخف عليه ولا عليهن، ولا عليها أو عليهم فتنة"[36].
وأخيرًا، أحوالٌ يُكرَه فيها إلقاء السلام:
• يُكرَه السلام على النائم، والمشتغل بقضاء الحاجة.
• يُكرَه السلام على المُصلِّي أو المؤذِّن.
• يُكرَه السلام أثناء خُطبة الجمعة.
• يُكرَه السلام على مشتغلٍ بقراءة القرآن.
♦ ♦ ♦
درس العصر: قضاء رمضان:
هذه مسألة مِن المسائل الفقهية المهمة، والمتعلقة بقضاء رمضان؛ فالذي يُفطر في رمضان بعُذْر، والأعذار متعددة؛ فقد يُفطِر بسبب الكِبرَ والهَرَمِ، أو بسبب المرض العارض، أو المرض المزمن، أو تفطر المرأة بسبب الحمل أو الرضاعة، أو تفطر بسبب الحيض والنفاس، وتتعدَّد صور القضاء؛ فمنهم مَن يسارع بالقضاء ويُعجِّل به، ومنهم مَن يداهمه رمضان التالي فيأتي عليه، ولم يكُنْ قضى ما فاته مِن رمضان الماضي؛ كلُّ هذه صورٌ نتعرَّض لها في هذا الدرس.
وإليك - حبيبي الصائم - نص الفتوى[37] لدار الإفتاء المصرية في قضاء رمضان، وفيها أن: "قضاء رمضان إذا لم يكن عن تعدٍّ لا يجب على الفور، بل يجب وجوبًا موسعًا في خلال العام، وقبل حلول رمضان التالي؛ فقد صح عن أم المؤمنين عائشة: "أنها كانت تقضي ما عليها من رمضان في شعبان"، فإن أخَّر القضاء حتى دخل عليه شهر رمضان الآخَر صام الحاضر، ثم قضى بعده ما عليه، ولا فدية عليه، سواء كان التأخير لعذر أو لغير عذر، على ما ذهب إليه الأحناف والحسَن البصري، وذهب مالكٌ والشافعي وأحمدُ إلى أنه يجب عليه القضاء فقط، إن كان التأخير لعذر، أما إذا كان التأخير بدون عذر فيلزمه القضاء والفدية، ولا يشترط التتابع".
والحاصل: أن القضاءَ على مَن أفطر في رمضان يكون على التراخي، وفي خلال العام، فلو تأخر القضاءُ حتى دخل رمضانُ آخرُ، فلو كان لم يقضِ لعذر، فعليه القضاء فقط، وإن ترك القضاء لغير عذر، فعليه القضاءُ مع الكفارة، وإن كان الإمام أبو حنيفة يرى القضاء فقط، سواء ترك القضاء لعذر أو لغير عذر.
والله أعلم.
نصْبُ الخِيام في دُروسِ رَمَضَانَ وأَحْكَامِ الصِّيَام لفضيلة الشيخ: أحمد علوان، دار الصفوة بالقاهرة
[1] صحيح ابن حبان (247)، والمعجم الكبير للطبراني (459)، وحسنه الأرناؤوط.
[2] مسند أحمد (6872)، وقال الشيخ / أحمد شاكر: إسناده صحيح.
[3] فيض القدير شرح الجامع الصغير، للعلامة المناوي، (ج5، ص511)، المكتبة التجارية الكبرى - مصر، ط1/ 1356هـ.
[4] أبو داود (4832)، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن.
[5] متفق عليه.
[6] البخاري (2446)، مسلم (2585).
[7] إمتاع الأسماع، للمقريزي، (ج2، ص188).
[8] المعجم الأوسط للطبراني (5787)،وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة (906).
[9] سنن الدارمي (320)، إسناده صحيح، وهو موقوفٌ على عليٍّ.
[10] الترمذي (3368)، وقال: حسن غريب.
[11] مسلم (54).
[12] الترمذي (1854)، وقال: حسن صحيح غريب.
[13] مسلم (2162).
[14] أبو داود (5195)، والترمذي (2689)، وقال: حسن غريب.
[15] البخاري (1240)، مسلم (2162).
[16] انظر: الأذكار، للنووي، ص246، تحقيق: عبدالقادر الأرنؤوط، دار الفكر، بيروت - لبنان، 1414 هـ - 1994 م.
[17] مسند أحمد (8312)، وصححه الأرناؤوط.
[18] البخاري (6234).
[19] المعجم الأوسط للطبراني (245)، وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة (526).
[20] ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (ج6/ 509)، تحقيق: عادل أحمد عبدالموجود - علي محمد معوض، وشارك في تحقيقه: عبدالفتاح أبو سنة، الكتب العلمية - بيروت - لبنان، ط1/ 1418هـ = 1997م، وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة (816).
[21] الترمذي (2699)، وحسنه الألباني.
[22] أبو داود (17)، وقال الشيخ الأرناؤوط: صحيح.
[23] رواه البخاري.
[24] البخاري (28)، مسلم (39).
[25] مسلم (2168).
[26] أحمد (12896)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
[27] الأدب المفرد للبخاري (1094).
[28] الترمذي (2698)، وقال: ((هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ)).
[29] أبو داود (5231)، وحسنه الألباني.
[30] السنن الكبرى للنسائي (10100).
[31] فتح الباري (ج11/ ص19).
[32] المرجع السابق نفسه (ج11/ ص14).
[33] مسلم (2167).
[34] الأذكار للنووي، ص253، 254 بتصرف.
[35] مسلم (2163).
[36] الأذكار، للنووي، ص252.
[37] راجع: من كتاب أحكام الصيام، الصادر عن دار الإفتاء المصرية، ص93.